خليفة بن زايد آل نهيان

رئيس الإمارات العربية المتحدة، شغل العديد من الوظائف والمسؤوليات في إمارة أبو ظبي وفي الدولة قبل توليه رئاستها، له دور كبير في النهضة العمرانية بأبو ظبي.

المولد والنشأة
ولد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 1948 في قلعة المويجعي بمدينة العين في إمارة أبو ظبي، وأمضى معظم فترات طفولته في واحة العين والبريمي بالمنطقة الشرقية، وهو أكبر أبناء الشيخ زايد من ابنة عمه الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان.

الدراسة والتكوين
بدأ دراسته بحفظ القرآن الكريم، وتلقى تعليمه الأساسي في المدرسة النهيانية التي أنشأها والده الشيخ زايد في العين حاضرة المنطقة ومركزها الإداري، ثم طور معارفه بملازمته لمجالس والده.

يرى أن مرافقته لوالده أثرت فيه وساعدته على اتخاذ قرارات بصورة لا يمكن للتعليم المدرسي أن يمكنه منها.

الوظائف والمسؤوليات
شغل العديد من الوظائف والمسؤوليات في إمارة أبو ظبي وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بعد قيامها في ديسمبر/كانون الأول 1971، ففي عام 1966 شغل منصب ممثل حاكم أبو ظبي بالمنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها.

عُين في 1969 وليا لعهد أبو ظبي، وتولى رئاسة دائرة الدفاع بها في نفس السنة إبان نشأة قوة دفاع إمارة أبو ظبي، ثم شغل منصب رئيس مجلس وزراء إمارة أبو ظبي 1971، كما تولى وزارة الدفاع والمالية.

أصبح -بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة- رئيس مجلس الوزراء، ثم رئيسا للمجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي 1974، قبل أن يُعين نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة للدولة 1976.

صار في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 -يوم إعلان وفاة والده الشيخ زايد- حاكما لإمارة أبو ظبي، وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات رئيسا للدولة يوما واحدا بعد ذلك خلفا لوالده.

إضافة إلى الوظائف السابقة، تولى عدة مسؤوليات من بينها رئاسة المجلس الأعلى للبترول، ورئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي، ورئاسة مجلس إدارة جهاز أبو ظبي للاستثمار، كما شغل منصب ممثل دولة الإمارات في الهيئة العربية للتصنيع الحربي.

التجربة السياسية
انخرط مبكرا في السياسة بحكم موقعه الأسري، فكان إلى جانب والده الشيخ زايد يلقى معه الوفود والقبائل ويشهد معه تسيير الشأن المحلي، قبل أن يباشر المهمات والمسؤوليات السياسية والحكومية، وعندما تولى رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة أكد أهمية الشورى في تسيير الحكم.

أطلق مبادرة لتطوير تجربة السلطة التشريعية لتعديل أسلوب اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بحيث يتم الجمع بين الانتخاب والتعيين، وهي خطوة أولى تتيح في نهاية المطاف اختيار أعضاء المجلس عبر انتخابات مباشرة، مما يشجع المواطن الإماراتي على المشاركة الفعالة في تسيير الشأن العام.

يعتبر أحد المناصرين لمنهج مجلس التعاون الخليجي باعتباره جهة سياسية توحّد منطقة الخليج، وتدعم ترسيخ العلاقات مع الدول العربية الأخرى، وتكرس التضامن العربي.

تابع -على المستوى المحلي- مشاريع التطوير والتحديث التي شهدتها الإمارات، وأعطى اهتماما كبيرا لمشاريع تحسين البنية التحتية ومرافق الخدمات المختلفة، وعمل على بناء جهاز إداري حديث، ومنظومة تشريعية متكاملة.

يعدّ من أبرز مبادراته في هذا المجال إنشاء دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية التي عُرفت بين الناس بـ"لجنة الشيخ خليفة"، وقد ساعدت في ازدهار النهضة العمرانية في إمارة أبو ظبي، وتركت أثرا اجتماعيا عميقا.