كامب نو.. ساحة أمجاد البلوغرانا

"كامب نو" ملعب نادي برشلونة الإسباني؛ يعتبر من أكبر الملاعب في إسبانيا وأوروبا، اقترن اسمه بإنجازات "البلوغرانا" وبجودة مرافقه وروعة متحفه، مما حوله إلى معلمة سياحية ببرشلونة تستقطب سنويا ملايين السياح.

الموقع والتاريخ
يقع ملعب "كامب نو" شرقي مدينة برشلونة على بعد خمسة كيلومترات من مركز المدينة القديم، وتبلغ طاقته الاستيعابية 99 ألفا و354 متفرجا، وأشرف على بنائه المهندسون: فرانسيس فميتجانس ميرو وجوزيف سوتيرنس ماوري ولورنسو غارسيا  باربون.

وبلغت تكلفة بناء هذا الملعب عند إنشائه 288 مليون "بيزيتا" (العملة النقدية الإسبانية قبل التحول إلى استعمال اليورو)، وهو ما يعادل حاليا مليونا و730 ألفا و915 يورو، مما أغرق النادي في مديونية كبيرة خلال الأعوام اللاحقة.

وقد بدأت أشغال بنائه عام 1954، وافتُتح يوم 24 سبتمبر/أيلول 1957 بمباراة بين نادي برشلونة ومنتخب ضم لاعبي مدينة وارسو البولندية حضرها 80 ألف متفرج، رغم أن سعة الملعب آنذاك لا تتجاوز 73 ألف متفرج.

وتغطي مساحة الملعب 55 ألف متر مربع، ويقدر علوه الأقصى بـ48 مترا، وبلغت مساحة ملعب التباري بعد إنشائه 107×72 مترا، إلا أنها قُلصت بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى 105×68 مترا. وتبلغ نسبة مقاعده المغطاة 41% من إجمالي مقاعده، ويضم 282 مقعدا للإعلاميين، و400 مقعد لكبار الشخصيات، وألف مقعد لرجال الأعمال، كما يحتوي على 105 مخارج.

جاء تأسيس الملعب الجديد لتعويض ملعب "لاس كورتيس" في المدينة، الذي لم يعد يستوعب حينئذ الأعداد المتزايدة من جماهير نادي برشلونة، رغم أن سعته كانت تبلغ 60 ألفا.

حمل الملعب في البداية اسم "ملعب نادي برشلونة"، لكنه بدأ بسرعة يُعرف باسم "كامب نو" التي تعني باللغة الكاتالانية "الملعب الجديد"، وذلك لتمييزه عن ملعب "لاس كورتيس" القديم. ثم اعتُمد الاسم رسميا ابتداء من موسم 2000-2001 بعد تصويت أعضاء النادي عليه بواسطة البريد بنسبة 68.25%.

سجل الملعب أكبر عدد من الحضور الجماهيري قُدر بـ120 ألف متفرج، وتكرر ذلك في عدة مناسبات. وشهد بعد افتتاحه عدة تجديدات شملت وضع نظام إضاءة عام 1959 وإضافة لوحة إلكترونية وغرفة مخصصة للصحافة.

تغيرت سعة "كامب نو" باستمرار؛ فعندما فتح أبوابه كان يتسع لـ93 ألفا و53 متفرجا، ثم رفعت طاقته الاستيعابية إلى 120 ألفا بمناسبة استضافة كأس العالم 1982، غير أنها تقلصت مرة أخرى إلى 99 ألفا في تسعينيات القرن العشرين، بعد إصدار قوانين جديدة تقضي بوضع المقاعد في جميع جنبات الملعب.

تصنيف وأحداث
منح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ملعبَ "كامب نو" تصنيفَ "ملعب خمس نجوم" في موسم 1998-1999 اعترافا منه بجودة خدماته ومرافقه، كما أنشئ متحف فخم داخله عام 1980 في عهد رئيس نادي برشلونة لويس نونيز.

وتوجد في إسبانيا أربعة ملاعب فقط تتمتع بهذا التصنيف، وهي ملعب "لويس كومانش" في برشلونة، و"كارتوخا" في إشبيلية، و"بيسينتي كالديرون" معقل نادي أتليتكو مدريد، ثم "سانتياغو بيرنابيو" التابع لريال مدريد.

اختارت إدارة ملعب "كامب نو" -بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشائه- شركة المهندس البريطاني نورمان فوستر لإعادة هيكلته، وتشمل الخطة إحداث 10 آلاف مقعد إضافي بتكلفة 250 مليون يورو.

وفي عام 2014 وافق أعضاء نادي برشلونة على خطط إعادة تصميم ملعب "كامب نو" لزيادة سعته إلى 105 آلاف مقعد، لتعزيز عقود الرعاية وإيرادات تذاكر المباريات. ومن المقرر أن تبدأ هذه الأشغال 2017 وتنتهي 2021، وهي تتضمن أيضا بناء قاعة لكرة السلة ومنشآت أخرى خارج الملعب بتكلفة 600 مليون يورو.

وكشف النادي -في نفس العام- خطة لبناء "مدفن" ضخم يضم رفات مشجعي النادي الذين يرغبون في أن يتم دفنهم بالقرب من مباريات ناديهم، وذلك بتوفير مساحة لمقابر أسفل الملعب بعد تطويره، يُطلق عليها "ميموريال سبايس أف سي برشلونة".

وستتراوح أسعار شراء هذه المقابر لمدد تتراوح بين 50 و99 عاما ما بين ثلاثة وستة آلاف يورو للقبر الواحد، علما بأن أندية عالمية أخرى -مثل هامبورغ وشالكه الألمانيين وبوكا جونيورز الأرجنتيني- لديها مقابر خاصة بمشجعيها.

وعلى مستوى استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة؛ احتضن ملعب "كامب نو" عبر تاريخه عددا من الأحداث والمباريات الهامة، من أبرزها استضافته للمباراة الافتتاحية في بطولة كأس العالم بإسبانيا عام 1982، ومباريات في بطولة أوروبا للأمم 1964.

كما استضاف حفليْ افتتاح واختتام دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992، إضافة إلى مباراتيْ نهائي دوري أبطال أوروبا عاميْ 1989 و1999، ونهائييْن لكأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس عاميْ 1972 و1982.