شعار قسم ميدان

خطوات تضعك على طريق تحقيق إنجازات ريادية

midan - marketing company

فيليكس دينيس1، رجل أعمال راحل بريطاني الجنسية، كان يعتبر شخصية مثيرة للجدل. السبب انه بدأ رحلة ثراءه من تحت الصفر، سجّلها في كتاب يحكي مذكّراته بعنوان "كيف تصبح غنياً" (How To Get Rich)، أشار من خلاله إلى الكثير من العقبات التي واجهته في حياته.تشرّد، أزمات مالية، عائلة مفكّكّة تماماً، فقر مُدقع، وتعليم ضعيف. ومع ذلك، استطاع فتى "الهيبز" أن يتحوّل إلى واحد من أغنياء بريطانيا، بثروة قُدِّرت بحوالي 400 مليون دولار.

 

الكثير من العناصر والأفكار والتوجّهات اتّبعها دينيس للوصول إلى هذا الثراء من رحم الفقر والتشرّد -سوف نستعرضها في تقرير منفصل لاحق-، ولكن ما يجب أن نشير له هنا هو تركيزه الشديد على مبدأ غريب نوعاً: من الجيّد ألا يكون لديك ما تخسره.

 

يقول دينيس في أحد أجزاء كتابه: "وحيد، ومفلس، وعديم الخبرة؟ ممتاز! أنت تتمتع الآن بأفضل الحظوظ لتحقق نجاحاً يجلب لك الثراء. تتمتّع بميزة لا يمكن للتعليم أو التربية أو حتى المال أن يشتريها. ميزة أنك لا تملك شيئاً تقريباً، وليس لديك ما تخسره. الكثير من المشاهير ورجال الأعمال حول العالم -وأنا منهم- جمعوا ثرواتهم لأنهم كانوا مثلك في مرحلة بداياتهم، ليس لديهم ما يخسرونه!"

undefined

قد يبدو دينيس مُبالغاً قليلاً، أو يحاول أن يستخدم أسلوباً أدبياً ماكراً يشد القارئ للاستزادة في قراءة كتابه، لكن سيرته الذاتية في الحياة تثبت تماماً صحة ما يقوله، فضلاً أنه لم يكن يتمتّع بأسلوب تحفيزي في الحوار مع الآخرين. وحتى لو اعتبرنا ما يقوله مبالغة، فالواقع أن النظر في بعض التجارب تثبت تماماً صحة ما يقوله. عندما يكون ليس لديك ما تخسره، أحياناً تكون أكثر اندفاعاً إلى الإبداع، واكتساب الخبرة، والإصرار. وثلاثتهم يقود إلى النجاح والثروة والشهرة.

 

الإبداع من رحم المعاناة.. هاري بوتر
من الصعب أن نعتبر "جوان رولينغ" مؤلفة روايات هاري بوتر الشهيرة، واحدة من أثرى وأقوى نساء العالم، مجرّد كاتبة. نستطيع أن نصفها بأنها "كاتبة ريادية"، تجمع بين الإبداع من ناحية، وقدرتها على خلق أفكار تجذب مئات الملايين من الدولارات من ناحية أخرى. هذا الانفجار في الإبداع الذي عاد عليها بثروة طائلة، لم يكن متصوّراً بالنظر إلى مسار حياتها. من مواليد منتصف الستينيات في بريطانيا، يبدو عليها كافة السمات الشكلية والأدبية البريطانية العريقة. شعر أصفر وعين زرقاء، وميل دائم أثناء طفولتها لقراءة القصص الخيالية الإنجليزية القوطية، والآداب الأخرى.

 

لم تكن جوان طالبة مميزة في المدرسة، وبدا واضحاً أن حياتها التعليمية سواءً المدرسية أو الجامعية لن تكون الأفضل. كانت جُلّ اهتماماتها مُكرّسة للتسلية وقراءة الروايات والكتب، وكتابة بعض القصص القصيرة التي ما أن تنتهي منها، تضعها في درج المكتب أو تقوم بتقطيعها. وبعد تخرّجها، عملت كسكرتيرة في إحدى الشركات، وكانت تعتمد على نطقها المتميز للمفردات الإنجليزية باللهجة البريطانية الكلاسيكية الراقية، فضلاً عن أنها تجيد الفرنسية أيضاً. بشكل عام، أورثتها الثقافة وحب الاستطلاع قدراً كبيراً من المفردات والتراكيب اللغوية الممتازة، وقدرة على طريقة استخدامها في التوقيت والمكان الصحيح.

 

تقدّر ثروة رولينغ الآن بحوالي 600 مليون دولار، وتعيش في قلعة ضخمة في بريطانيا، تعود إلى القرن التاسع عشر. وتعتبر من أقوى الشخصيات النسائية حول العالم
تقدّر ثروة رولينغ الآن بحوالي 600 مليون دولار، وتعيش في قلعة ضخمة في بريطانيا، تعود إلى القرن التاسع عشر. وتعتبر من أقوى الشخصيات النسائية حول العالم
 

كانت على علاقة قوية بوالدتها التي توفّيت فجأة وهي -والدتها- بعمر الـ 45، فضاقت بها الحياة، وقررت السفر إلى البرتغال لتعمل كمدرّسة. تزوّجت ورُزِقت بطفلة، وعاشت حياة شديدة التقليدية، انتهت بأزمة عنيفة مع زوجها شهدت أحداثاً مأساوية اضطرتها في النهاية للجوء إلى السفارة البريطانية في البرتغال لحمايتها من زوجها، ومن ثم عودتها إلى إنجلترا لتقضي بعض الوقت مع اختها في إدنبره.

 

بقدوم التسعينيات، منتصف التسعينيات تحديداً، بعد أن وصلت رولينغ للثلاثينيات من عمرها، قررت رولينغ أن تقوم بعمل الشيء الوحيد الذي كانت تجيده في حياتها، خصوصاً أنها لم يعد لديها ما تخسره. على الأقل لإنقاذ نفسها وابنتها، كونها كانت عاطلة عن العمل وتتقاضى (منحة بطالة) من الحكومة البريطانية.

 

قررت رولينغ أن تقوم بكتابة قصّة خيالية استوحتها من عشرات المواقف والقصص الخيالية التي ملأت بها عقلها طوال عمرها، وذيّلتها بأسلوبها الأدبي الرفيع البريطاني الفخم. فكانت روايتها الأولى لمغامرة خياليّة لغلام في عالم سحري بالكامل. جاءتها الفكرة أثناء رحلة طويلة في القطار، وراقت لها بشدة. بدأت في كتابة فصول الرواية وهي تنتشر على المقاهي المختلفة، حتى انتهت منها. كانت الرواية الأولى التي قامت بإنهائها تحمل اسم (هاري بوتر وحجر الفيلسوف Harry Potter and the Philosophers Stone).3

رولينغ ممسكة بروايتها الأولى
رولينغ ممسكة بروايتها الأولى "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" (رويترز)


بدأت رولينغ الذهاب إلى دور النشر لعرض روايتها الأولى عليهم، لتتلقّى صدمة أخرى في سلسلة الصدمات التي كانت تتلقاها، وهي رفض إحدى دور النشر لهذه الرواية بشدة، واعتبار صاحب الدار أنه من المستحيل نشر هذه الرواية الخيالية الطويلة المملة! لم يكن لديها ما تخسره، فأصرّت على الذهاب لدار نشر أخرى، ثم ثالثة ثم رابعة. أي دار نشر تذهب لها، لا يقابلها سوى الرفض الممتزج بالسخرية كذلك، حتى وصل عدد دور النشر التي رفضت نشر روايتها الأولى إلى 12 داراً!

 

في النهاية، وافقت إحدى دور النشر في بريطانيا على نشر الرواية، إلا أن الناشر طلب من جوان طلباً غريباً إلى حد ما، وهو وضع اسم مختصر (جي كي رولينغ) بدلاً من اسمها (جوان رولينغ)، لأن القراء ينفرون من قراءة الكتب الخيالية للمراهقين التي تكتبها امرأة -بحسب ما قاله الناشر-، وهو أمر لم تمانعه رولينغ.

 

نُشرت الرواية أخيراً سنة 1997، ووجدت -بعد فترة من التعثر- صدىً هائلاً حول العالم جعلها تترجم بكل لغات العالم تقريباً، الأمر الذي دفعها لكتابة الجزء الثاني ثم الثالث، ثم سلسلة من الروايات التي تعتبر هي الأشهر في قطاع الخيال الآن، مع تحويل 8 أجزاء منها إلى أفلام سينمائية مجموع إيراداتها وصل إلى 8 مليار دولار! وتقدّر ثروة (جوان رولينغ) الآن بحوالي 600 مليون دولار، وتعيش في قلعة ضخمة في بريطانيا، تعود إلى القرن التاسع عشر. وتعتبر من أقوى الشخصيات النسائية حول العالم، ولها دور بارز في الحركة الأدبية العالمية، فضلاً عن أعمال خيرية عديدة.(4-5-6)

 

كل هذه الخبرات.. كل هذا الفشل
في الغرب، ثمة بعض الأسماء المحددة هي التي تحتكر ساحة (التحفيز الذاتي) حالياً، من أبرزهم اسم (براين ترايسي)7 المُحاضِر والمنظّر والكاتب الشهير في مجال التنمية البشرية، وصاحب عشرات الكتب والصوتيات والفيديوهات الأكثر انتشاراً في هذا المجال. الواقع أن ترايسي لم يولد في أسرة ثرية، بل يمكن القول إنه ينحدر من أسرة متواضعة إلى حد ما في كندا، حيث وُلد في الأربعينيات من القرن الماضي، ولم يستطع لظروف عديدة -أغلبها ظروف مادية- أن يكمل تعليمه الأساسي، فتوقف عند المرحلة الثانوية.

undefined

تخلَّى ترايسي عن دراسته، وبدأ يعمل في وظائف بسيطة مختلفة ومتواضعة. منذ ذلك التوقيت، وترايسي لم يكن لديه ما يخسره، فقرر عند وصوله للعشرين أن يعيش حياة مختلفة تماماً، ويبدأ رحلة طويلة حول العالم، منها أن يرضي جموحه للسفر، ومنها أن يكتسب معارف متجددة. وأيضاً ربما يجد في طريقه وظيفة أحلامه الغامضة التي لا يعرفها بعد.

 

ارتحل ترايسي حول العالم، فانطلق إلى أميركا ثم تركها ذاهباً إلى بريطانيا. ثم منها توجّه إلى فرنسا يقضي بها بعض الوقت ويزاول بعض الأعمال البسيطة، ثم ذهب إلى إسبانيا، ثم قرر برفقة أصدقائه أن يتوجّه إلى أدغال أفريقيا التي قادته في النهاية للحياة في مدينة (جوهانسبرغ) الجنوب أفريقية. وكانت فرصة ترايسي الذهبية أنه قضى فترة عشريناته كلها تقريباً في التنقّل والترحال، حتى خارج أوروبا وأفريقيا عندما ذهب إلى تركيا والهند وتايلاند. ثم قرر أن يعود مرة أخرى إلى بلاده، وقد بلغ الثلاثين من عمره.

 

على مدار 30 عاماً، صدر له أكثر من 70 كتاباً تحفيزياً تم ترجمة الكثير منها إلى عشرات اللغات، وأصبح مستشاراً لألف شركة من كبريات شركات العالم، وسجّل أكثر من 5000 محاضرة حول العالم
على مدار 30 عاماً، صدر له أكثر من 70 كتاباً تحفيزياً تم ترجمة الكثير منها إلى عشرات اللغات، وأصبح مستشاراً لألف شركة من كبريات شركات العالم، وسجّل أكثر من 5000 محاضرة حول العالم
 

عندما عاد ترايسي كانت شخصيته قد تغيّرت 180 درجة، حيث اكتسب من رحلاته الواسعة خبرات طائلة في كافة المجالات، شاملة الاقتصاد والتجارة والفلسفة والتاريخ وطباع الشعوب، أصبح يجيد الحديث بأربع لغات، وشهد بعينيه خبرات واسعة لا يمكن إحصاؤها. قرر ترايسي (بعد أن صقل شخصيته بخبرة حياتية عميقة) أن يدعمها بشهادة دراسية واعدة، فحصل على درجة أكاديمية في إدارة الأعمال، أهّلته فوراً -إلى جانب خبراته- أن يحصل على وظيفة يترقّى من خلالها بشكل سريع ليصل إلى إدارة العمليات، المنصب الذي أتاح له فرصة أن يلقي محاضرات تحفيزية للموظفين في مختلف الأقسام. فيما بعد، لاحظ جميع العاملين القدرات الخطابية المتميزة لبراين ترايسي، وأعجبوا بخبراته الواسعة في مجالات الإدارة والتخطيط والتنظيم، الأمر الذي جعله يتقدم خطوة إلى الأمام، ويفتتح شركة خاصة لمجالات التنمية البشرية.

 

في منتصف الثمانينيات، كان ترايسي في الأربعين من عمره عندما أطلق أول مجموعة محاضرات صوتية مُسجّلة، تشمل نصائح تحفيزية في كافة نواحي الحياة، بشكل مختلف عمّا كان سائداً تماماً في تلك المرحلة. حققت أشرطته نجاحاً هائلاً، كانت البداية في إنتاج عشرات المواد الصوتية والمصوّرة في مجال التحفيز الذاتي، فضلاً عن تحوّله إلى المُحاضِر التحفيزيّ الأول في معظم شركات الولايات المتحدة.

 

على مدار 30 عاماً تقريباً، صدر له أكثر من 70 كتاباً تحفيزياً تم ترجمة الكثير منها إلى عشرات اللغات (ومنها اللغة العربية) وأصبح مستشاراً لـ 1000 شركة من كبريات شركات العالم، وسجّل أكثر من 5000 محاضرة حول العالم. يقول ترايسي في معظم محاضراته إن الفشل في الحياة أمر طبيعي مثل التنفّس. ويشير دائماً أن سلسلة الفشل الطويلة التي مرّ بها هي التي صنعته. فشل في دراسته، وفشل في اولى الوظائف التي التحق بها، وفشل في وظيفة البيع، وفشل في الادارة، وارتكب اخطاءً قاتلة. كل هذا الفشل هو الذي جعله "يُحاضِرُ" عن النجاح.(8-9)

 

حجرٌ فوق حجر
عندما جاء الهندي (رضوان ساجان) إلى الكويت، كان مثله مثل مئات الآلاف من الآسيويين الذين يفدون إلى دول الخليج للعمل في مجالات مختلفة بهدف ضمان بعض الموارد المالية الجيدة التي تعينه في حياته الخاصة عندما يقرر العودة إلى بلده الأم.

 

بدأ رضوان حياته بخبرة استمرت 10 سنوات في مجال البناء في الكويت. ثم انهار كل شيء، ليبدأ مرة أخرى في الإمارات برأسمال زهيد، كان بداية بنائه لشركة عملاقة، بناها حجراً فوق حجر
بدأ رضوان حياته بخبرة استمرت 10 سنوات في مجال البناء في الكويت. ثم انهار كل شيء، ليبدأ مرة أخرى في الإمارات برأسمال زهيد، كان بداية بنائه لشركة عملاقة، بناها حجراً فوق حجر
 

رضوان ينحدر من أسرة هندية فقيرة، سافر إلى الكويت ليعمل برفقة عمّه في بيع مواد البناء، واستمر في هذا العمل البسيط الصغير لمدة عشر سنوات كاملة، اكتسب خلالها خبرة كبيرة للغاية جعلته يلمّ بكافة تفاصيل أعمال البناء المختلفة، خصوصاً مع الطفرات العقارية المستمرة التي تشهدها دول الخليج.

 

في بداية التسعينيات، ومع الغزو العراقي للكويت، فرّ الكثيرون من المقيمين في الكويت إلى دول خليجية أخرى، مثل الإمارات وقطر والسعودية والبحرين وعُمان. ومن بين الفارّين كان (رضوان ساجان) الذي انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد الغزو. وفي دبي، بدأ رضوان ساجان الرحلة مرة أخرى من الصفر، حتى قرر أن يؤسس شركة صغيرة للغاية في الإمارات عام 1993 عبارة عن 3 موظفين وصالة، وأطلق على شركته الصغيرة اسم (الدانوب لمواد البناء). كان مجال الشركة هو "الوساطة" في شراء مواد بناء ثم إعادة بيعها وتوزيعها مقابل الحصول على عمولة.

 

عندما بدأ ساجان تأسيس شركته الصغيرة لم يكن لديه أي تمويل تقريباً، فقط كان كل ما يملكه سمعة كبيرة بين أوساط شركات البناء والعقارات المتوسطة في الإمارات، حيث ذاع صيته خلال فتـرة عمله في الكويت، واشتهر بالأمانة والعمل المنضبط. هذه "السمعة" جعلته من السهل أن يقنع المورّدين بمساعدته في بداية دخول هذا المجال بتسهيلات جيدة.

 

بدأت الشركة الصغيرة ذات السمعة الجيدة، وذات الإدارة الخبيرة أيضاً، فاستطاعت أن تحقق خلال عام واحد ما قيمته 8 ملايين درهم إماراتي. هذا الرقم جعل الشاب الهندي يتمكّن من توسيع تجارته بشكل سريع ومميز، ليشمل كافة أنحاء الإمارات ثم الخليج ثم العالم كله، حيث افتتح عشرات الفروع في الإمارات وعمان والبحرين والسعودية، فضلاً عن افتتاح فروع في الهند، ومكاتب في الصين وكندا.

 undefined

الشركة التي بدأت بمكتب صغير و3 موظفين، ويرأسها هندي وافد إلى الخليج ليعمل في مهنة بسيطة، أصبح لديها الآن قرابة الأربعين فرعاً حول العالم، وأكثر من 1800 موظف، وشاركت في مشروعات ضخمة في الخليج مثل تلّ الإمارات وبرج العرب وعدد من الفنادق. وتقدر عائدات شركة الدانوب في عام 2015 بحوالي مليار دولار، وصافي ثروة رضوان ساجان حوالي نصف مليار دولار.

رضوان بدأ حياته بخبرة استمرت 10 سنوات في مجال البناء في الكويت. ثم انهار كل شيء، ليبدأ مرة أخرى في الإمارات برأسمال زهيد، كان بداية بنائه لشركة عملاقة، بناها حجراً فوق حجر.(10-11)

 

ربما مقولة "دينيس" صحيحة. فقط إذا أخذتها في سياق المعنى المُراد بها، أن تقتحم المجهول بجرأة أكبر. لولا أزمات رولينغ في حياتها، وشعورها أنها لم يعد لديها ما تخسره، ربما لم نكن نعرف هاري بوتر أبداً. ولولا سياحة تريسي في رحلاته واكتساب خبراته وعشرات المواقف من الفشل لم يكن ينظّر لنا عن النجاح عبر مئات المحاضرات. ولولا إصرار ساجان -العامل الهندي- على اقتحام تجربة تأسيس شركة، حتماً لم نكن لنشهد شركة عقارية ضخمة في الخليج. ربما هذا ما كان يعنيه دينيس عندما قال: "وحيد، ومفلس، وعديم الخبرة؟ ممتاز! أنت تتمتع الآن بأفضل الحظوظ لتحقق نجاحاً يجلب لك الثراء!"، فإذا لم يكن لديك ما تخسره، ستكون أكثر جرأة. أكثر إبداعاً. أكثر تقبّلاً للفشل. أكثر إصراراً على خوض التجربة.

المصدر : الجزيرة