شعار قسم ميدان

تعرف على "نشأة الكون" عبر هذه الوثائقيات

midan - 187-2-main

فضاء فسيح، ومئات المليارات من المجرات التي تحوي في أرحامها مئات المليارات من النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك. الأفلام والسلاسل الوثائقية تُعد مصدرا مهما في استكشاف الكون وإظهار عظمته، لذا سوف نتناول خلال هذا التقرير مجموعة فريدة من السلاسل الوثائقية التي تُعتبر بمنزلة دليل استرشادي للكون بدءا من الانفجار الكبير وليس انتهاء بتكوّن المجرات وظهور النجوم والكواكب والأقمار.

  

كيف يعمل الكون؟

تُعد هذه السلسلة الوثائقية الفريدة "كيف يعمل الكون" (How the Universe Works) بمنزلة دليل تمهيدي مبسط لأي شخص يتطلّع بنظره إلى السماء الليلية ويتساءل من أين أتى كل ذلك؟ وكيف تتلاءم المجرات والكواكب والنجوم والأقمار والكويكبات معا في انسجام تام دون تعارض. إذ تحاول السلسلة خلال 6 مواسم بإجمالي 52 حلقة ملهمة استكشاف الكون ونشأته عن قرب بداية من الانفجار الكبير وليس انتهاء بالزمكان، ذلك الهيكل السري الذي يتحكم في الكون والوقت والضوء والطاقة.

   

      

تبدأ أولى حلقات السلسلة بلغز الانفجار الكبير ومناقشة النظريات المختلفة التي حاولت جاهدة تفسير كيفية خروج الكون إلى الوجود من اللا شيء، وكيف نما من نقطة ضئيلة أصغر من الجسيم الذري إلى هذا الكون الواسع الذي نراه اليوم. تتوالى الحلقات تدريجيا متطرقة إلى الثقوب السوداء، الظاهرة الأكثر غموضا في السماوات والقوى الأكثر تدميرا في الكون، والمجرات التي تُعد بمنزلة موطن للنجوم والكواكب. واستكشاف النجوم ونشأتها وانفجارات السوبر نوفا، والكواكب ونموّها.

  

تستكمل السلسلة حلقاتها متطرقة إلى الأسرار الكونية العظيمة عبر استكشاف أنظمة الطاقة الشمسية والتاريخ المظلم للنظام الشمسي، والتعرف على الأقمار التي تُعتبر موطنا للظواهر الطبيعية المذهلة، والبراكين والعواصف العنيفة المدمرة وكيفية مساهمتها في خلق فرص جديدة للحياة. واستكشاف المذنبات والمدارات المتطرفة التي تُعتبر بمنزلة قوة خلاقة في بناء نسيج الكون، والكويكبات التي شكلّت ماضينا وتحمل المفتاح لكيفية نشأة الحياة في الكون.

    

     

إضافة إلى استكشاف غموض كوكبي أورانوس ونبتون الموجودين على حافة نظامنا الشمسي، مع التطرق إلى التاريخ السري لأصل الثقوب السوداء والقمر، والتاريخ السري لكوكب بلوتو والكواكب القزمة، تلك العوالم الغريبة الموجودة في نظامنا الشمسي. فضلا عن مناقشة كيفية موت مجرة درب التبانة وأسرار الكويكبات والأقمار الفضائية الغريبة وغيرها من الموضوعات المهمة.

 

بدأ عرض السلسلة للمرة الأولى على قناة ديسكفري في 25 أبريل/نيسان عام 2010 بينما انتهى عرض الحلقة الأخيرة من الموسم السادس في 13 مارس/آذار الماضي. يقص السلسلة كل من مايك رو وإريك تود ديلومز، ويخرجها عدد كبير من المخرجين مثل مارك بريدج وبيتر شين ولورن تاونند وكيت دارت وغيرهم. حصلت السلسلة على إجمالي تقييم 9 على موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDb) وإجمالي تقييم 7.9 على موقع "تي في دوت كوم" (TV.com). 1، 2، 3

  

 

الكون: ملحمة في الفضاء والزمن

في عام 1980، قدّم عالم الفلك كارل ساجان سلسلة وثائقية غاية في التميز تحمل اسم "الكون: رحلة شخصية" (Cosmos: A Personal Voyage) عُرضت على محطة خدمة الإذاعة العامة الأميركية، وكانت عبارة عن جولة تعريفية جذابة للعناصر المختلفة للكون والنظريات الكونية. تلك السلسلة كانت بمنزلة حجر الأساس للوثائقيات العلمية من هذا النوع، كما كانت هي الملهم الأول لسلسلة "الكون: ملحمة في الفضاء والزمن" (Cosmos: A Spacetime Odyssey) التي نتحدث عنها هنا.

  

طوّرت هذه السلسلة لإعادة أساسيات العلوم إلى شبكة التلفزيون في ذروة المسلسلات التلفزيونية العلمية الأخرى، فتُقدَّم السلسلة بواسطة عالم الفيزياء الفلكية نيل دي غراس تايسون الذي يعتبر كارل ساجان مصدر إلهامه منذ أن كان طالبا في المدرسة الثانوية. تسير هذه السلسلة على نمط السلسلة السابقة نفسه، إذ تحتوي على عدد الحلقات نفسه الذي يبلغ نحو 13 حلقة تتبع في مجملها النهج وشكل رواية القصص نفسه الذي تميزت به السلسلة الأصلية.

  

يحاول نيل تايسون خلال حلقات هذه السلسلة الوقوف على اكتشافاتنا لقوانين الطبيعة وتحديد موقعنا في الكون وإحداثيات المكان والزمان، فيقدم المفاهيم العلمية بطريقة مبسطة للغاية سهلة الفهم والاستيعاب. تبدأ أولى حلقات السلسلة بمغامرة استكشافية مميزة حول عنواننا المكاني وموقعنا في مجرة درب التبانة، ثم تتطّرق الحلقات رويدا رويدا إلى استكشاف خواص الجزيئات، والعلاقة بين الكائنات الحية والتطور المحتمل للحياة في الكون.

    

   

يتطرق تايسون إلى الثقوب السوداء، وإلى دراسة سلوك الضوء وعلاقته بالرؤية وفقا للعالم ابن الهيثم، ثم يستكشف تأثيره على الوقت والجاذبية. ويستكشف العوالم المفقودة على كوكب الأرض ويتطرق إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ على الأرض وما يعنيه للمستقبل، ثم يناقش تهديدات الحضارة على النظام البيئي للأرض ويقترح مستقبلا أكثر إشراقا عبر التعلم من العلوم، ويُنهي السلسلة بإلقاء الضوء على انفجارات السوبر نوفا والنجوم النيوترونية والمادة المظلمة في الكون.  

  

عُرضت السلسلة للمرة الأولى في 9 مارس/آذار عام 2014 عبر عشرات المحطات التلفزيونية التي كان أشهرها شبكة ناشيونال جيوغرافيك وشبكة فوكس التلفزيونية، ومن المتوقّع أن يُعرض موسم آخر خلال العام القادم 2019. السلسلة من إخراج براننون براغا وآن درويان وبيل بوب وكيفن دارت. حصلت السلسلة على 22 ترشيحا للعديد من الجوائز الفنية، وحازت على أكثر من 16 جائزة من بينها 4 جوائز إيمي، فضلا عن الكثير من الجوائز التعليمية الأخرى.

  

حصلت السلسلة على استقبال نقدي مميز، وحققت إجمالي تقييم 9.3 على موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDb) كما احتلت المركز السابع بين المسلسلات الأكثر تقييما على الموقع. وحصلت على تقييم 9.1 على موقع "تي في دوت كوم" (TV.com)، وإجمالي تقييم 8.5 على موقع "Watch Documentaries". 4، 5، 6

   

الكون

تُعد سلسلة "الكون" (The Universe) الوثائقية بمنزلة برنامج تعليمي مكثف ومتكامل يهدف إلى استكشاف الكون من خلال طرح العديد من الأسئلة حول الكثير من الموضوعات العلمية المتعلقة بالكون بداية من الانفجار الكبير والشمس والنظام الشمسي والكواكب والنجوم والأجسام الفلكية وليس انتهاء بالثقوب السوداء والمجرات الأخرى والفيزياء الفلكية وعلم الأحياء المائية وغيرها.

  

تتناول السلسلة تقديما مبسطا لكل شيء عن الكون، فتبدأ أولى حلقاتها باكتشاف أسرار الشمس، وزيارة كوكب المريخ الأكثر شبها بالأرض ومناقشة ماهية الحياة على هذا الكوكب وأشكال الحياة التي كان من الممكن أن تتطور عليه. تتوالى الحلقات في سرد تهديدات الفضاء الخارجي التي تؤثر على كوكبنا مثل المذنبات والكويكبات، واستكشاف القمر والكواكب الداخلية والمجرات الفضائية الغريبة، ومراحل نشأة النجوم وموتها، والثقوب السوداء والأماكن الأخرى الأكثر خطرا في الكون.

   

   

تستمر السلسلة في استكشاف الكواكب الغريبة والثقوب الكونية وأسرار القمر ومجرة درب التبانة، وعلم الأحياء الفلكي والجاذبية وكيفية السفر إلى الفضاء. وتحاول فهم الجوانب المتطرفة المذهلة من عالمنا مثل الحجم والمسافة والسرعة وعلاقتهم بحياتنا على الأرض. مع التطرق إلى دراسة الأشكال الغريبة للكون واحتمالية وجود عوالم أخرى حولنا، وإلقاء الضوء على تفسيرات الشعوب القديمة للظواهر السماوية باعتبارها ظواهر سيئة، ومناقشة إمكانية تتبع الظواهر الفلكية للتنبؤ بالمستقبل، وغيرها من الموضوعات الشيقة المليئة بالأسرار والجوانب الخفية.

 

بدأ عرض السلسلة للمرة الأولى في 29 مايو/أيار عام 2007 ولمدة 8 مواسم متتالية بإجمالي 89 حلقة تتراوح مدة كل منها بين 45 و91 دقيقة، في حين عُرضت الحلقة الأخيرة من السلسلة في 23 مايو/أيار عام 2015. تعتمد السلسلة في سردها بشكل رئيسي على الصور والرسومات الحاسوبية للأجسام الفلكية، فضلا عن العديد من المقابلات المميزة مع عدد ضخم من العلماء وخبراء الفلك والفيزياء الفلكية، ومديري المشاريع والمهندسين والكتاب وغيرهم من الخبراء.

  

السلسلة من كتابة وإخراج عدد ضخم للغاية من الكتاب والمخرجين يزيد عددهم على 30 شخصا. استُقبلت السلسلة استقبالا نقديا وجماهيريا مميزا، كما حصلت على إجمالي تقييم 8.9 على موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDb)، وتقييم 8.5 على موقع "تي في دوت كوم" (TV.com). 7، 8، 9  

   

عجائب الكون

يصحبنا البروفيسور بريان كوكس عبر سلسلة "عجائب الكون" (Wonders of the Universe) الوثائقية في رحلة ممتعة حول الأماكن الأكثر دراماتيكية في العالم لاستكشاف أصل الكون وعجائبه وأسراره وخباياه بما في ذلك من ثقوب سوداء ونجوم نيوترونية ومتفجرة وطاقة مظلمة، مع شرح مميز للمبادئ الأساسية التي تحكم قوانين الطبيعة والضوء والجاذبية، والطاقة والمادة والوقت.

     

  

تتألف السلسلة من موسم واحد بإجمالي 4 حلقات، كل منها يركز على جانب من جوانب الكون، فتناقش الحلقة الأولى الطبيعة الأساسية للوقت وتستكشف دورات الزمن والسهم الحراري الديناميكي للوقت فضلا عن التطور النجمي والعديد الموضوعات الشيقة الأخرى. وتتطرق الحلقة الثانية إلى العلاقة بين النجوم والعناصر التي تُخلق منها جميع الكائنات الحية بما فيها البشر، وتستكشف بدايات الكون وأصول الإنسانية بالعودة إلى الوراء والنظر في عملية تطور النجوم ومقارنة ذلك مع دورة تشكيل جبال الهيمالايا.

   

ثم تقارن حالات الماء الثلاثة الموجودة في الكون، وتتطرق إلى الانصهار النووي وغيرها من الموضوعات المتعلقة بأصول العناصر ونشأة الحياة. في حين تناقش الحلقة الثالثة تأثير الجاذبية العميق على جميع أنحاء الكون، مع التطرق إلى أهميتها المركزية وعلاقتها بالقوى الطبيعية وقوى المد والجزر وتكوين النجوم والمجرات. بينما تُظهر الحلقة الأخيرة كيف أن الخصائص الفريدة للضوء المرئي توفر نظرة ثاقبة على أصل الكون وتطور البشرية، ثم تناقش القيود المفروضة على حاجز الضوء ودورها في السماح للعلماء بقياس المسافة والزمن بدقة.

  

بدأ عرض السلسلة للمرة الأولى في المملكة المتحدة في 6 مارس/آذار عام 2011، بينما عُرضت في الولايات المتحدة الأميركية في 3 أغسطس/آب عام 2011، وانتهى عرض كافة حلقات السلسلة في السابع عشر من الشهر ذاته. السلسلة إنتاج مشترك بين هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وقناة ديسكفري. حققت السلسلة استقبالا جماهيريا جيدا للغاية، ورُشّحت للعديد من الجوائز القيمة. وحصلت على إجمالي تقييم 8.9 على موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDb)، وتقييم 10 على موقع "تي في دوت كوم" (TV.com). 10، 11، 12

      

undefined