شعار قسم ميدان

كتب مصورة يفضلها قراء جودريدز

midan - books
يقول ألبرتو مانغويل "هناك كتب نتصفحها بمتعة ناسين الصفحة التي قرأناها وكتب نقرأها بخشوع دون أن نجرأ على الموافقة أو الاعتراض على فحواها، وأخرى لا تعطي سوى معلومات ولا تقبل التعليق، وهناك كتب نحبها بشغف ولوقت طويل، لهذا نردد كل كلمة فيها لأننا نعرفها عن ظهر قلب."؛ هذه القائمة يعتقد الكثيرون أنها من النوع الأخير الذي وصفه مانغويل.

 

التناول الساخر واللغة السلسة والبساطة والصفاء تجمع بين هذه الكتب ويحتوي بعضها على بعض الرسوم الجميلة والبعض الآخر يعتمد بشكل أساسي على الرسوم، تتناول معظمها برقة بالغة موضوعات عن الطبيعة والحيوانات والأطفال لكنها ليست كتبا للأطفال، يمكن للأطفال قراءتها بالطبع لكنها كتب للكبار والأطفال معا، فإذا أردت قراءة كتاب صغير في وقت قصير وضمان قدر من المتعة والعذوبة، جرب أن تقرأ أحد هذه الكتب.

 

ترانيم في ظل تمارا لمحمد عفيفي، رسوم: حلمي التوني
"ترانيم في ظل تمارا" غلاف الطبعة الجديدة (غودريدز)


"على كرسي القش الأصفر العتيق" 

"ملاحظات في حديقة مشمسة على نماذج من الحيوان والطير والشجر وبعض من بنى البشر، لرجل عجوز يجلس على الكرسي المذكور"

(محمد عفيفي)

 

بهذه الكلمات بدأ محمد عفيفي كتابه الأخير "ترانيم في ظل تمارا" قبل أن ينتقل إلى العالم الآخر، سجل فيه مشاهد من حياته اليومية الهادئة، توفى عفيفي قبل أن يمنح الكتاب اسم، ويقال إن نجيب محفوظ هو الذي أطلق عليه هذا الاسم، يقول نجيب محفوظ عن محمد عفيفي "كانت السخرية محور حياته، ينبض بها قلبه، ويفكر بها عقله، وتتحرك فيها إرادته، فهي ليست بالثوب الذي يرتديه عندما يمسك القلم، وينزعه إذا خاض الحياة، ولكنها جلده ولحمه ودمه وأسلوبه عند الجد والهزل، ولدى السرور والحنان".

 

الكتاب يعكس نظرة مختلفة للرائع محمد عفيفي في آخر حياته للكون والموجودات، تجربة إنسانية حالمة في غاية الرقة والعذوبة

يعتبر الكثيرون هذا الكتاب وثيقة إنسانية ثمينة، لقد مر عفيفي بالكثير من الحزن والألم المكثف، توفى بسرطان الحنجرة وعانى مرارة غياب ولديه، وبالرغم من ذلك لن تجد في الكتاب أي مظهر من مظاهر السخط، بل على العكس كان متسامحا بعمق مع تلك المصائب، بتسليم كامل يشبه تسليم الصوفيين، وانسجام مع الحياة والطبيعة والموجودات، أما تمارا فهي شجرة تمر حنة "يتسلل من بين غصونها قروش الضوء الفضية لتسقط فوق فنجان الشاي بنكهة من نور الضحى"، قضى عفيفي تحتها أيامه الأخيرة في صحبتها وصحبة زوجته وأصدقائه من الحيوانات الطيور والنباتات.

 

على موقع غودريدز كتب الكثير من الكتاب والروائيين والقراء انطباعاتهم وتعليقاتهم بعد قراءة "ترانيم في ظل تمارا"، والتي تعكس مقدار محبتهم لهذا الكتاب، والكثير منهم بادر بترشيحه بقوة للقراءة، يقول الروائي محمد عبد القهار عن الكتاب "أعتقد أنه لو حكى لي أحد عن شجرة التمر حنة تمارا وعن الكراسي والقطة وغيرها وأنا طفل لمللت منه وذهبت للنوم فورا، لكن محمد عفيفي فعلها وجعلني أتسمر أمام الكتاب! بدأت أتعرف على هذا العالم العجوز ومفرداته، أخذني تكثيفه وأسلوبه الساخر بلا تكلف، رائع جدا وأنا متحمس جدا للبحث عن كتب أخرى له".

 

ويقول الكاتب أحمد الديب "آخر وأرق وأرهف وأعذب ما كتب محمد عفيفي، لا يهم إن اعتبرتها رواية أم متتالية من القصص القصيرة أم سلسلة من المقالات، لكن المهم هو أن "ترانيم" عفيفي تستطيع أن تجعلك تمر بنوبات متتالية من الابتسام الذي قد يصل إلى حد القهقهة، والحزن الذي قد يصل إلى حد البكاء".

 

ويقول رسام الكاريكاتير والكاتب شريف عرفة "الكتاب يعكس نظرة مختلفة للرائع محمد عفيفي في آخر حياته للكون والموجودات، تجربة إنسانية حالمة في غاية الرقة والعذوبة، أنصح بقراءة الطبعة القديمة -ذات الصفحات الداخلية الخضراء- لأن إخراجها ولوحات الفنان حلمي التوني تخدم الجو العام للمذكرات، لو استطعت أن أعطيه نجوما أكثر لفعلت!"

 

يمكنكم قراءة أكثر من 500 مراجعة أخرى من القراء عن الكتاب من هنا.
 

من كتاب
من كتاب "ترانيم في ظل تمارا"، رسوم حلمي التوني (غودريدز)

 

تتميز الرسومات في الكتاب بالبساطة والبراءة والقدرة المدهشة على التعبير بأبسط الخطوط، استطاع حلمي التوني أن يعبر بانسيابية عن أفكار الكتاب بلوحات بسيطة شديدة الجمال، يقول التوني

 

"إن أجمل ما في هذا الكتاب هو نكران الذات الفني -إذا جاز التعبير- فعفيفي يكتب عما حوله، وهو في وسطه ومحوره، ولكنك لا تشعر لحظة بوجوده هو، أي الكاتب، إنه يحول نفسه إلى إطار، أو نافذة حرية متحركة، يوجهها نحو التفاصيل وعناصر الحياة العادية، فترى من خلالها العادي وقد تحول إلى شيء غير عادي، إلى عمل فني، كل الأشياء إذا رأيتها من خلال نافذة عفيفي السحرية، تكتسي شفافية، كل الأشياء، تكتسي شفافية عجيبة تبوح لك وتخفي وتكشف بواطنها، وأسرارها الجميلة وسر جمالها..".

 

ثم يتساءل التوني في المقدمة التي كتبها للكتاب قائلا "هل كانت هذه السطور هي دعاء محمد عفيفي الأخير، هل كانت دعاء وتسبيح فنان يتقرب من ربه عن طريق التأمل الفني في بديع خلقه هو، الفنان الأعظم؟".

 

حوار بين طفل ساذج وقط مثقف لأحمد بهجت، رسوم: وليد طاهر

undefined

 

"البراءة الأولى لا معنى لها، البراءة الأخيرة هي القيمة الحقيقية، أي كائن يعيش على السطح الترابي للأرض لابد أن يتلوث، العبرة هنا بالبراءة الأخيرة لا الأولى"

(أحمد بهجت)

 

يهدي أحمد بهجت كتابه هذا "إلى القط الصغير الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على رأسه وهو في حجر أبو هريرة"، كان من المعروف عن أحمد بهجت حبه الشديد للقطط والحيوانات يقول عن نفسه "في حياتي ثلاثة قطط رئيسية وعشرات القطط الضالة التي شرُفت بمعرفتها، أول قط في حياتي كان ذكرا أصفر اللون، هادئ العينين، سميته "هَني" على اسم العسل فقط كان لونه يشبه لون العسل الأصفر، الذي يجيء من نحل تغذى على زهور البرتقال، وما زلت حتى اليوم أعشق العسل إحياءً لذكراه، وإليه يرجع سر حبي واحترامي للقطط، فقد علمني هذا القط كثيرا من دروس الحياة، وكان صديقا في السراء والضراء، وحين خرج يوما ولم يعد.. أدركت معنى الاغتراب في الدنيا، وفهمت منذ طفولتي لذع فراق من نحب".

 

طوال فصول هذا الكتاب يدور حوار شديد الجمال والعذوبة بين الطفل وصديقه القط الحكيم المثقف عن الرحمة والحب والتصوف وأسرار القطط، تقول الكاتبة شيماء فؤاد "أحمد بهجت رحمه الله مشهور بحبه للقطط والحيوانات والطبيعة واللطائف ويتحدث دائما بلسان من لا يستطيع أن يتحدث عن نفسه كالطفل الرضيع أو ذواتنا عندما كنا في عالم الذر أو قطة صغيرة كما هو الحال في هذه القصة، وكتاباته هي مزيج بينهم وبين خفة الدم والحكمة لذيذ جدا "وبتقري في قعدة!"، أحببت كل الصور وغاب عني أن أرفع تنهيدة حب واحدة إلى المُصوِّر".
 

من كتاب
من كتاب "حوار بين طفل ساذج وقط مثقف"، رسوم وليد طاهر (غودريدز)

 

يقول القارئ وليد الألفي "من أجمل الحوارات التي قرأتها كانت حوار أحمد بهجت مع قطه المثقف وحوار محمد عفيفى مع شجرة التمر حنة وقطته وباقي أشجاره، أعتقد أن الحوار مع من هو ليس بإنسان أفضل كثير من حوارات البشر"، ويقول محمد عثمان "نحتاج في حياتنا على فترات متفرقة من يثير فينا مشاعر الطفولة وأفكارها بموقف، بذكرى، بضحكة، شيء ما يخرجنا من ظلام المسؤوليات وصعوبة الحياة، يعيدنا إلى بساطة العيش وجمال البراءة، أحمد بهجت هنا أكثر من رائع، استطاع أن يخلق هذا الجو الممتع وأضاف عليه إضاءات فلسفية، مناجاة روحية بروح قصصية ما بين طفل بسيط وقط مثقف في حوارات جميلة شيقة وأحداث ممتعة ناقش فيها مختلف جوانب الحياة بأسلوب مميز، كتاب بسيط ممتع،  لفت نظري أن هناك كاتب رائع علي أن أقرأ له أكثر، يستحق القراءة".

 

الكثير من المتعة والجمال كان سيفقدها الكتاب بدون رسومات وليد طاهر شديدة البساطة والجمال، يعتبر الخط هو البطل الرئيسي في أعمال وليد طاهر وتصميماته، فهو تقريبا يقوم بالرسم بدون أن يرسم فعلا، يستخدم القليل جدا من الخطوط لإيصال أفكار فلسفية ليست بسيطة ويتمكن رغم بساطة خطوطه أن يصل إلى عمق الفكرة.

 

معظم مراجعات هذا الكتاب على  موقع جودريدز تتضمن الكثير من الاقتباسات من الكتاب، فالحوارات رغم بساطتها لكنها بليغة ومؤثرة جدا، خصوصا مع الحس الصوفي الذي كتب به أحمد بهجت هذه الحوارات، يمكنكم قراءة أكثر من 550 مراجعة أخرى للقراء من هنا.

 

كشكول الرسام لمحيي الدين اللباد، الرسام نفسه كاتب النص

undefined

 

"منذ أيام الطفولة وأنا أحتفظ بعدد من التذكارات الصغيرة التي تبدو ساذجة، لكن رؤيتي لها كثيرا ما تجعلني أتذكر فترات مضت من العمر بتفاصيلها الرائعة"

(محيي الدين اللباد)

 

محيي الدين اللباد أو "صانع الكتب" كما أطلق على نفسه، هو فنان وكاتب استثنائي بامتياز، أسست طريقته في صناعة الكتب وكتابتها ورسمها مدرسة فنية غير مسبوقة، حاز بها على التقدير الكبير على المستوى العربي والعالمي أيضا، لم يكن اللباد يعتقد أن هناك فواصل واضحة بين الأجناس الأدبية بل كان يرى أنها في تكامل وانسجام، فكان يكتب ويرسم ويخرج علينا بإنتاج إبداعي شديد التفرد والأصالة.

 

في كتابه "كشكول الرسام" يجمع الفنان في كشكوله كل التذكارات التي أحبها ويكتب حكاية كل تذكار ويسرد أحلام طفولته العذبة والبريئة مع الصور والكلمات المكتوبة بخط يديه، ليكون تصفح هذا الكتاب الفريد الذي ترجم إلى الفرنسية والهولندية والألمانية وفاز بجائزة التفاحة الذهبية ببينالي براتسلافا الدولي وجائزة الأكتوجون من المركز الدولي لدراسات أدب الطفولة بفرنسا، تجربة فنية لا يمكن نسيانها.

 

تقول أميرة هاني في مراجعتها للكتاب على موقع جودريدز "كتاب رقراق وشفاف، يزخر برسوم صادقة وشروح وحكايات عفوية رقيقة، يمتاز بالأصالة والخيال معا، له طابع عربي قديم أشبه بكتب ابن سينا حيث الرسوم في الوسط والشروح في الهوامش أو حيثما بدا للكاتب! أروع ما فيه أن اللباد يستخدم الخط العربي نفسه لخلق لوحات مبهره"

 

من كتاب
من كتاب "كشكول الرسام" (غودريدز)

أما القارئة شيرين محمد رضا علقت معترضة على أن البعض يصنفه ككتاب للأطفال قائلة "أجمل الفن أبسطه، وهو بسيط ومبهر ولم أفهم لماذا وجدته مصنف للأطفال!؟ ألأنه مليءٌ بالرسوم؟ أيظنون أن الرسوم للأطفال فقط؟ ألا يدركون أن الرسم فن يخاطب الروح قبل العقل عكس اللغة؟"

 

ويقول محمد السنباطي "كشكول يضم بين دفتيه تلك الأشياء الصغيرة الجميلة التي تناسيناها في سكرات الحياة، نستعيد في صورها ورسومها نشوات قديمة تنبعث من بين ثنايا الذاكرة ومنعطفاتها، تستمر لحظات نتنسم فيها عطر الطفولة اللاهية ينساب في رقة وخفوت ليتركنا في خلق جديد. ذلك الكشكول بصفحاته الأربعين يترك في الروح آثاراً عميقة تتوارى ورائها ندوب الزمن وشقوق العجز والوهن، أسبغ علينا فيها اللباد من روحه الرقيقة الرقراقة بعضاً من فيضها ليجدد في نفوسنا معاني الوصال بين ذكريات الماضي المنسية وأحلام المستقبل التي كادت أن تضيع وسط تيه الحاضر الأبدي، رحمك الله أيها اللباد بما أحييت في نفوسنا من جمال افتقدناه منذ وقت طويل للغاية؛ أرشحه للقراءة و"الفرجة" بشدة؛ فكشكول الرسام تحفة بصرية فريدة نفتقد مثلها في عالم الكتب المكدسة بالكلمات ليصير استراحة قصيرة من حياة التفاصيل المملة إلى تفاصيل الحياة الممتعة المنسية".

 

يمكنك قراءة عشرات المراجعات الأخرى عن كشكول الرسام من هنا.

 

 

فندق الثعالب، محمد لمخزنجي، رسوم: وليد طاهر

undefined

 

"ما دام هناك بشر فالثعالب في خطر"

(محمد المخزنجي)

 

يعتقد معظم الناس أن كتاب "فندق الثعالب" هو كتاب للأطفال فقط، بينما يقدم الكتاب معلومات شيقة وطريفة بطريقة أدبية مميزة يمكن للجميع صغارا وكبارا الاستمتاع بقراءتها، "فما أجمل ما يعرضه المخزنجي، مثلاً في الحكاية الأولى "عندما اختفت العصافير" ليوضح أثر توحش المدينة والتلوث الضوضائي على غياب روح الطبيعة الجميلة الهادئة في المدن، وأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار الحشرات الضارة -مثلاً-، وهو يلجأ أيضًا إلى توضيح حقائق علمية من ذلك ما يذكره عن النعام الذي يخفي رأسه في الرمال، والشائع في استخدامنا الأدبي -والسياسي بالمناسبة- لهذا المصطلح "لا تكن كالنعام فتخفي رأسك في الرمال من الخطر" ولكن الحقيقة أن النعام لا يخفي رأسه في الرمال خوفًا من خطر ما، وإنما لكي تقلب البيض وتحميه من حرارة رمال الصيف".

 

يقول الكاتب أحمد فتح الباب في مراجعته للكتاب على جودريدز "ظننت أنني لن أجد كتابًا يعيد إليّ نفس أجواء "ترانيم في ظل تمارا" ولكن المخزنجي فعلها بأسلوبه البديع في ثلاث وثلاثين قصة من عالم الطبيعة الخلاب، كتاب رائع"، وتقول أميرة محمود " مثل هذه الكُتب يجب أن تُدرس.. هذه الأمنية التي أتمناها كلما قرأت كتاب كهذا، تلك الكُتب التي تجمع بين المتعة والفائدة معا."

 

لماذا يصرون على تقديم المعلومات لنا في قالب جامد ولماذا يحرمونا من متعة أن تُقدم لنا المعلومات في شكل قصة أو حكاية تظل عالقة بأذهاننا طويلاً بدلاً من تلك المعلومات التي نتلقاها ونلفظها ما إن ننتهي من اختبارها".

 

من كتاب
من كتاب "فندق الثعالب" (غودريدز)

 

ويقول عمر عادل "كعادة الدكتور المخزنجى يقدم لنا تحفة لا تقدر بثمن، معلومات حقيقية عن الحيوان والنبات في صورة قصص أدبي شديد الخفة والجمال، إنها قصص عن الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى"، جدير بالذكر أن الكثير جدا من القراء أقروا في مراجعاتهم أن الكتاب لا يمكن اعتباره كتاب للأطفال فقط، بل هو كتاب للكبار قبل أن يكون للأطفال.

 

يمكنكم متابعة قراءة الكثير من المراجعات الأخرى عن "فندق الثعالب" من هنا.

 

نظر، محيي الدين اللباد، الرسام نفسه كاتب النص

undefined

 

"عندما تكون صافي النفس رائق البال، تجد الرسوم التي تتفرج عليها عالما سحريا بديعا حيا. ويجعلك ذلك أحيانا تتمنى أن تدخل هذا العالم السحري المرسوم لتعيش فيه ولو لزمن قصير"

(محيي الدين اللباد)

 

كان شعار محيي الدين اللباد "إن عشقنا فعذرنا … أن في وجهنا نظر" مستلهماً بشارة الخوري، فـ"نظر" بحسب جودريدز هو "عنوان مقالات اللباد التي يجمع فيها أعمالا نقدية مصورة ومرسومة نشرت من قبل في مجلات وصحف. ثم جمعها -هو- بعد ذلك في أربعة ألبومات، تقدم هنا مجتمعة في كتاب واحد، ملاحظات بصرية عميقة، ونقد فني راق، رسوم كاريكاتير وتصوير فوتوغرافي وغرافيكي، إخراج وصناعة الكتب والصحف، وآراء في الفن والحياة، بحث دقيق وتفصيلي في ذاكرة الوطن البصرية، ورصد للموروث المحلي الفني وعلاقته بالمكتسب الوافد سواء من الغرب أو من ثقافات العالم الثالث، رؤى وأشواق لفنان البساطة وسيلته وغايته في آن. يبدأ في الفن الإفريقي وينتهي بتجربة "المجاورة" التي تعد حوارا بين أجيال من الفنانين يكشف عن تجربته: المراجع والتكوين والأصول، ورؤيته لفن الكاريكاتير، وغرامه بالكتب ورسوم الوشامين، وحكايات الخطاطين، وعوالم الكتب القصصية للأطفال، وعلاقته بدور النشر، وتجربة "كتاب في جريدة".

 

يكشف هذا الكتاب -أيضا- عن عمق محبة اللباد لزملائه وأبنائه من الفنانين الجادين وقدرته على محاورتهم ونقدهم، وأهمية التفاصيل الدقيقة والبسيطة والعابرة، وكراهية شديدة للقبح والجهل والسذاجة.

 

رشح هذا الكتاب للقراءة بلال فضل في برنامجه عصير الكتب، ويقول أحمد سالم في مراجعته للكتاب على جودريدز "اللباد بيعلمنا نشوف الجمال ونعرف نفرق بينه وبين القبح، إننا نشوف العالم بعين عارفة وفاهمة ليه بتستريح لمنظر السماء، وليه بتتضايق من شكل الشارع وإعلانات الـ"أوت دوور" بتسد عليك السماء، اللباد كان له رأي في البيوت اللي ساكنين فيها والعمارات علب كبريت اسمنت"، ويقول محمد عطية "ألبومات أربعة تستحق القراءة مرة تلو مرة، محيي الدين اللباد جعل صوره تساوي أكثر من ألف ألف كلمة رحمه الله، وجعل الله كل الابتسامات التي يمنحها الكتاب في ميزان حسناته، ممتع جدا"

 

من كتاب
من كتاب "نظر" (غودريدز)

 

أما رشا فتقول "كتاب بالغ الضخامة لكنك لن تمل القراءة أبدًا، مجموعة من المقالات الرشيقة التي تنتقل بك بين مجلات الكاريكاتير العربية والأجنبية ورسامي الكاريكاتير منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن. مقالات عن عشرات الرموز البصرية الموجودة حولنا وتاريخها، عن الإعلانات، الكارتون، قصص الأطفال وغيرها. يُحدثنا اللباد عن كل ما هو بصري حولنا تقريبًا، الكتاب يستحق القراءة ويُعد بالغ القيمة كنوع من أنواع تأريخ فن الكاريكاتير".

 

معظم هذه الكتب رغم عذوبتها وجمالها إلا أنه يمكن الانتهاء منها في جلسة واحدة.

المصدر : الجزيرة