قصة مجلة "تايم" الأميركية

In this photo taken Tuesday, March 24, 2015 a copy of a 1966 Time magazine with Nicolae Ceausescu on the cover sits along with communist era kids magazines, the day before an auction where people have spent euros 50,000 ($55,000 ) buying Communist memorabilia that included items belonging to the late Romanian dictator Nicolae Ceausescu in Bucharest, Romania. Ceausescu led one of the most repressive regimes in Eastern Europe, but 25 years after he and his wife Elena were deposed and executed during the 1989 revolution, some remain fascinated with the late leader. (AP Photo/Vadim Ghirda)
اعتمدت مجلة تايم على "إثارة الدهشة والتعجب" في اختيار العناوين والصور التي تتصدر غلافها خصوصا في نسختها الأميركية (أسوشيتد برس)
مجلة سياسية أميركية أسبوعية، وأول مجلة إخبارية في البلاد، تتميز بأسلوبها وعناوين وصور أغلفتها التي جعلتها مادة للنقاش داخل الأوساط السياسية في أميركا.

التأسيس
أسس مجلة تايم كل من هنري لوس وبيرتون هادن يوم 23 مارس/آذار 1923، في إطار سعيهما لإصدار مجلة تغطي الأخبار بطريقة مختصرة مختلفة عن المجلات الأخرى لتمكين المواطن الأميركي الكثير الانشغالات من الاطلاع على الأخبار في أميركا وخارجها في قراءة وجيزة.

وارتكز مؤسسو مجلة تايم على هذا المبدأ الزمني لاختيار اسمها "Time" حيث وضعوا لها شعار "خذ وقتك، إنها مختصرة"، وسعوا في هذا الاتجاه لجعلها تحتوي على مزيج من المواد الهامة وأخرى ترفيهية لاستقطاب القراء.

وتصدر نسخة أوروبية باسم "تايم أوروبا" تغطي مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وتصدر أيضا نسخة خاصة بمنطقة آسيا وأخرى لكندا.

الهيكلة
يقع مقر مجلة تايم في مدينة نيويورك، وتوزع ثلاثة ملايين و286 ألف و467 نسخة سنويا -حسب معطيات عام 2014- وهو ما جعلها تصنف في المرتبة الثانية من حيث التوزيع بعد مجلة "بيبل"، ويصل عدد قرائها إلى حوالي 25 مليون شخص، 20 مليونا منهم في الولايات المتحدة.

وفي عام 2007 خفضت 300 وظيفة بها لأسباب اقتصادية، ثم خفضت شركة "تايم أي أن سي" الإعلامية المالكة للمجلة عدد عمال الشركة البالغ عددهم 8000 شخص عبر العالم بنسبة 6%، لكن المجلة حافظت مع ذلك على مبيعاتها، رغم أن صفحاتها الإعلانية شهدت تراجعا.

وتصدر المجلة نسخا دولية منها أهمها "تايم أوروبا" التي كانت تعرف بـ"تايم أطلنتك"، وتصدر بالعاصمة البريطانية لندن، وتغطي أيضا منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، وأيضا أميركا اللاتينية.

وتصدر أيضا "تايم آسيا" انطلاقا من هونغ كونغ، وتتوفر كذلك على طبعة "تايم جنوب المحيط الهادي" التي تصدر في مدينة سيدني الأسترالية، وتغطي أستراليا ونيوزيلندا، وجزر المحيط الهادي، كما تصدر "نسخة كندا" منذ ديسمبر/كانون الأول 2008.

الخط التحريري
عبرت لوقت طويل عن النظرة السياسية المحافظة المعتدلة لهنري روس الذي تحمّل مسؤولية التحرير، ومع ذلك تبنت موقفا محايدا وسطيا في تناول تحقيقاتها.

واعتمدت مجلة تايم على "إثارة الدهشة والتعجب" في اختيار العناوين والصور التي تتصدر غلافها خصوصا في نسختها الأميركية، منطلقة في ذلك من التركيبة النفسية للمواطن الأميركي الذي تجذبه المواضيع المبهمة والشيقة، والتي تعطي مجالا للتفكير.

وتفردت من ناحية أسلوب الكتابة الساخرة باعتماد "الجمل المقلوبة"، وهي طريقة خاصة في اللغة الإنجليزية ترتكز على تقديم الفعل على الفاعل التي ابتكرها الكاتب الأميركي والكوت غيبس في مجلة "ذو نيويوركر" عام 1936.

اشتهرت المجلة بغلافها الذي يتضمن اسمها المكتوب منذ عام 1927 باللون الأحمر، والذي غيرته في عدد خاص صدر بمناسبة أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 إلى اللون الأسود.

شخصيات
اشتهرت "تايم" باختيارها شخصية السنة لتتويج شخص أو هيئة سواء لأعمالها المصنفة جيدة أو سيئة وتضمين صورتها في صورة غلاف عدد خاص بهذه المناسبة، وقد اختارت خلال عدة سنوات مجموعة من الشخصيات العالمية في مجالات متعددة.

 

أصدرت مجلة "تايم" أربع مرات صور غلاف لشخصيات معروفة مصحوبة بخطين أحمرين كإشارة ممنوع، شملت في مايو/أيار 1945 الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، والرئيس العراقي الراحل صدام حسين يوم 21 أبريل/نيسان 2003، وزعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي يوم 13 يونيو/حزيران 2006، والزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو/أيار 2011.

وتختار مجلة تايم سنويا مئة شخصية تعتبرها أكثر تأثيرا خلال تلك الفترة، وتوجت في ديسمبر/كانون الأول 1999 العالم ألبرت إنشتاين رجلَ القرن العشرين في إطار تصنيفها مئة شخصية أخرى خلال تلك الفترة.

ملفات
تناولت العديد من الملفات والأخبار التي كان لها تأثير وأحدثت جدلا كبيرا في الولايات المتحدة وخارجها من بينها نشرها في مايو/أيار 2015 ملفا عن التمييز العنصري ضد السود الأميركيين بعد نشرها على غلافها صورة رجال شرطة مسلحين يلاحقون رجلا أسود، وتحتها تعليق يتضمن عبارة "أميركا 1968" وتم شطبها باللون الأحمر وكتب مكانها 2015، في دلالة على استمرار التمييز والعنف ضد الأميركيين السود.

الكتاب
ساهم في تحرير المجلة على مدى سنوات العديد من الصحفيين وكتاب الرأي البارزين في مجالات عدة من بينهم أرفاند أديغا، وإيان بريمر، وبيتر إيكونومي، وألكسندر إليوت، وروبرت هيوز، ومارشال لوب، وجون مودي، وجيم موراي، وهيوغ سيدي، وجويل شتاين، وكالفان تريلان، وفريد زكريا، وروبرت رايت، وديفد فون دريهل.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية