شعار قسم ميدان

قبل أن تطلق شركتك.. شاهد هذه المحاضرات

midan - company
مشاهدة مباراة كـرة القدم شيء، وممارستها شيء آخر تماما. نفس الأمر ينطبق على عالم الأعمال؛ فالقراءة عن تأسيس الشركات الناشئة وقصص روّاد الأعمال تختلف تماما عن البدء الفعلي في تأسيس شركة ناشئة.
 

واحدة من أشهر الصدمات التي يمرّ بها مؤسسو الشركات، هي صدمة الانتقال من حالة التنظير إلى حالة التطبيق، عندما تختفي بوابة الفانتازيا التي تفصل بين عشرات الكتب التي قرأها عن "التمويل" -مثلا- ليصطدم بالواقع الذي يفرض أدوات مختلفة تماما، أو -على أقل تقدير- طرق أكثر واقعية مما جاء في كتاب مثالي أنيق الطبعة.

 

على مسرح تيد، ألقيت مجمـوعة من أهم المحاضـرات التي تخاطب مؤسسي الشركات بشكل أساسي، سواء في مراحلها المبكـرة أو الوسطى أو حتى مراحل التطوير. محاضرات ألقاها متخصصون وفاعلون في حركة تأسيس الشركات، ليعرضوا من خلالها مبادئ وآليات واقعية مبنية على دراسات وتجارب عايشوها من واقع خبراتهم وأبعد ما تكون عن التنظير المثالي. من الضـروري أن يشاهد هذه المحاضرات أصحاب الشركات الناشئة، أو كل من هم على وشك الإقدام على افتتاح شركة قريبا.

 

كيــف تنتـزع تمويل شركتك من المستثمرين؟

 

لا توجد مرحلة في تاريخ الشركة -أي شركة- أكثر صعوبة من مرحلة التمويل الخارجي لها، والتي تتطلب سعيا محموما من صاحب الشركة لعرض فكـرة مشروعه أمام المستثمـرين لإقنـاعهم بضخ استثمـار برأس مال مخاطر كاف لانطلاق شركته واستثمـارها في المراحل الحرجة.

 

اعتلى ديفيد روز مسرح تيد ليلقي واحدة من أهم المحاضـرات التي تهم رواد الأعمال وأصحاب الشركات، حيث يحكي تجاربه الناجحة في معظمها في تلقي تمويلات كبيرة من المستثمـرين. استطـاع المحاضر أن يحصل على تمويلات بعشرات الملايين التي دعمت موقف شركاته وساعدته في إنشـاء أعمال ناجحة وعصرية. ثم تحوّل لاحقا إلى الجهة الأخرى، فأصبح هو نفسه مموّلا في المشروعات الريادية المخاطرة بملايين الدولارات.

 

في هذه المحاضرة الشهيرة من تيد التي مر عليها الآن أكثر من 10 سنوات، يشرح ديفيد روز 10 أسرار تمكّن رائد الأعمال من إقنـاع المستثمـر بضخ المال في شركته. كل ما تحتاجه هو عرض باور بوينت، وترتيب الأفكـار بشكل سريع وذكي يمكّنك من استعراض كافة الأفكار فقط خلال 10 دقائق. عشر دقائق تجيد تقديم نفسك وعرض شركتك، ستكون نتيجتها الحصول على تمويل جيد لشركتك.

 

المحاضرة حققت أكثر من مليون مشاهدة على منصة تيد الرسمية، وتعتبر من قائمة المحاضرات الأساسية التي يجب أن يشاهدها كل مهتم بالأعمال عموما، وكل مسؤول عن بناء وإدارة شركة خصوصا.

  

السبب الوحيد والأساسي لنجـاح الشركات الناشئــة

 

"أعتقد أن حركة تأسيس الشركات الناشئة، هي من أعظم الأساليب لجعل العالم مكانا أفضل. لو قمت بجمع بعض الشباب المتحمسين ومنحتهم حوافز عادلة وقمت بتنظيمهم في شركة ناشئة، ستطلق طاقات بشرية كامنة بشكل لم يكن ممكنا أبدا من قبل.. يمكنك دفعهم للوصول إلى نتائج مذهلة".

 

بهذه المقدمة يستهل بيل غروس محاضـرته الشهيرة على مسرح تيد التي تعتبر من أكثر المحاضـرات شيوعا بين مؤسسي الشركات الناشئة ومدرائها، حيث وصل عدد مشاهداتها إلى أكثر من أربعة ملايين ونصف منذ لحظة إلقائها في العام 2015 حتى لحظة كتابة هذا التقرير. المحاضـرة تخوض في عمق البعد الأساسي الذي يضمن نجــاح شركة ريادية ما، وفشل شركة أخرى. لا كثير من الشروحات أو العناصـر، هو فقط يركّز على "العنصر الأساسي" الذي يجعل هذه الشركة -في أي مجال- ناجحـة أو فاشلة.

 

بيل غروس له تاريخ طويل في تأسيس الشركات الناشئة في مجالات مختلفة، كما أنه مسؤول أيضا عن شركات داعمة وحاضنة للشركات الناشئة. بناء على هذا المشوار الريادي، قام غروس بجمع البيانات من مئات الشركات الناشئة للوصول إلى العوامل المفتاحية التي تقود إلى نجاح الشركات أو فشلها، ثم بدأ في اختزالها بشكل علمي منهجي للتركيز على عنصـر واحد فقط يجب أن يركز عليه الرواد أثناء تأسيس شركاتهم. وبالفعل، استطاع الوصول إلى هذا العنصـر الذي أقام عليه محاضـرته ذات الدقائق الست التي قد توفـر ست سنوات من الخبرات للكثير من مؤسسي الشركات الناشئة، خصوصا المبتدئين تماما في هذا المجال.

  

السببـان الأساسيــان لفشــل الشركــات الناشئة !

 

إذا كانت المحاضـرة السابقة تستعرض السبب الرئيس والوحيد في نجـاح الشركات الناشئة في أي مجال، ففي هذه المحاضـرة التي يلقيها "كنوت هانيـاس" يستعرض فيها الجهـة المقابلة تماما: الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى فشل الشركات الناشئة. هذه الأسباب قام أيضا المحاضـر باختزالها من عشرات الأسباب إلى سببين أساسيين فقـط يضمـان بداخلهما كافة التفاصيل التي تقود إلى تهاوي الشركات.
هنـاك سببان لفشل الشركات: تقوم بنفس الشيء مرارا وتكرارا، أو تقوم بالشيء الجديد فقط. هذا هو!

 

هذه العبارة التي بدأ بها المتحدث محاضـرته تحمل تلخيصا كاملا لأسباب فشل الشركات من وجهة نظره. بالطبع وجهة نظـره تلك يجب أخذها في الاعتبار لأنه محلل اقتصادي عالمي بارز، ولديه كتب ومؤلفات ومحاضـرات ترصد حركة الشركات الناشئة عالميا وتحلل أسباب نجاحها وفشلها. في المحاضـرة، يشرح المتحدث بالتفصيل ما يقصده بهذه الجملة المختصـرة ضاربا العديد من الأمثلة لشركـات كانت ناجحة ثم تحوّل طريقها إلى الفشل بعد استدارة بزاوية 180 درجة. كانت الأمور تبدو دائما على ما يُرام، ولكن الإجراءات التي اتخذتها هذه الشركات -أو لم تتخذها- أدّت بها إلى التراجع من مقدمة السباق إلى مؤخرته.

  

المحاضـرة ألقيت في منتصف عام 2015، وحققت نسبة مشاهدات كبيرة تجاوزت المليون ونصف مشاهدة، وتعتبر من أبرز المحاضـرات المصنّفة تحت تصنيف الأعمال في منصة تيد الرسمية، مدتها 10 دقائق وعامرة بالتفاصيل التي لخّصها المتحدث بشكل مركز يوضح الفكرة تماما بدون استطرادات مُسهبة.

  

كيف تدير شركة بدون الحاجة إلى قواعد.. تقريبا!

 

الإدارة أشكال وألوان، ما بين قبضة حديدية تفرضها إدارة عليا على الموظفين بداعي فرض الانضباط، وبين إدارة تتسم بالمرونة تمنح الموظفين في الشركة فسحة من الوقت والهوايات وقدرا من التسامح. هناك أيضا نمط ثالث من الإدارة؛ حيث الإدارة الجمـاعية هي الأساس، فتتحول الشركة إلى تجمّع يُدار تقريبا بلا قواعد، باستثاء بعض القوانين العليا الأساسية التي لا يمكن المساس بها. ومع تصور أن هذا النوع الأخير قد يتحول إلى فوضى، في الواقع قد يتحول أيضا -إذا حسن تطبيقه- إلى شركة إبداعيــة.

 

ريكاردو سيملر، المدير التنفيذي لإحدى الشركات يقدم واحدة من أكثر محاضـرات تيد إثارة للجدل والدهشة، ما يمكن تسميته "ديمقراطية الشركات". يقرر ريكاردو أن الحيـاة وضعتنا جميعا بين المطرقة والسندان، مطرقة الالتزام الحاسم بالعمـل حتى يتسنّى للجميع الحصول على أجره، وسندان ضيـاع الحيـاة ذاتها في مقابل الاستمرارية في العمل. لا يبدو أن هناك حلولا سحرية توفّق بين الاثنين، فالمجتهد في عمله تضيع عليه الكثير من الأمور العظيمة والمبهجة التي كان من الممكن أن يمارسها في حياته، والمقصّر في عمله تضيق عليه الحيـاة بسبب نقص الموارد.

  

هنا يخرج السؤال: لماذا لا يمكن تطبيق نظـام عمل جديد يسمح للموظف والعامل أن يمارس وظيفته بنفس الكفاءة والإنتاجية، ولكن بحرية أكبر ومرونة هائلة، وفي نفس الوقت يمكنه الاستمتاع بحياته؟ نظـام لا يوجد فيه مدير ينغّص حياة الموظفين، أو تحذيرات من الإدارة العليا، أو تهديد بالفصـل أو الاستبعاد بعد التغيب أكثر من مرة. هل هذا ممكن؟

 

المحاضرة ألقيت عام 2014، وتعتبر من أكثر المحاضـرات الممتعة والمثيرة للجدل في نفس الوقت، خصوصا مع إمكانية توسيع مجال تطبيقها لتشمل الشركة والمدرسة وكل جوانب الحياة التي اعتدنا أن تشهد التزاما إجباريا ما.

  

كيف تؤسس مشروعا تجاريا يدوم لـ 100 عام؟!

 

للوهلة الأولى قد يبدو عنـوان المحاضرة مبالغا فيه لدواعي الإثارة والجذب، ولكن -وفقا للتجارب التاريخية- هو بالفعل ليس مبالغا إلى هذه الدرجة. نحن الآن نعيش في عصـر يمتلئ بأسماء الشركات العمـلاقة التي تؤثر في كل تفاصيل حياتنا، وتبلغ أعمـارها بالفعل مائة عام أو يزيد. صحيح أن أعداد هذه الشركات محدودة، إلا أن وجودها حتى الآن في الساحة العالمية لا يعني سوى أمر واحد: القدرة على الاستمرار بتوالي الأجيال.

 

محاضـرة مارتن ريفز التي ألقاها على مسرح تيد تؤصل لمجموعة من المفاهيم شديدة الأهمية لكل صاحب شركة، وهو أنه يستطيع بتطبيق بعض الأفكـار والأساليب التي تنعكس على إستراتيجية الشركة بعيدة المدى أن ينجو بشركته من كافة تقلبات الأسواق، ويجعلها ترسو على بر الأمان والاستقرار لفترات طويلة. بالتأكيد ستكون هناك أخطاء وأزمات ولحظات حرجة، ولكن لحسن الحظ أن الأعمال عموما تخضع لمعايير ثابتة، إذا تم تطبيقها بشكل صحيح فالنتيجة غالبا تكون ثابتة. القصة كلها تدور بين التخطيط والتطبيق والاستمرارية والمرونة مع السوق.

 

المحاضرة ألقيت عام 2016 في العاصمة الفرنسية باريس، وحققت مستوى مرتفعا من المشاهدات، قارب المليوني مشاهدة على المنصة الرسمية، وتعتبر من أشهر المحاضرات المتعمقة إلى حد ما -مدتها حوالي ربع ساعة- التي تطـرح فكــرة الاستمرارية والمرونة والتأقلم في عالم الأعمال، استنـادا على مثال تأسيسي عجيب نوعا بدأ به المحاضـر في أول حديثه: الجهاز المناعي للإنسـان.

  

شركـة مبتكـرة.. هي حتما شركة متنوّعة

 

محاضـرة حديثة نسبيا ألقيت في أكتوبر/تشرين الأول 2017، تسلط فيها الاستشارية روسيو رولينزو الضوء على مفهـوم "التنوع" داخل الشركات، متخذة من نموذج عمل المرأة في فرق العمل قوة دافعة إلى تسريع الابتكـار في بيئات الأعمال. كان اختيار هذا النموذج كمثـال مهم على أن بعض الشركـات التي تضع شروطا إقصائية لتوظيف النساء أو العرقيات أو الأجناس أو حتى التوجهات السياسية المختلفة -في حالة الإعلام- تقود نفسها في النهايـة إلى المزيد من التضييق، وبالتالي نسبة أقل في الابتكـار وإثبات الذات في الأسواق.

 

على مدار المحاضرة التي لاقت صدى جيدا وصل بعدد مشاهداتها إلى سقف المليون تقريبا، تستعرض المتحدثة نتائج استطـلاعها وفريقها البحثي الذي شمل 171 شركة في مجالات مختلفة، خرجت منها جميعا بنتيجة أساسية مفادها أن التنوع من أكثر العناصر الملازمة لحركة الإبداع والابتكار في الشركات، إن لم يكن هو العنصر الأساسي.

 

خلال المحاضرة تتعمق لورينز في شرح تفاصيل بيانات الدراسة وتوضيح الآليات الصحيحة التي يمكن للشركات من خلالها التعامل مع التنوع والاختلاف بين موظفيها، باعتباره ميزة تنافسيـة تساعد في ضخ أفكـار أفضل وأكثر ابتكارا، وتوضح -من ناحية أخرى- أن محاصــرة التنوّع هي في النهاية خنق للإبداع على المدى البعيد.

 

في النهاية، من يده في الماء ليس كمن يده في الزيت. تأسيس شركة من الصفر ورعايتها حتى تصل إلى مرحلة النضج، هو أمر يشبه تماما عملية العناية بمولود صغير حتى يصبح شابا ناضجا. كل مرحلة من مراحلها لها خصوصياتها ومشاكلها وأزماتها، وكل مرحلة لها خبـراتها -أيضا- النابعة أساسا من أخطائها. ومع ذلك، كلمـا كانت تلك الأخطاء أقل كارثية، كلمـا كانت فرصة نجاح الشركة في النمو وتجاوز الأخطار في مراحلها المختلفة أكبر.