أنجيلا إيغل

(FILE) A file photgraph showing British Shadow Secretary of State for Business, Innovation and Skills, Angela Eagle delivering a speech during the first day of the Labour Conference in Brighton, Britain, 27 September 2015. Media reports on 09 July 2016 state that Angela Eagle is to announce a bid for leadership of Labour Party on 11 July 2016. EPA/FACUNDO ARRIZABALAGA *** Local Caption *** 52258393

سياسية ونائبة بريطانية مخضرمة، تنتمي لحزب العمال، وتولت عدة وظائف رسمية في حكوماته، كما شغلت مواقع حزبية مهمة، وأعلنت عزمها الترشح لزعامة الحزب إثر أزمته الداخلية التي تفاقمت صيف 2016 على خلفية تصويت البرلمان البريطاني على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

المولد والنشأة
ولدت أنجيلا إيغل في 17 فبراير/شباط 1961 في بلدة بريدلينغتون، بمقاطعة يوركشاير، لأب عامل طباعة وأم خياطة.

أنجيلا غير متزوجة وأعلنت عام 1997 أنها سحاقية، وتقيم منذ عام 2008 في ما يسمى "شراكة مدنية" مع ماريا إيكزال، وهي أيضا عضو في حزب العمال، وكان هذا الموضوع مادة دسمة لمقالات عدة بالصحافة البريطانية.

الدراسة والتكوين
تلقت أنجيلا إيغل تعليمها الابتدائي في مدرسة القديس بطرس، والثانوي في مدرسة فورمبي، وعرفت بحبها المبكر للعبة الشطرنج، وفازت ببطولة الشطرنج البريطانية للفتيات تحت 18 سنة عام 1976، ودرست الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية سانت جون بجامعة أكسفورد، وتخرجت في الجامعة مع درجة البكالوريوس في الآداب عام 1983.

التوجه السياسي
خلال دراستها الجامعية كانت أنجيلا إيغل رئيسة "الجمعية الفابية" في جامعة أكسفورد في الفترة من عام 1980 وحتى 1983، وهي جمعية أنشئت عام 1884 ويسعى أعضاؤها إلى نشر مبادئ الاشتراكية بالوسائل السلمية، مثل إعداد وتوزيع كتيبات تشرح فكرتهم، وعقد اجتماعات وندوات للغرض نفسه.

وفي عام 1920 انضمت "الجمعية الفابية" إلى حزب العمال الذي أسسته الحركة النقابية، وأصبحت بمثابة الهيئة الأيديولوجية له، وفي سنة 1945، اكتسح العمال الانتخابات السياسية، وأعلنوا للمرة الأولى "دولة الرعاية" ووضع الميزانية على أسس جديدة "طبقاً للأيدي العاملة وليس طبقاً للنقود".

ينظر إلى أنجيلا إيغل على أنها تمثل الجناح اليساري في حزب العمال بعيدا عن نهج الزعماء السابقين كتوني بلير أو غوردن براون، وأن لديها قدرة على مخاطبة وإقناع جميع أنواع الناخبين والطبقات الشعبية. 

الوظائف والمسؤوليات
في عام 1984 عملت أنجيلا إيغل في الهيئة الاقتصادية لاتحاد الصناعات البريطانية، قبل أن تنخرط في النشاط النقابي عبر كونفدرالية موظفي الخدمات الصحية، واتحاد العمل.

في أعقاب الانتخابات العامة عام 1997 أصبحت أنجيلا إيغل عضوا في حكومة بلير وأصبحت وكيل البرلمان في وزارة البيئة والنقل والمناطق، ثم انتقلت إلى إدارة الضمان الاجتماعي عام 1998.

وانضمت أنجيلا إيغل إلى حكومة توني بلير عام 2001، لكنها خرجت منها في العام التالي بعد تغيير وزاري، وفي 2007 عادت إلى الحكومة وعهد إليها غوردن براون حقيبة الدولة لشؤون العمل والتقاعد بين 2009 و2010، لكنها فشلت في توقع انفجار الأزمة العقارية في 2008.

التجربة السياسية
انتخبت أنجيلا إيغل لعضوية البرلمان للمرة الأولى عن دائرة والاسي (شمال غرب بريطانيا) عام1992، وحصلت على 3809 أصوات، وفازت بذلك على منافستها من حزب المحافظين وزيرة التنمية لما وراء البحار البارونة ليندا شوكر، وأصبحت عضوا في لجنة اختيار التوظيف عام 1994 في البرلمان.

وفي عام 1996 قرر توني بلير ترقية أنجيلا إيغل إلى منصب "حامل السوط" في البرلمان، وهو منصب حزبي يعهد فيه الحزب لمن يشغله بتطبيق الأنظمة الحزبية على أعضائه، ونوابه في البرلمان، ويحث النواب على حضور الجلسات المهمة.

شكلت أنجيلا إيغل مع شقيقتها ماريا، النائبة منذ 1997، أول توأمين ينتخبان في مجلس العموم البريطاني، وصوتت أنجيلا إيغل لصالح الحرب على العراق عام 2003، كما صوتت بشكل متكرر ضد التحقيق في تلك الحرب أعوام 2003، 2006، و2007.

في أبريل/نيسان 2008 شاركت أنجيلا إيغل في النقاش البرلماني حول الاقتصاد البريطاني، حيث حذر الليبراليون الديمقراطيون من أن البلاد تواجه "فقاعة متطرفة في سوق الإسكان وخطر الركود".

وكان رد إيغل أمام البرلمان "أن مخاوف الليبراليين الديمقراطيين من الانكماش محض خيال كارثي، ولحسن الحظ بالنسبة لنا جميعا أن هذا الخيال ليس له تأثير حقيقي على واقع الاقتصاد الكلي".

ومع انتقال حزب العمال إلى صفوف المعارضة، كانت أنجيلا إيغل عضوا في حكومة الظل مع إد ميليباند ثم جيريمي كوربين منذ سبتمبر/أيلول 2015، وعرف عن إيغل الانضباط والالتزام الدائم بتعليمات قيادتها على صعيد التصويت، لكنها خرجت عن القاعدة نهاية عام 2015 حين أيدت توجيه ضربات إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وعقب تصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي صيف عام 2016 تصاعدت الأزمة داخل حزب العمال، وخرجت بقوة إلى العلن واستقالت أنجيلا إيغل من منصبها كمتحدثة باسم الحزب.

وقامت بدور رئيسي في إطلاق إجراءات الطعن في قيادة زعيم الحزب جيريمي كوربين، بينما أعلنت أغلبية المشرعين عن حزب العمال سحبهم الثقة منه، إضافة إلى الاستقالات الجماعية من فريقه الخاص بعد أن واجه كوربين انتقادات من داخل الحزب بسبب حملته لبقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، التي عدّها منتقدوه "فاترة".

وفي الرابع من يوليو/تموز 2016 هددت أنجيلا إيغل زعيم حزب العمال بمنافسته على قيادة الحزب، وأكدت أنها تملك التأييد الضروري والاستعداد للإقدام على هذه الخطوة، واتهمت كوربين "بالاختباء" ورفض الإقرار بأن شعبيته تلاشت بين زملائه، وقالت "أملك الدعم لإدارة وحل هذا المأزق وسأفعل".

وخاطبت كوربين قائلة "تحت قيادتك جاء الدفاع عن البقاء داخل الاتحاد الأوروبي مشوبا بازدواجية الموقف بدلا من أن يكون شديد الوضوح، وفي هذه الأوقات الصعبة نحن بحاجة إلى زعيم قادر على الجمع بدلا من بث الانقسام داخل حزب العمال".

وأعلنت إيغل أنها ستبدأ مسعى لتحل محل كوربين زعيم الحزب، قائلة إنه فشل في قيادة المشرعين من حزب العمال كقوة منظمة وفعالة تعمل على مساءلة الحكومة، كما فقد ثقة المشرعين من حزب العمال، ولم يتمكن من التواصل بشكل فعال مع الناخبين".   

المصدر : الجزيرة