في ثنايا تعادل ميلان وإنتر.. ديربي الغضب وشوطي الخذلان
الكثير من الأشياء تغيرت في إيطاليا بيرلسكوني تخلى عن ميلان لإدارة صينية، وأدريانو غالياني لم يعد مديراً للروسونيري، ماسيميليانو أليغري على وشك إقصاء برشلونة للمرة الأولى، كل ذلك ولا يزال ستيفانو بيولي عاجزاً عن هزيمة الكبار، حتى شبح ميلان الذي مهما قدم عروضاً جيدة فهو ما زال لا يرقى للفريق الذي عهدناه قديماً.
الشوط الأول شهد ضغطاً متميزاً من جانب الفريقين وخصوصاً إنتر الذي أزعج استحواذ ميلان بشكل ملائم ونجح في تقليل النسبة إلى (54% – 46%) بعكس الشوط الثاني لعوامل سنناقشها لاحقاً، ويعود فضل ذلك للبطء الشديد في وسط ميلان بقيادة أسوأ لاعبي المباراة يوراي كوشكا إلى جانب سوسا الذي لم ينجح بمجاراة النسق المرتفع لهذه المباراة.
فقط ماتياس فيرنانديز كان نقطة مضيئة وحيدة في وسط ميلان الذي بدأ المباراة، بنسبة دقة تمرير وصلت إلى 94% (فقط تمريرتين خاطئتين من أصل 33)، 4 تدخلات ناجحة على الكرة من أصل 4 محاولات (100%) ومراوغتين ناجحتين من أصل ذات العدد.
الدقيقة 36 تمريرة طولية مثالية من غاليارديني، دي تشيليو يفشل في فرض التسلل على كاندريفا مقرراً مطاردته وهو الأمر الذي فشل فيه أيضاً، تقدُّم غير مبرر في طريقته من دوناروما فلا هو اندفع باتجاه الكرة ولا أمَّن مرماه ليضعها الجناح الإيطالي ببراعة مستغلاً تلك المساحة الشاسعة التي أخلاها الحارس الواعد، ثم يخلع قميصه محتفلاً بالهدف لينال إنذاراً مجانياً في انعدام تام للوعي بمستوى الحدث.
الدقيقة 44 تناقل رائع للكرة بين بيريسيتش وإيكاردي، الجناح الكرواتي ينطلق مجتازاً كالابريا ليهديها للمهاجم الأرجنتيني الذي تحرك بشكل مميز لضرب الدفاع وانتظار العرضية الأرضية المُتقنة، واحدة من أسوأ نماذج تعامل الدفاع مع لقطة أكثر من متوقعة شكلت فيها سرعة ردة الفعل من عدمها كل الفارق.
(فيديو: أهداف المباراة)
راهن بيولي على التهديد من الأطراف، ولكن ذلك لم يكن كافياً في ظل تراجع الأظهرة وثنائي الوسط وميل جواو ماريو بالتالي إليهم أيضاً، ربما نجح الرهان في الشوط الأول حيث أتى الهدف الأول من جهة اليمين بينما أتى الثاني من عرضية يسارية، إلا أن ذلك لا يبرر إهمال العمق إلى تلك الدرجة.
حملت الدقيقة 57 بداية ثورة فينشنزو مونتيلا المتأخرة للتصحيح بإشراك لوكاتيلي بدلاً من كوشكا، ليرد بيولي في الدقيقة 68 بسحب بيرسيتش وإقحام إيدير أملاً في الاقتراب من العمق أكثر، وهو ما ارتد عليه حيث كانت أخيراً إشارة تخليص الظهير الأيمن كالابريا من معاناته مع الكرواتي بل وحصوله على الأريحية الكافية للحاق بركب العملية الهجومية، وهو ما يظهر في متوسط تمركز اللاعبين، بأي حال من يُقدم على سحب أفضل لاعبيه في تلك الوضعية؟!
في الدقيقة التالية أكمل مونتيلا مغامرته بسحب كالابريا وإقحام لوكاس أوكامبوس على الطرف الأيسر ليتحول إلى 3-2-3-2 بنقل ديلوفيو إلى اليمين وإدخال سوسو إلى العمق تحت الثنائي لابادولا وباكا، انتحار شجع عليه تراجع بيولي المُفتقر للحكمة.
الدقيقة 83 عرضية من سوسو إلى المدافع رومانيولي المتوغل في عمق المنطقة ليضعها في الشباك أمام أعين مدافعي النيراتزوري. الدقيقة 91، بلا أي مبرر حقيقي بيولي يستخدم ورقته الأخيرة في تبديل روتيني بنزول بيابياني بدلاً من كاندريفا على الجناح مغفلاً أن المشكلة الحقيقية في الوسط.
ركنية أخيرة في الدقيقة 97 تصل إلى باكا ليحولها بالرأس إلى زاباتا فيسجلها وتنصفه تقنية خط المرمى، خطأ وحيد من هاندانوفيتش دمر مباراته الجيدة بخروج غير مفهوم ترك تلك المساحة أمام المدافع الكولومبي، ربما كان هذا أسوأ توقع كرة من السلوفيني في مسيرته مع إنتر! هكذا خُتمت الليلة بتعادل مستحق بعد أن فرط مدرب الأفاعي في نقاط ثمينة وسهلة.
– لم يتألق دوناروما كالمُعتاد ليس فقط لأنه أخطأ بكرة الهدف الأول بل لأن إنتر لم يهدده بالقدر الذي يسمح له بالتألق ولذلك خرج بتصديين عاديين، على الجانب الآخر هاندانوفيتش الذي نجح بـ 4 تصديات جيدة أفسد الأمر برمته كما أسلفنا.
– رغم تلقيهم الهدف الأول من جهته إلا أن الياباني ناغاتومو أدى مباراة طيبة حيث نجح في تعطيل خطورة سوسو إلى حد كبير في الشوط الأول، إلى جانب كونه الأكثر نجاحاً في التدخلات خلال المباراة بـ 6 تدخلات ناجحة من أصل 8، خروج بيريسيتش قد أضره للغاية بعد فقدانه لتلك المساندة على وجه التحديد، كما يجب أخذ تحميل ميلان غالبية هجماتهم على جبهته في الاعتبار.
– لا تدع صناعته لهدف التعادل تخدعك فقد كانت مباراة مزرية من المهاجم الكولومبي كارلوس باكا، لا شك بأن هذا الموسم هو الأخير له مع مونتيلا (على فرض استمرار الأخير في منصبه بعد تغير الإدارة) فهما غير متوافقين على الإطلاق، مدرب الروسونيري يحتاج لمهاجم أكثر نشاطاً وحركية بعكس طبيعة مهاجم الصندوق التي يتحلى بها باكا، حتى ميزته الرئيسية داخل المنطقة لم تكن فعالة على الإطلاق بـ 3 تسديدات إحداهن اصطدمت بالدفاع والبقية خارج المرمى.