شعار قسم ميدان

تعرف على مجموعة من أبرز الشركات الريادية الناشئة بالأردن

ميدان - خرابيش

أي متابع عن قرب لعالم ريادة الأعمال العربي سيدرك أن الأردن يمثل نموذجا فريدا في احتضان الشركات الناشئة الريادية ورعايتها، فخلال السنوات الماضية أظهـر الأردن أداء استثنائيا في اعتباره أحد أهم الدول العربية الداعمة للمشروعات الناشئة، فضلا عن سُمعتها التي اكتسبتها من تحول العديد من مشروعاتها الريادية إلى نموذج عالمي من النجاح، مثل أرامكس ومكتوب.

 

مؤخرا، تم الإفصاح عن قائمة لأهم 100 شركة عربية ناشئة تعمل على تشكيل الثورة الصناعية الرابعة من خلال المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عقد في البحر الميّت بالأردن، والذي ركّـز على دعم جهود الإصلاح الاقتصادي في المنطقة من خلال تمكين الشباب والشركات الناشئة من الانتقال إلى مرحلة صناعية جديدة. تم اختيار هذه الشركات بناءً على معايير دقيقة وضعها نخبة من المسؤولين في ريادة الأعمال في المنطقة، فضلا عن مجموعة من أهم حاضنات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

استحوذت الشركات الأردنية الناشئة على خُمس القائمة (1)، وهي بذلك تأتي في المرتبة الثانية بعد الإمارات العربية المتحدة التي شغلت شركاتها الناشئة 28 مركزا من هذه القائمة. هنا نستعرض مجموعة من أهم هذه الشركات الناشئة في الأردن، ونذكـر بشكل مُركّـز مجموعة من الحقائق والإنجازات التي حققتها وأدت بها للوصول إلى هذه القائمة.

 

أبجد 

 
المجال: ثقافة.. تأسست شركة "أبجد" (Abjad) في عام 2012 كشبكة اجتماعية عربية تعمل على توفير منصّة متكاملة لمحبي القراءة بشكل عام، بما فيهم الكتّاب والقراء والمدوّنون والمهتمون بعالم الثقافة والتعلم. وتتيح الفرصة لروّادها بتبادل الآراء والتوصيات عن الكتب، وعرض الكتب الرقمية، وغيرها من الخدمات التي تجمع ما بين المنصة الاجتماعية والثقافية.

 

بدأت الشركة عندما تقدمت إيمان حيلوز مؤسسة ومديرة أبجد بفكرة مشروعها إلى حاضنة الأعمال الأردنية "أويسِس 500" (Oasis 500)، وحصلت بعدها مباشرة على تمويل أوّلي يقارب الـ 15 ألف دولار لبدء المشروع، وبعدها بعام واحد (في عام 2013) استطاع الموقع أن يحصد أكثر من 10 آلاف مستخدم، وحصلت الشركة على جائزة محمد بن راشد لأفضل مشروع عربي.

 

في عام 2014 حصلت أبجد على الجائزة الذهبية عن أفضل مجتمعات إلكترونية في حفل "جاوا" (JAWA) الأردني، وتم اختيار الشركة للوصول إلى نهائي جائزة "كارتييه" (Cartier) لمبادرة المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما استطاعت الشركة أن تحصل على استثمـار جماعي من منصة التمويل يوريكا قدّر بـ 161 ألف دولار خلال 88 يوما فقط، بزيادة 40 ألف دولار عن المبلغ المطلوب ( كان المقرر الوصول إلى 120 ألف دولار).

 

يعمـل أبجد اليوم في استهداف الوصول إلى أعداد مليونيـة من المستخدمين العرب الذي يصل عددهم اليوم لأكثر من 150 مليون مستخدم، يوجد منهم حوالي 6 ملايين مستخدم في الأردن وحدها، وكانت الخطة هي الوصول إلى 2 مليون مستخدم في نهاية عام 2016، وهو رقم يقتـرب من عدد مستخدمي موقع "غودريدز" (Goodreads) العالمي الذي يشمل مراجعات للكتب العالمية.(2،3،4،5)

 

موضوع دوت كوم

 
المجال: ثقافة وصناعة محتوى.. بدأت شركة "موضوع دوت كوم" (Mawdoo3.com) كفكرة تمَّ طرحها على المقهي بين مؤسّسيها الشباب محمد جبر وصديقه رامي القواسمي في عام 2010، وتم تنفيذها كفكرة للشباب الجامعي، حازت على جائزة الملكة رانيا الوطنية للريادة عن فئة الجامعات والأكاديميين للعام 2011.

 

وفي عام 2012 تم إطلاق موضوع دوت كوم كأول موسوعة رقمية عربية على غرار موسوعة الويكيبيديا العالمية، تطـرح كافة الموضوعات التي تهم مستخدم الإنترنت العربي بلا استثناء تقريبا، لكن النظام الذي تقوم به الموسوعة العربية التي تعتبر الأكبـر في العالم الآن يعتمد بشكل كبير على مصداقيـة المعلومات، حيث تتيح الفرصة للمساهمين والمشاركين برفع الموضوعات المختلفة، ومن ثم تدقيقها سواء على المستوى اللغوي أو على مستوى دقة المعلومات المذكـورة في كل موضوع قبل اعتمادها ورفعها على الموسوعة.

 

في عام 2015، تم الإعلان عن توقيع اتفاقية شراكة مع شركة "إكويتراست" (Equitrust) للاستثمارات الواقعة في دبي بقيمة 1.5 مليون دولار، استغلتها الشركة في دعم المحتوى العربي وتوسيع أطقم عملها وزيادة عدد الصفحات العربية، كما شهد الموقع أيضا توقيع عدد من الاتفاقيات مع عدد من الناشرين والمؤسسات التي تقدم محتوى عالي الجودة.

 

يحقق الموقع اليوم حوالي 20 مليون زيارة شهريا، كما يضم أكثر من 40 ألف مقالة في مختلف المجالات، ويعمل على تشغيل عشرات الكتّاب الفريلانسرز، إلى جانب المئات من المساهمين، إلى جانب موظفين يعملون بدوام كامل دورهم تنسيق الموضوعات ورفعها وتنقيحها والتأكد من مصداقية المعلومات الواردة بها.(6،7،8)

 

شركة جملون

 
المجال: تجارة رقمية – كتب.. مشروع أردني ناشئ يمثّل منصـة لبيع الكتب عبر الإنترنت وتوصيلها لأي مكان في العالم على غرار موقع أمازون العالمي، المشروع يعتبـر من أبرز الأمثلة التي توضّح نموذج "العمـل الأسـري" في تأسيس الشركات. بدأ الموقع على يد الشاب الأردني علاء السلال في عام 2010 في منطقة الجوفة بعمّان، وكان فريق العمل كله المكوّن من 7 أشخاص هم أفراد عائلته. بعد شهرين فقط من تأسيس الموقع وبدء العمـل استطاع الموقع أن يحصل على تمويل من رجل الأعمال الأردني فادي غندور بقيمة 10 آلاف دينار أردني، الأمر الذي ساعد على تحويل الموقع إلى شركة.

 

على مدار سنوات حقق جملون نجاحا كبيرا في الأردن، فحصلت الشركة على تمويل ثانٍ من حاضنة الأعمال الأردنية "أويسِس 500" (Oasis 500) بقيمة 10 آلاف دولار، ومكاتب في مدينة الأعمال في عمّان، فضلا عن دورات تدريبية لفريق الموقع بخصوص كيفية التخطيط والتسويق وإنجاز الاعمال، الأمر الذي ساعد في زيادة كفاءة الشركة.

 

استطاعت جملون أن تجذب الاستثمارات من خلال "أويسِس 500″، ما مكنها للحصول على المزيد من المستثمرين، وافتتاح مقر خاص بها في منطقة اللويبدة بعمّان، والتوسع خارج الأردن بافتتاح فروع أخرى. اليوم تعتبر جملون من أبرز المنصّات العربية للكتب في الشرق الأوسط بأكثر من 10 ملايين كتاب ومبيعات في مختلف الدول العربية والعالم.(9،10،11)

 

شركة خرابيش

 
المجال: إعلام ومحتوى رقمي.. من أشهر الشركات الأردنية الناشئة، وهي شركة موجّهة للإعلام والترفيه والرسوم المتحرّكة، انطلقت بين عامي 2007 و 2008 بواسطة المؤسسين محمد عصفور، وائل عتيلي، وفا النابلسي، فراس العتيبي، شاهر العتيبي.

 

الفكرة كانت عندما قرر المؤسسون تأسيس قناة محتوى على يوتيوب تقدم محتوى مميز، واستطاعت أن تستعين بعدد من الفنانين والمبدعين العرب من المحيط إلى الخليج، ما مكّنها من التوسع بشكل سريع وإدارة مجموعة من القنوات على موقع يوتيـوب. في عام 2009 رشّحت شركة إرنست أند يونغ العالمية خرابيش لجائز أفضل شركة ريادية. وفي عام 2010 تم اختيار خرابيش كواحدة من الشركات الريادية التي تحظى بدعم شبكة إنديفور.

 

استطاع المؤسسون جمع مليون دولار من مستثمرين أفراد، وفي عام 2013 تم جمع 1.65 مليون دولار، ومؤخرا (في نهاية عام 2016) حصلت خرابيش على جولة تمويلية أخرى بقيمة 5 ملايين دولار تترأسها ومضة كابيتال بمساهمة صندوقي الاستثمار إيندفر كاتاليست (Endevour Catalyst) و"داش فينتشرز" (DASH Venture).

 

اليوم خرابيش تعتبـر من أكبر الشركات العربية الإعلامية متعددة القنوات التي تقوم بإنتاج المحتوى المرئي العربي باستخدام إمكانيات تقنية، ووصل محتوى خرابيش إلى أكثر من 10 آلاف فيديو منذ تأسيسها، شاهدها أكثر من مليار و 800 مليون مشاهد، بمعدل مشاهدات شهرية يصل إلى 82 مليون مشاهدة، كما يتابع قنوات خرابيش المختلفة حوالي 4.6 مليون مشترك، فضلا عن كونها أول قناة عربية تحصل على شهادة مصادقة من موقع يوتيوب في المنطقة.(12،13،14،15)

 

شركة السوق المفتوح

 
شركة السوق المفتوح هي موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت وتطبيق على الهواتف الذكية يغطى المنطقة العربية، يمثـل منصة للإعلانات والبيع والشراء لكافة المنتجات. في العام 2012 / 2013، انطلق السوق المفتوح بواسطة رائد الأعمال عدي السلامين تحت مجموعة "آي مينا" (iMENA)، التي تعتبر مجموعة متكاملة من الشركات الرائدة في شمال افريقيا والشرق الأوسط في مجال الاعمال على شبكة الانترنت.
 

السوق المفتـوح يجهّز منصّة مرنة للباعة في تقديم منتجاتهم وخدماتهم عبر الانترنت الى ملايين من المشترين المحتملين في كل بلد على حدة، دون وسطاء، وبتوفير العديد من خدمات القياس والمقارنة وترتيب الاعلانات. الأمر الذي يجعل من السهل للمشترين كذلك الوصول الى المنتجات والخدمات التي يسعون لها من كافة الفئات مثل العقارات والسيارات وفرص العمل وغيرها. يحقق السوق المفتوح شهرياً حوالي 33 مليون زائر شهرياً بإجمالي مليار ونصف صفحة مشاهدة، وحوالي 2.5 مليون إعلان شهرياً يتم رفعه على الموقع، محققاً نمو يصل الى 320% في الثلاث سنوات الأخيرة.

 
كما يعتبر تطبيق السوق المفتوح من أكثر تطبيقات المنصات الرقمية تحميلاً على الهواتف بأكثر من 10 مليون عملية تحميل، ويستهدف العديد من الدول العربية مثل الأردن ومصر والسعودية والإمارات وغيرها.(16،17،18)

  

شركة مدفوعاتكم

 
تأسست في عام 2011 بواسطة مجموعة من الشباب الأردني من بينهم المؤسس والمدير التنفيذي ناصـر صالح، بهدف توفير حلول لمشكلات الدفع في الأردن لمختلف الخدمات، في ظل وجود بعض المشكلات البيروقراطية في طرق دفع الخدمات، مما يؤدي إلى مشكلات مثل إهدار الوقت والمجهود.

 

المشـروع ركّـز على توفير حل لمشهـد اضطرار كافة طوائف المجتمع بسحب أموالهم من البنوك، ثم الذهاب الى المصالح الحكومية لدفع فواتير الماء أو الكهرباء أو تسديد الضرائب ورسوم المدارس والجامعات، وهو ما يمثّل عبئا كبيرا على الأشخاص خصوصا في أوقات الزحام. بدأت الفكـرة على هذا الأساس بهدف تسهيل الدفع الإلكتروني دون الحاجة للذهاب إلى أي مكان، وبالتالي توفير وقت ومجهود الناس. حظي المشروع منذ انطلاقه بسمعة جيدة، وحاز على دعم من حاضنة الأعمال "أوسيس" (Oasis 500) الأردنية، لكن الطريق لم يكن ممهدا عندما تم عرض الفكـرة على شركات الاتصالات والبنوك وغيرها ببدء تدشين تعاون للدفع عبـر شركة مدفوعاتكم، ولم تكن الاستجابة سريعة.

 

هذا البطء جعل الشباب يتخذون خطوة جريئة في التوجه إلى البنك المركزي مباشرة، الذي وافق على التعاون مع الشركة الناشئة من خلال خدمة إي فواتيركم كمشروع خاص به تديره شركة مدفوعاتكم الناشئة بعد عطاء تنافست فيه شركات محلية وإقليمية وأجنبية. الشركة الآن في طور التوسّع في أسواق عربية وتقديم خدمة الدفع العابرة للحدود التي تمكّن الأردنيين الذين يقيمون في الخارج من دفع فواتير الكهرباء والماء ورسوم الجامعات لأبنائهم بسهـولة من خلال الشركة التي توفر معايير عالية من الأمان والسلامة والموثوقية، وتركز الشركة بشكل خاص على التوسع في دول لبنان وعُمان والجزائر وفلسطين.(19)

 

شركة هايبر باي
 
تأسست شركة هايبرباي كواحدة من الشركات العربية التي تقدم حلولا في الدفع الإلكتروني بعد سلسلة طويلة من التطويرات على يد رائد الأعمال الأردني مهند عبويني، وتعتبر من الشركات الناشئة الواعدة التي احتلت مركزا في قائمة أفضل 100 شركة ناشئة عربية تؤدي إلى ثورة صناعية.

 

بدأت الفكرة في عام 2008 عندما لاحظ مهند عبويني أن الإقبال أصبح متزايدا على الألعاب الإلكترونية من خلال الدفع الرقمي، مما دفعه لبدء مسيـرته الريادية في تأسيس شركة "غيت 2 بلاي" (Gate2play) التي وفرت حلولا لشكل خاص لشركات الألعاب العالمية في المنطقة، ولكن المسيرة لم تكتمل مع انطلاق ثورات الربيع العربي ومغادرة العديد من الشركات للمنطقة. بقدوم عام 2013 تحوّلت الشركة إلى شركة متخصصة في الدفع الإلكتروني لمواقع التجارة الإلكترونية وشركات الطيران، وتحوّلت الى اسمها الحالي هايبر باي والتي استطاعت أن تقدم على مدار عدة سنوات أداء مميزا بعد أن تعاونت مع شركة "باي أون" (Pay on) الألمانية بهدف تزويدها بالبنية التحتية التي تمكّنها من المنافسة في السوق الأردني.

 

اليوم، وبعد مرور أربع سنوات من إطلاق "هايبر باي" توسعت أعمال الشركة في دول الخليج ولبنان ومصر إلى جانب نشاطها في الأردن، واستطاعت استقطاب مجموعة من البنوك المحلية والعربية للتعامل معها في عمليات الدفع، كما توسّع حجم الاستثمار فيها إلى 4 ملايين دولار، وأصبح لديها مكاتب في عُمان والسعودية والامارات.(20)

 

هذه النماذج من الشركات الريادية الواعدة في الأردن تقدم نموذجا مهما لروّاد الأعمال العرب المبتدئين، وتقدم أيضا نموذجا مهما للعديد من دول العالم الثالث في كيفيـة احتضان المشروعات الناشئة والترويج لها من خلال آليات تسهيل أنشطة ريادة الأعمال التي تتبناها الدول المنفتحة على هذا النوع من الأنشطة الاقتصادية التي تعتبر عصب حركة التطور الاقتصادي العالمي الحالي.

المصدر : الجزيرة