شعار قسم ميدان

إسلاموفوبيا وقضايا المرأة.. محاضرات "تيد" عن الإسلام والمسلمين

ميدان - تيد

أينما ولّيت وجهك فثمّة حديث ما عن الإسلام والمسلمين. تصدّر كامل للمشهد في منصات الأخبار والنقاشات العالمية، سواءً كان هذا التصدّر -في الأغلب- موضع الاتهام بالإرهاب والقتل والتدمير والقلاقل السياسية في الشرق الأوسط والعالم من ناحية، أو التصدّر أيضًا في أخبار التصفية العرقية والمجازر الجماعية في الروهينجا وسوريا من ناحية أخرى. بمعنى الآخر، يمكن القول إن الإسلام والمسلمين في المشهد العالمي دائمًا إما في موضع الاتهام أو موضع الشفقة.

 

وسط هذا الزخم الإعلامي الهائل، من الطبيعي أن تضيع الحقيقة بين التحليلات والأخبار والفيديوهات والنقاشات الحادة المحتدمة التي تبرزها مؤسسات عادة تقدم الخبر المُسيّس بدلًا من تأصيل الأخبار الحقيقية كما هي. ومن الطبيعي أيضًا أن ينشأ عن هذا الزخم انطباعات عالمية خاطئة -أو على الأقل غير ناضجة- بخصوص الإسلام كدين يصنّف بثاني أكثر الديانات انتشارًا في العالم بأتباع يتجاوز عددهم المليار ونصف نسمة، وبتوقعات بتجاوز العدد الملياري نسمة بقدوم العام 2050 ( 1، 2 )

 

يأتي مسرح (Ted) ليقدم نفسه كالعادة بمظهر الصوت العاقل الهادئ الذي يقيم الحقائق كما هي أولًا، ويناقش تجلياتها ومعانيها بالعمق الذي تستحقه ثانيًا، بعيدًا عن الصخب والضجيج المُعتاد في أروقة الإعلام. شهد (Ted) العديد من المحاضرات العالمية التي تتحدث عن الإسلام والمسلمين، سواءً من خلال محاضرين مسلمين يروون تجاربهم، أو حتى من خلال محاضرين أكاديميين لديهم رؤية أكثر عمقًا عن الإسلام ومعتنقيه.

 

سياحة قرآنية بعيون باحثة غير مُسلمة

   

مثلها مثل غيرها، كانت ليزلي هازلتون تسمع الكثير من المغالطات بخصوص الإسلام كدين، وعن المسلمين كمتبعين لهذا الدين. الكثير من الأمور غير المترابطة والمتناسقة، والتي بدأت في دراستها عن كثب بشكل أكاديمي متخصص، نافضة عن رأسها كل ما سمعته سابقًا، ومقررة أن تكرس جهدها الأكاديمي لدراسة الإسلام عموما، والتركيز على القرآن خصوصًا باعتبار الكتاب المقدس الأساسي الذي قام عليه هذا الدين بالكامل.

 

لم تكن المفاجأة في انتظارها فقط – كباحثة – وإنما أيضًا كامرأة من أصول يهودية. وجدت ليزلي هازلتون القرآن يعج بمعانٍ مُدهشة لم تكن تتوقعها إطلاقًا عندما قررت أن تنظر له بعين دراسية جادة. وهو الأمر الذي جعل هذه الرحلة تمتد لسنوات طويلة كرّستها الباحثة في الغوص في معاني القرآن والتأمل في المواقف والقصص والعبر والحقائق التي يقدمها، بعد أن قررت – أيضًا – الاستغراق في دراسة اللغة العربية.

 

محاضرة من أشهر وأهم محاضرات (Ted) التي تعرّضت للشأن الإسلامي بشكل عقائدي بحت، ألقيت بواسطة الأكاديمية ليزلي هازلتون في العام 2010، وحققت مشاهدات كبيرة تجاوزت سقف المليون ونصف مشاهدة على منصة تيد الرسمية. تبدأ ليزلي محاضرتها بواحدة من أكثر الأمور شهرة في أدبيات انتقاد الإسلام، وهي قضية الحور العين. ومن ثم تسيح في القرآن في رحلة سريعة تركز فيه على مجموعة من المعاني المدهشة التي تعلمتها وتنقلها إلى الجمهور.

 

المحاضرة تتميز بأسلوب ليزلي هازلتون الذي يدمج بين الدعابة الدافئة والدراسة الجادة، الأمر الذي جعلها واحدة من أشهر المحاضرات ذات الشق الديني على منصة تيد بشكل عام.

 

الإسلاموفوبيا تسببت في قتل أخي.. دعونا ننهي هذه الكراهية


في نهاية العام 2014، كان الشاب الأميركي المسلم ضياء يحتفل بزفافه إلى يُسر، وهو لا يزال ابن 23 سنة. شاب أميركي وسيم يدرس طب الأسنان في جامعة كارولينا الشمالية، أبرز اهتماماته في الحياة هي كرة السلة وهي نفس اهتمامات زوجته التي كانت في مطلع العشرينات.

 

بعد الزواج، ظهر واضحًا لهم ذلك الجار الأميركي المتعصب. تهديدات مستمرة له ولزوجته المحجبة، شتائم مستمرة في الإسلام، حالة مستمرة من التحرش. في النهاية، أعلنت الشرطة الأميركية العثور على ضياء وزوجته يُسر وأختها رزان مقتولين في شقتهم، وقد أصيب كل منهم بعدد كبير من الطلقات. ثم قام القاتل بتسليم نفسه للشرطة الأميركية، وبدأت وسائل الإعلام في تداول الجريمة باعتبارها "خلافا عميقا وقع بين الأسرتين بسبب موقف سيارات" أدى إلى مقتل الأسرة المسلمة بهذا الشكل.

 

في محاضرة (Ted) التي ألقتها سوزان بركات أخت المتوفى القتيل ضياء بركات، أعلنت سوزان أن الجريمة كانت جريمة كراهية متكاملة الأركان، وأن وسائل الإعلام التي تداولت الخبر كانت كاذبة. وبالفعل لاحقًا تم التأكيد أنها جريمة كراهية، وأن ضياء وأسرته راحوا ضحيّة بسبب شخص مختل أثّرت عليه المخاوف الإعلامية من العداء للإسلام، بأن ينتزع سلاحه ويقتل الأسرة المسلمة بسبب كراهيته لهم لا لشيء آخر.

 

المحاضرة ألقيت في العام 2016، وحققت مشاهدات تجاوزت المليون مشاهدة على منصة تيد الأساسية، وتعتبر من أكثر المحاضرات شهرة التي تحذر من خطر التمادي في نشر مفهوم الإسلاموفوبيا ظلمًا عبر الآلة الإعلامية الغربية، وما يعود على المسلمين في أميركا وبلاد الغرب عمومًا من كراهية ضدهم غير مبررة في معظم الحالات، قد تصل إلى الاعتداء الذي يؤدي إلى القتل الصريح كما حدث لأخيها.

 

رحلة في عقل جهادي متطرّف سابق


"لوقت طويل، كنت أعيش من أجل الموت.  كنت شابًا يؤمن أن الجهاد يُفهم في لغة القوة والعنف. كنت أحاول أن أصحح الأخطاء عن طريق القوة والهجوم. كنت أحمل همًا كبيرًا لمعاناة الآخرين ورغبة قوية في أن أساعدهم وأشعرهم بالارتياح. كنت أفكر أن الجهاد العنيف كان نبيلًا، مقدامًا، وأنه الطريقة المثلى لتقديم المساعدة."

 

بلحيته الكثّة وسمته الإسلامي المحافظ الواضح، يقف منوار علي على مسرح تيد في واحد من أشهر المحاضرات ذات الصلة بالإسلام، ليشرح للجمهور الدوافع التي كانت سببًا في انضمامه لجماعات العنف المسلحة لفترة طويلة من شبابه، وتورطه في عمليات عنف وإرهاب في الشرق الأوسط وآسيا طوال فترة الثمانينيات.

 

يشرح منوار علي – الذي تحوّل إلى ناشط سلمي حاليًا – ما يحدث بالضبط في عقل الجهادي عندما يقرر أن يستخدم العنف. حديث مؤثر يعود بشكل مباشر إلى تجربته الشخصية – المؤلمة – مع دوافع التطرف، وكيف كان يشعر في مرحلة الشباب أن الغضب والعنف هو الحل الوحيد والمباشر للتعامل مع الآخر من ناحية، ورفع الظلم من ناحية أخرى. وهي خبرة طويلة متغيرة انتهت بجعله يتأكد أن العنف والقسوة هما في النهاية طريق إلى عنف وقسوة ومضادة، ودائرة يستحيل إغلاقها. ربما الشيء الوحيد القادر على ذلك هو إحلال الخير والهدوء والتفهم للآخرين محل الغضب والعنف.

 

المحاضرة عامرة بالتفاصيل، وحققت مشاهدات اقتربت من سقف المليوني مشاهدة. وتحكي حياة منوار علي ونظرته المتوازنة لمفهوم الدين والجهاد لاحقًا بعد أن تخلى عن مبدأ العنف وانتهج منهج الدعوة بالإحسان والكلم الطيب. على الرغم من أنه شهد بعينيه ما يدعو أي أحد إلى العنف الهائل، أبسطها مقتل 22 فردا من أسرته البنغالية المسلمة، ورؤيته لأخيه الأكبر يُقتل، ورؤيته بأم عينيه للعشرات من الجثث التي تقتات عليها الكلاب بعد مجزرة مروّعة. كلها تفاصيل جعلت العنف بالنسبة له هو السلاح الوحيد للحماية من الخطر، وهو الأمر الذي استطاع أن يتجاوزه لاحقًا.

 

ما الذي يقوله ديني عن المرأة فعلًا؟


"هذا الموضوع في غاية الأهمية لدي كامرأة مسلمة شابة. أنا فخورة جدًا بديني، فهو يعطيني القوة والقناعة لإتمام عملي كل يوم. وهو السبب في وقوفي أمامكم. لكن لا يمكنني أن أتغاضى عن الضرر الذي حصل باسم الدين، ليس ديني فقط، ولكن كل الديانات في العالم. التحريف وسوء الاستخدام والتلاعب بالنصوص المقدسة كل هذا أثر على معاييرنا الاجتماعية والثقافية، وقوانينا وحياتنا اليومية، إلى حد لا ندركه في بعض الأحيان"

 

آلاء مرابط هي ناشطة كندية من أصول ليبية، الأخت الوسطى لـ 11 أخا وأختا ينتمون جميعًا إلى أبوين ليبيين هاجرا إلى كندا في بداية الثمانينيات. عاشت آلاء في أسرة مترابطة متدينة تمارس الدين بقيمه الروحية وبكل تفاصيله، إلى أن قررت الأسرة اتخاذ أغرب قرار ممكن، وهو قرار عكسي بعودتهم جميعًا من كندا والاستقرار في مدينة الزاوية الليبية. وهو ما كان يعتبر صدمة ثقافية كبرى بالنسبة لها، حيث لم تعتد أن تذهب إلى ليبيا حتى في أوقات العطلات والأعياد.

 

انتقلت آلاء مع عائلتها من كندا إلى ليبيا وهي ابنة 15 من عمرها، لتلاحظ أمرًا لم يكن ليطرأ على بالها قط. أن ثمة فرق كبير بين مفهوم الدين الذي ترعرعت عليه بشكل صحيح في الغرب بسبب متابعة أسرتها لها، وبين مفهوم التقاليد والعادات. في هذه المدينة المحافظة في ليبيا، وجدت آلاء نفسها مُحاطة بقدر هائل من كلمة (حرام) بدون سبب يستدعي إحضار هذه الكلمة لسياق ما تفعله أو تقوله أصلًا. ورأت بعينيها قيودا توضع لها تلقائيًا تمنعها من تحقيق ما تريده من إنجازات وطموحات شخصية.

 

كانت هذه لحظة بداية التساؤل من مسلمة تنتمي إلى أسرة محافظة: هل هذا فعلًا ما يقوله الدين؟.. في هذه المحاضرة من تيد التي ألقيت في العام 2015، وحققت شهرة كبيرة تجاوز عدد مشاهديها المليوني وربع مليون مشاهدة، تشرح آلاء بأسلوب بسيط فكاهي الفرق بين العادات والتقاليد العربية، وبين ما يقوله الإسلام فعلًا ويأمر به. وتطرح في سياق محاضرتها أمثلة كثير من نساء مسلمات عبر التاريخ حققن إنجازات كبرى متخذات من الإسلام قوة دافعة، وليس أبدًا قوة مُعطّلة.

 

ماذا يقفز في ذهنك عندما تنظر لي؟

 

"ماذا تعتقد وأنت تنظر إليّ؟ امرأة مؤمنة؟ خبيرة؟ أو حتى أخت؟ أو مضطهدة، مغسولة الدماغ، إرهابية؟ أو فقط امرأة متعطلة في طابور التحقق الأمني بالمطار. هذا الأخير حقيقي في الواقع (ضحك).. إذا كانت طريقة إدراككم لي سلبية، فأنا لا ألومكم البتة. هذا ما داومت وسائل الإعلام في رسم صورته لمن هم مثلي. وجدت دراسة أن 80 % من التغطيات الإخبارية عن الإسلام والمسلمين تكون سلبية. وتوضح دراسات أخرى أن معظم الأميركيين لا يعرفون مسلمًا بشكل شخصي. أعتقد أنهم لا يتحدثون لسائقي خدمة أوبر!"

 

داليا مجاهد هي شخصية شهيرة لدى العالمَين العربي والغربي. من مواليد القاهرة، هاجرت مع أسرتها إلى أميركا لتحصل على عدد من الوظائف المميزة أهلتها لكي تكون مستشارة في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وواحدة من أكثر النساء تأثيرًا في العالم العربي بحسب قوائم مختلفة صدرت بخصوص أكثر الشخصيات المؤثرة.

 

في هذه المحاضرة الفكاهية والجادة في نفس الوقت، تلقي داليا مجاهد بشكل مباشر وصريح كافة الأفكار التي من الممكن أن ترد في أذهان الغربيين بخصوص الإسلام والمسلمين، بدءًا من الإرهاب وليس انتهاءً باضطهاد المرأة. تشرح داليا من خلال خبرتها الشخصية في الحياة في كل من الشرق والغرب الكثير من المغالطات التي يتخذها كلا الجانبين عن الآخر، خصوصًا بعد ضربة 11 سبتمبر / أيلول التي جعلت الإعلام يتغوّل بشكل مخيف على مفهوم المصداقية، ويبدأ عصر التوجيه المباشر المفحم بالاتهامات الواضحة دون مبرر لكل فرد مسلم. هذه الاتهامات دفعت المرأة المسلمة فاتورتها بالكامل، باعتبار أن ملامحها تجعلها نقطة بارزة للمضايقات والاعتداءات والتحرشات.

 

المحاضرة التي ألقيت في العام 2016 وحققت مشاهدات كبيرة تجاوزت المليوني ونصف مشاهدة، تعتبر مزيجا من تجربة شخصية وذكريات بعضها مؤلم وبعضها مضحك واستعراضا لأفكار من شأنها تحسين الوضع الذي يعيشه المسلمون في الغرب، ليس بتوجيه النداء إلى الغربيين فقط وإنما المسلمين أيضًا لفتح أبواب أكبر من التفاهم والتعارف الحقيقي المشترك الذي يجعل كلا منهما يعرف حقيقة الآخر كما هي، وليس بناءً على تصوّرات وهمية سببها الإعلام المسيّس.

 

المعتقد في مواجهة ثقافة المنطقة.. من يحرّك الآخر؟


خذوا السعودية كمثال.. يوجد ظاهرة تدعى "الشرطة الدينية"  تفرض ما تراه الطريقة الإسلامية للحياة الصحيحة. لذلك يجبر كل مواطن بالقوة على القيام بأمور بعينها هي الصحيحة من وجهة نظرهم. تجبر النساء على تغطية الوجه بما يدعى النقاب لتغطية الرأس.. هذا استبدادي من وجهة نظري وموقع انتقاد، ولكن عندما أدرك أن المجتمعات غير الإسلامية في نفس المنطقة الجغرافية يتصرفون بنفس العقلية أعتقد أن هذه المشكلة ربما تندرج في الثقافة العامة للمنطقة وليست في الدين الإسلامي..

 

دعوني أعطيكم مثالًا عكسيًا عن تركيا.. موطني.. وهي جمهورية علمانية جدًا وكنا حتى فترة قريبة من هذا الزمان لدينا "شرطة علمانية" والتي كانت تحرس الجامعات من الطالبات المحجبات.. أي بمعنى آخر، كانت تجبر الطالبات على نزع الحجاب.. إنها نفس المشكلة ولكنها أخذت طابعًا معاديًا للدين!

 

محاضرة على مسرح تيد ألقيت في العام 2011 بواسطة الصحفي التركي مصطفى أكيول، يركز فيها المحاضر على مبدأ: هل كل ما نراه في الدول الإسلامية نابع أصلًا من العقيدة الإسلامية، أم نابع من تقاليد وثقافة هذه المنطقة ذات النزعة السياسية الاستبدادية؟.. ويطرح فيها المحاضر مجموعة من الأمثلة التي توضّح الفرق الكبير ما بين (الإسلام) كعقيدة، والعادات والتقاليد في الناحية الأخرى التي يتم تقديمها على أساس أنها الإسلام بالفعل.

 

المحاضرة شوهدت أكثر من مليون مرة على منصة تيد الرسمية، وتعتبر من أكثر المحاضرات التي تبرز جوانب العقيدة في الإسلام والتفرقة بينها وبين العادات والتقاليد التي يكون لها طابع ثقافي محلي شديدة المحدوديّة لا يمكن سحبه بالكامل على دين يعتنقه أكثر من مليار شخص حول الأرض.

 

مسلمة على الطائرة.. رحلة اختزال أخرى

  

واحدة من أشهر محاضرات تيد على الإطلاق في الشهور الأخيرة، ألقيت في ديسمبر 2016 وترجمت إلى العديد من اللغات من بينها اللغة العربية. على مدار شهور العام 2017 حققت المحاضرة أكثر من مليون ونصف مشاهدة على موقع يوتيوب، واعتبرت من أكثر المحاضرات انتشارًا فيروسيًا على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

أمل قصير، شابة أميركية مسلمة من أصول سورية، نشأت وترعرعت في كولورادو. محجبة وتتبع التقاليد الإسلامية وتنتمي لأسرة متدينة، شاعرة ومتحدثة وعاشقة للتجول والترحال. تقول إن كل هذه الصفات تختفي تمامًا، وتتحول في نظر الآخرين إلى مجرد امرأة مسلمة أخرى متعصبة أو مجبورة أو مقهورة أو تتبنى فلسفة إرهابية. فقط بمجرد أن ينظر لها الآخرون هذه النظرة، ويحكمون عليها هذا الحكم المبدئي، لمجرد ارتدائها للحجاب.

 

تشرح أمل مفهوما غائبا عن الجميع، وهو مفهوم الإنسانية. أن تحكم على الإنسان بما فيه من صفات وبما يقوم به من أفعال، وليس بناءً على شكله أو طريقة ردائه سواءً أعجبك أم لم يعجبك. أخذ فكرة مُسبقة عن شخص ما، هو في الواقع يمحي وجوده تمامًا ويحوله إلى مجرد فكرة نابعة أصلًا من رأسك أنت بما كوّنته من أفكار مُسبقة تمليها عليك وسائل الإعلام، وليس بناءً على خبرتك بالتعامل مع هذا الشخص. قد يكون هذا الشخص في النهاية يفوق توقعاتك في حسن تصرفاته وأفعاله، وقد يكون العكس.

 

المحاضرة فكاهية ومرنة وشديدة الذكاء واللباقة، تشير فيها أمل إلى أحداث يمرّ بها المسلمون بشكل مستمر في الحياة الأميركية ظلمًا لمجرد إسقاطات من المجتمع الأميركي أن الإسلام رديف الإرهاب أو رديف القمع. فتكون النتيجة أن المسلمين أنفسهم يجدون أنفسهم في مقدمة من يتعرضون للإرهاب والقمع في معظم الأحيان، بسبب خلفيات إعلامية مسيّسة في مجملها.

 

في النهاية، يمكن القول إن منصة تيد شهدت العشرات من المحاضرات العالمية التي تتناول الأديان بشكل عام، والإسلام بشكل خاص نظرًا للظروف السياسية العالمية، بحيادية كبيرة. أو على الأقل بتشنّج أقل مما هو سائد حاليًا بشكل عالمي، مع اشتداد الاتهامات إلى المسلمين في كل حادث صغير أو كبير حول العالم.

المصدر : الجزيرة