ليستر وأتلتيكو.. مسابقة التخلُّص من الكرة
عندما أحرز ساؤول نيغويز هدف التقدم في مباراة أمس. بدا وكأن المدرب الأرجنتيني قد أتم خطته. وتراجع بكافة خطوطه، المتراجعة أصلاً، تاركًا الكرة لخصمه. مما نتج عنه مجموعة إحصائيات غريبة تصب كلها في مصلحة صاحب الأرض. ولكن الصعود كان لفريقه هو.
دخل الفريقين اللقاء بتخطيط متشابه (4-4-2). وتشابُه الفريقين يستمر في عدم تفضيل كليهما موقف الاستحواذ على الكرة. حتى بدا أن الفريق الفائز منهما، سيكون من ينجح في التخلص من الاستحواذ لصالح خصمه. مما يعني فتح المساحات في الخط الخلفي. وهو ما نجح فيه أتلتيكو طيلة الشوط الأول من المباراة، وأسفر عن هدف التقدم. وفي الشوط الثاني، أدرك المدرب كريغ شيكسبير أن على فريقه العودة بثلاثة أهداف. فقرر الدفع بكل خطوطه إلى الأمام وتحويل طريقة اللعب إلى (3-4-2-1)، لأنه لا يملك ما قد يخسره.
دخل سيميوني المباراة بنفس تشكيل مباراة الذهاب؛ دفاع رباعي قلباه سافيتش وغودين، وطرفاه خوانفران وفيليبي لويز. ووسط رباعي مكوّن من خوزيه خيمينيز وغابي، وعلى الطرف الأيسر لعب كوكى، وعلى الطرف الأيمن لعب ساؤول نيغويز بدلاً من كاراسكو. والذي اشترك في هذه المباراة كمهاجم ثانٍ جوار غريزمان، وبدلاً من توريس الذي شارك أساسيًا في الذهاب. وجلس بديلاً في لقاء أمس. وفي الحراسة أوبلاك.
أما كريغ شيكسبير، فقد بدأ المباراة بكاسبر شمايكل كحارس مرمى. وأمامه خط دفاع رباعي: فوكس، ومورغان، ويوهان بن علوان -بدلاً من روبرت هوث الموقوف-، وسيمبسون. وفي الوسط لعب درينكووتر ونديدي في الوسط، وألبرايتون ورياض محرز على الأطراف. وأمامهم لعب الياباني أوكازاكي كمهاجم متأخر أسفل جيمي فاردي. لكن الشوط الثاني بدأ بسحب بن علوان وأوكازاكي، والدفع بالمهاجم أولوا وبن تشيلويل الجناح الأيسر. لينتقل ألبرايتون ناحية اليمين مكان محرز، ويحل تشيلويل محله. وفي المقدمة يلعب محرز وفاردي وأمامهم أولوا.
جاء هدف أتلتيكو الأول في الدقيقة 26 بعد تمريرة عرضية من فيليبي لويز إلى ساؤول، الذي استغل المساحة بين فوكس وبن علوان، وهرب من رقابة ألبرايتون ليجد نفسه في مساحة خالية سمحت له بتسجيل هدف بالرأس في الزاوية العكسية لحارس المرمى كاسبر شمايكل.
جاء هدف ليستر سيتي في الدقيقة 61، بعد كرة عرضية لعبها ألبرايتون من ناحية اليمين، ووصلت إلى تشيلويل في اليسار. الذي حاول التسديد على مرمى أوبلاك، لكن تدخل سافيتش عكس الكرة. ومن حسن الحظ أنها وقعت في عشوائية أمام فاردي، الذي أحرز منها هدف التعادل للثعالب.
الاستحواذ:
في كل المباريات التي خاضها المدرب كريغ شيكسبير منذ توليه إدارة الثعالب، والتي فاز فيها في 6 من أصل 9 قبل هذا اللقاء، لم يستطع الفريق الفوز بنسبة الاستحواذ إلا مرة واحدة في مباراة ساندرلاند -صاحب المركز الأخير في البريمييرليغ- وبنسبة 54.7%. في مباراة ليفربول التي فاز فيها الثعالب 3-1، كانت نسبة الاستحواذ 30%، وفي الفوز على أشبيلية بدور الـ 16 كانت نسبة الاستحواذ 29%. وفي مباراة أمس حقق الفريق أعلى نسبة استحواذ له مع شيكسبير 57%!
التسديدات:
سدد فريق ليستر 22 تسديدة، 6 منها على المرمى. وهذه هي ثاني أعلى نسبة تسديد يسجلها الفريق مع شيكسبير بعد 23 في مباراة ستوك. بينما اقتصرت تسديدات الأتلتي على 6 تسديدات، منها واحدة فقط كانت من داخل منطقة الجزاء، والتي جاء منها الهدف.
الأرقام الدفاعية:
كانت إحصائيات دفاع الأتلتي أمام الثعالب بلقاء الأمس غاية في العجب! ويتضح الأمر بصورة أكبر عند مقارنتها مع أرقام لقاء ديربي مدريد الذي لُعب بداية هذا الشهر.
في لقاء ريال مدريد حقق دفاع الأتليتي:
38 عرقلة
18 قطع للكرة
23 تشتيت للكرة
22 اعتراض للكرة
16 التحام هوائي
في لقاء ليستر سيتي حقق دفاع الأتلتي:
35 عرقلة
20 قطع للكرة
60 تشتيت للكرة
22 اعتراض للكرة
32 التحام هوائي
هذه الأرقام قد تعني نظريًا أن خط هجوم ليستر قد شكل ذات الخطورة التي شكلها هجوم الريال "البي بي سي" على دفاع الروخيبلانكوس. لكن الفرق بين الحالتين يتمثل في السبب الذي خلقهما. ففي الحالة الأولى رأى سيميوني أن فريقه لا يستطيع مجاراة الريال في لعب مفتوح. واعتمد على طريقته القديمة، في التمركز الخلفي والعمل على فاعلية المرتدات. أو ما يمكن وصفه بالشكل الكلاسيكي للمدير الفني الأرجنتيني. لذلك قل عدد الكرات المشتتة كثيرًا من أجل محاولات التحضير السريع لهجمة مرتدة.
أما في حالة ليستر، وبعد التقدم بـ(2-0) في مجموع اللقاءين، قرر سيميوني أن الباقي من المباراة أصبح تمضية وقت من أجل عدم استقبال هدف آخر. وفقد الرغبة في الهجوم لأن نتيجة المباراة أصبحت شبه محسومة. فكان التراجع إلى الخلف قرارًا تفضيليًا أكثر منه قرارًا مجبرًا. خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الفريق لم يعد يفضل كرة القدم الدفاعية الصرفة التي تعود الجماهير عليها منهم في المواسم الثلاثة السابقة.
هدف ساؤول نيغويز في مرمى ليستر هو الهدف رقم 100 لأتلتيكو مدريد في مباريات دوري الأبطال عبر 68 مباراة خاضها النادي عبر تاريخه.
هدف جيمي فاردي في مباراة أتلتيكو، هو أول هدف يسجله لاعب إنجليزي في مباريات دور الثمانية منذ هدف فرانك لامبارد في بنفيكا عام 2012.
ليستر سيتي لم يُهزم في أي مباراة خاضها في دوري الأبطال على ملعبه كينغ باور، حيث فاز في 4 وتعادل في مباراة واحدة من أصل 5 لقاءات.