شعار قسم ميدان

إليك القائمة الكاملة لأفلام باتمان.. أيها تفضل؟

ميدان - باتمان Batman

عند الحديث عن الأبطال الخارقين يبرز باتمان كأحد هؤلاء الأبطال ذوي الجانب الإنساني، بماضيه المظلم وغياب قدراته الخارقة. يُصنّف كاتبا المقال ويل ليتش وتيم جريسون كل الأفلام التي ظهر فيها باتمان كبطل رئيس، وأيها كان الأفضل، ولماذا؟ حين يبدأ النقاش حول أفضل نسخة من باتمان فإنه غالبا ما ينحصر بين الإصدار التلفزيوني الكوميدي لآدم ويست، ومعالجة تيم بيرتون الغريبة للشخصية، ونسخة كريستوفر نولان التي أعاد فيها رسم باتمان بشكل أنيق وحزين، أما أولئك الذين يحاولون ذكر نسخة جويل شوماخر الشنيعة فنتخلص منهم بأسلوب مهذب.

 

الآن علينا كذلك إفساح المجال لأحدث نسخة من باتمان والذي لعب دوره بن أفليك. ظهرت المحاولة الأولى لبن أفليك في لعب دور باتمان في فيلم العام الماضي "باتمان ضد سوبرمان" (Batman v Superman)، وهو الفيلم الذي حقق مكاسب خيالية رغم أنه لم يلقَ الكثير من الإعجاب. مؤخرا رُفع الستار عن الفيلم الجديد الذي لعب فيه دور باتمان مرة أخرى وهو "جاستس ليغ" (Justice League)، الذي ينضم فيه إلى كل من "ووندر وومن" و"أكوامان" و"سايبورغ" و"فلاش".

 

صورة من فيلم
صورة من فيلم "فرقة العدالة" 2017  (آي أم دي بيي)

 
غالبا ما سيحظى هذا الفيلم بنجاح ساحق، لكن هل هو أفضل حقا من "باتمان ضد سوبرمان" (Batman v Superman)؟ لذلك قررنا مقارنة هذا الفيلم مع باقي أفلام سلسلة باتمان التي صدرت في الخمسين عاما الأخيرة، بما في ذلك نسخة آدم ويست، وغيرها من الإصدارات الحديثة مثل "باتمان: ذا كيلينغ جوك" (Batman: The Killing Joke) و"ذا ليغو باتمان" (The Lego Batman)، وبالطبع الفيلم الكارثي "باتمان ضد سوبرمان".

 

في البداية، وضعنا بعض المعايير من أجل إجراء هذه المقارنة، لم نأخذ في الاعتبار سلسلة أفلام باتمان التي في الأربعينيات، وكذلك أفلام الفيديو من الرسوم المتحركة، كما استبعدنا الأفلام التي ضمّت بطل غوثام في دور البطل المساعد، لذلك تم الاستغناء عن كل من "ذا ليغو موفي" (The Lego Movie) و"الفرقة الانتحارية" (Suicide Squad). بقي لنا بعد ذلك 13 فيلما من سلسلة أفلام باتمان، منهم ستة أفلام نعتقد أنها الأعظم على أقل تقدير، واثنان آخران يمكننا أن نُعيد مشاهدتهما الآن بكل سرور. صُنعت هذه القائمة على أيدي شخصين يعتقدان أن باتمان هو الأفضل من بين جميع الأبطال الخارقين، ونحن ممتنون لظهوره بشكل جيد في أفلام السينما، على الأقل في معظم الأحيان.

 

باتمان ضد سوبرمان "فجر العدالة" (Batman v Superman: Dawn of Justice – 2016)


من أين يجب أن أبدأ وصف مدى سوء الفيلم؟ ماذا عن ظهور باتمان -الذي بُني وجوده على عدم قتل الآخرين- خلال هذا الفيلم وهو يقتل الناس بلا هوادة باستخدام القنابل ومدافع سيارة باتمان الخاصة وكأنه لا غرابة في ذلك؟ أم هل نبدأ بالإشارة إلى كونه قاسي القلب عديم الشفقة؟ أو من الأداء الغريب لجيسي آيزنبرغ في دور ليكس لوثر؟ أو القصة المتعلقة بمارثا؟ إن بشاعة هذا الفيلم لا تقع على كاهل بن أفليك، لكنّ أداءه لباتمان بهذا الشكل المتجهم البائس جعل من هذا الفيلم أسوأ من أفلام جويل شوماخر، فعلى الرغم من أن تلك الأفلام كانت غبية ومبتذلة فإن هذا الفيلم هو عبارة عن هجوم شامل على الحواس والروح يجعلك تكره باتمان بل وربما تكره الأفلام بشكل عام.

 

باتمان وروبن (Batman & Robin – 1997)

يمكننا أن نشهد لجويل شوماخر بشيء واحد: إنه لن يتوقف قبل الانتهاء من الكارثة التي عزم على القيام بها. يُعرَف عن مصمم الأزياء الذي تحول إلى مخرج أن جرأته هي أفضل نقاط قوته، تذكر شخصية الرجل الأبيض سريع الغضب في فيلم "السقوط" (Falling Down)، أو فيلم "تايجر لاند" (Tigerland) الدرامي، لكن فيلمه الثاني لباتمان شهد أسوأ ما فكر به جويل شوماخر، إن هذا الفيلم كارثة بمعنى الكلمة، فهو فيلم أحمق ورتيب في تتابع الأحداث، كما أن أداء الطاقم التمثيلي جاء مصطنعا، وغير مضحك بالمرة، والأسوأ أن كل هذا حدث بوقاحة بسيطة، وكأن طاقم الفيلم يريد أن يخبرك مقدار استيائهم منه كذلك، ولذلك استحق أرنولد شوارزنيغر بجدارة كل النقد الذي تلقاه بسبب تمثيله السيئ لدور مستر فريز، بينما نسي التاريخ الأداء الكارثي لأوما ثورمان في دور آيفي السامة.

 

في افتتاح هذا الفيلم في صيف عام 1997 قالت الكاتبة إيلا تايلور من صحيفة لوس أنجلوس ويكلي: "هناك الكثير من الأحداث التي تجري في الفيلم، ما يُشعرك بأنه لا شيء يحدث على الإطلاق"، وبصراحة عدم حدوث شيء هو أفضل من الجلوس لمشاهدة هذه البشاعة.

 

فرقة العدالة (Justice League – 2017)

أفضل ما يمكن قوله عن هذا الفيلم إنه على الأقل ليس أسوأ من فيلم "باتمان ضد سوبرمان"، الذي قدم بن أفليك كأحدث نسخة من "فارس الظلام"، ويأتي باتمان في مقدمة أبطال فيلم "جاستس ليغ" (Justice League) -الذي أخرجه زاك سنايدر، مخرج فيلم "باتمان ضد سوبرمان" وساعده في إخراجه جوس ويدون- لكن وجود أصدقاء بروس واين الخارقين خفّف من وقع تمثيل بن أفليك غير الملهم للشخصية الأسطورية، أبرزهم دور جال جادوت في شخصية "وندر وومن".

 

قد يكون بن أفليك ممثلا مؤثرا، وقد كان جيدا بالفعل في فيلم "هوليوود لاند" (Hollywoodland) عندما لعب دور جورج ريفز -الرجل الذي لعب دور سوبرمان في الخمسينيات- ولكنه فشل تماما في لعب شخصية بروس واين المليئة بالحزن. لم يُظهر بن باتمان كشخصية ذات جانب مظلم، بل أظهره كشخص مُحبط. ربما كان باتمان هو القائد لهذه الكوكبة من الأبطال، ولكن أفليك يفتقر إلى الكاريزما التي تجعلك تعتقد أن أي شخص سوف يتبعه إلى أي مكان.

 

باتمان: المزحة القاتلة (Batman: The Killing Joke)

undefined

 
فقدت أشهر قصص باتمان الهزلية القليل من حبكتها عندما تم تحويلها إلى عمل درامي، وعلى الرغم من أن هذا الإصدار امتلك كل السمات المميزة لشخصية باتمان، والذي كان يتضمن كيفن كونروي في دور باتمان ومارك هاميل في دور الجوكر، فإن الرغبة في صبغ الفيلم بصبغة مظلمة وصولا به إلى تصنيف من فئة "R" انحرف بالشخصية في اتجاه مختلف.

 
يبدو هذا الفيلم مجرد نسخة من فيلم لوجان، ولكنه في شكل صور متحركة وبدون أي عواطف. كما اتخذ صناع الفيلم قرارا غريبا بإضافة مقدمة إلى نسخة نسائية من باتمان وهي بات جيرل، والتي لم تكن موجودة أصلا في الكتاب الهزلي، يحمل الفيلم في مجمله طاقة سلبية أكبر مما كنا ننتظره من فيلم رسوم متحركة. وربما كان إضفاء هاميل القائم بشخصية الجوكر بعض الرعب على الشخصية التي لعبها ذا وقع مثير للاهتمام، لكنه لم يكن كافيا.

 

باتمان للأبد (Batman Forever – 1995)

undefined
  
تخيّل عالَمًا فيه كل من فال كيلمر وتومي لي جونز وجيم كاري ونيكول كيدمان في فيلم واحد معا، بالإضافة إلى فرقة "U2" والمغني سيل لأجل الموسيقى التصويرية، هذا ما حدث منذ 22 عامًا في إحدى النسخ الأقل تذكّرا من سلسلة أفلام باتمان. كان هناك بعض الإصدارات الأكثر كارثية، لكن المشكلة الرئيسة في هذا الفيلم تمثّلت في سهولة التخلص منه ونسيانه.

 

جاء كيلمر ليلعب دور بروس واين من بعد مايكل كيتون، كبطل خارق لا يحارب فقط كلا من شخصية ذي الوجهين التي مثّلها جونز وشخصية ريدلر التي لعبها كاري، بل كذلك محاولات الطبيبة النفسية، التي لعبتها نيكول كيدمان، للوصول إلى سر باتمان. لذلك يعلم أغلبية الناس أن هذا الفيلم هو النسخة الأقل سوءا من نسخة جويل شوماخر.

 

هذا ما يحدث عندما يتخلّى باتمان عن الجانب الغامض في شخصيته للحصول على بعض المرح، دون القليل من الحدّة وسرعة البديهة وبعض من الجانب الشيطاني الذي ميّز بعض الأفلام الخفيفة الأخرى، والتي احتلّت موقعا متقدّما من هذه القائمة. الشيء الذي يستحق ذكره في هذه السلسلة هو أداء كاري الذي كان بحاجة إلى براعة بورتون أو نولان ليصبح قوة ملحمية حقيقية.

  

باتمان (Batman 1966)

undefined
 
صدر هذا الفيلم كنوع من الدعاية الترويجية الانتقالية بين الموسم الأول والثاني من المسلسل التلفزيوني، ولذلك فهو عبارة عن حلقة طويلة بشكل رئيس، حلقة تهدف إلى جمع جميع الأشرار معا. اتحد كل من الجوكر، وريدلر، والبطريق، وكات وومن -التي لعبت دورها لي ميريويذر بدلا من جولي نيومار بسبب وجود تعارض مع جدول مواعيدها- ليكوّنوا فريق العالم السفلي المتحد (The United Underworld)، وبطبيعة الحال يحاول الثنائي وقفهم.

 

لكن هذا لم يُضف شيئا إلى البرنامج التليفزيوني، بل أبقى على استخدام نفس النغمة السخيفة التي رسّخها آدم ويست وشركاه في المخيلة الجمعية لعقود تالية. وعلى خلفية وفاة آدم في (يونيو/حزيران) الماضي، هناك تقدير متجدد لبراءة ومتعة ذلك العصر من باتمان، وعلى الرغم من أننا نعترف باهتمامنا الأكبر بالجانب المظلم من شخصية باتمان، بدلا من هذه الشخصية المصطنعة، فإنه لا يمكننا إنكار أن شخصية باتمان في هذا الفيلم كانت ممتعة كذلك.

 

فيلم ليغو باتمان (The Lego Batman Movie – 2017)

   
"فيلم ليغو" (The Lego Movie) -من إنتاج عام 2017- هو تشكيلة من النكات الشعبية، مع مجموعة من مشاهد الأكشن الجنونية. ومع قيام الممثل ويل أرنيت بالأداء الصوتي لشخصية باتمان، والذي كان واحدًا من مصادر البهجة بالفيلم. هذا الفيلم الفرعي عبارة عن محاكاة ساخرة لإرث الفارس المقنع الطويل على شاشة السينما، يسخر الفيلم من كل الأمور المُكررة في أفلام باتمان. ويستهدف الفيلم -تحديدا- تلك الروح الكئيبة التي سادت ثلاثية أفلام "فارس الظلام" (The Dark Knight)، وبالتبعية يهاجم فيلم المخرج زاك سنايدر "باتمان ضد سوبرمان" (Batman V Superman) المبالغ في أهميته، وغير مُحكم الصنع، والشنيع.

 
بالطبع هذه النظرة للفيلم تعتبره مزحة أو نكتة لكن الفيلم في حقيقته فيلم حاذق يحاول فيه المخرج كريس مكاي ومجموعة كتّاب السيناريو العاملين معه مهاجمة ولهنا الحديث بأفلام الأبطال الخارقين. ما يزيده إثارة هو أنه يكافؤنا نحن جميع المعجبين المهووسين الذين قضوا جزءا كبيرا من حياتهم يفكرون في كل تفصيلة كبيرة وصغيرة في باتمان، ويُومِئون برؤوسهم إعجابا بأشرار وأزياء سلسلة آدم ويست ومسلسل الرسوم المتحركة الغامضين. بالإضافة إلى أنه لم يستطع ممثل من قبل تجسيد شخصية ديك جريسون بمثل هذه الهشاشة واللطف مثل مايكل سيرا، والذي لعب دور اليتيم، طيب القلب، ليعلم هذا المتفاخر كيف يتفاعل مع مشاعره.
  

قناع الوهم (Batman: Mask of the Phantasm – 1993)

undefined
 
ما بين فيلمي باتمان للمخرجين تيم بورتون، وجويل شوماخر، أنتجت شركة "وارنر برذرز" (Warner Bros.) فيلم الرسوم المتحركة الواعد "باتمان: سلسلة الرسوم المتحركة" (Batman: The Animated Series)، والذي كان معقدا وجادا بشكل مفاجئ بالنسبة لكونه موجها للأطفال. وصل الفيلم الذي يمثّل إعادة سرد لقصة باتمان إلى شاشات السينما عبر فيلم "قناع الوهم" (Mask of the Phantasm)، الذي يروي في 76 دقيقة حبكة بارعة تضم قصة حب، وماضي بروس ويان المأساوي، وشخصية الجوكر سارقة الأضواء، ولغزا معقدا يصعب حله ضمن سردية تعتمد على الفلاش باك. كيفن كونروي -خريج مدرسة جوليارد الفنية- قام بتجسيد شخصية واين، والذي يتعرف من جديد على أندريا (دانا ديلاني)، وهي صديقة قديمة لواين، خرجت من حياته بشكل غامض قبل سنوات عديدة.

 

في نفس الوقت، يجد نفسه مُجبرا على التعامل مع عدو جديد في مدينة غوثام، وهو القاتل الغامض، والمُقنّع، والذي يجعله قناعه أشبه ما يكون بباتمان نفسه. الفيلم الذي أعاد تخيّل ماضي باتمان باعتباره نتاجا لمأساة يتشاركها مع أندريا (التي فقدت والدتها) كان جذابا ومثيرا للمشاعر بشكل مفاجئ. كما استطاع الممثل مارك هاميل استخدام الضحكة الجنونية للمثل سيزار روميرو -والذي جسّد من قبل شخصية الجوكر- في تجسيد شخصية الجوكر. إذا أردت فيلما يشاهده أطفالك ويجعلهم يتعلّقون بشخصية باتمان مدى الحياة فهذا الفيلم سيتكفّل بالمهمة.

 

فارس الظلام (The Dark Knight Rises – 2012)

  
يبدو أنه كان من المستحيل الوصول إلى مستوى فيلم "فارس الظلام" (The Dark Knight) مرة أخرى، وهو ما لم يحققه هذا الفيلم بالفعل، وهو ما أذعن له كريستوفر نولان بتغيير مسار السلسلة لتصبح أكثر مناسبة لنمط قصص الرسوم المصورة (فقبل هذا الفيلم كان من المستحيل تخيل شخصية روبن في عالم نولان). لكن مشاعر الخيبة التي سببها الفيلم لأنه لم يصل إلى مستوى سلفه "فارس الظلام" (the dark knight) لا تعني أننا لا نعتبره عملا فنيا متميزا، مليئا بالتقلبات الدرامية التي يعشق نولان استخدامها.

 

توم هاردي هو قوة الطبيعة الغاضبة، حتى لو كان تمثيل الفيلم لحركة "احتلوا وول ستريت" غير مقنع تماما. والمشهد الذي يقوم فيه بين بإعطاء إشارة البدء بتفعيل المتفجرات في أنحاء مدينة غوثام هو واحد من أفضل المشاهد التي أخرجها نولان، خاصة لو كنت محظوظا وشاهدت الفيلم في سينما "Imax". آن هاثواي قدمت أداء مقبولا في تجسيد شخصية كات وومن في الفيلم (بقدر ما يمكن أن يكون أي أداء مقبولا في هذه الأفلام). لكن نهاية الفيلم تقليدية ومبتذلة قليلا، وتُشعرك بأن أفكار نولان نفدت عند تلك النقطة، لكن الفيلم مع ذلك جاء بمنزلة نهاية مُشرفة للثلاثية.

 

باتمان (Batman – 1989)

undefined
 
في العقود التي تلت مسلسل باتمان التلفزيوني -السيء فنيا- لآدم ويست، فإن أغلب مَن عالجوا شخصية باتمان تأرجحوا ما بين تقديم الشخصية في قالب كوميدي ساخر (كأفلام جويل شوماخر)، وما بين القالب التراجيدي الكئيب (كأفلام كريستوفر نولان). إذا تأملنا الماضي فسنجد أن المميز في فيلم "باتمان" (Batman) هو نجاح المخرج تيم بورتون في استخدام القالبين معا. إذ بدا هذا الفيلم الحركي المشوق حينها غارقا في الظلام والبؤس، مقارنة بأفلام سوبرمان التي أخرجها كريستوفر ريف، وبالتأكيد أكثر حدة من مسلسل ويست.

 

ولكن في الأعوام الثلاثين التي تلت عرضه للمرة الأولى فإن هذا الفيلم يبدو أحد الأفلام المرحة المأخوذة عن كتب الرسوم الهزلية، موليًّا بعض الاهتمام للتحليل النفسي لشخصياته، بينما يستمتع بإضفاء بعض الخفة والمرح على غرابة أطوار تلك الشخصيات. لعب جاك نيكلسون دور الجوكر الذي تحدى باتمان (والذي جسّد دوره مايكل كيتون) ليحاول إيقافه. عدم التوازن بين تلك الشخصيات هو الذي يجعل فيلم "باتمان" (Batman) متميزا، فبطلنا نبيل، لكنه صامت ومعذب، بينما عدوه اللدود هو رجل حر طليق، وبلا قيود. مَن يستطيع تحديد أيّ من الشخصيتين أكثر اضطرابا؟

 

عودة باتمان (Batman Returns – 1992)

undefined
  
النجاح الكبير الذي حققه فيلم "باتمان" (Batman) أعطى لتيم بورتون الضوء الأخضر من أجل صناعة نسخته الخاصة من باتمان، وكانت النتيجة هي ذلك الفيلم الغريب، والحزين، والمؤلم، عن مجموعة من الأرواح الغارقة في الألم، والتي تصادف كونها مأخوذة عن شخصيات كتب الرسوم الهزلية. شخصية البطريق، التي جسدها داني دي فيتو، هي شخصية غريبة ومنفرة، لكنها واحدة من الأرواح المُعذبة لعالم بورتون، وتُظهر الصورة الأولى من الفيلم والدي البطريق وهما يتخليان عنه. 

  
كما أن شخصية باتمان نفسها تائهة، وتشعر بالرعب، كما تظهر نهاية الفيلم -الحابسة للأنفاس- باتمان وهو يقوم بتمزيق قناعه، ومتوسلا من أجل الحب. أما مفتاح كل تلك الأحداث فهي شخصية كات وومن -التي جسّدتها ميشيل فايفر-، فهي مثيرة، ومرعبة، وهناك خطر مستمر من إمكانية خروجها عن السيطرة. كان ذلك الفيلم أغرب من أن يكون حجر الأساس الذي تبني عليه شركة "وارنر برذرز" (Warner Bros.) عالمها السينمائي الخاص بالأبطال الخارقين الذي كانت ترغب به. وقد حاولت الشركة من بعده إعادة توجيه سلسلة أفلام باتمان إلى الطريق الصحيح الذي يجذب قاعدة جماهيرية أكبر. رغم كل ذلك، فالفيلم يُعتبر قمة أفلام تيم بورتون، الذي اتجه بعده إلى صناعة أفلامه ذات الأرباح الضخمة والتي تحوي كل هواجسه، وشخصياته المجنونة، التي ينبذها العالم، ليعرضها في أفلامه لتشاهدها البشرية.

 

بداية باتمان (Batman Begins – 2005)

   
يمكنك القول إن الأفلام العصرية المأخوذة من كتب الرسوم الهزلية، وهوس هوليوود بإعادة إنتاج سلاسل الأفلام الكبيرة، قد بدأ في 27 (يناير/كانون الثاني) 2003، عندما أعلنت شركة "وارنر براذرز" (Warner Bros.) أن المخرج كريستوفر نولان هو مَن سيتولّى مهمة إخراج فيلم باتمان الجديد. "كل ما أستطيع قوله هو إنني نشأت على رؤية شخصية باتمان، وكنت مبهورا به، وأنا متحمس للغاية للمساهمة في أن أكون جزءا من العالم المحيط بهذه الشخصية"، كان ذلك تصريح نولان وقتها، والذي أضاف "إنه أكثر الأبطال الخارقين معقولية، وواقعية، ولديه البناء النفسي الأكثر تعقيدا. كما أن صفاته كبطل خارق تأتي من الداخل، فهو ليس شخصية سحرية".
 
ذلك التأكيد على البناء النفسي المظلم للفارس المُقنّع ساهم في جعل كل لحظة في فيلم "بداية باتمان" (Batman Begins) تساعدنا على نسيان ركاكة أفلام جويل شوماخر التسعينياتية، بل وأيضا في خلق قالب تستطيع من خلاله شركات الإنتاج السينمائي إعادة إحياء شخصياتها الخارقة المحتضرة. هذا الفيلم تعامل مع صدمة الطفولة التي تلقاها بروس واين بجدية، واختار كريستيان بيل لتجسيد شخصية باردة، ومترددة، لم يصبح بروس واين باتمان بسبب حبه للأجهزة والعدد التي يستخدمها، بل لأنه كان في حاجة ماسة إلى التخلص من الألم الناتج عن رؤية مقتل والديه وهو صغير. وكان اختيار فريق التمثيل بالفيلم موفقا من البداية للنهاية، إذ كان اختيار جاري أولدمان لأداء شخصية جيمس جوردون اختيارا رائعا، ومايكل كين في شخصية ألفريد المتعاطفة، والمبهجة. "بداية باتمان" (Batman Begins) هو البداية المُوفقة لثلاثية ستختبر كيف يمكن للظلام أن يبتلع في طريقه الأبطال والأشرار على حد سواء، كما أن الجزء الذي تبع "بداية باتمان" (Batman Begins) كان هو الأفضل.

 

فارس الظلام (The Dark Knight – 2008)

  
في نسخة ملحمية، ومرتبطة بعالم باتمان الخارق، أخرج كريستوفر نولان تحفته الفنية التي غيرت منظور السينما بشأن كيفية صناعة فيلم عن بطل خارق، وكيفية صنع فيلم يحصد الإيرادات، وما زلنا نستخدم طريقة نولان حتى بعد مرور عقد على صدور الفيلم. حوّل نولان فيلمه إلى قصة عن الجريمة والأخلاق في قالب مشوق، وفيها يجب على باتمان تحمل عواقب الجنون الذي تسبب في إطلاقه في غوثام بوجوده فقط. وبالطبع، هناك هيث ليدجر ولعبه لشخصية الجوكر، وهو مصدر التهديد المرعب والغامض لغوثام، والذي تشعر بأن نولان وليدجر ظلا يبحثان عنه بعمق، حتى توصلا إلى تصور عن كيفية صناعة شخصية يصعب التعامل معها. يظل هذا الفيلم هو أفضل فيلم مبني على قصص كتب الرسوم الهزلية. ولا يزال الجميع يحاول صناعة فيلم مثل "فارس الظلام" (The Dark Knight).

___________________________________________________

 

مترجمٌ عن: (فلتشر)

المصدر : الجزيرة