يتمنى الكثير من الآباء والأمهات السفر لقضاء إجازة عائلية سعيدة، لكسر إيقاع الحياة المتتالي، والتمتع برؤية معالم وحضارات مختلفة، وزيارة أماكن جديدة، وكذلك التفاعل مع بشر ذو ثقافات متنوعة. لكن يُعتبر وجود أطفال عائق أمامهم يمنعهم من ذلك، فهم يدركون مدي صعوبة السفر والتنقل مع الأطفال، نظرًا للمشاكل التي ستقابلهم بداية من ركوب الطائرة وحتى الوصول إلى وجهة السفر.

 

فيدرك الآباء مدي سوء تصرفات الأطفال أثناء السفر بداية من الحركة المستمرة أو اللعب، وكذلك الصراخ أو البكاء غير المتناهي، مما يؤدي إلى إزعاج الناس من حولهم. لذلك دائمًا ما يتراجع الآباء في فكرة السفر مع أطفالهم لقضاء الإجازة، أو يقررون السفر دونهم ليستطيعوا الاستمتاع بالرحلة دون الانزعاج والتوتر. لكن علي عكس ذلك، فهناك العديد من الآباء يفضلون السفر مع أطفالهم لقضاء عطلة عائلية مميزة، وبناء ذكريات أسرية سعيدة.

 

فيري بعض الآباء الذين يسافرون مع أطفالهم باستمرار، أن السفر مع الأطفال يُعتبر تجربة عائلية ممتعة، وفرصة جوهرية لاكتساب المزيد من الخبرات والاعتماد على النفس، لكنها في الوقت نفسه تتطلب قدرًا من التحضير المسبق، والتخطيط الجيد لكل مرحلة من مراحل الرحلة، بداية من الخروج من المنزل وحتى العودة مرة أخري.

 

 لذلك يُفَضل ألا يكون الأطفال في سنٍ صغيرة جدًا، فيجب أن يكونوا في المرحلة الابتدائية، أو قادرين على المشي، وحمل الحقائب الصغيرة الخاصة بهم على الأقل.  لذلك إن كنت تُفكر في السفر مع اطفالك لقضاء عطلة عائلية يجب عليك الالتزام بالتالي؛

 

 

الخُطوة الأولي التي يجب اتخاذها قبل السفر هي التحقق من صلاحية الأوراق الشخصية الخاصة بك وبالعائلة؛ كشهادة الميلاد، أو البطاقات الشخصية، أو الأوراق الصحية الخاصة بالأطفال. فيجب التأكد من سريان جوازات السفر الخاصة بكم بداية من موعد الرحلة وحتى العودة إلى المنزل.

كما يُفضل المسح الضوئي لكافة الأوراق والبطاقات الشخصية وإرسالها إلى بريدك الالكتروني لوقت الحاجة، حتى تستطيع استكمال رحلتك بحرية إذ فقدت هذه الأوراق، حيث توفر هذه الخطوة الكثير من الوقت والجهد الذي قد تبذله لاستخراج تلك الأوراق مرة أخري.

 

لا يُفضل التعامل النقدي أو حمل الكثير من المال أثناء السفر، حتى لا تتعرض لضياع تلك الأموال أو سرقتها، فيمكنك حمل القليل من المال الذي قد تحتاجه في طريقك للسفر، لكن إذا احتجت مالًا لغير ذلك يمكنك التعامل من خلال بطاقات الائتمان الخاصة بك. سواءً في حجز تذاكر الطيران، أو مكان الإقامة، أو أي شيء أخر.

 

لذلك يجب التواصل مع شركة بطاقات الائتمان، أو البنك الذي تتعامل معه قبل السفر، من أجل التحقق من مدي فاعلية بطاقات الائتمان الخاصة بك خارج محل إقامتك، وبالتحديد في المكان المُتجه إليه، لأن بعض هذه البطاقات لا تعمل في البلدان الأجنبية.

 

فإن كانت بطاقتك الائتمانية لا تعمل في المكان المُتجه إليه يجب البحث عن بديل أخر، أو استخدام إحدى البطاقات الائتمانية الأخرى. أما إن كانت تعمل فلا بد من إبلاغ البنك بمواعيد ومكان سفرك لتستطيع استخدامها في سحب المال الذي تحتاجه أثناء رحلتك.  

 

قبل السفر والانطلاق لا بد من وضع قائمة بكافة الأشياء التي ستحتاج إليها من الملابس أو الأدوات الشخصية أو غير ذلك، بالإضافة إلى تحديد الأشياء التي سيحتاج إليها الأطفال أثناء الرحلة، بدايةً من أدواتهم الشخصية مرورا بالمشروبات والأطعمة الخفيفة، أو حتى الكتب، أو القصص أو الألعاب الخاصة بهم. كما يجب الحرص على حمل بعض أدوات الإسعافات الأولية والأدوية التي قد يحتاج إليها الآباء أو الأطفال كمسكنات الآلام.

 

 

بعد التخطيط إلى الرحلة، وقبل الصعود إلى الطائرة، يجب عليك التحدث إلى أطفالك حول الرحلة، ووصف تجربة الطيران، ثم اخبارهم بخطة الرحلة، والأماكن التي ستقومون بزيارتها، ومقدار المتعة التي سيحصلون عليها. ثم إخبارهم بالآداب العامة والارشادات التي يجب الالتزام بها، ووفقًا لأعمارهم يمكنك التحدث في المشاكل المتَوقعة والحلول الممكنة.

 

 

وأنت على متن الطائرة لا تُمعن التركيز فيمن حولك، وشعورهم تجاه أطفالك، بالطبع لن تستطيع إرضاء الجميع. فهناك أشخاص لا يحبون الأطفال، وبالتالي سيظهر عليهم عدم الراحة لتواجد الأطفال معهم على متن نفس الرحلة، لذلك يُفَضل تجاهلهم تمامًا لأن أطفالك لديهم الحق في أن يكونوا معك على متن نفس الطائرة.

 

ومن ناحية أخري، ولأن باقي الرُكاب لديهم الحق في الاستمتاع برحلة هادئة ومُريحة. تأكد من حصول أطفالك على قسطٍ كافٍ من النوم، وأختر لهم مقاعد مناسبة بجانبك. مع إبقاءهم في مرمي بصرك. والتأكد من عدم اعتدائهم على المساحة الشخصية المحددة للركاب الأخرين، أو ازعاجهم، والتأثير على راحتهم.

 

 

التغير السريع في الضغط الجوي عند صعود الطائرة أو هبوطها يؤثر تأثير مباشر على الأذن، مما يسبب الكثير من الصداع والآلام عند الكبار. كما يؤثر تأثيرًا مضاعفًا على الأطفال، مما يسبب لهم الشعور بالألم نظرًا لضعف طبلة أذنهم.

 

لذلك يجب مساعدة أطفالك، والعمل على تخفيف حدة انزعاجهم من عملية الطيران، عن طريق مضغهم للعلكة، أو تقديم العصائر والحليب أثناء الإقلاع والهبوط، أو استخدام سدادات الأذن المُخصصة للأطفال والتي تعمل على تخفيف ضغط الهواء الداخلي، مما يقلل انزعاج الأطفال من ضغط الهواء أثناء الإقلاع والهبوط.

 

 

بعض خطوط الطيران تسمح لركابها بحمل أكثر من حقيبة إضافية على متن الطائرة خصيصًا عند السفر مع الأطفال. لذلك يمكنك اللهو مع أطفالك، وجعلهم لا يشعرون بالوقت الذي يقضونه أثناء الطيران.  فيمكنك حمل المزيد من الحليب أو العصائر أو الحلويات والأطعمة التي يحبها أطفالك، أو عن طريق حمل بعض ألعابهم المفضلة، والمسموح بحملها على متن الطائرة.

 

أما إن كان أطفالك يُفضلون ألعاب الفيديو، أو ألعاب الأطفال المتواجدة حاليًا على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، أو يُفضلون الاستماع إلى موسيقي محددة، أو حتى يُفضلون مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة أو غيرها، يمكنك توفير جهاز لوحي خاص بهم، يستطيعون استخدامه طوال الرحلة، ومشاهدة ما يريد، حتى لا يمل من الرحلة إن كانت ستستغرق وقتًا طويلًا.