شعار قسم ميدان

مهتم بالتسويق؟ الأفلام التالية تكشف لك خبايا هذا العالم

ميدان - فيلم ذئب وول ستريت"

القاعدة الأولى في عالم الأعمال هي البيع. لا يوجد أدنى مبرر لبقاء أي صناعة او خدمة لا تُباع بمستوى متصاعد يدرّ على أصحابها الأرباح التي تكفل لهم تحسين وتطوير المنتج أو الخدمة. لهذا السبب تحديدا، يبقى فن البيع أبا الفنون في عالم البيزنس بكل مجالاته مهما اختلفت، والأساس الذي تدور حوله كافة قطاعات الشركات مهما تباينت أحجامها.

 

على مدار سنوات طويلة أنتجت السينما العالمية العديد من الأفلام التي تسلط الضوء على عالم البيع بكل تفاصيله، سواء تفاصيله المهنيـة أو الإنسـانية. بعض هذه الأفلام يعتبر من الواجب مشاهدتها بالنسبة لروّاد الأعمال عموما وللعاملين والمتخصصين في مجالات البيع تحديدا، لما تحتوي عليه من دروس قيّمـة ربما لا يمكن الحصول عليها حتى من الكتب والمراجع. دروس نابعة من قصص الحياة ذاتها.

 

رجل الكاديلاك.. أن تبيع أو أن تُطـرَد

  

ربما أصعب شيء بالنسبة لرجل المبيعات هو الضغط الهائل الذي يتعرّض له تحت اسم "تحقيق الهدف" (Target) الذي تضعه الشركة والذي يكون من المُلزم له أن يحققه وإلا سيتعرّض لخصومات أو مشاكل تهدد من بقائه في الشركة. هذا بالضبط هو التحدي الذي مرّ به "جوي" الشاب الذي يعمل مندوب مبيعات في شركة سيارات والمسؤول عن تحقيق هدف لبيع عدد محدد منها بشكل دوري.

 

في منتصف آلامه وأزماته الشخصية والاجتمـاعية، يجد جوي نفسه في ورطـة كبيـرة عندما تخبـره الشركة أنه يجب أن يقوم ببيع 12 سيارة خلال يومين اثنين فقط، وإلا سيفقـد وظيفته. في الوقت نفسه الذي يجد نفسه يواجه ضغوطا لتسديد ديونه إلى المافيا وإلا سيواجه خطرا عظيما. ومع ما يبدو في هذا الأمر من جنون، فإن جوي يسعى مضطـرا لتحقيق هذا الهدف، وهو ما يجعله يستنفر كل قوته وقدراته لتحقيق المهمـة في النهاية بأكمل وجه.

 

فيلم "رجل الكاديلاك" (Cadillac Man) هو فيلم تسعينياتي شهيـر أُنتج في عام 1990 من بطولة الممثل الأميركي المخضرم روبين ويليامز. الفيلم يضم مساحات واسعة من الدراما والكوميديا، ويعتبر من أكثر الأفلام التي يُنصح بمتابعتها موظفو المبيعات خصوصا وأصحاب المشاريع والأعمال عموما. حقق الفيلم نجاحا نقديا كبيرا في دور السينما بإيرادت تقترب من الثلاثين مليونا، ويعتبر من أكثر الأفلام تذكـرا للنجم الأميركي الراحل "روبين ويليامز" الذي ارتبط باسم رجل الكاديلاك في العديد من المناسبات. (1، 2)

  

حب ومخدرات أخرى.. بين البيع والمرض والوفاء

undefined

 

في التسعينيات، جيمي راندال تعرّض للطرد من وظيفته ليتوجّه للعمل كمندوب مبيعات طبيـة في شركة فايزر العملاقة للأدوية التي تطوّر عددا كبيرا من الأدوية النفسية والعضوية. يجد جيمي نفسه في وسط تنافسي هائل بينه وبين مندوبي المبيعات الآخرين في الشركة لتحقيق أعلى المبيعات والتي تعود عليهم بالمزيد من المكافآت والأموال والترقيات، ناهيك عن فرص السفـر والامتيازات الكبـرى التي توفّرها الشركة لأطقمها الأكثر نشاطا.

  

وعلى الرغم من أنه لا يتميّز بأخلاقيات عالية ولا يمكن وصفه بأنه يحيا حياة فاضلة، فإنه يُعجب بفتاة يكتشف في النهاية أنها مُصابة بمرض الشلل الرعاش "باركنسون" وأنها في طريقها إلى مراحل متأخرة من المرض الذي لا يوجد له شفاء. وقتئذ، يدرك جيمي معاني جديدة في الحياة، وأنها ليست فقط تغطي جوانب من المرح والسعادة والترقيات والمال، وأن الأدوية التي يقوم ببيعها للمرضى ليست مجرّد أموال تدخل جيبه، بل هي تعتبر إنقاذا حقيقيا لهم من مآسي المرض.

 

فيلم "حب وأدوية أخرى" (Love and other drugs) من إنتاج 2010 ومن بطولة النجمين العملاقين جاك غيلينهال وآن هاثواي. الفيلم حقق مبيعات هائلة تجاوزت سقف الـ 100 مليون دولار انطلاقا من ميزانية إنتاج تقدر بـ 30 مليونا فقط، واعتُبر من أهم وأشهـر الأفلام التي تناقش حياة مندوبي المبيعات خصوصا في المجالات الطبية وكواليس التعامل مع الأدوية وتوزيعها على العيادات والمرضى والأطباء. (3، 4)

  

ذئب وول ستريت.. أن تبيع التراب باعتباره ذهبا

undefined

 

منذ صدوره في عام 2013، لم يعد أحد في العالم كله تقريبا يجهل من هو "جوردان بيلفـورت" رجل المبيعات الأميـركي الذي اتُّهم بالنصب وقُبِض عليه وأودع السجن لمدة عامين. فيلم "ذئب وول ستريت" (The Wolf Of Wall street) من إخراج مارتن سكـورسيزي ومن بطولة النجم الأميـركي الأشهر ليوناردو ديكابـريو، يعتبر واحدا من أنجح أفلامهما معا والذي تسبب في لغط هائل بين الجمهـور والنقاد معا.

  

جوردان بيلفـورت كان متدرّبا عاديا في وول ستريت، تعلّم فيها أساسيات الاستثمار والمضاربة وفن البيع بكل ما يعنيه البيع من إقناع وإبداع ومهارة وجذب عيون وأسماع العملاء. لاحقا، قرر بيلفـورت افتتاح شركة خاصة للمضاربة يقوم من خلالها بالتواصل مع الناس عبر وسائل البيع المباشر من خلال فريق قام بتوظيفه من أجل هذه المهمـة، وبيعهم أسهما في شركات صغيرة ومتوسطة بإغراءات كبيـرة.

 

النتيجة كانت ثروة هائلة عادت على بيلفـورت من وراء هذا الأسلوب البيعي المذهل، وغير القانوني كذلك، وهو الذي قاده إلى حيـاة كاملة من العبث والتمرد والمخدرات، وأيضا الدخول في مشاكل قانونية بمحاولة رشوة رجال الشرطة. في النهاية سقط ذئب وول ستريت وقُبِض عليه، لكن قصته ظلت واحدة من أكثر القصص المثيرة للجدل في أميـركا لدرجة تحويلها إلى فيلم من أشهر أفلام هوليوود.

  

الفيلم حقق مبيعات هائلة تجاوزت الـ 400 مليون دولار، ويعتبر على رأس قائمة الأفـلام التي يُنصح رجال المبيعات وأصحاب الشركات بمشاهدتها سواء للاستفادة من بعض مهارات البيع أو لتفادي الأخطاء غير الأخلاقية التي يظهرها الفيلم بشكل مباشر ربما أكثر من اللازم. (5، 6)

 

قبعة غلين روس.. في كواليس عالم المبيعات

  

عند الحديث عن فيلم "قبعة غلين روس" (Glengarry Glen Ross) فنحن قطعا نتحدث عن تحفة فنية من تحف التسعينيات. الفيلم من إنتاج عام 1992 وقائم على رواية فائزة بجائزة البوليتزر نُشرت في عام 1984، ويعتبر من أهم الأفلام التي تسلط الضوء على عالم ما وراء الكواليس بالنسبة لعالم الأعمال عموما وعالم مبيعات أسواق العقارات خصوصا، وهو بذلك يجمع ما بين التشويق كفيلم إثارة وجريمة من ناحية، والإفادة للعاملين في هذا المجال من ناحية أخرى.

  

الفيلم من بطولة النجم الأسطوري آل باتشينو برفقة مجموعة من النجـوم، وتم تصويره بالكامل في بضع أماكن محدودة، وهو فيلم يعتمد بشكل كامل تقريبا على الحوار شديد العمق والإبداع، ويناقش جوانب تسويقية وإنسانية مهمة يمر بها أي صاحب مشروع وأي متخصص في مجال المبيعات تحديدا، كاشفا النقاب عن الأكاذيب الذي تحدث طوال الوقت في هذه النوعية من الأعمال بغرض تحقيق الأرباح وتجنب الخسائر بغض النظر عن أي معايير أخرى.

  

أربعة من رجال المبيعات الذين يعملـون في مجال العقارات، قررت الشركة أن تقوم بإرسال مدرّب خاص لهم لتحفيزهم على تنشيط أعمالهم. فقط طريقة التحفيز عجيبة نوعا، وهي أنه في خلال أسبوع واحد فقط سيُطرد جميع أفراد فريق المبيعات باستثناء الاثنين اللذين سيقومان بتحقيق أكبر مبيعـات خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة. ترشح آل باتشينو لعدد من الجوائز بناء على دوره المميز في الفيلم، وحصل الفيلم على تقييم نقدي إيجابي مرتفع بين الجمهور والنقاد وإن لم يحقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر. (7، 8)

  

الكبير كاهونا.. دردشة في المبيعات

 

واحد من أشهـر الأفلام تداولا بين المسوّقين ورجال المبيعـات، فيلم "الكبيـر كاهونا" (The Big Kahuna) أُنتج في عام 1999 ومن بطولة النجم الأميـركي الشهيـر كيفين سبايسي برفقـة عدد محدود للغاية من الممثلين. الفيلم كله يدور في حجـرة فندق واحدة بدون أي مشاهد خارجية تقريبا، ويعتبـر من أفلام "الغـرفة الواحدة" التي تعتمد بشكل كامل على الحوار.

  

ثلاثة من رجال المبيعات التابعين لإحدى الشركات يجتمعون في غرفة فندقية للنقاش قبل البدء في إتمام صفقة. شخصية كل فرد منهم مختلفة عن الآخر تماما، أحدهم شديد التحرر والتعامل مع الأسواق، الثاني حضـوره دائما كواجهـة أنيقة لإتمام الصفقات، والثالث شديد التدين والمحافظة صاحب أخلاقيات رفيعة يرفض دائما الأعمال التجارية غير الشريفة. نقاش موسّع يدور بين ثلاثتهم في موضوعات التسويق والمبيعات وامتداداتها في الحياة ودروسها وأنماطها.

  

الفيلم يعج بالجمل الحوارية المُلهمة للعاملين في مجال التسويق. بمعنى أكثر اختصارا هو فيلم أُعِدّ للمسوّقين تحديدا، حتى وإن أثّر ذلك في جودة الفيلم ومستواه بالنسبة للمشاهد غير المهتم بهذا المجال، في الأغلب قد يجده يميل إلى الممل قليلا، وهو السبب الذي جعل الفيلم ينجح نقديا، ويفشل تجاريا في شباك التذاكر. (9، 10)

  

الشراب.. كيف تسوّق منتجك بين الشركات الكبرى؟

undefined

 

عندما تتوصل إلى فكـرة منتج ممتاز وتسعى لتسويقه بين الشركات الكبـرى حتى تقوم بإنتاجه، فالأمر ليس بتلك البساطة المتوقعة. الواقع أن الشركات لن تتهافت عليك كما تتصوّر، بل ما يجب أن تفعله هو أن تبذل كل ما تستطيع لإقناع شركة كبـرى بتبنّي منتجك، وعادة ما تقوم بعرض مشروعك أمامهم في عدة دقائق. هذه الدقائق هي كل ما تملكه لاستعراض مزايا مشروعك وانعكاساته التي ستعود على الشركة -أي شركة- من وراء دعمك.

  

هذه الحالة بالضبط التي يمرّ بها كل رائد أعمال يسعى للحصول على تمويل أو دعم هي التي يستعرضها فيلم "الشراب" (Syrup) الذي أُنتج في عام 2013 من بطولة أمبـر هيرد وشيلوه فيرنانديز. وعلى الرغم من أن الفيلم لم يحصل على نجاح جماهيري كبير أو تقييم نقدي مُرتفع، فإنه يحتل مكانا دائما في ترشيحات الأفلام للعاملين في مجال التسويق والمبيعات تحديدا.

  

خلال 30 ثانية فقط، استطاع "سكات" أن يقنع مديرة التسويق في إحدى أضخم شركات العالم في تصنيع مشروبات المياه الغازية بمنتجه، وهو الأمر الذي كاد يقوده إلى ثروة هائلة لولا أنه تجـاهل تسجيل حقوق براءة اختراعه التي سُرقت من طرف صديقه. الفيلم يستعرض العديد من الدروس للمسوّقين وروّاد الأعمال حتى إن كان إيقاع الفيلم ككل بطيئا ولا يحمـل صفة الإثارة المتوقعة عنه. (11، 12) 

 

undefined

المصدر : الجزيرة