شعار قسم ميدان

برامج تلفزيونية ملهمة يجب أن يشاهدها رواد الأعمال

midan - shark tank
اضغط للاستماع
  

قد تلعب الجينات دورا بارزا في ما نقوم به في شتى مناحي الحياة، ولكنها حتما لا تمتد إلى عالم ريادة الأعمال. في عالم الأعمال، لا أحد يُولد مِن بطن أمه وهو ريادي أعمال جاهز لتأسيس شركات ناجحة أكثر من غيره. الريادي الناجح هو شخص ركّز مهاراته وقدراته كلها لتحويل الأفكار إلى واقع يدرّ عليه الأموال، بعد رحلة طويلة من الدراسة والرصد والتجربة والفشل وقراءة السوق والالتزام بآليات الإدارة.

  

هذه الرحلة الطويلة قد يكون بعضها غوصًا في عالم الكتب، وبعضها الآخر ممارسة للعملِ الحر، وبعضها الثالث في متابعة المحاضرات المتخصصة التي يلقيها روّاد الأعمال الذين يشاركون تجاربهم. وقد يكون جزء من الرحلة مبنيا على تطبيق نصائح المخضرمين في هذا المجال. وقد يكون أيضا -وهذا الأكثر شيوعا في عصرنا الحالي- مُستَمد من الوسائل الترفيهية مثل الأفلام والمسلسلات والوثائقيات والبرامج التلفزيونية التي تلقي الضوء بشكل تفصيلي على جوانب هذا عالم ريادة الأعمال في سياق عام من التسلية والترفيه.

  

تناولنا في عدة تقارير سابقة جوانب مختلفة لأشكالِ الترفيه الذي يصب في تنمية مهارات رائد الأعمال العربي؛ حيث تم تناول مجموعة من أهم المسلسلات التي يجب أن يشاهدها الرياديّون، وفي تقرير آخر مجموعة من أهم الكتب التي يجب أن تجد مكانها في مكتبة أي مهتم بريادة الأعمال. وفي تقرير ثالث تمّ تناول مجموعة من أبرز الأفلام والمحاضرات التي تهم روّاد الأعمال.

  

في هذا التقرير نستعرض مجموعة مُنتقاة من أهم البرامج التلفزيونية الواقعية التي ذاعت شهرتها في السنوات الأخيرة، والتي من الضروري أن تكون من جملة مشاهدات رياديي الأعمال. هذه البرامج تضم في طيّاتها خبرات فنيّة وتخصُصية هائلة، حيث تدور جميعها في أجواء خالصة من ريادة الأعمال، وتقدم جوانب واسعة من المعاني والمصطلحات والدروس التي تفيد أي صاحب مشروع ناشئ.

 

شارك تانك.. في حضرة القروش الكبيرة
  
   
في العام 2009، انطلقت الحلقة الأولى من الموسم الأول لبرنامجِ التلفزيون الواقعي "حوض القروشِ (Shark Tank)" كمنتج فرانشايز آخر من بين مئات البرامج التي تتبع الأسلوب نفسه والتي خرجت جميعا من رحم برنامج "وكرِ التنانين (Dragons Den)" الياباني الذي أذيع للمرة الأولى في العام 2001، وحاز شهرة هائلة جعلت كل بلاد العالم تشتري حقوقَه الملكية وتحوّلها إلى برامج محلّية.

 

تقوم فكرة البرنامج العامّة على أن يتم استعراض أبرز مشاريع روّاد الأعمال الشباب أمام خمسة من كبار المستثمرين "القروش" الذين عادة ما يكونون ذوي شهرة كبيرة في مجال الأعمال ببلادهم، حيث يقومون بطرح الأسئلة على صاحب المشروع، وتحديد إن كان هذا المشروع ناجح أم لا، ومن ثمّ قيام أعضاء اللجنة باتخاذ القرار بالاستثمار في المشروع أو رفضه.

 

على الرغم من أن هذا البرنامج تُوجد منه مئات النسخ العالمية في كل دول العالم حاليا، إلا أن النسخة الأمِيركية "شارك تانك" تعتبر هي الأكثر انتشارا حول العالم، بسبب الإثارة الكبيرة التي تَتضمنها حلقات البرنامج والأسلوب المختلف الذي يتّبعه المستثمرون "القروش" في الحكم على المشاريع وطريقة تجاوبهم مع أصحابها. ويَعج البرنامج بتفاصيل فنية شديدة التخصص، يمكن لأي رياديّ أن يستفيد منها بشكل بالغ في طريقة فهمه لهذا العالم، بشكل ينعكس لاحقا على مشواره الرياديّ.

 

تفاصيل وأفكار ونقاشات حامية وأسلوب حاد أحيانا وصراخ ورفض وقلق وترقّب وسخرية وغضب ودقة في التفاصيل. يقدم البرنامج كل هذه الجوانب في حلقاته الممتدة على مدار ثمانية مواسم، وصل عدد حلقاتها إلى 175 حلقة، متوسّط طول الحلقة حوالي 45 دقيقة. انتهت إذاعة الموسم الثامن من البرنامج في (مايو/أيار) من العام 2017.

 

تم تقديم نسخ عربية عديدة من النسخة الأم لهذا البرنامج في العديد من التلفزيونات المحلّية العربية، مثل برنامج "العرين" الذي أذيع في تلفزيون المستقبل اللبناني، وبرنامج "المشروع" في قناة النهار المصرية، وبرنامج "التجّار" الذي أذيع عبر التلفزيون السعودي.

  

برنامج "ما بعد الحوض".. ماذا فُعِل بهم؟
  
جاءت فكرة برنامج "ما بعد الحوض (Beyond Tank)" عندما بدأ جمهور برنامج (Shark Tanks) في التساؤل عن مصير روّاد الأعمال الذين قاموا بعرض مشاريعهم على المستثمرين، سواءً الذين استطاعوا الفوز بتمويل أو الذين فشلوا في الحصول عليه. كانت ثمّة رغبة مُلحّة من الجمهور والنقّاد في معرفة مآل هؤلاء، خصوصا أن هذه النوعية من البرامج تجد تشكيكا في أنها مُحضّرة بشكل مسبق، وقد يكون الأمر كله تمثيليا لا أكثر.

 

في (مايو/أيار) من العام 2015، بدأت الحلقة الأولى من الموسم الأول لبرنامج "ما بعد الحوض" لتحقيق هذا الغرض. ركّزت كاميرا البرنامج في السعي وراء روّاد الأعمال الذين وقفوا على خشبة التقييم أمام لجنة المستثمرين القروش الخماسية، وسلطت الأضواء على كلا الجانبين، سواءً الذين حصلوا على تمويل بالفعل أو الذين فشلوا في ذلك.

 

اشتمل الموسم الأول من البرنامج على ثلاث حلقات فقط، اعتُبرت جسّ نبض لمَدى إقبال الجمهور عليه. وبالفعل حقق نجاحا جماهيريا جيدا، أبدى رغبة المشاهدين في معرفة مصير روّاد الأعمال الناجحين والفاشلين في البرنامج الأول، وكان متوسط عدد المشاهدات لكل حلقة حوالي يتراوح ما بين خمسة إلى ستة ملايين مشاهدة.

 

في العام 2016، ظهر الموسم الثاني من البرنامج بإجمالي 16 حلقة، سلطت الأضواء على أبرز روّاد الأعمال المثيرين للجدل في حلقات "شارك تانك" وإلى أين وصلوا في طريقهم الريادي، وما الدور الذي لعبه البرنامج في نجاحهم أو فشلهم. مع ميل بشكل أكبر في التركيز على استعراض التجارب الريادية التي فشلت في الحصول على أي تمويل من البرنامج، ورصد تجربتهم في تخطّي هذا الفشل والاستمرار في بناء شركاتهم الناشئة.

 

بشكل عام، يعتبر البرنامج مُكمّلا لـ "شارك تانك" وليس برنامجا منفصلا في حد ذاته. من المهم متابعته بعد الانتهاء من متابعة البرنامج الاوّل، خصوصا إذا كان لديك الشغف لمعرفة ماذا فعل روّاد الأعمال الذين فشلوا في الحصول على التمويل تحديدا.

  

كيف صنعتُ الملايين خاصَّتي؟ قصص نجاح واقعية
  
برنامج مثير من إنتاج شبكة "سي إن بي سي" (CNBC) المتخصصة في الاقتصاد والاستثمار، بدأ انطلاقه في العام 2009، ويعتبر من أهم البرامج التي ذاع صيتها بشكل كبير في الولايات المتحدة بين روّاد الأعمال في كافة المجالات. متوسط طول الحلقة الواحدة من البرنامج حوالي 30 دقيقة، وتم إنتاج عشرات الحلقات منه حتى الآن.

 

البرنامج يتتبع في كل حلقة تجارب مجموعة من الشركات المعروفة حاليا بالضخامة، ومع ذلك فقد بدأت كشركاتٍ ناشئة صغيرة. هو يستهدف هذه النقطة حيث كانت تلك الشركات مجرّد مؤسسة صغيرة لديها رأس مال متواضع وإمكانيات شبه صفرية، ويستعرض تجارب روّاد الأعمال الذين استطاعوا تحويلها من هذه الحالة المتواضعة إلى مؤسسات عملاقة.

 

بشكل أكثر تركيزًا يمكن اعتبار برنامج "كيف صنعتُ الملايين خاصَّتي؟" (How I Made My Millions) وُقوفا خلف السِتار لكشفِ نماذج من الأشخاص العاديين تماما الذين قاموا بإنتاج أفكار عادية أيضا، وقاموا بتحويلها إلى مشروعات استثنائية كبيرة. يكشف أيضا عن رحلة الشركات التي أَمكنها تجاوز الرقم السحري في عالم المال "المليون دولار" والتحليق نحو الملايين بِرتبتها العشْرية والمئوية، ومدى المخاطر والتحديات التي قام روّاد الأعمال باجتيازِها، وكيف نجحوا في ذلك.

 

صحيح أن البرنامج يرفع في كل حلقة تقريبا شعار "تحقيق الحلم الأميركي" في الوصول للثروة، إلا أنه يعج بحلقات شديدة الكفاءة يمكنها أن تفيد رائد الأعمال في كل مكان حول العالم، سواءً في دولة عربية أو الهند أو قرى تايلاند أو تشيلي. قواعد المال والنجاح واحدة، وإن كان التطبيق مختلفا وفقا لظروف كل منطقة.

   

المنفعة.. التمويل والخبرة مقابل حصة من الشركة
 
برنامج "المنفعة" (The Profit) يُعتبر واحدا من أشهر البرامج الواقعية الموجّهة لروّاد الأعمال، ودائما يأتي على قائمة ترشيحات البرامج من هذه الفئة. تم إذاعة البرنامج للمرة الأولى في منتصف العام 2013 في موسمه الأول، وحاز على نسبة مشاهدات جيّدة جعلته يستمر في إطلاق عدة مواسم أخرى في السنوات التالية.

 

تقوم فكرة البرنامج على رجل الأعمال والمستثمر الأمِيركي من أصل لبناني "ماركوس لِيمونيس" الذي يتوجّه في كل حلقة من البرنامج إلى إحدى الشركات الصغيرة في الولايات الأمِيركية التي تكافح للبحث عن موطئ قدم في السوق، حاملا معه خبرته الطويلة في مجال ريادة الأعمال. العرض البسيط الذي يقدّمه لِيمونيس لأصحاب هذه الشركات: سوف أساعدك بالخبرة والتمويل في تسريع نموّ شركتك، مقابل أن تمنحني مِلكيّة من الأسهم فيها يتم الاتفاق عليها، وفقا لمستوى التمويل والمشاركة بالخبرة الفنيّة التي أقدّمها لك.

 

على مدار حلقات البرنامج، يتم استعراض رحلة لِيمونيس لهذه الشركات المتعددة المجالات. فمن شركة سيارات إلى شركة مخبوزات إلى شركات تقنية، يذهب ليدرس حالة تلك الشركات ومدى تعثّرها وما يمكنه أن يقوم به لمساعدة أصحابها في تسريع النمو. وفي النهاية نرى نتائج تطبيق هذه النصائح والخبرات على مسار عمل الشركة، ومن ثم الوصول إلى اتفاقات الشراكة: إما اتفاق كلّي أو اتفاق جزئي أو فشل اتفاق الشراكة بين لِيمونيس وبين الشركة بناءً على النتائج التي حققتها. البرنامج يمتد حتى الآن على مدار أربعة مواسم، بإجمالي عدد حلقات 57 حلقة. متوسط طول الحلقة تقريبا حوالي ساعة. وتم الإعلان عن قرب إطلاق الموسم الخامس من البرنامج في (نوفمبر/تشرين الثاني) من العام 2017.

  

كوابيس مطبخ رامزي.. الإدارة الحديدية
 
برنامج تلفزيوني تم بثّه للمرة الأولى في العام 2004 على القناة الرابعة (Channel 4) البريطانية. البرنامج يسلط الضوء على الطبّاخ البريطاني الشهير الشيف غوردون رَامزي المصنّف كواحد من أشهر وأفضل الطهاة في العالم، يقوم فيها الشيف بتقديم مجموعة من أهم الدروس والنصائح التي تهم روّاد الأعمال بكافة مجالاتهم، وإن كانت أبرز المعاني التي قدّمها البرنامج تتركّز على الإدارة بشكل خاص.

 

فكرة البرنامج تقوم على زيارة الشيف رَامزي الذي يتميّز بشخصية متجهّمة خشنة قليلا إلى أحد المطاعم الفاشلة التي تعاني من أزمات في نقص الزبائن أو سوء الخدمات. ويقوم الشيف بتقديم خبراته وآراءه والحلول العمليّة للقائمين على المطعم، لاعبًا دور مستكشف الأخطاء ومُصلحها (Troubleshooter) للمطعم خلال أسبوع واحد فقط. ثم لاحقا بعد مرور عدة أشهر يعود رَامزاي لمراقبة مستوى تطوّر المطعم ومدى تحقيقه للإصلاحات التي تم تحديدها ووضع الخطة للعمل عليها من قِبل القائمين عليه، ونتائج هذه الإصلاحات على مسار عمل المطعم.

 

برنامج "كوابيس مطبخ رامزي (Ramsay’s Kitchen Nightmares)"  امتد على مدار 10 سنوات تقريبا عبر 7 مواسم شملت 36 حلقة. 28 حلقة منها تتناول جولة الشيف في مَطاعم مختلفة، بينما ثماني حلقات أخرى هي عودة لزيارة المطاعم التي تم زيارتها مسبقا ووضع أساسيات خروجها من المشكلات. بعض المطاعم استطاعت بالفعل أن تحقق مستوى نجاح مُبهر، بينما بعض المطاعم الأخرى أخفقت في تقديم المستوى المتوقّع منها، وظهرت أمام إدارتها مشكلات أخرى أكبر استدعت عودة الشيف وتدخّله مرة أخرى للمساعدة.

 

على الرغم من أن البرنامج يبدو موجّها لعالم الطبخ تحديدا، إلا أنه في الحقيقة يُعد واحدا من أهم البرامج التي ينبغي أن يشاهدها روّاد الأعمال في كافة المجالات. البرنامج يقدم مجموعة واسعة من الدروس والنصائح الإدارية والاسترشَادية التي يمكن تطبيقها فى أي مجال وفي أي وقت وفي أي شركة مهما كان تصنيفها. حاز البرنامج على العديد من الجوائز المهمة على مدار رحلته التي امتدت لعقد كامل، وتم تقديمه لاحقا بعقد امتياز "فرَانشايز" لتطبيق فكرته في 24 دولة حول العالم.

  

الرئيس المتخفّي.. النزول من الأبراج العاجية
  
في المؤسسات الكبيرة، غالبا ما يكون هناك هوة كبيرة بين الإدارات العليا والمستويات الوسطى والدنيا من المؤسسة، تؤدي إلى خلق حالة كاملة من العزلة، حيث يعتمد المديرون أو أعضاء الإدارة أو الرئيسُ التنفيذيُ على الأرقام والإحصائيات عن مؤسسته، مُهملا تماما البُعد الإنساني والوظيفي لأفراد المؤسسة في طبقاتها الأدنى.

 

برنامج "الرئيس المتخفي (Undercover Boss)" يضرب على هذا الوتر. أذيع للمرة الأولى في العام 2009 عبر القناة الرابعة البريطانية، حيث يجسّد في كل حلقة من حلقاته إحدى رؤساء الشركات العملاقة أو مالكيها يرتدي زيا يخفي حقيقته ويقوم بعمل جولة بنفسه في أروقة الشركة إما كعميل عادي أو كموظف عادي في تلك الشركة، دون أن يعرف أي أحد من الموظفين في القطاعات الدنيا والوسطى ماهيته الحقيقية.

 

يُبرِزُ البرنامج الكثير من المعاني شديدة الأهمية بالنسبة لروّاد الاعمال. حيث تظهر مشاهد الحلقات انفعال رؤساء الشركات أحيانا عند رؤية الإهمال واضحا، وتُظهر أيضا تأثُرهم الشديد بالظروف الإنسانية لأحوال الموظفين والعمّال، وتُظهر زيادة مستوى التفاعل بين رئيس الشركة والموظفين اجتماعيا وإنسانيا بعيدا عن الشق المهني. وهي تجربة تجعل رائد الأعمال يدرك ما يحدث في شركته بالضبط في حالة عدم وجوده، وضرورة انتهاج أسلوب أكثر اِنسانية واحترفِية في التعامل مع الموظفين بكافة قطاعات.

 

ومن ناحية أخرى، يُظهر البرنامج انعكاس هذه المشاهد على أصحاب الشركات في قراراتهم اللاحقة بعد معايشة الوضع عن قرب، وقضاء فترة في أروقة الشركة التي يملكها أو يديرها، تصب جميعها في مصلحة المؤسسة وتحسين ظروفه بالنسبة لكافة العاملين به.

 

البرنامج صدر منه عدد كبير من الحلقات وصل إلى 111 حلقة لحظة كتابة هذه السطور تم تغطيتها عبر ثماني مواسم. كما تم بيع حقوق ملكيته الفكرية إلى الكثير من الدول حول العالم، حيث ظهر البرنامج بشكل محلّي عبر قرابة 20 دولة حول العالم.

  

كيف تمّت صناعتها؟.. رحلة في كواليس الكيفيات
 
على الرغم من أن برنامج "كيف تمت صناعته (How It’s Made)" ليس برنامجًا يمكن وصفه بأنه متخصص في ريادة الأعمال بشكل متخصص، وأن شقّه العلمي والهندسي يطغى على أي مجالات أخرى، إلا أنه يمكن اعتباره واحد من أهم البرامج التي يجب أن يشاهدها رائد الأعمال المتخصص في المجال الصناعي، كخلفية أساسية له التعرف على عالم التصنيع والإنتاج داخل أروقة المصانع والمؤسسات لإنتاج الأدوات المختلفة.

 

البرنامج هو عبارة عن سلسلة وثائقية طويلة، بدأ إنتاجها وإذاعتها للمرة الأولى في العام 2001 عبر قناة ديسكفري العلمية، وتم إنتاج حوالي 377 حلقة على مدار 29 موسما إذاعيا -حتى الآن-، ويعتبر من أكثر برامج قناة دِيسفكري شهرة وشعبية؛ الأمر الذي جعله يُترجم بكل لغات العالم تقريبا ومن بينها اللغة العربية.

 

البرنامج يستعرض عملية تصنيع كل شيء تقريبا من الإبرة حتى الصاروخ، في حلقات مدتها حوالي 30 دقيقة. المحركات والإطارات والأقلام والأحذية وعبوّات البلاستيك والأذرع الروبوتيّة والأسمنت وسكاكين المَطابخ وأعواد الثقاب والبالون، وغيرها من الصناعات والمُنتجات التي تغطي كافة المجالات بلا حدود. ما يجعله حتما يمثّل خيارا ممتازا لروّاد الأعمال المُشتغلين بالمجالات الصناعية المختلفة.

 

باختصار، يمكن أن يكون هذا البرنامج توطئة ممتازة لريادي الأعمال الذي يؤسس لشركةٍ صناعية، بحيث يَمنحه العمليات الأولية التي تدور بشكل القياسي المعياري داخل المصانع لإنتاج منتج مُحدد، ومن ثم يشكل حجر الأساس للخلفية المعرفية لمفهوم الإنتاج الصناعي الذي يمكن أن ينبني عليه المشروع ككل.

  

هذه البرامج تُعتبر نَماذج مختارة من بين عشرات البرامج التلفزيونية الواقعية التي يتم إنتاجها عالميا والتي بدأت الدول العربية في تعريب وتقليد بعضها. الإفادة الحقيقية التي تقدمها هذه البرامج هي أنها تمنحك الحُسنيَيْن: معلومات ودروس وتجارب حقيقية في عالم ريادة الأعمال من حولك، وفي الوقت نفسه إطار من الترفيه والتشويق بعيدا عن التنظير الممل في عرض المعلومات والتجارب.

المصدر : الجزيرة