شعار قسم ميدان

حلبة صراع..لماذا يشعل حجاب حلا شيحا كل هذا الصخب؟

ميدان - حلا شيحة

"النجوم كائنات تنتسب إلى البشري والإلهي في آن، وتشبه في بعض سماتها أبطال الأساطير أو آلهة الأوليمب، مستثيرة نوعا من العبادة، بل نوعا من الدين"
(إدغار موران، نجوم السينما)

  

منذ عدة أيام أعلنت الفنانة المعتزلة والمنتقبة "حلا شيحا" خلعها الحجاب وعودتها للفن، خبر عادي ومتكرر، أليس كذلك؟! فالكثير من الفنانات اعتزلن وارتدين الحجاب في سن صغيرة ثم تراجعن عن هذه الخطوة وعدن للتمثيل مرة أخرى في فترات مختلفة، منهن: غادة عادل، وميرنا المهندس، وعبير صبري، وإيمان العاصي، وشاهيناز، وبسمة وهبة. لكن يبدو أن الأمر لم يكن عاديا أبدا مع حلا شيحا، إذ فوجئ الجميع باشتعال مواقع التواصل الاجتماعي إثر هذا الخبر، وانقسم الناس إلى فريقين:

  

فريق مذعور تماما يتجرع مرارة الهزيمة كأن نكبة وفجيعة قد حلّت به، وفريق يحتفل ويبارك عودتها وكأن نصرا مبينا قد تحقق. ردود الفعل هذه في الحقيقة مثيرة للدهشة، كيف تحولت حلا شيحا إلى أيقونة أسطورية بهذا الثقل القادر على استقطاب الجماهير الغفيرة؟ وما الذي يجعل لحجاب ممثلة غابت عن الساحة الفنية لمدة 12 عاما كل هذه الأهمية؟! لدرجة أن البعض علق بأن ردود الأفعال من جانب التيارات الإسلامية تشبه "لطمية سقوط الخلافة وسقوط الأندلس".

هذا الجدال الذي دار حول حلا شيحا ربما يذكرنا بجانب مهم في الطبيعة الإنسانية، والذي وُجد منذ آلاف السنين، عندما أوجد الإنسان "نماذج يحتذى بها" تمثلت في أبطال الأساطير القديمة من الآلهة وأنصاف الآلهة الذين قاموا بأعمال خارقة ونبيلة "أخرجت الكون من لجة العماء ووطدت نظام كل شيء". أراد الإنسان أن تكون حكايات آلهة الأساطير هي الأداة التي تزوده بمرشد ودليل في الحياة ومعايير أخلاقية للسلوك. كذلك كان مظهر الآلهة هو النموذج المثالي للجمال، لذلك صوّر الإغريق آلهتهم في منحوتات وتماثيل رائعة الجمال تتمتع بأجساد قوية ورياضية. لقد كان أبطال الأساطير يمثلون النماذج الفكرية والروحية للإنسان القديم، تُروى حكاياتهم "لترسيخ عادات قبلية معينة أو لتدعيم سيطرة عشيرة ما أو أسرة أو نظام اجتماعي وما إلى ذلك".(1)

 

ويبدو أن نظام عصرنا الحالي يحتاج إلى أبطال وآلهة أكثر من أي وقت مضى، إذ يقوم نظام الدعاية والإعلانات بأنواعها -والذي يُعدّ عصبا رئيسيا في السياسة والاقتصاد والمجتمع- على فكرة "النموذج أو القدوة" الذي يستمد منه الناس الدعم والتحفيز وينظرون إليه بإعجاب، وينتظرون رأيه ويقلدون أسلوب حياته في كل شيء. استبدلت الآلهة التي تقوم بدور البطولة في الأساطير القديمة بالنجم الذي يؤدي دور البطل في الحكايات التي نشاهدها على الشاشة، كما لم يعد النجوم هم أبطال الأفلام فقط، بل أصبح هناك نجوم الرياضة والبرامج التلفزيونية وعارضات الأزياء وغيرهم، ولم يعد يقتصر دور البطل على ترسيخ قيم أخلاقية كبرى كما في الماضي، إنما اتسع ليشمل كل مجالات الحياة. فأسماء النجوم وصورهم تتصدر اللوحات الإعلانية في كل مكان، سواء كانت هذه اللوحات لمنتجات تجارية أو حملات انتخابية أو مشروعات اقتصادية أو حملات توعية اجتماعية، إلى أن وصلت إلى برامج الدعوة الدينية.(2)(3)(4)

 

"بدت الشاشة وكأن واجبها تقديم مرآة للكائن البشري، فما كان منها إلا أن زودت القرن العشرين بأنصاف آلهة، أعني بهم النجوم"

(إدغار موران، نجوم السينما)

   

undefined

 

ما سبق من تأسيس نظري لمركزية النموذج في التاريخ الإنساني، يدفعنا للسؤال: ما الذي تمثله حلا شيحا لهؤلاء وهؤلاء؟ وهل هي النموذج الذي استعداه الأطراف لخوض معاركه؟ وهل هو صراع حول الحجاب حقا؟

 

متى أصبح الحجاب صراعا سياسيا؟

المتابع لتعليقات الناس على الخبر على هاشتاج (#حلا_شيحة) أو الهاشتاجات التي تدعوها للعودة مثل (‫#‏مستنيينك_يا_حلا) و(#حجابك_جنتك_يا_حلا) سيرى كيف تحول الحديث عن الحجاب إلى حديث عن "هزيمة ونصر"، أي هزيمة للإسلاميين وانتصار لليبراليين، وهما كلمتان تكررتا كثيرا. تقول د. سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع في مداخلتها مع البي بي سي: "إن هذا الفعل الذي جاء من شخصية شهيرة كان فرصة ثرية جدا ليعبر كل شخص له موقف معين تجاه الحجاب عن ذاته".(5) لكن شدة الاستقطاب لا يمكن أن تكون مجرد تعبير عن رأي ذاتي في الحجاب، إذ أصبح الصراع تجليا وانعكاسا لمساحة أخرى يبدو أنها أُغلقت تماما منذ سنوات على الجميع. "مجال عام" مغلق تماما الآن، كان مفتوحا نسبيا من قبل رغم وجود قيود عليه لكنه كان يسمح ببعض التنفيس، أما الآن فالنار القابعة تحت الرماد اشتعلت مع أول متنفس لها. هذه التيارات المختلفة كانت في صراع سياسي مستمر بأشكال مختلفة، لكن الآن الجميع يجلس ويشاهد فقط بدون أي قدرة على الحركة.

  

"تسييس القضية الأخيرة المرتبطة بالفنانة حلا شيحا تم منذ اللحظة الأولى، من هم ضد جماعة الإخوان نظروا إلى خلع الحجاب باعتباره اتجاها سياسيا وليس تعبيرا عن رغبة شخصية أو حرية فردية للفنانة، والوجه الآخر نظر إليه باعتباره انسحابا من تيار سياسي وليس تعبيرا عن رغبة فردية، ومثل هؤلاء هم الذين تناطحوا على وسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن جوهر القضية".

 (عمار علي حسن) (10)

  undefined

 

ببساطة يمكننا أن نرى كيف كان "حجاب حلا" يمثل "رمزا" يمكن أن تُسقط عليه التيارات المختلفة الخاضعة للقمع بكل أشكاله، انتصاراتها وهزائمها. كيف رأى التيار الإسلامي أنها هزيمة له، واعتبر التيار الليبرالي والعلماني أنه نصر له ضد السلفيين والإخوان. هناك عدة عوامل شاركت في خلق هذه الرمزية، أولها: أن قضية الحجاب نفسها اتخذت بُعدا سياسيا بعد "الدعوة لمليونية خلع الحجاب" التي أطلقها الإعلامي شريف الشوباشي منذ عدة سنوات، في وقت كان المجال العام فيه مغلقا تماما أيضا وكلمة مليونية كان لها دلالة واحدة سياسية منذ ثورة يناير.(6)

 

السبب الثاني هو انتشار "ظاهرة خلع الحجاب"، أو كما يسميها البعض موضة خلع الحجاب، التي يرجع البعض سبب ظهورها إلى هزيمة التيارات الإسلامية واهتزاز القيم التي كانت تدعو إليها بعد ثورات الربيع العربي، والتي يشير البعض بأنها من الممكن أن تكون مؤشرا لتغير اجتماعي (ثورة صامتة) لا يمكن الاستهانة به.(7)(8) وهو ما أطلق عليه تقرير فورين بوليسي "ثورة اجتماعية هادئة" أهم مظاهرها ظاهرة خلع الحجاب، إذ أصبح كل مصري يعرف امرأة واحدة على الأقل كانت محجبة ثم خلعت الحجاب، يأتي هذا مع تزايد مناقشة قضايا علمانية أخرى بين الشباب مثل الإلحاد والهوية الجنسية بحسب الصحيفة.(9)

 

كذلك فقد ساهمت مسيرة حلا شيحا نفسها التي تختلف بعض الشيء عن زميلاتها اللواتي اعتزلن ثم عدن للفن في خلق هذه الرمزية. فبالإضافة إلى أن اعتزالها أثناء ذروة نجاح أعمالها الفنية يمثل عند بعض المنتمين للتيار الإسلامي التخلي عن متع الحياة الدنيا الزائلة في سبيل جنة الآخرة، فإن هناك عاملا آخر له بالغ الأثر، فحلا شيحا لم تكن مجرد فنانة معتزلة ومحجبة، بل كانت داعية، وعندما أعلنت نقابها منذ عام دافعت عنه ودعت له، وكانت تشارك في عقد الكثير من الدروس الدينية والتي تجتذب إليها آلافا من الفتيات اللواتي يبحثن عن قدوة شهيرة ونجمة مثلها.

   

 

فهي بالنسبة لهن قد تركت إغراءات الشهرة والجمال التي تتطلع إليها كل فتاة في سبيل طاعة الله. وما يبدو للجميع من خلال ردود الأفعال أنها كانت أيضا متغلغلة في دوائر عميقة واتجاهات مختلفة في أوساط الإسلاميين، وهو ما يمكننا رؤيته من خلال منشور خديجة خيرت الشاطر وأميرة عزت زوجة الشيخ محمود المصري ذات التوجه السلفي وكذلك فيديوهات الشيخ محمد الصاوي والشيخ حازم شومان الذي قال: "حلا كانت قدوتي". كذلك فهي زوجة الشيخ والداعية الكندي يوسف هاريسون الذي كان قدد اعتنق الإسلام قبل زواجه بها.(11)

  

كما أن الكثير من الفنانات اللواتي اعتزلن وعدن من قبل لم يستمر حجابهن كل هذه السنوات، بينما تتجاوز سنوات اعتزال حلا شيحا عمرها الفني قبل حجابها. لقد جاءت حلا شيحا من قلب الحركة الإسلامية، بعد تجربة طويلة مع الحجاب وسط المذاهب الإسلامية المختلفة والتيارات المختلفة، ساهم هذا العامل بشدة في عمق التأثير الذي تركته لدى الإسلاميين ولدى المربع الآخر أيضا. ففي دراسة أجراها مارك ويلسون، المحاضر في جامعة شرق لندن، عن تأثير مشاركة المشاهير في حملات التبرعات للمؤسسات الخيرية، خلصت الدراسة إلى أن المشاهير بالفعل لهم تأثير على زيادة المشاركة والتبرعات وإنجاح الحملات، بل إن أحد شروط نجاح الحملات أن تكون الشخصية المشهورة على دراية كافية وفهم حقيقي وتجربة شخصية بالمؤسسة الخيرية التي تدعمها، وهو ما ينطبق تماما على حالة حلا شيحا، حتى إن والدها استخدم هذا الأمر عندما قال: "ابنتي خلعت الحجاب بعد دراستها للدين 10 سنوات".(12)(13)

  

كل هذه العوامل جعلت من حجاب حلا شيحا والتزامها رمزا لانتصار أفكار شريحة من التيار الإسلامي، وعندما قلبت الآية شعر الاتجاه الآخر كذلك بأن التيار الإسلامي تلقى هزيمة موجعة.

 

"إن النجمات وقد حولن إلى بطلات أو إلهات، أصبحن أكثر من مجرد مواضيع للإعجاب، إنهن أيضا مشروع عبادة، من حولهن تتشكل براعم دين جديد"
(إدغار موران، نجوم السينما)

 

الحجاب ليس مجرد قطعة قماش

undefined

 

يبدو أن النساء في البلاد الإسلامية يقع على عاتقهن مسؤولية المظهر الإسلامي للمجتمع، فالحجاب يتجاوز في الدول الإسلامية كونه إحدى الفرائض إلى اعتباره رمزا ومؤشرا على مدى تدين المجتمع والتزامه بالتعاليم الدينية . يظهر هذا جليا في تعامل المملكة العربية السعودية "سابقا"  والجمهورية الإسلامية الإيرانية "حاليا" مع الحجاب. ففي السعودية ظلت العباءة السوداء بشكلها المعروف وغطاء الرأس لعقود الزي الرسمي لنساء المملكة، وعندما فتح الباب لبعض التغييرات في قضايا المرأة مثل السماح لها بالقيادة وارتداء الملابس المحتشمة بدلا من الشكل المحدد للعباءة، لم تأت من علماء الدين كفتاوى شرعية إنما أتت من رأس السلطة السياسية "محمد بن سلمان"، فالأمر هنا ليس قضية دينية بقدر ما هو شأن سياسي له دلالات أخرى بعيدا عن الحجاب كفرض ديني.(14)(15)

  

أما في الجمهورية الإسلامية فإن الحجاب يرتبط بشكل مصيري بمظهر الدولة، "إذ من بين جميع المظاهر الواضحة للجمهورية الإسلامية، هناك مظهران فقط استطاعا الصمود حتى الآن: الحجاب، ولعن الولايات المتحدة !". إن أهمية الحجاب في إيران ترجع إلى كونه الطريقة التي يمكن من خلالها الحفاظ على المظهر الذي يعكس الهوية، بالتالي يكتسب الحجاب أهمية تتجاوز قيمته ومعناه الحقيقي. لم يُفْتِ أي فقيه في الجمهورية الإسلامية أن من لم يلتزم بالفروض الإسلامية من صلاة وصيام مريض، يطلقون عليه عاصيا أو إيمانه ضعيف أو كافرا، لكن لا يعتبرونه مريضا، بينما أطلق رئيس الدولة على التساهل في الحجاب "مرضا خطيرا"!، يقول: "عندما يمرض أحدهم ماذا نفعل له؟ نأخذ المريض للمتخصصين ليعالجوه ولو غصبا. هل إذا عزلنا مريضا لكي لا يصيب الآخرين بالعدوى سيلومنا أحد؟ يجب أن نواجه غير المحجبات ونعزلهن لكي لا يصبن ثقافتنا بمرضهن".(16)

  undefined

 

"يا إماء الله اثبتن".. إلى أي مدى يؤثر المشاهير على سلوكنا؟

معظم التعليقات التي جاءت على الخبر من الإسلاميين كان بها نداء للفتيات بأن يثبتن، أشهر هذه التعليقات هو ما نشرته أميرة عزت صديقة حلا شيحا حين قالت: "يا إماء الله اثبتْنَ، فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت، أكتب هذا المنشور لإنكار المنكر ثم رفقا بقلوب الصالحات، أعلم ما تشعر به كل أخت منكن عندما رأت صورة لأختٍ كنا نحسبها على خير".(17) فهل حقا ما قامت به حلا شيحا سيكون له أثر كبير في محاكاة الفتيات لها؟ هل كل هذه الدعوات للفتيات بالثبات في محلها؟

  

"ليست النجمة معلمة وحسب، بل هي مكونة كذلك، وليست محرضة فحسب، بل هي دافعة كذلك"
(إدغار موران، نجوم السينما)

  

الحقيقة أن الكثير جدا من الفتيات المتدينات والمنتقبات كن يتخذن حلا "قدوة" لهن، ولِمَ لا والشيوخ بأنفسهم كانوا يتخذونها "قدوة" كما قال الشيخ حازم شومان. ومع كونها ممثلة مشهورة يجعل تأثير الخطوة التي أقبلت عليها أكثر عمقا، فالنساء في المجتمعات الحديثة أكثر عرضة للتأثر بالنماذج التي تقدم إليهن.(19) وهو ما يؤكده سكيب داينج يونح في كتابه "السينما وعلم النفس"، يذكر سكيب بعض الأمثلة لتأثير ما يقوم به الممثل على الناس، منها: تسريحة شعر ريتشل التي انتشرت بشدة بعد أن ظهرت جينيفر أنيستون بها في مسلسل "فرندز" في بداية التسعينيات. كذلك يذكر إدغار موران في كتابه "نجوم السينما" أن عددا كبيرا من ضروب المحاكاة يتركز على الثياب، فعندما كانت السينما الفرنسية تهيمن على السوق كان كل عرض جديد لفيلم في عاصمة من العواصم يؤدي فورا إلى عدد كبير من الطلبيات يتقدم بها النسوة الأنيقات. كما يرى موران أن للنجمات تحديدا تأثيرا كبيرا، يكتب:

    

يقول بيتشلن:
يقول بيتشلن: "أسلوب حياة نجم من النجوم هو في حد ذاته سلعة"، فحياة النجوم الخاصة تتمتع بفاعلية تجارية أي إعلانية
   

"النجمة طيبة في أعماقها، ويجدر بهذه الطيبة الفيلمية أن تترجم في حياتها الخاصة. وهي لا يمكنها أن تكون على عجلة، لاهية، عابثة في نظر معجبيها، بل عليها أن تساعدهم وهي قادرة على المساعدة، لأنها تفهم كل شيء، إنها ذات سلطة وذات قلب وعقل ومطالبة على الدوام بنصائحها الحميمة والعاطفية والأخلاقية". وفي موضع آخر يكتب: "كذلك يستشار النجم فيما يتعلق بكل المشكلات، سواء كانت عادية أو استثنائية، وأجوبته هي التي تقود خطى المؤمنين على دروب الحياة الشائكة. فبريد لويس ماريانو يكشف لنا عن مرشد روحي يعرف كيف يربط النصيحة الملموسة الصحية أو الغذائية بالموقف الأخلاقي أو البُعد الميتافيزيقي". لذلك فإن حلا شيحا بهذه التجربة التي خاضتها لسنوات سيكون لها غالبا تأثير غير هيّن على شريحة كبيرة من الفتيات.(20)

  

لقد كانت حلا عبار عن لوحة إعلانية كبرى يراها الجميع تقوم بالترويج بشكل اختياري ومجاني لقيم يتبناها التيار الإسلامي، وعندما قررت التخلي عن هذه القيم وتبنّت قيما أخرى أيضا بشكل اختياري كان هذا بمنزلة نصر للتيار الليبرالي الذي سيحصل الآن على ترويج مجاني لقيمه بالإضافة إلى هزيمة موجعة حلّت بالطرف الآخر. يقول بيتشلن: "أسلوب حياة نجم من النجوم هو في حد ذاته سلعة"، فحياة النجوم الخاصة تتمتع بفاعلية تجارية أي إعلانية، فالنجم كما يرى موران لا يكون مجرد ذات للدعاية بل موضوعا لها. يكتب:

  

"النجم سلعة كلية: فما من سنتيمتر في جسده وما من ذؤابة في روحه، وما من ذكرى في حياته، عاجزة من أن تكون سلعة ترمى في السوق"

المصدر : الجزيرة