شعار قسم ميدان

أبرز الوثائقيات التي أنتجتها الجزيرة الوثائقية لعام 2017

midan - الأفلام الوثائقية
" الحقيقة أنني أصبحت أكثر اهتماماً بمتابعة الأخبار. عادة ما أشاهد الجزيرة، لديهم  أخبار لن تجدها في أي مكان آخر. والواقع أنهم يصنعـون أفلاماً وثائقية عظيمة أيضاً"
(ديك فان دايك، ممثل وكاتب وكوميدي أمريكي عالمي، في حوار صحافي لشبكة رويترز أجري في 2013). (1، 2)

  

من الصعب التعامل مع الأفلام الوثائقية باعتبارها نوعا من الترفيه فقط، وإن كان الترفيـه عنصراً أساسياً لنجاحها. ستيفن سبيلبيرغ، المخرج الأمريكي الشهير، لم يكن يبالغ قطعاً عندما ذكر أن الوثائقيـات هي الخط الأول للتعليم وأنها قادرة على توفيـر المعرفة الحقيقية للجيل الحالي، الذي لم يعد مهتماً باستقراء الحقائق والاستفادة منها. أما مخرج الأفلام الوثائقيـة الأشهـر، مايكـل مور، الحائز على الأوسكار، فقد كـان مختصراً أكثر عندما عرّف الأفلام الوثائقيـة بأنها شكل من أشكال الصحافة. (3 ، 4،5)

 

وسواء كانت الوثائقيـات تحمل جوانبَ صحافية أو تعليمية أو حتى ترفيهية مُطلقة، فهي -بلا شك- أحد أهم أبواب المعرفة في هذا العصر، إذ يمكن لوثائقي مدته 50 دقيقة أن يغني مشاهده عن قراءة عدة كتب، ويمكن لوثائقي آخر أن يجعل المشاهد يعايش مواقفَ وثقافات وحضارات وتواريخ لم يكن أصلاً يتخيل وجودها. كما يمكن لوثائقي ثالث أن ينقل المشاهد إلى حافة مجرّة بعيدة، أو يجعله يعايش حضارة بائدة، أو يفهم أحداثاً لطالما كان ملتبساً عليه فهمها.

 

على مدار 2017، أنتجت "الجزيرة الوثائقيـة" فيضاً من الوثائقيـات التي تتناول مجالات مختلفة. في هذا التقرير نستعرض مجموعة من أبرز هذه الوثائقيـات وفقاً لمستوى المشاهدات التي حققتها هذه الأفلام على قناتها الرسمية في شبكة يوتيوب.

 

قرى بدون رجال.. آلام مغــربية

   

للوهلة الأولى، تبدو جبال الأطلس المغربية من الأعلى كجنة ساحـرة لا تعرف معنى الشقاء. فضـاء ساحر يأسر العين ويجعل الرائي يتصوّر أن هذا مكان ينعم أهله بحياة هادئة مطمئة، ورغم ذلك، يبدو الواقع -مع روعة هذه المشاهد- باعثاً على الألم أكثر. هذا الفضـاء المنعزل لا يوجد فيه مشاريع ولا مصانع ولا أراضٍ للفلاحة والزراعة، ما يدفع الرجال إلى الرحيل نحو المدن المغربية المختلفة معظم شهـور العام، تاركين أهاليهم يعيشـون مأساة مركّبة ما بين فقر ووحدة وجوع وقسوة انتظار.

 

الوثائقي يسجّـل جانباً من حياة عدد من ربّـات الأسر المغربية في تلك المنطقة ويتقصى أحوالهنّ. نساء مناضلات، كادحات، يقاسين الأمرّين في بيئة شديدة القســوة ومنطقــة معزولة لا تلقى أي اهتمام، ويأملن أن يكون الغد أفضل لهنّ ولأبنائهن ولأسرهّن، وأن تشرق شمس الغد ليجدن أزواجهن بقـربهن، يتحملون معهنّ عبء العمل وتربية الأطفال وعبء الحياة. أما الأمل الأكبــر الذي يداعب أحلامهنّ فهو أن تتحول منطقة الأطلس إلى منطقة تنموية سياحية تجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، تنقذ نساءها من الفقــر وتقي رجالها عذابات الهجرة الاضطرارية.

 

الوثائقي يستعرض جوانبَ إنسـانية عميقة، إلى جانب التراث المغربي التقليدي وطريقة الحيـاة في تلك المنطقة؛ ما يجعله مزيجاً من رحلة سياحية ومعاناة إنسـانية وتسجيلا لوقائع يومية تنشد التطوير العاجل. اعتبر الفيلم من أكثر وثائقيـات "الجزيرة الوثائقية" مشاهدة على الإطلاق بإجمالي عدد مشاهدات تجاوز الـ3 ملايين و200 ألف مشاهدة خلال 10 شهـور فقط من إصداره، ليصبح الوثائقي الأكثر مشاهدة على قناة "يوتيوب" الرسمية للجزيرة الوثائقية خلال 2017.

 

سلسلة إندونيسيا واكتشاف المجهــول.. مغامرة بروح عربيــة

   

على مدار خمسـة أفلام وثائقيــة شديدة الإثــارة، تنتمي جميعها إلى سلسلة بعنـوان "أندونيسيا واكتشاف المجهول"، يصطحبنا المغامر والمستكشف العربي لؤي العتيبي إلى أدغال أندونيسيا، التي تضم مجموعة متنوّعة من ثقافات وأدغال وحيوانات مفتـرسة وعادات مدهشة وممارسات مخيفة. السلسلة تعدّ من أكثر سلاسل "المغامرات" العربية نجاحاً في وقت من النادر أن نشاهد مغامـرا عربيا يقوم بزيارة هذه الأماكن ويجتاز هذه المخاطر وينقلها حصرياً إلى المشاهد العربي بلغتــه.

 

السلسلة من إنتاج الجزيرة الوثائقية، تم بثّها في مارس/آذار 2017، وهي مؤلفة من خمسة أجزاء رئيسية. الجزء الأول بعنـوان "دراغـون كومودو" يتجّه فيها العتيبي إلى جزيرة كومودو، التي يعيش فيها آخر ألف تنين في العالم؛ حيوان ضخم شرس ينحدر من سلالة تنين الميغالينيا، وهو واحد من أعظم المخلوقات على كوكب الأرض، والتي انقرضت منه تماماً باستثناء هذه الجزيرة الأندونيسية، التي تضم تشكيلة أخرى من الزواحف والحيوانات الخطيرة.

 

الجزء الثاني من السلسلة باسم "قبائل الكـورواي" أو قبائل العُـراة، كما هو مشهور عنها. يحل العتيبي ضيفاً على أفراد هذه القبائل باعتبارهم آخرَ أكَلَة لحوم بشر على وجه الأرض. كيف يعيشون ولماذا يأكلون لحوم البشر؟ ومن أين جاءت معتقداتهم الدينية؟ وبماذا يؤمنون؟ وكيف يتعايشون؟ ولماذا يبدون كالأفارقة أكثر من كونهم آسيويين؟ كل هذه التفاصيل يزيح عنها الفيلم الستار، مع مشاهد مدهشة من طبيعة حياة هذه القبائل.

 

الجزء الثالث من السلسلة كان بعنـوان "قبائل المنتــاوي"، قبيلة أندونيسية أخرى تعيش في منطقـة نائية منقطعة عن العالم كله تقريباً. هذه القبيلة لديها قصـص طويلة مع "الأرواح" يستمد منها أفرادُها حيـاتهم وأسلوب حيـاتهم، وتعدّ هي الأساس الذي تدور حوله حياتهم، والأكثر إثارة أنهم يعتبـرون أن الأرواح جزء من تركيبة قبيلتهم، يعيشـون معهم.

  

   

الجزء الرابع يسلط الضوء على "قبائل التوراغا"، قبائل إندونيسية تتعامل مع الموت بتقديس بالغ، يتجلى في إجراءات "مرعبة" بلا شك. فهذه القبيلة لا تدفن موتاها، وإنما يعدون طقوساً ومراسم خاصة لتحنيطها والاحتفاظ بها في العراء والاحتفال معها في المناسبات والأعياد الخاصة بها. مشاهد قد تبدو مرعبة للغاية بالنسبة إلى المشاهد من خارج هذه القبيلة، ولكنها تبدو عادية تماماً -وربما مثيرة للبهجـة والتقديس- بالنسبة إلى أفراد هذه القبيلة.

 

في الجزء الأخير من السلسلة، يحل لؤي العتيبي ضيفاً على "قبائل الباغاو"، وكغيرها من القبائل الإندونيسية البدائية، تتميز هذه القبيلة بأمور عجيبة، لكنها لا تتضمن الأرواح أو أكل لحوم البشر أو الاحتفال حول جثث الموتى.. بل لدينا هنا قبيلة لا يمكنها العيش على اليابسة، ويقضي أفرادها معظم وقتهم في الماء.. فأطفال هذه القبيلة يتعلمون السباحة قبل أن يتعلموا المشي!

    

   

السلسلة الوثائقية حققت مشاهدات مرتفعة للغاية على مدار 2017، وإن كان الجزء الذي حقق مشاهدات تجاوزت المليون ونصف مشاهدة هو الجزء الخاص بقبائل "التوراغا" و قبائل "الكورواي". كما حققت السلسلة ككـل، بأجزائها الخمسة، ما يزيد تقريباً عن أربعة ملايين ونصف مشاهدة، كواحدة من أفضل سلسلات "الجزيرة الوثائقيـة" من حيث الشهرة والمشاهدات.

 

أساتذة في الاحتيال.. ذئب وول ستريت الحقيقي 

  

في 2013، صدر واحد من أشهـر افلام النجم الهوليودي الأميـركي ليوناردو ديكـابريو وربما أكثر افلامه إثارة للجدل على الإطلاق، فيلم "ذئب وول ستريت" (Wolf Of Wall Street) هو من إخراج المخرج الشهير مارتن سكـورسيزي، وجسّد فيه ديكـابريو شخصيـة "جوردان بيلفــورت"، محتـال شديد الدهـاء، استطـاع أن يستثمـر دهاءه في ممارسة أعمال تجاريـة غير قانونية حوّلته إلى مليونيــر في زمن قياسي.

 

الفيلم قائم على قصة واقعيـة تماماً بطلها محتال شديد الشهـرة في أميـركا اسمه جوردان بيلفورت بالفعل. في التسعينيات، وبعد خروجه من العمل كمضـارب في وول ستريت، قام باستخدام كل مهاراته في التلاعب بعقول العملاء وأحلامهم لكي يقنعهم بالاستثمـار في مشروعات وهمية وغير قانونية، جنى من ورئها أموالا طائلة أنفقها جميعاً في نمط حيـاة شديد الانفلات، انتهت بسقوطه في قبضة الشرطة، ليصبح واحداً من أشهـر المحتالين في العالم بنهاية القـرن العشرين.

 

يتعرّض هذا الوثائقي لقصة جوردان بيلفورت الحقيقية بعيداً عن بهارات السينما ومبالغاتها، إذ يحكي قصته بكيفية مركزة حتى الوصول إلى مرحلة الاحتيالات الكبرى التي مارسها الرجل والتي استطاع أن يجني من ورائها ملايين طائلة فقط بتوظيف حفنة من الموظفين غير المتعلمين جيدا، لمجرد اتّباع أساليبه السحرية في التسويق والمبيعات. هذا الفكر وهؤلاء الموظفون استطـاع أن يطوّعهم بيلفورت لمصلحته عبر مهاراته التسويقية، متسبباً في واحدة من أكبر الأزمات التي شهدتها بورصة نيويورك في التسعينيات.

 

وقد حقق الفيلم مشاهدات اقتربت من سقف النصف مليون مشاهدة خلال عدة أشهر، وأتبعه جزء ثانٍ يسلط الضوء على كيم دوت كوم، الألمـاني غريب الأطوار الذي عاش طفولة غير مستقرة، والذي يعتبره البعض عبقرياً ويعتبره البعض الآخر قرصاناً، والسبب هو أن هذا الشخص هو مؤسس موقع "ميغا أبلود" (Mega Upload)  للقـرصنة، والذي يعدّ واحد من أبرز الأشخاص الذين تتهمهم الحكـومة الاميـركية بالاحتيال.

       

بين الوهم والحقيقة.. كيف تبدو الحيــاة في كــوريا الشمالية؟

   

" أريد إهداء خاطرة إلى قائدنا.. كل شيء على ما يُرام ، لا بكـاء.. طالما ظلّ قائدنا يحكمنا فنحن سعداء.. قائدنا العزيز ، نحييك من طلوع الفجـر إلى غسق الليل"

(أنشودة يرددها الأطفال في كـوريا الشمالية)

     

نادرة هي الأفلام التي تسجّل الحياة في كوريا الشمالية، والأكثر ندرة الأفلامُ التي تسجّل الحيـاة في كوريا الشمـالية بأمانة.. في السنوات الأخيرة تحديداً أصبحت كـوريا الشمالية مصدر قلق هائل للعالم، خصوصاً مع تصاعد التصريحات العنيفة بين إدارة الرئيس الأميـركي ترمب، الذي هدد بكيفية صريحة بالتدخل العسكـري ضد كوريا الشمالية لإنهاء خطرها الصاروخي النووي على جيرانها، في الوقت الذي يرد فيه الكـوريون الشماليون طوال الوقت بإطلاق المزيد من التجارب الصاروخية غير عابئين بتهديدات العم سام، بل وربما ساخرين منها.

 

هل هي دولة ديكتاتورية بالفعل؟.. بالتأكيد نعم. ولكن السؤال الأبرز هنا: هل الحياة في كوريا الشمالية تبدو مخيفة وكئيبة ومقبضة أمنياً طوال الوقت كما تظهرها معظم الأفلام التسجيلية المصوّرة؟.. هل الدولة تعاني من فقر مدقع أم إن اقتصادها يمكن وصفه بالقوة بعد كل هذا القدر الهائل من الحصار الاقتصادي العالمي؟ وما الذي يمثّله كيم جونغ أون بالنسبة إلى شعب كـوريا الشمالية في تفاصيل الحيـاة اليومية؟

  

الوثائقي الذي بُثّ على شاشة "الجزيرة الوثائقية" في نهاية أكتوبر/تشرين الأول وحقق عدداً كبيراً من المشاهدات تجاوزت سقف الـ300 ألف مشاهدة بعد مرور شهرين فقط من إطلاقه، يعدّ من أكثر الأفلام التي ترصد الواقع الحقيقي داخل كوريا الشمالية. ويروي الفيلم قصة صحافي فرنسي يصطحب الكاميـرا ليركز على ما هو حقيقي من واقع الحيـاة في كوريا الشمالية والقبضة الأمنية الكاملة في كل تفاصيل الدولة، وبين ما هو وهميّ وشائع في الميديا الغربية بخصـوص أمور مختلفة في الحياة داخل كوريا الشمالية لم تبدُ كذلك.

 

24 مليون نسمة هم شعب كـوريا الشمالية اليوم، يعيشـون تحت سلطة كيم جونغ أون، الذي يصل احترامه إلى درجة التقديس الديني. من ناحية، يعدّ الشاب الثلاثيني أقل تشدداً من والده، إذ يظهر في الأعياد ويحتفل بالاحتفالات العامة برفقة زوجته. ومن ناحية أخرى، يعدّ استمرارا لترسيخ الديكتـاتورية الشاملة التي تظل نموذجاً فريداً لا يمكن مقـارنتها بأي دولة ديكتاتورية أخرى في العالم.

 

هل من أحد هنـاك؟

   

الواقع يفرض حقائق تبدو أقرب إلى الخيـال، ولكنها سواء كانت قابلة للفهم أو لا، فهي في النهاية واقع. الواقع يقول إن مجرّتنا "درب التبّـانة" فقط تحتوي على تريليـون كوكب تقريباً. هل يمكن أن يضم كوكب واحد من التريليون كوكب حياة عاقلة أو حضـارة ذكية يمكنها الاستجابة معنا؟ هذا الرقم الضخم من الكواكب في مجرتنا فقط يجعل الإجابة المرجّحة هي نعم. فما بالك بمليـارات المجرات التي تضم بدورها تريليـونات الكواكب؟

 

من الصعب جدا بالنسبة للعلماء تصديق بأنه لا توجد أشكال حياة أخرى في هذا الكون الهائل. وإذا كانت لا توجد هناك أي حياة على أي كوكب من هذا العدد الهائل من الكواكب، فالأرض تشكّل معجزة فريدة. ولكن العلماء عادة لا يؤمنون بالمعجزات. هذا ما يؤكده الوثائقي الذي بثّ في فبراير/شباط 2017 في "الجزيرة الوثائقية"، واعتبر واحداً من أكثر الأفلام الوثائقية مشاهدة على قنـاتها الرسمية في "يوتيـوب"، بعدد مشاهدات تجاوز الـ350 ألف مشاهدة وبتفاعل كبير.

 

على مدار خمسين دقيقة يستعرض الوثائقي -مستعيناً بصور بصرية مذهلة- مجموعة من أهم الآراء والاحتمالات العلمية التي يطرحها العلماء والمتخصصون بخصوص وجود حياة محتملة في الكون بشقيها، إما حياة ذكية متطورة ربما تمثل تهديداً لنا على كوكب الأرض، وهو التيار الذي ينظّـر له مجموعة من أهم العلماء الفيزيائيين على رأسهم البريطاني ستيفين هوكينغ. وإما حيـاة بدائية تمثّــل أولى مراحل الحيـاة الشبيهـة بأرضنـا منذ مليارات السنين، وهو اتجاه يدعمه الكثيـر من العلمـاء.

 

بائع الأمل.. نظـرة على إرث إبراهيم الفقــي

   

واحد من أشهر الأفلام الوثائقيـة التي أنتجتها "الجزيرة الوثائقية" في 2017، حقق نسبة مشاهدات مرتفعـة لامست سقف الـ300 ألف مشاهدة خلال بضعة أشهر. الفيلم بعنــوان "إبراهيم الفقي.. بائع الأمل" ويسلط الضوء على سيرة حيـاة مدرب التنمية البشرية الأشهر على الإطلاق خلال العقد الأول من القـرن الحالي، والجدل الذي أثـاره أيضاً ما بين مؤيد شديد الحماس لمنهجه في التنمية البشرية واعتباره نقطة مفصلية في حياته، ومن ناحية أخرى، معارض شديد لإرثه في هذا المجال، واعتبار ما كان يقدمه المدرّب الراحل مجرد أوهام وتنظيـر.


نموذج الدكتور إبراهيم الفقي -بالنسبة إلى الفريقين- هو نموذج مثير للاهتمام. الرجل الذي مرّ بمسيـرة وظيفيـة مميزة ، بدأت من حلمه بأن يكون بطل مصر في رياضة البينج بونج ، ثم الصعوبات التي واجهها لإقناع أسرته بالدخول إلى عالم السياحة، ثم اجتهاده ليتولى منصباً قيادياً في فندق كبير في مصر براتب كبير، ليترك كل شيء ويهاجر إلى كندا ويبدأ من الصفر في حياة شديدة الصعـوبة، انتهت به كأفضـل مدير في أميركا الشمالية. ثم يتخلى عن هذا كله ليتجه الى مجال التنمية البشرية في التسعينيات، ليحاضر باللغات الإنجليزية والفرنسية والعـربية.

 

إرث ضخم من مئات المحاضرات وعشرات الكتب في مجالات مختلفة في التنمية البشرية؛ إرث يعتقد البعض أنه ساهم في تطوير شخصية الآلاف وتحسين حيـاتهم، بينما يعتبره البعض الآخر سبباً في موضة "التنمية البشرية" الهائلة التي نشهدها الآن، إذ الكل يسير على طريق المدرّب الراحل عبر إعطاء محاضرات يغلب عليها الجانب النظري الخالي من أي قيم ودروس حقيقية يمكن أن تحقق إفادة ما. فضـلاً عن تحول "التنمية البشرية" إلى "بيزنس" يستنزف أموال الناس دون أن يعطيهم في المقابل قيمة حقيقية من وراء هذه المحاضرات، التي عادة ما تستخدم عناوين برّاقة -بل وغامضة أحياناً- بهدف الجذب الجماهيري.

 

الفيلم يعدّ من أكثر الأفلام الوثائقية التي تناقش حيـاة المدرب الراحل من ناحيتين متكافئتين؛ ففي السياق الأساسي للفيلم يستعرض قصة حيـاته وإنجازاته الشخصية والتدريبية، وفي الوقت نفسه يستعرض آراء الفريقين، سواءً المؤيّدة والمعارضة، والتي مازالت مستمرة حتي يومنا هذا، بعد مرور ما يقارب 5 سنوات على وفـاته.

     

undefined

    

من المستحيل حصر كافة الوثائقيـات التي يمكن وصفها بالمهمة التي تم إنتاجها على مدار العام، ولكن يمكن اعتبار هذه القائمة كمدخل للأفلام الأكثر أهمية على الأقل. فكل فيلم من هذه الوثائقيات يعدّ مدخلاً ممتازاً -وكافياً- لفهم قضية ما من زوايا عديدة يؤدي في النهاية إلى النتيجـة التي صُنعت هذه الأفلام لأجلها: المزيد من الفهـم لما يدور حولك.

المصدر : الجزيرة