شعار قسم ميدان

أفلام سينمائية تكشف تهديدات التغير المناخي

ميدان - الخيال المناخي - سينما 1
مقدمة الترجمة

تتناول الكاتبة، جوانا زاغاتشكوسكا، وهي صحفية مستقلة ومحامية من مدينة كراكوف البولندية، والتي غطت مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالقضايا القانونية، والظواهر الاجتماعية والثقافية واتجاهات الإنترنت، في هذا التقرير صورة التغير المناخي في الأعمال السينمائية وتأثير هذه الأعمال على وعي وإدراك الجمهور بقضايا التغير المناخي.

نص التقرير

"إن أكثر طريقة مجربة وحقيقية تُظهر وضع الإنسان هي إظهاره وهو في مواجهة أزمة، سواء كانت من صنع يديه (الزيادة السكانية)، أو من صُنع العلوم (الفيروسات الجديدة المُدمرة)، أو من صُنع الطبيعة (عصر جليدي آخر)"
(برايان ألديس.. كاتب أعمال خيال علمي) 
 

لقد واجه الإنسان مؤخرا كارثة بيئية باتت إحدى أكثر الموضوعات المتناولة في السينما المعاصرة. وعليه، فقد استغل صنَّاع الأفلام حالات القلق التي تجتاحنا، وسقوا بذور الخوف بماء سيناريوهات علماء المناخ المتوقعة بشأن التغير المناخي، حيث أحداث الطقس القاسية، والفيضانات، والهجرة الجماعية، والجفاف، ونفاد موارد الماء والغذاء.

وعلى الرغم من أن العلاقة بين السينما وعلم البيئة قديمة قِدم السينما نفسها، إلا أن القضايا البيئية لم تكن منتشرة بكثافة في السينما مثل انتشارها في السنوات الأخيرة. ومع صعود أفلام "الخيال المناخي" ظهرت تساؤلات حول كم التصورات السينمائية المطلوبة فيما يتعلق بالكوارث البيئية لِتُحدث فارقا في كيفية تفاعل الناس مع المخاوف البيئية.

ظاهرة الشبكات الاجتماعية
مصطلح
مصطلح "الخيال المناخي (cli-fi)" عمل خيالي يستكشف التغيرات المناخية وظاهرة الاحترار العالمي في قالب قصصي (مواقع التواصل )

يعود الفضل في صك مصطلح "الخيال المناخي (cli-fi)" عام 2007 إلى الكاتب والناشط الأميركي في قضايا المناخ، دان بلوم. وعرَّف بلوم المصطلح بأنه عمل خيالي يستكشف التغيرات المناخية وظاهرة الاحترار العالمي في قالب قصصي.

ويوضح بلوم: "إن هذا المصطلح يُمثل وعي ما بعد الخيال العلمي. لقد أردت مجرد صك مصطلح طنان أخّاذ للاستخدام كوسيلة إعلامية لرفع الوعي حول الاحترار العالمي. وربما يبدو المصطلح مختلفا عن تعبير "التغير المناخي" الجاري منذ فترة كبيرة".

انتشر المصطلح سريعا عندما استخدمته الشاعرة الكندية، مارغريت أتوود، في تغريدة عام 2012، وقدمته على الفور لنحو 500 ألف من متابعيها. وبدأ المصطلح الظهور في الأعمال الأدبية والسينمائية الجديدة. يتذكّر بلوم ذلك بقوله: "لقد حدث كل ذلك أولا عبر الشبكات الاجتماعية".

وتضم نوعية أعمال "الخيال المناخي" الأفلام التي تلعب على مخاوفنا وعدم اليقين المُحيط بالتأثيرات المُدمرة للتغير المناخي. وتُظهر هذه الأفلام عالما تجتاحه الكوارث البيئية، بما في ذلك الكوارث المرتبطة بالطقس التي تقود إلى حدوث عصر جليدي جديد (فيلم "اليوم بعد الغد" (The Day After Tomorrow))، أو الزيادة الشديدة والمفاجئة في درجة الحرارة العالمية التي ينتج عنها حرارة غير محتملة (الفيلم الألماني "جحيم" (Hell) أو العواصف الترابية التي تُدمر الكوكب (فيلم "بين النجوم" (Interstellar)).

ويكون على شخصيات هذه الأعمال الفنية، تحت مثل هذه الظروف القاسية، التكيف مع حياة جديدة لكي تبقى على قيد الحياة. وتضم هذه الأعمال كلا من الأعمال ذات التكلفة العالية المزودة بمؤثرات خاصة (فيلم "عالم الماء" (Waterworld)) والأفلام الفنية الهادفة المعبرة عن أفكار محددة والتي تظهر حالة تشجيع لانعكاس أعمق (فيلم "4:44 اليوم الأخير على الأرض" (4:44 Last Day on Earth)).

يهدف عرض حالة الشلل والفوضى التي يُصاب بها العالم بأسره إلى جعل المشاهد يسأل الأسئلة المهمة المتعلقة بالمخاوف البيئية (مواقع التواصل)
يهدف عرض حالة الشلل والفوضى التي يُصاب بها العالم بأسره إلى جعل المشاهد يسأل الأسئلة المهمة المتعلقة بالمخاوف البيئية (مواقع التواصل)

وتُشير المواقف المفاجئة في أعمال الخيال المناخي إلى أخطاء ومشكلات العصر الحديث، وتلقي المواعظ على حالة المجتمع التي تواجه الأزمة فضلا عن جوهر وجود وقوة الإنسان، ويهدف عرض حالة الشلل والفوضى التي يُصاب بها العالم بأسره إلى جعل المشاهد يسأل الأسئلة المهمة المتعلقة بالمخاوف البيئية.

يقول البروفيسور روبن موراي والبروفيسور جوزيف هيومن، وهما مؤلفان مشاركان في تأليف خمسة كتب تستعرض المشكلات البيئية: "تحتوي أفلام الخيال العلمي بعضا من نفس الاتجاهات التي نلاحظها تحدث في سينما الطبيعة المتوحشة، بما في ذلك استغلال عمليات إضفاء الصفات البشرية كي يُهذب أو يشوه الطبيعة غير البشرية على حدٍّ سواء. وربما تُقدِّم أفلام الخيال المناخي رسائل بيئية مهمة، ولكن كي تنجح لا بد أن تُمتع المشاهدين بالمؤثرات المثيرة لجذب الجمهور المطلوب لتحقيق أرباح ضخمة. وقد تُخفي طرق العرض السينمائية المذهلة النقاط البيئية ذات الأهمية من العرض".

فيلم "اليوم بعد الغد"

ناقشت الروائية والناقدة الأميركية، سوزان سونتاغ، في مقال بعنوان "تخيل الكارثة" (The Imagination of Disaster) حالة السعادة الغامضة في مشاهدة العالم على وشك الدمار عبر الشاشة. فالأفلام التي تعرض رؤى حول عالم يصطدم بكارثة يسمح لنا باختبار ومعرفة قوى التدمير والفوضى والخوف التي تجتاح الجميع.

يُعدُّ فيلم "اليوم بعد الغد" من أكثر الأفلام التي تناولت موضوع "الخيال المناخي" أهمية خلال العقد الماضي. ويصوِّر الفيلم، وهو من إخراج وكتابة رولان إيميريش، التغير المناخي المفاجئ والكارثي الذي يُغرق العالم في فوضى عارمة. وعلى الشاشة، يُتابع المشاهدون سلسلة من المشاهد المرعبة حول العالم، إذ تجتاح العواصف الثلجية نيودلهي، وتقتلع الأعاصير لوس أنجلوس، وتضرب الكرات الثلجية طوكيو، وتُغِرق موجات المد والجزر مانهاتن.

تحوَّل هذا الإنتاج السينمائي المذهل ليصبح العمل الأكثر إقبالا على المشاهدة مع أرباح إجمالية في جميع أنحاء العالم وصلت إلى أكثر من 544.2 مليون دولار. ومن خلال عرض انحرافات الطقس الناجمة عن الاحترار العالمي على نطاق غير مسبوق حتى الآن، يُزلزل الفيلم فهم وإدراك الجمهور بالتغير المناخي ويصبح موضوعا للنقاشات الساخنة بين الجماعات البيئية، والعلماء، والسياسيين، والنقاد.

ويعتمد الفيلم على فرضية أن الاحترار العالمي قد غيَّر نظام الدورة الحرارية الملحية في شمال الأطلسي ما تسبب في كوارث طقسية شديدة وفورية. وخلال بضع ساعات بدأ عصر جليدي جديد على الأرض. ويدعم نظرية حدوث تغير مناخي مفاجئ، ففي الفيلم يغطي عصر جليدي شمال أميركا خلال 96 ساعة، ومن وجهة النظر العلمية لا يُعدُّ ذلك ممكنا.

يزعم البروفيسور كين كالديرا، عالم مناخ بقسم علم البيئة العالمية في مؤسسة كارنيغي للعلوم، أن "هناك أدلة من سجلات المناخ القديم بحدوث تغير مناخي مفاجئ خلال عقد أو عقدين، لكن ليس خلال أيام. وليس لفكرة أنه بطريقة ما سيتسبب الاحترار العالمي في حدوث عصر جليدي أي أساس من الصحة في العلوم المثبتة على الإطلاق. إنه محض اختراع من خيال الأفلام".

ونجد في الفيلم الكثير من المبالغات حول التغير المناخي، وبوصفه أول فيلم عن الاحترار العالمي يُثير الفيلم نقاشا حول الكيفية التي قد نؤثر بها في مفاهيم الجمهور فضلا عن كيفية التعامل مع التغير المناخي.

ويُجادل بعض المعلّقين بأن مسار الأحداث المُثير للفيلم قد يكون مبالغا فيه للغاية ما قد يجعل المشاهدين نتيجة لذلك يبتعدون عن جميع قضايا الاحترار العالمي باعتبارها خيالا جامحا أو أوهاما. ويقول البروفيسور كالديرا إن: "أفلام هوليوود هي أماكن للترفيه، لكنها ليست مكانا للحصول على معلومات حقيقية. وبشكل خاص، فإن أفلام الخيال تقدِّم رؤية فيها كثير من المبالغة حول المستقبل، في ظل التغيير المناخي، أكثر مما قد يحدث. فأعمال هوليوود تتعامل مع مخاوفنا كما تتعامل مع رغبتنا في الترفيه".

يُعبّر التغير المناخي عن مخاوف عالمية مع مجموعة من التهديدات البيئية والاجتماعية التي قد تؤثر بشكل ملحوظ على حياتنا وحياة أجيالنا المستقبلية (مواقع التواصل)
يُعبّر التغير المناخي عن مخاوف عالمية مع مجموعة من التهديدات البيئية والاجتماعية التي قد تؤثر بشكل ملحوظ على حياتنا وحياة أجيالنا المستقبلية (مواقع التواصل)

يقول البروفيسور مايكل سفوبودا، من جامعة جورج واشنطن، وهو خبير في قضايا التغير المناخي والثقافة الشعبية ومؤلف دراسة شاملة حول أفلام "الخيال المناخي" والتي يجري حاليا مراجعتها من قِبل مركز "WIRES Climate Change": "تشير دراسة فيلم "اليوم بعد الغد" إلى أنه رفع الوعي ولكن أيضا تسبب في حدوث التباس، إذ إن الفيلم يبالغ بدرجة كبيرة جدا في السرعة التي قد تحدث بها الأحداث المُتصورة، لذلك حدث الالتباس".

وأوضح أن هذا الالتباس من المحتمل أن يُضاعف من خلال الكثير من الأفلام التي قلّدت لاحقا تصور فيلم "اليوم بعد الغد" لمجموعة الأعاصير (مثل فيلم "نيويورك: الإعصار المدمر" (NYC Tornado Terror)، وفيلم "خلية العاصفة" (Storm Cell)، وفيلم "نحو العاصفة" (Into the Storm)) أو العواصف الفائقة (مثل "فيلم الفئة 6″ (Category 6)، و"الفئة 7" (Category 7)) أو الانحدار المفاجئ إلى عصر جليدي (مثل فيلم "100 درجة تحت الصفر" (100 Degrees Below Zero)، وفيلم "آيس 2020" (Ice 2020) وفيلم "أعاصير الثلج" (Ice Twisters) وفيلم "الصفر المطلق" (Absolute Zero)). ويؤكد البروفيسور سفوبودا أن على إعلاميي ومنتجي أفلام التغير المناخي الآن تقبل عواقب حقيقة أن أول انطباع شعبي عن التغير المناخي كان ناجما عن هذا الفيلم.

يضيف سفوبودا: "يبدو أنه حقق نجاحا كبيرا في رفع الوعي في الولايات المتحدة، وذلك ممكن بسبب أن مستويات الوعي السابقة كانت أدنى من غيرها في أي مكان آخر، أو بسبب أن إصداره كان مصحوبا بدعاية أكبر. وكان الفيلم، كما يقول أحد الباحثين، "حدثا في حد ذاته".

وكشفت دراسة "تصوُّر خطر التغير المناخي: فيلم اليوم بعد الغد" عن جامعة "ييل" الأميركية للباحث أنتوني ليسيرويتز أن هذا الفيلم رفع بالفعل مستوى وعي المشاهدين حول الاحترار العالمي، وتغيَّر تصورهم عن التغير المناخي، وجعل الناس أكثر قابلية لاتخاذ تحركات صديقة للبيئة (مثل شراء سيارات ذات كفاءة وقود أفضل أو التطوع في الجماعات المهتمة بالاحترار العالمي).

التغير المناخي
تحظى صورة العالم التي تجتاحه كوارث بيئية في الأعمال الفنية التي تتناول الخيال المناخي بتأثير كبير على عواطف المشاهدين (مواقع التواصل)
تحظى صورة العالم التي تجتاحه كوارث بيئية في الأعمال الفنية التي تتناول الخيال المناخي بتأثير كبير على عواطف المشاهدين (مواقع التواصل)

يُعبّر التغير المناخي عن مخاوف عالمية مع مجموعة من التهديدات البيئية والاجتماعية التي قد تؤثر بشكل ملحوظ على حياتنا وحياة أجيالنا المستقبلية وتؤدي إلى تفاوت في النمو الاجتماعي. ويتوقع العلماء أن التغير المناخي سيؤدي إلى زيادة تكرار، وكثافة، ومدة أحداث الطقس القاسية.

ومن بين المخاوف المرتبطة بالتغير المناخي التي ذكرها البروفيسور كالديرا زيادة درجات الحرارة العالمية. ويتوقع كالديرا: "أن المناطق الاستوائية قد تصبح حارة جدا لتكون بذلك بيئة ممكنة لنمو الغذاء، ما قد يتسبب في حالات نزوح جماعية للناس وزيادة معاناتهم".

والأمر الخطير التالي، الذي يُشير إليه كالديرا، هو ذوبان الصفائح الجليدية الضخمة التي قد تتسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر بنحو كبير. ويقول الخبراء: "قد لا يحدث ذلك بمرونة، لذلك ليس من المستبعد أننا قد نرى قليلا من الأحداث المتعلقة بارتفاع مستوى سطح البحر خلال وقت قصير. فإذا ظل انبعاث الغازات الدفيئة فإن قدرا كبيرا من التغيرات المتعلقة بارتفاع مستوى سطح البحر ستكون الشيء الرئيس المتوقع". وتقف التوقعات الرئيسة لارتفاع مستوى سطح البحر لهذا القرن عند نحو 50 سم. ويتوقع البروفيسور كالديرا أن يرتفع مستوى سطح البحر نحو 30 مترا خلال الألف عام المقبلة.

هذه المشكلة جعلت من قضية التغير المناخي أمرا مناسبا بشكل مرعب لتتناقلها وسائل الإعلام التقليدية، كما أنها أصبحت أمرا سيئا للغاية للتناول في عالم السينما

كما يُعدّ التغير المناخي مشكلة معقدة تطرح تحديات خاصة أمام تحركات الحشود الجماعية والفردية على حد سواء. ويمكن أن يتسبب نقل المفاهيم المعقدة مثل الاحترار العالمي والتغير المناخي عبر وسائل الإعلام الجماهيرية في حدوث مشكلات وصعوبات في فهم هذه الظاهرة.

يقول الكاتب أندرو ريفكين، مؤلف الأعمال العلمية والبيئية: "إن الاحترار العالمي، كما يوضحه العلماء، هو على نقيض من الأخبار السائدة في وسائل الإعلام، فهو أمر متزايد تدريجيا، ولا يزال مستترا إلى حد كبير بفعل تقلبات المناخ الطبيعية، والآثار الغامضة واسعة الانتشار حول الظاهرة، وكذلك النتائج السيئة المتوقعة منذ عقود من الزمن، إذ لم تكن أيضا متوقعة لأجيال قادمة في المستقبل".

وأشار ريفكين إلى أن هذه المشكلة جعلت من قضية التغير المناخي أمرا مناسبا بشكل مرعب لتتناقلها وسائل الإعلام التقليدية، كما أنها أصبحت أمرا سيئا للغاية للتناول في عالم السينما. يوضح ريفكين: "عندما يتحول ذلك بالفعل ليصبح فيلما يكون هناك مبالغة حتمية، والتي تُعدّ جزءا طبيعيا من عملية صنع أي عمل مدهش أو فني أو فيلم رعب. لذلك، بداية من فيلم "عالم الماء" إلى فيلم "اليوم بعد الغد" وفيلم "محطم الثلج" (Snowpiercer) فصاعدا، ليس مفاجئا أن نرى مستقبلا صارخا مليئا بالصراعات".

التأثير على عواطف المشاهدين

تحظى صورة العالم، التي تجتاحه كوارث بيئية في الأعمال الفنية التي تتناول الخيال المناخي، بتأثير كبير على عواطف المشاهدين. وتحت مثل هذه الظروف الصعبة للغاية تحدث عملية التعرف على سلوكيات البشر في المواقف المثيرة عبر الشاشة، وتصبح الرُؤى المروعة أيضا ذريعة لاستكشاف أبسط المشاعر والروابط الأسرية (مثلما حدث في فيلم "بين النجوم").

لكن هل يمكن للسينما التي تستخدم مخاوف وقلق المشاهدين المتعلقة بالبيئة أن تجعلهم أكثر ميلا لاتخاذ تحركات وخطوات صديقة للبيئة؟

يقول جورج مارشال، مؤسس شبكة "معلومات التوعية المناخية": "تُنتَج أعمال الخيال المتعلقة بالمناخ بهدف الترفيه والتسلية بدلا من إيصال الحقائق إلى الجمهور. وقد ترفع شعور الناس ببعد أو اقتراب المشكلة عبر منح التغير المناخي شكلا من أشكال الفانتازيا المبالغ فيها. يساورني شك بأن أعمال الخيال المناخية ترفع مستوى الوعي الإجمالي بالتغير المناخي، على الرغم من اعتقادي بأنها ربما ترفع حالة القلق بين الذين تعرضوا لآثاره بالفعل".

يقول دان بلوم: "أملي أن تُلهم هذه الأفلام المشاهدين وأن تؤدي إلى تحركات أو تغيرات جوهرية في وجهات نظرهم، ولكن لم أرَ ذلك يحدث حتى الآن. لا أعتقد أن الروايات والأفلام لديها هذه القوة على أي حال، بالنظر إلى كل التدمير الذي يحدث على شاشة التلفزيون والإنترنت والذي يبتعد بالناس عن المشكلات الحقيقة التي نواجهها. إننا نعيش في عالم متشتت للغاية، وأفلام الخيال المناخي تواجه جمهورا مشتتا أيضا.

ويوضح كلٌّ من البروفيسور روبن موراي والبروفيسور جوزيف هيومان، مؤلفا كتاب "البيئة والأفلام الشعبية" (Ecology and Popular Film)، إن تأثير هذه الأفلام على إدراك ومعرفة المشاهدين بالتداعيات الخطيرة للتغير المناخي يبدو معتمدا على حجم الجمهور والتركيبة السكانية. وقالا عبر رسالة بالبريد الإلكتروني: "على الرغم من أن هناك عددا قليلا من الدراسات بخصوص تأثيرات أفلام الخيال المناخي على وعي المشاهدين بالقضايا البيئية، فبالتأكيد لدى الحركة البيئية بصماتها البارزة في السينما الكلاسيكية والمعاصرة".

=======================================

مُترجم عن: كونتريبيوتوريا