شعار قسم ميدان

الملياردير فيليكس دينيس يقدم هذه النصائح الهامة لرواد الأعمال

midan - فيليكس دينيس
اضغط للاستماع
  

على الرغم من أنه واحد من أشهر رجال الأعمال البريطانيين وأكثرهم إثارة للجدل، ما يزال اسم "فيليكس دينيس" مجهولا بشكل كبير في الأوساط العربية، وقد يعود السبب في ذلك إلى أن ثروته لم تصل إلى سقف المليار دولار، أو ربما لأنه هو نفسه لم يكن مُحبًّا للاستعراض والشهرة مثل غيره من الأثرياء، وكان يركّز في نهاية حياته على إلقاء الشعر وزراعة الأشجار.

رحل دينيس عن عالمنا في (يونيو/حزيران) من العام 2014، بعد صراع طويل مع سرطان الحنجرة الخبيث الذي تسبب فيه إفراطه الشديد في التدخين والكحوليات والمخدرات في مراحل عديدة من حياته المنفلتة التي استعرض العديد من مراحلها في كتابه (كيف تصبح ثريًا؟)(1) الذي صدر في العام 2006، واعتُبر من أشهر الكتب في تلك الفترة.

الكتابُ يعجّ بالمواقف الشخصية التي مرّ بها رجل الأعمال، مؤسس والمدير التنفيذي لمجلة "ذا ويك (The Week)" الثقافية الشهيرة التي تعتبر من أشهر المجلات البريطانية في مجال النشر والإعلام الشبابي. ويمكن القول إن الكثير من هذه التفاصيل -رغم كونها مُخجلة أحيانا ومؤلمة أحيانا أخرى- تُعتبر عصارة تجربته في الحياة؛ حيث يستعرض فيها تحوّله من شاب فقير ثائر الشَعِر يسعى لتكوين فرقة موسيقية محلية لا يجد مكانا يقضي فيه ليلته، إلى رجل أعمال جامح يحصد الملايين في يده اليمنى، ويضيّعها على الكحوليات والمخدرات والحياة غير الأخلاقية من يده اليسرى!

في هذا التقرير، نستعرض مقتطفات متنوّعة من كتابه هذا، إلى جانب كتاب آخر مُلحق به تم إصداره في العام 2011، بعنوان (88 خطوة لتحقيق النجاح وتصبح ثريًا)(2)، يذكر فيها مجموعة من النصائح المُباشرة لروّاد الأعمال -خصوصا المبتدئين في عالم ريادة الأعمال. هنا سوف نركز على النصائح الأساسية التي يجب أن يهتم بها رائد الأعمال قبل دخوله إلى هذا العالم.

الفرقة الناجية في هذا المجال
undefined

طريق ريادة الأعمال وتأسيس الشركات طريق مُوحش، وليس أبدا طريقا ذا بريق وأضواءٍ كما يظنه الكثير من الشباب المُقبلين عليه. الواقع مختلف تماما عما يتم تقديمه في المواقع وشاشات التلفزيون ومؤتمرات "الستارت أب"، حيث الكل منتعش وسعيد وذكي وأنيق، وحيث الكل يبدو أنه يقضي وقتا طيبا.

يرى دينيس أن هذا الطريق يمكن أن ينجح فيه أي شخص يتمتّع بصحة جيدة -تمكّنه من السهر وتحمّل الضغط- وبعض الذكاء. فقط الشرط الجوهري أن يكون مُلتزما تماما بهذه الرحلة. الالتزام هو حجر الأساس الذي يقوم عليه هرم النجاح في طريق ريادة الأعمال.

تحديد الهدف طوال الوقت سوف يساعدك، ولا بأس ببعض الفظاظة والغلظة من طرفك، وربما من الأفضل -بحسب تعبيره- أن تكون عديم الإحساس إلى حد ما. لديك قدرة كبيرة على تخطي كل مواطن الفشل التي ستمر بها، وتتجاوز كل كلمات السخرية التي قد تتعرّض لها، بل وربما حالات التجاهل التي تصل إلى حد الإهانة.

الثقة بالنفس مهمة لأي شخص يريد أن يتميز في طريق الريادة، وإن كان من الممكن اكتسابها أو تعزيزها أثناء الرحلة. ويبقى العِناد شرطا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه، فقط لو كان عنادا إيجابيا مبنيا على وقائع وحقائق وإشارات واضحة، وليس عنادا في نَطح الحائط بلا جدوى.

باختصار، إجابة سؤال: من يمكنه النجاة -والنجاح- في هذا الطريق؟ هو بحسب فيليكس دينيس:
ليس من يريد ذلك، أو ليس من يحتاج ذلك، أو ليس حتى من يستحق ذلك.. بل النجاح فقط لمن هو "مصمم" تماما على ذلك، مهما كلفه ذلك شخصيا وكلّف المحيطين به.

في طريق الآلام

البدايات ليست مُرهقة فقط، بل في هذا المجال -ريادة الأعمال- يمكن وصفها بأنها مؤلمة. بشكل عام يرى دينيس أن طريق ريادة الأعمال هو طريق مَليء بالفرص على جانبيه، وكل فرصة مُعلّقة على نبتة صبّار مليئة بالأشواك، كل فرصة ستحاول إمساكها ستجعلك تنزف، وكل فرصة نجحت في الإمساك بها أيضا ستجعلك تنزف، النزيف هو الأساس في هذا العالم الذي لا ينجح في سوى أصحاب الجلد السميك.

يقرر دينيس في مجموعة نقاط مركزة:
إذا لم تكن مستعدا لأن تفشل بشكل علني، وأحيانا بشكل كارثي. فلا تدخل هذا المجال.
إن كنتَ تهتم برأي أقاربك وجيرانك، ولا تحتمل فكرة أن تثير قلقهم في طريق سعيك للنجاح في ريادة الأعمال، فلا تدخل هذا الطريق.
إذا استمريت في العمل لحساب الآخرين لوقت طويل جدا، وشعرت بالراحة والأمان في الوظيفة النظامية، فلا تدخل هذا الطريق.
إذا لم تكن مستعدا لأن تعمل لساعات طويلة أكثر من أي شخص آخر تعرفه، فلا تدخل هذا الطريق.
إذا كانت ثقتك في نفسك صفرا، فلا تدخل هذا الطريق.
إذا لم يكن لديك القدرة على التعرّض أحيانا للإهانات أو الإذلال أو خطر الإفلاس أو المشاكل الطارئة، فلا تدخل هذا الطريق.
والأهم، إذا لم تتعامل مع سعيك للنجاح في هذا المجال باعتبار أنه لعبة مُسلّية تستدعي الالتزام بالقواعد للفوز بها. وفي الوقت نفسه تستدعي ألا تكون جادا جدا في التعامل مع كل خسارة أو فشل. فأيضا، لا تدخل هذا الطريق.

ابحث عن المنجم المناسب لفأسِك

undefined

العالم في عين رجل الأعمال البريطاني مَليء بالمال، وبعض هذا المال يحمل اسمك أنتَ تحديدًا، كل ما عليك فِعله هو أن تبحث في المنجم الصحيح وتستخرجه، والبحث في المنجم الصحيح الذي يوجد فيه المال، هو أهم -وربما أصعب- مرحلةٍ يمرّ بها رائد الأعمال.

بعض الصناعات تحتاج إلى استثمارات ضخمة لدخولها، والبعض الآخر يمكن البدء فيه من مرآب صغير قديم، بعض الصناعات تشهد نموا هائلا في فترة من الفترات، بينما تشهد صناعات أخرى -ذات أهمية كبيرة أيضا- تراجعا. السؤال الجوهري هنا: هل عليك أن تختار العمل فقط في الصناعات الجذّابة التي تشهد نموا، وتتجاهل المجالات الأخرى؟

من أهم الأولويات التي يجب أن يضعها رائد الأعمال في حسبانه أن يتجاهل التركيز على الجاذبية والفتنة والأضواء، إذا كان يسعى بالفعل لإطلاق شركة تدرّ عليه أرباحا كبيرة. الكثير من روّاد الأعمال ينطلقون في طريق "التريند" (Trend) دون وعي منهم أن هذا الطريق يحمل أضواءً مزيّفة بالنسبة لبعضهم. ليس كل مجال عليه إجماع من الجميع أنه مجال ناجح، يعني أن كل رائد أعمال لديه القدرة بأن يحصد المال من ورائه.

كمثال: جمهور من ريادة الأعمال لديه استعداد مثلا بأن يفتتح شركة متطوّرة في مجال البيانات، لأن الاتجاه الحالي في طريق هذه الصناعة. هذا صحيح وطبيعي، ولكن هل هذا الاتجاه مناسب للكل؟.. الكل يريد أن يحفر في هذا المجال لينال الشهرة والمال والأضواء، بينما يتناسون -بفعِل البريق الأضواء- أن فرص النجاح وإدرار الأرباح بالنسبة لبعضهم قد تكون أكبر بعدة أضعاف، إذا توجّهوا لافتتاح شركة عادية صغيرة لإعادة تدوير النفايات البيئية مثلا.

الخلاصة: ليس من الضرورة أن تحصل على الذهب من المجال نفسه الذي يتحرّك فيه الجميع، وينادي إليه الجميع، ويسعى إليه الجميع. قد يأتيك الذهب من مجال تقليدي مُمل لا يفكّر فيه أحد، فقط لأنك تستطيع أن تنجح فيه، ولأن السوق يطلبه بلا ضجيج.

وفّر غطرستك.. لن تفعلها بمفردك

لا يمكنك أن تؤسس شركة ناشئة ناجحة بمجهود فردي، مهما بلغ حماسك وثقتك بنفسك وإمكانياتك، فأنت في حاجة إلى فريق عمل. البشر جنس تعاوني، أي إنجاز يمكن تحقيقه لا يتم إلا بتعاون الأيدي والعقول والآراء، حتى "الجدل" نفسه في النهاية يصب في أوقات عديدة لمصلحة الجماعة ككل.

طالما قررتَ الدخول في عالم ريادة الأعمال، فالتركيز كله يجب أن يكون على بناء الفريق وليس العمل الفردي، إذا كنتَ تكره العمل الجماعي ولا تعترف به، فالمؤكد أنك تضيع وقتك في هذا المجال

إذا كنتَ تريدُ أو تسعى لصلاحيات مُطلقة، فبمجرّد أن يقاطعك الآخرون أصبحت بلا أي قيمة، إذا رفض الجميع لقاءك أو التعاون معك أو تلقى تعليماتك أو بيع أي شيء أو شراء أي شيء، فأنت في النهاية خاسر دون أي فرص للنجاح. النجاح الوحيد في عالم ريادة الأعمال هو أن تركّز على فكرة التعاون في كل التفاصيل، احتفظ بغرورك لنفسك أو عنجهيّتك لحياتك الشخصية، ولكن هذه الصفتين لا وجود لهما في عالم الأعمال.

حتى أكثر الشخصيات الشريرة في الأفلام يحتاج إلى من يساعده، العبقري الشرير يحتاج إلى من يحرس خزائن المال، ويحتاج إلى من يقوم بعمل صيانة لجهاز الحاسوب الخاص به، ويحتاج إلى من يخترع له الإنترنت، ويحتاج إلى من يساعده في حل قضية برمجيّة ما، ويحتاج إلى خبراء ومحاسبين وقانونيين.

طالما قررتَ الدخول في عالم ريادة الأعمال، فالتركيز كله يجب أن يكون على بناء الفريق وليس العمل الفردي، إذا كنتَ تكره العمل الجماعي ولا تعترف به، ومنطقك في الحياة هو: لا أريكم إلا ما أرى؛ فالمؤكد أنك تضيع وقتك في هذا المجال.

اِسبح مع الأسماك

مشكلة كل رائد أعمال شاب أنه يفترض أنه لن ينجح إلا عندما يمتلك المعرفة الكاملة التي سوف تجعله يحقق هذا النجاح. طبعا هذا الافتراض صحيح تماما، ولكن غير الصحيح هو أن يكون رائد الأعمال متخصص بشكل كامل في كافة تفاصيل المشروع الذي يبدأه.

undefined

فيلكس دينيس كان يفترش الشوارع فترة طويلة من حياته يعاني فقرا مُدقعا، وكان حلم حياته أن يكوّن فرقة موسيقية مماثلة للخنافس، شاب طويل الشعر مبعثر الثياب يقضي معظم وقته في الشارع، لا يملك حتى إيجار منزله. في النهاية، أصبح دينيس أهم ناشر في المملكة المتحدة، ومالك صحيفة "الأسبوع" (The Week) ذائعة الصيت حول العالم. هل كان دينيس يعمل كناشر طوال حياته، أو تدرّب حتى في هذا المجال؟

الإجابة: لا، فقط كل ما فَعله هو السباحة مع الأسماك، وجد في إحدى مراحل حياته أن مجال النشر -رغم أنه ليس حتى قارِئا مُخضرما- يدرّ أرباحا عديدة، فقرر أن يقضي فترة تدريبية غير مدفوعة الأجر لتعلم كل شيء في مجال النشر، تسويق المطبوعات، طريقة التحرير، ومتطلبات النشر. كان يقدم خدمات مجّانية لدُور نشر صغيرة في العمل لديها، مقابل أن يتعلّم تعليما عمليا مباشرا من أصحاب هذه المهنة مباشرة.

هذا ما يَنصح به دينيس روّاد الأعمال بشدّة، إذا كنتُ ترغب في بدء عمل خاص، لا يعني بالضرورة أن تكون خبيرا فيه من مجالك الدراسي أو المهني، فقط تعلّم كل تفاصيله بأن تلقي نفسك في البحر وتتعلّم السباحة مع الأسماك بشكل مباشر.

في البدايات.. المِلكية هي الشيء الوحيد

"الملكيّة ليست أهم شيء في عملية كسب المال.. الملكية هي الشيء الوحيد لكسب المال أصلا"
(فيليكس دينيس)

في كل كتبه تقريبا،لا يوجد شيء يشدد عليه دينيس أكثر من "المِلكية". لكي تجلب لك شركتك الثراء، لابد أن تكون مَالكا لها، يجب أن تحارب بكل ذرة في كيانك للحصول على أكبر حصة من الشركة بلا تنازلات، خصوصا في مراحل إطلاق الشركة الأولى.

يقول دينيس في كتابه:
"كل نسبة مئوية من أي شيء تملكه له أهمية قصوى إذا أردت أن تؤسس شركة ناجحة تدرّ عليك الثراء، وكل 1 % من ملكية الشركة تستحق القتال من أجلها، بل وتستحق أنْ ترفع دعاوى قضائية من أجلها، وتستحق أن تصرخ وتضرب الطاولة من أجلها، وتستحق أن تترجى وأن تتذلل من أجلها، وتستحق أن تكذب وتغش من أجلها، وتستحق أيضا أن تتفاوض من أجلها.

تحت أي ظرف، طالما لديك القدرة على الاحتفاظ بملكية الشركة كاملة لك، فلا تسلّم أي حصّة أو سهم مما كسبته أو أسسته إذا استطعت إلى ذلك سبيلا، لا تتخلَ عن حصة واحدة مهما كان السبب، فقط الحالة الوحيدة للتخلي عن أسهم الشركة وملكيّتها هو عندما تقرر بيعها، أو عندما تتأكد أن التخلي عن الأسهم للشركاء هو في مصلحتك المالية ومصلحة الشركة نفسها".

القتال حتى آخر رمق على كل سهم ملكيّة من الشركة التي تؤسسها وتملكها، هذا هو "السر" للمسألة برمّتها وهذا هو السر الذي جعل كبار مليارديرات العالم يصلون إلى ما وصلوا إليه اليوم

في هذا السياق، يحكي دينيس عن إحدى المواقف العصيبة التي مرّ بها عندما انهارت إحدى شركاته بشكل مخيف أثّر على كافة أنشطتها تقريبا. في تلك الفترة، تقدم 4 من كبار مساعديه الذين يديرون الشركة إليه بطلب أن يتنازل لهم عن مجموعة من الأسهم، مقابل أن تتكاتف جهودهم جميعا لإعادة بنائها وإخراجها من عثرتها الخطيرة التي وقعت فيها الشركة.

على الرغم أن العرض كان عادلا، بل ويعتبر مزية مهمة لدينيس، باعتبار أن التخلي عن جزء من ملكية الشركة لمُوظفيه الأربعة يعني كسْب ولائهم الدائم وإصرارهم على تطوير الشركة وإقَالتها من عثرتها، إلا أنه تصرّف تصرفا مغايرا تماما لما توقّعوه. قام بطردهم من الاجتماع فورا، ورفض التخلي عن أي سهم من شركته، وصمم هو على عدم بقائهم في الشركة، وقرر أن يستعين بمساعدين غيرهم، وأن يقوم بنفسه بإنجاز الأعمال التي كان مساعدوه يقومون بها!

القتال حتى آخر رمق على كل سهم ملكيّة من الشركة التي تؤسسها وتملكها، هذا هو "السر" للمسألة برمّتها كما يصفها هو، وهذا هو السر الذي جعل كبار مليارديرات العالم يصلون إلى ما وصلوا إليه اليوم بالفعل.

لا بقرات مقدّسة في عالم ريادة الأعمال

من أخطر الأمور التي قد يقع فيها رائد الأعمال هو أن يختلط عليه مفهوم الملكيّة، فيبدأ في التعامل مع شركته الناشئة باعتبارها طفله المدلل. هذا لا بأس به -بحسب دينيس- في مراحل انطلاق الشركة الأولى، حيث من الضروري أن ينغمس رائد الأعمال في كل تفاصيل شركته ويشمل شغفه بكل ركن من أركانها، ولكنه حتما في مراحل لاحقة قد يؤدي إلى تفويت الكثير من الفرص.

الشركة التي تؤسسها هي عمل يدرّ لك ربحا رغم كل شيء، في مرحلة لاحقة، عندما تنمو شركتك وتحقق إنجازات كبيرة، عندما يصلك عرض استحواذ لشرائها، لا ترفضه مباشرة. اِقرأه بعناية، وإذا وجدُته مناسبا لحاضر الشركة ومستقبلها، ويغطّي تطلّعاتك بقيمتها، فقط قم ببيعها بمنتهى البساطة.

تذكّر أن شركتك في النهاية مجرّد بقرة -حتى لو كنت تحبّها حد التقديس، إذا لم تُذبح يوم من الأيام ويؤكل لحمها، فسوف تشيخ وتموت يوما ما، وأن دورك هو تسمينها وتكبيرها لتصل إلى أعلى درجة في منحنى التميز والنجاح، ومن ثمّ تحويل هذه الإنجازات إلى مال مُسال يدخل في رصيدك الشخصي.

لا بقرات مقدّسة في عالم المال، إذا شعرت أن شركتك التي أسستها قد بلغت أكبر قدر ممكن من النجاح الذي يُمكن أنت أن تشهده من خلالها، وقررت أن تبيعها، قم بذلك بلا تأنيب ضمير. لا تكن عنيدا ولا تكن عاطفيا. سعيك للحصول على ملكية كل سهم من الشركة أصلا هدفه مصلحتك الشخصية في النهاية، وليس اعتبارات عاطفية.

باختصار، علاقتك بشركتك التي تؤسسها هي علاقة منفعة وليست علاقة حب مقدّس. ما يصب في منفعتك -من كافة الزوايا- قم بعمله بعد دراسته جيدا، ولا تجعل قرارك النهائي مبني على انجذابك لشركتك أو عدم قدرتك على التفريط في ماضٍ طويل من الذكريات السعيدة، ريادة الأعمال هي ريادة الأعمال رغم كل شيء!

أخيرا، ربما الأهمية الكبرى لهذه النصائح هي أنها تأتي من رجل أعمال بحجم دينيس، أكبر ناشر في بريطانيا في التسعينات والعقد الأول من الألفية، وواحد من أكثر رجال الأعمال نجاحا. بمعنى آخر، ليس تنظيرا في الهواء أو نصائح لا قيمة لها. ولحسن الحظ أنه شاعر على قدر كبير من الثقافة؛ جعلته قادرا على إنتاج الكتب بنفسه وبقلمه وبمنتهى التجريد دون الحاجة إلى تجميل الحقائق أو تقديم نفسه بصورة الشخصية المثالية.

المصدر : الجزيرة