شعار قسم ميدان

4 طرق تساعدك على استغلال الخوف لمصلحتك

midan - man

هل يُعدّ الشعور بالخوف علامة على الضعف أم القوّة؟ تعلّمنا منذ طفولتنا أن لا نُظهر الخوف، لا لوجود نتائج سلبية مترتبة عليه، بل لخوفنا من الخوف ذاته، أليس كذلك؟ ولكن كيفن مكاليستر -قدوتي في الطفولة- كان خائفا وحدث أنّه نجا مرّتين من تلقاء نفسه، وما زلت أنا البالغ من العمر 32 عاما أشعر بالخوف من محاولة الإبحار عبر مانهاتن.

 

لا تتردّد في الحُكم
الخوف هو ما يمنع الناس من العمل في وظيفة جديدة، أو بدء صفقة جديدة، أو الخروج من منطقة الأمان الخاصّة بهم. ربّما تكون أكثر جرأة وأقلّ خوفا من الآخرين، ولكن ما زلت تعاني من الخوف. لذلك عليك أن تتقبّل الخوف، وأن تتغلّب عليه، ثمّ تحوّله إلى أمر إيجابيّ.

 

أنا أقرأ الآن كتاب "فيرفانا" لأكشاي نانافاتي، لماذا؟ غالبا لأنّ الاقتباس على الغطاء من الدالاي لاما، وأيضا لأنّني أحاول أن أتحدّى نفسي، أن أجد دافعا لقراءة مواضيع غير كتب التسويق التقليدية وكتب الأعمال. يقول نانافاتي: "يدفعك الخوف إلى التحضير. يمكن للخوف حين نمارسه بوعي كاف أن يصبح حليفنا الأكبر، إنّه الطاقة التي توجّه تركيزنا نحو المهمّة التي علينا إنجازها. لا يهمّ كيف ومتى وأين يظهر الخوف، المهمّ هو كيف نتعامل معه". يتحدّث نانافاتي في كتابه عن أربع إستراتيجيات لتقبّل الخوف، إنّه يستخدم أربعة تعبيرات لوصف كيفية توجيه وتقبّل الخوف:

 

إنّ تقبّلك لمخاوفك ونظرتك لها كنوع من الإثارة والتشويق سيجعل الخوف في صالحك
إنّ تقبّلك لمخاوفك ونظرتك لها كنوع من الإثارة والتشويق سيجعل الخوف في صالحك
  

– تصوّر العقبة التي تفصل بينك الآن وبين ما تريد أن تكونه في المستقبل.

– عزل نفسك عن الخوف لفهم أبعاده، وذلك حتى تتمكّن من الاستعداد له بشكل أفضل.

– تقبّل الخوف، ببساطة إنّ تقبّلك لمخاوفك ونظرتك لها كنوع من الإثارة والتشويق سيجعل الخوف في صالحك.

– السبب. ما القوّة الدافعة التي تدفعك للاشتباك مع مخاوفك؟ ماذا تنتظر هناك على الجانب الآخر من تلك المخاوف؟ وما عواقب عدم اتّخاذ الإجراء المناسب لتلك المخاوف؟

فلنتحدّث عن تلك النقاط بتفصيل أكبر:

 

التصوّر
يبدو ذلك بسيطا، ولكن كم مرّة قرّرت التوقّف لإجراء تقييمات كاملة لما يقف في طريقك؟ على الأرجح لم تفعل ذلك كثيرا، فالحياة متسارعة ومليئة بالمهامّ. إذا كنتَ قد بدأت الركض فلن تشعر أنّ لديك الوقت الكافي للتوقّف.

 

نحن نعلم جميعا ما نحتاجه تحديدا لنحقّق النجاح. اسأل أيّ شخص وسيكون قادرا على إعطائك جوابا في أقلّ من دقيقة، ولكن معظمنا يعاني من صعوبة في تحديد تفاصيل الخطوة القادمة، واتّخاذ الخطوة المناسبة التي ستساعدنا أن نصبح مليونيرات، أو تساعدنا في بدء عمل تجاريّ ناجح، أو التقاعد في وقت مبكر.

  undefined

 

عادة تتغيّر الخطط بمجرّد البدء في تنفيذها. نحن لا نستطيع أبدا التخطيط لكلّ الأمور، ولكن بالنسبة لي عندما بدأتُ العمل تعرّفت على الأشخاص والمؤسسات التي ستساعدني على تحقيق أهدافي بسرعة أكبر، نظرتُ إلى من هو موجود الآن بالفعل في ذلك المكان الذي أطمح إلى الوصول إليه، وإلى ما سأحتاجه للمنافسة، ثمّ بدأتُ التخطيط للخطوات القليلة القادمة التي عليّ اتّخاذها لتحقيق هدفي. سيقلّل فعل ذلك الكثير من المجهول في طريقي نحو هدفي، ويكون الخوف غالبا من المجهول.

 

العزل
إذا رأيتَ خطواتك الواضحة أثناء مسيرك للنجاح وما زلتَ تشعر أنّ شيئا يجذبك للخلف، من السهل حينها التعرّف على ذلك الشيء. يمكن أن يكون جزءا لا تثق به من خطّتك، أو تقييم المخاطر التي تقوم بها داخليّا.

 

لذا حاول دائما الحصول على تقييم لعملك، أخبر الآخرين عن مخاوفك وتعرّف على آرائهم، هل يوافقونك أم يخالفونك، وتذكّر أنّ كلّ شخص يرى الأمور من منظوره هو، لذا لن تنطبق نصيحته عليك 100%، ولكن ستساعدك في المجمل على رسم الصورة الصحيحة، حينها ستعرف إذا كان ما يعيقك هو مجرّد الشعور بالخوف أو أنّ ثمّة عائقا حقيقيّا.

 

تقبّل الخوف
نحن غالبا نخاف من التقدّم إلى الأمام لأنّنا نشعر بالراحة في مكاننا، ولكن نادرا ما نفكّر في مخاطر المكوث في أماكننا
نحن غالبا نخاف من التقدّم إلى الأمام لأنّنا نشعر بالراحة في مكاننا، ولكن نادرا ما نفكّر في مخاطر المكوث في أماكننا
  
يشبه هذا دفعك في البركة عندما كنت صغيرا. نحتاج أحيانا إلى دفعة تعرّفنا أنّ بإمكاننا التغلّب على أمر ما، إذا كنتَ تشعر أنّك عاجز عن فعل شيء بمفردك فابحث عن شخص يساعدك ويدفعك بقوّة نحو ذلك الشيء.

  

ليس هناك سبب يدفعنا إلى التغلّب على الخوف لمجرّد فعل ذلك، لا بدّ أن يكون هناك هدف يدفعك نحو الخروج من منطقة الأمان الخاصّة بك. حين تتوق إلى هدف ما سيحثّك على تحقيقه. نحن غالبا نخاف من التقدّم إلى الأمام لأنّنا نشعر بالراحة في مكاننا، ولكن هل سيكون إيجابيّا أن نبقى في أماكننا؟ نحن نادرا ما نفكّر في مخاطر المكوث في أماكننا.

   

___________________________________

 

مترجمٌ عن: (آي إن سي)

المصدر : الجزيرة