شعار قسم ميدان

"حريم السلطان".. كيف نظر المستشرقون للمرأة المسلمة؟

midan - arab women paint
إنه الشرق، "وحين اقتربت من الشاطئ، تملّكني شعور بأني عريس شرقي يوشك أن يرفع حجاب عروسه"، هكذا صوّر إدوارد لين أول مشهد له في مصر، وبينما يصور لين الشرق كأنثى وهو رجلها يصف الكاتب الهولندي يان دي هوند نظرة الفنانين من المستشرقين إلى الشرق على أنه أرض الشبق، فيقول: "بعض الفنانين كانوا يريدون الهروب من القيود الجنسية المتشددة، وكانوا يرفعون من شأن الشرق ويعتبرونه مكانا تتوفر فيه حرية جنسية لم تصبها بعد قيود المحرمات الاجتماعية، فكان الشرق بالنسبة لهم كجنة للحب المتحرر. وكان لبعض هؤلاء الفنانين محاولات للتغلغل في عمق ظاهرة الحريم، وتعرية هذا العالم للوصول إلى الحقيقة والبيوت المغلقة من الخارج والمفتوحة من الداخل على إيوان تطل منه السماء".

      

وفي الوقت الذي بالغ فيه مستشرقون بوصف حُسن الشرق واشتهائه، بالغ آخرون في احتقار الشرق والتقليل من شأنه، حيث يصف لويس برتران الشرق في كتابه "السراب الشرقي" أنه "مزبلة، فهو لم ير في رحلته سوى الأوساخ والتعفن" ويضيف: "إنكم لا تعلمون حقيقة الشرق، إنه القذارة والسرقة والانحطاط والاحتيال والقسوة والتعصب والحماقة، نعم إنني أكره الشرق وأكره الشرقيين أولئك المعتمرين بالطرابيش والمتهللين بالسبحات".

 

وهكذا انقسمت نظرة المستشرقين تجاه الشرق إلى شقين، أحدهما معجب بسحر الشرق، باعتباره وطن حكايات ألف ليلة وليلة، وشق متعالٍ على الشرق مزدرٍ له، يرى أنه يجب تعليم هذا الشرق وتمليته ما يجب عليه فعله (1). لكن في كلتا الحالتين كانت الأنثى الشرقية تتميز بمكانة خاصة في الخطاب الغربي، فكيف نظر الغرب إلى الشرق؟ وكيف جاءت صورة الأنثى الشرقية داخل هذا الخطاب؟

   

    

الشرق كأنثى مشتهاة

جاء كثير من المستشرقين إلى الشرق باحثين عن النساء اللواتي سمعن بهن في حكايات ألف ليلة وليلة كما تظهر كتاباتهم، فيجسد فلوبير صورة المرأة الشرقية في روايته مطلقا عليها اسم "بلقيس ملكة سبأ" (2)، ويصورها محاولة إغواء ناسك، فتوهمه أنها العالم بأسره لا امرأة فحسب، وأن امتلاك جسدها "هو الباب إلى الفرح العظيم لا يضاهيه امتلاكه لأي قُطر من أقطار الأرض" (2).

     

لذلك، فقد جاء هؤلاء المستشرقون إلى أرض العرب محملين بصورة مكتملة التفاصيل عن الشرق (3)، حيث جاء كل منهم ليعيش مغامرته الخاصة التي يكون فيها الفارس الأوروبي ذا الأصل النبيل والعقل المستنير الذي ستنفتح أمامه سراديب شرق الحكايات، ولعل أهم سرداب للشرق بالنسبة إليه هو سرداب "الحريم" كما جاء في الكثير من خطاباتهم(4). حيث مثلت الرغبة في امتلاك قلوب أكبر عدد من نساء الشرق وتسطير القصص على أجسادهن، وقودا لرحلات عدد من المستشرقين، باعتبار أن نساء الشرق فاسقات، وهو ما يظهر جليا في مسرحية "بتلة الورد، البيت التركي" لألفريد دي موبيسان التي تجري أحداثها في ماخور، حيث كل البغايا يرتدين الزي التركي (5).

    

ورغم أن المهمات والرحلات الاستشراقية شاركت فيها فنانات وكاتبات فإنها صورة صيغت بشكل طغت عليها رغبة الرجال، فكان الولع بالشرق ولعا بالنساء وبالجمال الغريب الذي يخفيه الواقع خلف الحجب (6)، فأبرزت النساء ذات الصورة الرافضة للحجاب، حتى إن لوسي بول مارجريت كتبت: "أمام هؤلاء النساء المتسربلات من رؤوسهن إلى أخامص أقدامهن، وعيونهن التي لا يمكن أن تُرى أبدا لكنها تَرى دائما، أشعر وكأنني عارية".

    

فتساوت خطابات كثير من المستشرقين وتبنت المنهج ذاته، وكأنما قد أغرت تلك المخلوقات القابعة في حريم الرجل الشرقي الرجل الأوروبي فجاء يختبر الصورة بنفسه، فحتى النساء المستشرقات اللاتي كتبن عن الشرق كتبن برغبة ذكورية لم يُقدّم لها تبرير واضح، وذلك بحسب ما تعرضت له الكاتبة كاثرين بولوك في دراستها الميدانية "نظرة الغرب إلى الحجاب" بالتصريح تارة، وبالتلميح تارات أخرى (6).

     

undefined

  

النقاب كصخرة

حين جاء المستشرقون من الغرب الأوروبي لم تكن تحدوا كثير منهم رغبة حقيقية في الاكتشاف بموضوعية، وإنما جاءوا مصطحبين تصورا مكتملَ التفاصيل، وليس لديهم استعداد أن يغيروا تصورهم ذاك، فكما يقول ليون ميتشل: "مهما كُتب عن الشرق، فإن الرجال الفرنسيين يسعدهم الاعتقاد بأنهم سيلتقون الجواري اللاتي سمعوا بهن كثيرا، الحسناوات كنجمة الصباح ينتظرن العاشق" (7).

   

لكن حين وصل المستشرقون إلى الشرق وبدأت مغامرتهم اصطدموا بصورة لم تكن في الحسبان، فقد اكتشفوا أن الشرقيات لا يخرجن من بيوتهن سافرات، بل وُجدت دوما تلك القطعة من القماش التي تغطي وجوههن لتضع فاصلا بينهن وبين الغرباء (8)، والتي سيطلقون عليها فيما بعد لفظ "veil"، وستظل تلك الكلمة تُترجم بشكل خاطئ على أنها مرادف للحجاب، رغم أنها بحسب ما أورده قاموس أوكسفورد هي "قطعة من القماش تثبّت في القبعة لتغطية الوجه كي لا تُعرف المرأة أو لاتقاء الشمس".

   

أما موقفهم من قطعة القماش تلك التي تغطي وجوه النساء، فأبرز ما يظهره هو ما أورده فانون عن المحامي الأوروبي الذي أدت ظروف عمله أن يرى وجه امرأة جزائرية دون حجاب، فقال: "يقع على الرجال الجزائريين ذنب إخفاء النماذج الكثيرة من هذا الحسن الغريب، وإن شعبا لديه هذا الكم من الدرر الذي يحتفظ بها لنفسه ينبغي له أن يعرضها ويكشفها، وإن لم يكن سبيل لذلك فليرغموا على فعله" (9)، فكانت نظرة المستشرق إلى غطاء الوجه باعتباره احتكارا للجمال وتحديا لرغبتهم في استكشاف الشرق القادمين لاستكشافه.

      

يصف برادلي بيرت النقاب الفارسي قائلا:
يصف برادلي بيرت النقاب الفارسي قائلا: "كان أسوأ قطعة ملابس يمكن أن يصممها أشد الأزواج غيرة على زوجه، وأشدها فظاظة"
   

وحين يصف برادلي بيرت النقاب الفارسي يصفه قائلا: "كان أسوأ قطعة ملابس يمكن أن يصممها أشد الأزواج غيرة على زوجه، وأشدها فظاظة، فلا يمكن أن ينظر غريب إلى امرأة فارسية ويرى الجمال الذي تجعلنا القصائد والحكايات الخيالية نصدق بوجوده خلف هذه الحجب المستورة" (10). لكن هذه الحقيقة الجلية، وهي عدم قدرة المستشرقين على النفاذ إلى عالم النساء، لم تفلح في إقناع المستشرق بكذب أسطورته التي صنعها عن الشرق، فعلى حد قول ليون ميتشل: "مهما كتب عن الشرق، فإن الرجال الفرنسيين يسعدهم الاعتقاد بأنهم سيلتقون الجواري اللاتي سمعوا بهن كثيرا، الحسناوات كنجمة الصباح ينتظرن العاشق".

      

فأقنع المستشرق نفسه بأكذوبة جديدة ترضيه، فبدأ في تصور النساء أنهن حسناوات مقصورات في خيام الشرقي، وأن المرأة الشهية مسجونة في أسر رجل مستبد يحتكر جمالها لنفسه ويحرم غيره منها (11)، وأن هؤلاء النسوة ينتظرن من الفارس النبيل تحريرهن من الأسر، ولا يكون التحرير إلا بهتك حجبهن سواء أردن أم لم يردن، فيقول جون أورسمبي عن لقائه بامرأة محجبة: "ليت الظروف أتاحت لي أن أصورها صبية جميلة تفر من حريم شيخ عربي قاس، لها عيون واسعة دامعة تستدر عطف المسيحي" (12)، فلم يكن لدى المستشرقين الاستعداد لقبول النقاب كلباس أنثوي حتى لو اختارته النساء بلا جبر من رجالهن.

   

هكذا، حدا بالمستشرقين رغبةٌ في النظر عن قرب، وأن يأتوا بالشرق بدلا من أن يذهبوا إليه، فيكون معروضا أمامهم هذه المرة. وهي ذات الفكرة التي أوردتها صحيفة النيويورك تايمز في صيف عام 1851: "نحن الآن شعب موضوعي، نريد أن نضع كل شيء بحوزتنا في صناديق زجاجية، ثم ننظر إليه ما وسعنا النظر"، كذلك حاول المستشرق أن يجعل من العالم معرضا يضع فيه سكانه بكل تفاصيلهم داخل صندوق زجاجي يسمح له بالتحديق.

    

  

وفي الوقت الذي سعى فيه الغرب حثيثا نحو فكرة العالم كمعرض، كما عرضه المفكر تيموثي ميتشيل في كتابه "استعمار مصر"، لا يخفى فيه شيء، بل يُرى فيه كل شيء بوضوح ويتكشف بشكل تام، كان نقاب الشرقيات بمنزلة عائق لما يصبو المستشرقون إليه، وهو النظر أو التحديق في الآخر، فقد أعطى النقاب دلالة على رفض الشرقيات للنظر إليهن، وهو ما اعتبره الباحث مالك علولة (13) بمنزلة التحدي للمصور الغربي الذي يحسب نفسه قادرا على تصوير ما يشاء، فالنساء لا يعرضن أنفسهن في معرض الغرب، مثلما ذكر تيموثي ميتشل أن الغرب ينظر إلى العالم كعينات معروضة في معرض عالمي تسمح للغرب بدراسة تلك العينات دراسة علمية.

    

الانتقام الرمزي "الحملة على النقاب"

هكذا مثّل الحجاب هزيمة حقيقية لرغبة المستشرقين في المشاهدة والتصوير والتدوين عن نساء الشرق الساحرات، فتستعرض كاثرين بولوك الحجاب بصفته من حَرَمَ المستشرقين من النظر، "فقد حرموا رؤية واقع الشرق الذي جاءوا لرؤيته، كما أن الرؤية ضرب من الامتلاك، وكان الحجاب يعيق امتلاك النساء"، فلجأ المستشرق إلى الانتقام كبديل، وقد أخذ انتقام المستشرق وثأره عدة صور لعل أبرزها يتمثل في تعمّد المستشرق تجسيد صور النسوة اللاتي لم يرهن بالأساس تجسيدا ماجنا. فبدأوا في تصوير النساء اللاتي رأوهم في المواخير على أنهن كل النساء الشرقيات، فبالغوا في وصف أجسادهن وتصويرهن في مواضع يأباها الشرقي وتثير غيرته، ولجأوا إلى التقاط الصور لهولاء النسوة، حيث تبرز دراسة مالك علولة (14) بطاقات المعايدة الفرنسية في عصر الاستعمار كآليات واضحة استخدمها المستعمر لتُظهر المرأة الجزائرية في أوضاع عري مختلفة.

   

ويصف علولة موقف المصور بقوله: "إن الحجاب المعتم الذي يستر المرأة الجزائرية يوصل رفضا للمصور بوضوح وببساطة، فالمرأة الجزائرية في حجابها الذي يلفها حتى كاحليها تحبط رغبة الكشف (استراق النظر) لدى المصور، فالمرأة هي النفي المتجسد لرغبته، ومن ثم فهي تبلغ المصور تأكيدا لرفض ثلاثي: رفض رغبته، ورفض ممارسة فنه، ورفض وجوده في بيئة غير بيئته" (15).

   

ولم يكتف المستعمرون بذلك، بل عمدوا إلى إظهار النساء على بطاقات المعايدة مرة أخرى عرايا مسجونات، فوجود النساء خلف القضبان يعطي مسوغا مقبولا للمستشرقين على رفضهم من قبل النساء، وهو كونهن مسلوبات الإرادة لا يستطعن التفلت من السيد العربي القاسي نحو المنقذ الغربي الوسيم ذي الطبع اللين، وقد وردت صور لتلك البطاقات في دراسة علولة (16). وأمعن المستشرق في طعن النمط الذي خالف خياله، فبدأ في ترسيخ فكرة "الحجاب قهر"، وهي الفكرة التي تناولتها كاثرين بولوك وأفردت لها فصلا كاملا في دراستها عن نظرة الغرب للحجاب (17)، وتوسع فيها وبالغ في حججه عليها، فجعل المستشرق الحجاب كناية عن الشرق كله، واختزل جميع تحديات الشرق ومشكلاته في الحجاب الذي لا بد وأن مرتدياته قد قهرن بشكل ما كي يرتدينه، فالمرأة معزولة في دار زوجها لا ترى أحدا ولا يراها أحد، وحتى إذا خرجت فإنها تحمل عزلتها معها.

    

undefined

    

بدأ الأوروبيون في تشكيل المدارس الإرسالية والتي كان دورها بحسب ما ورد في كتاب "أخواتنا المسلمات" هو هداية الفتيات للمسيح، فإن اهتدين للمسيح فقد اهتدت مصر كلها إليه (18)، كما يذكر الكتاب أن معلمي هذه المدارس حاولوا إقناع الطالبات بتحدي آبائهن والتخلي عن الحجاب، وهكذا "يدخل البارود إلى قلب الإسلام" (19). ولقد رسخ في يقين الأوروبيين عامة أن المرأة المسلمة تتعرض للقهر لأنها تعتنق الإسلام، وما دامت تقبل حكم القرآن فإنها ستظل مذعنة لتلك الحياة المشوهة التي يُحكم بها عليها (20)، وعلى ذلك فإن فكرة "الحجاب قهر" هي وليدة الهيمنة أو على الأقل الرغبة في الهيمنة (21)، وعليه فإن النقاشات التي تطرح فكرة الحجاب كرمز لقهر النساء فإنها تعتمد-عن عمد أو عن جهل- على خطاب استشراقي أو استعماري بشأن الحجاب.

   

إرهاب الحداثة

ورث أفكار المستشرقين قوم تبنوا أفكارهم بصيغ تتشابه في المضمون وتختلف من حيث الأسلوب (21)، إذ رأوا أن الحجاب سبب أصيل في نكبات الشرق وتخلفه، وأنه يفترض على الشرق اتباع الوصفة الغربية للتقدم، حتى صار الحجاب أمرا مفصليا في تقدم الأمم أو تخلفها (22)، للحد الذي جعل نظيرة زين تذهب في كتابها بعنوان "السفور والحجاب" للقول إن الأمم التي تحجبت سارت إلى الانحطاط عكس الأمم غير المتحجبة. ففي الوقت الذي سيطرت فيه الإمبراطورية العثمانية على مشارق الأرض ومغاربها أحدثت سيطرتها بعدا واضحا في الذوق السائد في الزي الأوروبي، فارتدى الأوروبيون اللون التركواز (الذي كان لونا من اكتشاف الأتراك) كصيحة، وحرصوا على ارتداء الملابس الفضفاضة وأسموها الزي العربي أو الزي التركي. وبحسب ما ورد في كتاب "النساء في لوحات المستشرقين" فإن الجالية الأوروبية قد كلّفت فانمور أن يرسم لهم صورا بالزي التركي، كما ارتدت ماري أنطوانيت ووصيفاتها زيًّا سُمي بـ "السلطانية"، ونوعا من معاطف الفرو تسمى "الشرقية" (23).

     

هذا التقليد هو ما يُطلق عليه ابن خلدون ولع الغالب بالمغلوب، ويفسره في مقدمته بقوله: "والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه، إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب، فإذا غالطت بذلك واتصل لها حصل اعتقادا فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به، وذلك هو الاقتداء. ولذلك ترى المغلوب يتشبه أبدا بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في اتخاذها وأشكالها، بل وفي سائر أحواله".

      

  

ولما دار الزمن دورته وانتقل الشرق من مركز المتبوع إلى مركز التابع، وتغير نمط الثقافة والرقي السائد وفقا لغلبة الغالب، ارتفعت الأصوات التي تحارب الحجاب، فتارة تصرّح نوال السعداوي بأن الحجاب والنقاب عبودية وضد الأخلاق، وتارة تذكر فاطمة ناعوت في مقال لها بعنوان "الحجاب، وصعوبة أن تُختصر في حذاء" أسباب ازدرائها للحجاب، والتي تكمن في إخفاء الحجاب للهوية الربانية -من وجهة نظرها- وإبراز المرأة كوسيلة للغواية. ومع تغير الغالب ومحاولته هدم الحواجز الثقافية بين الحضارات بتبنيه ثقافة "العولمة"، نجد أن العولمة استطاعت اختراق الحدود الثقافية عن طريق مراكز صناعة وترويج النماذج الثقافية ذات الطابع الغربي (24)، فأدى ذلك الاكتساح بالمغلوبين إلى أحد خيارين، إما قبولهم بأن يكونوا تابعين للنمط الثقافي السائد وإن اختلف ذلك النمط عن ثقافتهم الخاصة، أو الانعزال والشعور بالاغتراب.