شعار قسم ميدان

لاختبار الآيلتس.. كيف تحصل على 7 أو أكثر بالاستماع

midan - آيلتس
يعتمد اختبار الآيلتس الدولي على قياس مستوى أداء وكفاءة المتقدم من خلال أربع مهارات رئيسية هي الكتابة، والقراءة، والمحادثة، والاستماع، ويواجه كثير من الطلبة صعوبات في اجتياز قسم الاستماع بدرجة عالية خصوصا الطلبة الذين اعتادوا على ممارسة الاستماع للإنجليزية الأمريكية، أو الذين لم يحصلوا على التوجيه اللازم حول بناء مهارة استماع قوية تؤهلهم للحصول على درجة مرتفعة في الامتحان، فما هي طبيعة هذه المهارة؟ وكيف يمكن التحضير للاختبار؟ وكيف يمكن أن يواجه الطلبة المعيقات التي تحول دون تمكنهم من تطوير مهاراتهم في الاستماع؟

        

هل تسمع أم تستمع؟

ترتكز عملية التواصل بين الأفراد وبالتالي تعلم أي لغة على توظيف أربع مهارات رئيسية هي القراءة والاستماع والكتابة والمحادثة، لكن مهارة الاستماع هي أهم هذه المهارات، إنها (الطريقة الأقوى للاتصال بشخص آخر، فقط استمع، ربما يكون أهم شيء يمكننا أن نمنحه لبعضنا هو الانتباه)1، فمعدل الوقت الذي نقضيه في التواصل هو 70% من أوقاتنا، وقد قدرت دراسة بحثية أن 45% من هذا الوقت يتم قضاؤه في الاستماع2، هذا يعني أن إتقان هذه المهارة ضروري لبناء تواصل فعال، وخصوصا إذا كان الشخص يستخدم لغة ثانية، وبالنسبة لتعلم الإنجليزية فإتقان الاستماع مهم جدا للتواصل مع الأساتذة والزملاء في الجامعة، لطرح الأفكار والتعبير عن وجهات النظر ومناقشة الآخرين، لكن هل هناك فرق بين السماع "Hearing" والاستماع " Listening"؟

     

بالرغم من أن السماع والاستماع يتضمنان إدراك الصوت إلا أن الفرق يكمن في مقدار التركيز والانتباه الذي يتطلبه الاستماع، في السماع ستدرك الصوت تلقائيا، لكن في الاستماع سوف تنتبه للحديث، ستعرف القصة، وكيف تمت روايتها، واللغة والصوت اللذان استخدما لذلك، إنه مرتبط بقدرتك على إدراك الرسائل وفهمها، لذا أنت بحاجة لتميز الأصوات وإيقاعها، وتتعرف على المفردات الهامة والقواعد اللغوية والتعبيرات المستخدمة، وتستفيد من خلفيتك المعرفية في تخمين سياق الرسالة التي تستمع إليها، سوف تتذكر الموضوعات والأفكار المرتبطة بهذه الرسالة، وسوف تعيد تشكيل الحديث الذي استمتعت إليه3، وهذا يتطلب السماع والفهم والتذكر والتقييم والاستجابة4، لذا فإن أسئلة قسم الاستماع في امتحان الايلتس تهدف لقياس مستوى أداء الطالب في الاستماع من خلال أربع أجزاء متفاوتة في الصعوبة ومختلفة في الموضوعات ونوع الأسئلة المطروحة، فهل يمكن تعلم هذه المهارة وتطويرها؟

   

أدوات تساعدك على التعلم

تتنوع المصادر المتاحة لتعلم اللغة الإنجليزية بل ربما يصعب حصرها، لكنها بالطبع ليست بنفس القدر من الفائدة والشمولية، وقد اخترنا مجموعة من أبرز هذه المصادر، التي ستساعدك بشكل كبير على تعلم مهارة الاستماع، والتحضير للامتحان.

    

   

موقع BBC، كنز بانتظارك

بدأت هيئة الإذاعة البريطانية BBC بتقديم خدمة تعليم اللغة الإنجليزية منذ عام 1943، وشملت الخدمة عرض مقاطع صوتية ومقاطع فيديو ومواد تعليمية بشكل مجاني للأشخاص الراغبين في تعلم اللغة الإنجليزية من كافة أنحاء العالم، بحيث تلائم هذه الأدوات المتعلمين من كافة المستويات، كما أن معظم المواد التعليمية مقدم في صورة مساقات دراسية كاملة، ومنها ما هو مقدم على صورة دروس منفردة، ويمكن الاستفادة عبر هذه الخدمة باستخدام الحواسيب أو الهواتف النقالة، كما أن بعضها مؤرشف لكنه متاح لوصول المهتمين، وبعضها الآخر يتم تحديثه بشكل مستمر على الموقع.

  

تتميز المساقات الدراسية الكاملة بكونها تتبع منهجا تعليميا يربط القواعد والمفردات والأساليب الجديدة بموضوع كل درس، ومدعما بالصور والرسومات التوضيحية والحوارات القصيرة مما يسهل ربط المعلومات المكتسبة وحفظها وممارستها، وتصنف هذه المساقات بحسب مستوياتها إلى أربعة أقسام: مساق المستوى المتوسط المنخفض، ومساق المستوى المتوسط، ومساق المستوى المتوسط المرتفع، ومساق المستوى المتقدم، ويحتوي كل مساق منها على 30 وحدة دراسية، لكنها تختلف في مستوى اللغة المستخدمة ونوع التدريبات والدروس المعروضة، فكل وحدة في مساقي المستوى المتوسط المنخفض والمستوى المتوسط مثلا تحتوي على أربع دروس حول موضوع ما، ودروس أخرى في القواعد والمفردات، وأنشطة وتدريبات للممارسة، وهي ملائمة للمبتدئين وذوي المستوى B في اللغة.

   

أما مساق المستوى المتوسط المرتفع فهو يلائم الطلبة ذوي المستوى C1 في اللغة، ويقدم لهم مجموعة من الدروس التي تساعدهم على تطوير مستواهم، فهو يتطرق لدروس متقدمة فمثلا: يشرح المساق وبشكل موسع دروسا في القواعد مثل: الكلام المنقول، النوع الثالث من الجمل الشرطية، صيغ المبني للمعلوم والمبني للمجهول في أزمنة مختلفة، وصمم مساق المستوى المتقدم ليساعد المتعلمين على تطوير مهارة المحادثة والوصول إلى مستوى المتحدثين الأصليين للغة، من خلال دروس متنوعة.

     

وتشمل الدروس المنفردة دروسا في النطق وهي دروس مميزة تساعد على معرفة النطق الصحيح لكل حرف من أحرف اللغة الإنجليزية عبر مقاطع فيديو تعليمية وأمثلة توضيحية، كما تشمل دروسا بعنوان (المفردات في الأخبار) وهي دروس تعرض مفردات مستخدمة في الحديث عن خبر ما، وتوضح معنى هذه المفردات، وتدرب على استخدامها من خلال أسئلة تدريبية، أما دروس (الإنجليزية التي نتحدثها) فهي مخصصة لتدريب المتعلمين ذوي المستوى المتوسط على أحدث مفردات اللغة الإنجليزية وكيفية استخدامها من خلال مقاطع فيديو وتمارين متنوعة.

   

بدراسة المساقات الدراسية أو جزء منها سيتعرض الشخص لمجموعة كبيرة من المقاطع الصوتية والقواعد والتعبيرات المستخدمة في موضوعات متنوعة، سيتعلم الاستماع للإنجليزية البريطانية وهي اللكنة المستخدمة في قسم الاستماع في معظم اختبارات الآيلتس، وسيمارس ذلك من خلال انتقاله بين الدروس والمساقات، وسيتدرب على تحديد المعلومات المعروضة عليه، وهناك فرصة أيضا للاستماع للمقاطع الإخبارية القصيرة المعروضة على الموقع، والتي تتناول أخبارا في الرياضة والثقافة والسفر والبيئة وهي من موضوعات اختبار الآيلتس.

     

undefined

        

كتاب Collins Listening for IELTS، تدريبات متنوعة

اشترك في تأليف هذا الكتاب جو توملينسون "Jo Tomlinson" وفيونا آيش "Fiona Aish" المتخصصين في تدريس اللغة الإنجليزية الأكاديمية في مدارس لغات وجامعات مختلفة، ويستهدف الكتاب الطلبة الذين تتراوح درجاتهم في قسم الاستماع في امتحان الآيلتس الأكاديمي بين 5 و 5.5 ليساعدهم على إحراز درجة تعادل 6 أو أعلى من ذلك بحسب استعداد الطالب.

    

يُرفق الكتاب بمقاطع صوتية مستخدمة في كافة أجزائه، وهو مقسم إلى 12 وحدة دراسية تتناول كل منها أحد الموضوعات الشائعة في قسم الاستماع في اختبار الايلتس مثل: البيئة، والشؤون العائلية والتعليم، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا، والتوظيف، وينقسم المحتوى التعليمي في كل وحدة إلى ثلاثة أجزاء، حيث تبدأ الوحدة بتقديم مفردات ذات صلة بموضوعها، وتدرب الطالب على كيفية استخدامها من خلال مجموعة من التمارين، ثم تعرض له مجموعة من الإرشادات والتوضيحات والأمثلة والتمارين المتعلقة بأنماط معينة من الأسئلة الواردة في الاختبار، وتغطي أحد أجزاء قسم الاستماع الأربعة وتغطي ثلاثة أنواع لأسئلة هذا القسم، وفي الجزء الثالث من الوحدة تقدم للطالب اختبار تدريبي يحاكي أسئلة الامتحان ليتمكن الطالب من تطبيق ما تعلمه في الجزء الثاني.

   

يغطي الكتاب كافة أنماط الأسئلة التي يمكن أن يواجهها الطالب في قسم الاستماع، كأسئلة الاختيار من متعدد، وإكمال الفراغات في الرسوم البيانية والجداول والملخصات، ووضع العلامات في الخرائط والصور والمخططات، والأسئلة ذات الإجابات القصيرة وغيرها، وينصح الطلبة الذين ينوون استخدام الكتاب للدراسة الذاتية بدراسة الوحدات بالترتيب، علما بأن كل وحدة تتطلب ثلاث إلى أربع ساعات دراسية، وتتوفر إجابات الأسئلة في نهاية الكتاب.

   

تتوفر الكثير من المواقع التي تمكن الطلبة من الحصول على المزيد من الممارسة والتدريب وأهم هذه المواقع: ieltsbuddy، وسلسلة دروس الشبكة الاسترالية المكونة من ثلاثة أجزاء 123، وموقع "ieltsliz"، وجميعها تقدم دروسا ونصائح مختلفة للتدريب على قسم الاستماع، وينصح الطلبة بتخصيص عدة أيام قبل الامتحان للتدرب على مجموعة كامبريدج لامتحانات الآيلتس "Cambridge Practice Tests for IELTS Series" المكونة من 12 كتابا لنماذج اختبارات الايلتس، واتباع نفس التعليمات والالتزام بوقتها للتحضير لأجواء الامتحان الحقيقية.

     

   

كيف يمكن أن تطور مهارة استماع فعالة؟

تشير إحصائيات إلى أن بإمكان دماغ الإنسان العمل بكفاءة عالية في استقبال والتعامل مع حديث أي شخص والذي سيكون بمعدل 120 إلى 150 كلمة في الدقيقة، فلديه القدرة على التعامل مع أضعاف هذا المعدل؛ حوالي 400 إلى 800 كلمة في الدقيقة، أي أن من المفترض أن تكون عملية الاستماع سهلة جدا لكن ما يحدث هو العكس5.

   

لا يحظى الطلبة الملتحقون ببرامج او دروس تعليم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في كثير من المدارس أو مراكز اللغات أو المؤسسات التعليمية بالإرشاد والتوجيه من قبل معلميهم حول مهارة الاستماع وكيفية بناء هذه المهارة وتطويرها ومواجهة المعيقات التي يحتمل تعرضهم لها خلال مسيرتهم التعلمية مقارنة بالمهارات الأخرى، ربما يرجع هذا لعدم ثقة المعلمين بمهاراتهم في الاستماع، أو لاعتقادهم بأن الأمر لا يتطلب ذلك، أو أن اكتساب المهارة سيكون تلقائيا نتيجة لتشرُّب اللغة من خلال المهارات الثلاثة الأخرى6، وهذا ينعكس على مستوى الطلبة في هذا الجانب.

   

تماما كغيرها من المهارات تتطلب مهارة الاستماع تراكما في الجهد والتعلم، وإذا كان الطالب يفضل التعلم الذاتي فعليه أن يعرف أولا الصعوبات التي يمكن أن تواجهه، وهي مختلفة ومتعددة فمنها ما هو مرتبط بالمحتوى المسموع، أو بالمتحدث، أو بالطالب. هناك نوعين هامين من هذه التحديات، النوع الأول مرتبط بالتشتت الناتج عن البيئة المحيطة كصوت الأجهزة الكهربائية أو دخان السجائر أو الحرارة المرتفعة، أو رنين الهواتف النقالة 7، وبالتالي سيقلل التشتت مستوى التركيز والانتباه لدى الشخص خلال استماعه لأي محتوى صوتي، وهذا شيء يجب تفاديه عند التعلم والتدريب.

    

أما النوع الثاني فهو نقص المعرفة والكفاءة لدى الطالب، فكثير من الطلبة ليست لهم القدرة على فهم اللكنات المختلفة في اللغة الجديدة، لا يمكنهم تمييز الفروقات في نطق المفردات بين اللكنات المختلفة (الأمريكية والبريطانية) أو فهم التعبيرات المستخدمة أو غير ذلك، وهو ناتج عن غياب معرفة الطالب بثقافة وطبيعة وواقع المجتمع الناطق باللغة الإنجليزية، هذا النوع من المعرفة يسهل اكتسابه عبر الاستماع إلى مصادر المحتوى الصوتي المقدمة بالإنجليزية كالأفلام، وبرامج التلفاز، ومحطات البث، والقنوات الالكترونية وغيرها، وهذه هي الخطوة الأهم في تعلم الاستماع وتطويره8.

   

يعتمد تعلم الاستماع بغرض تعلم اللغة أو التحضير لامتحان الايلتس على التعرض لكم كبير ومتنوع من المحتوى الصوتي الذي يتطرق لموضوعات في الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم والمجتمع وغيرها، وتعتبر محطات البث هي الوسيلة الأفضل للتعلم والتطوير، فهي متوفرة بكثرة وبشكل مجاني وتعتمد على الأسلوب الحواري كما أنها سهلة الفهم مقارنة بالأفلام، ويفضل أن يبدأ الطلبة بالاستماع للموضوعات التي ينجذبون إليها، كل حسب اهتماماته، وخلال الاستماع عليه أن يحدد الفكرة الرئيسية ونوع الحديث، وينتبه للكلمات الرئيسية كأسماء الأماكن والبلدان والأشخاص، وأن يخمن سياق الحديث، وسيفيده أيضا كتابة بعض الكلمات التي يستمع إليها، والاستماع في وجود النص ثم بدون النص9.

   

لا يجب أن تفهم كل ما تستمع إليه، طالما أنك فهمت سياق الحديث وبعض أجزاء المحادثة، يمكنك أن تختر محتوى صوتي أسهل، وعليك أن تقرأ باستمرار فأنت بحاجة لحصيلة مفردات لغوية كبيرة، إذا كنت من المبتدئين، لا تقلق لست مضطرا لفهم أي شيء في البداية، فقط مارس الاستماع يوميا، فالهدف هنا هو التعود على ممارسة الاستماع، واختر مقاطع مفهومة وسهلة، واستمر في تعلم اللغة، ثم احرص على اختيار المحتوى الصعب فهو المسؤول عن تطور مهاراتك في الاستماع بشكل سريع، فالطلبة يلاحظون في البداية إما عدم فهمهم للمحتوى الصوتي مطلقا أو ثبات مستواهم في التطور بعد فترة من التعلم، وذلك بسبب الاختيار الخاطئ لنوع المحتوى، لذا يفضل أن يختر الطلبة المحتوى الصعب من بين الأنواع المتاحة لتعلم الإنجليزية10.