شعار قسم ميدان

دليلك لفهم عقلية المشجع الأحمق

ميدان - المشجع الأحمق
عزيزي المشجّع.. هل شعرتَ قبل ذلك بأن فريقك الذي تشجعه يمثل لك وطنًا تدافع عنه؟ هل شعرت أن قيمته من قيمتك، وأن خصومك في النقاشات الكرويّة، من مشجعي الأندية الأخرى، هم الأعداء؟ هل شعرت بأنك تنهزم أحيانًا في تلك النقاشات وأن تلك الهزيمة توّلد لديك خيبة أمل؟ أو أن (الخصوم/الأعداء) يلقون بحجج تبدو منطقية ظاهريًا لكنها لا تقنعك، ورغم ذلك لا تستطيع الرد عليها؟

 

إليك الخبر السار.. طريقة منهجية ومرتبة للفوز دائمًا في النقاشات، وتفنيد حجج الخصوم. وأن تكون دائمًا على صواب1. وهذا المنهج مقدمٌ لك من أرثر شوبنهاور، الفيلسوف الألماني الشهير. بالطبع لم يكن الرجل أحد مشجعي بايرن ميونخ أو دورتموند، فقد وُلد ومات قبل تأسيس أيهما وقبل بداية البوندسليغا وقبل بداية كرة القدم التي نعرفها الآن من الأساس. ربما لا يعرف الرجل سجالات ريال مدريد وبرشلونة، ولا يعرف من هو هداف دوري الأبطال، ولا يعرف العدد الحقيقي للأهداف التي أحرزها بيليه. وهو كذلك لم يتابع تصريحات مورينيو وفينغر، ولا يمتلك رأيًا في بيب غوارديولا أو كارلو أنشيلوتي.. لكنه بالتأكيد يعرف حل مشكلتك.

 

الحيلة رقم 1 "بالتحكيم"

تشتيت حجة الخصم هو أحد أشهر حيل النقاش. ويمكن فهمها من مثال بسيط:
– مشجع ريال مدريد: برشلونة صعد إلى دور الثمانية بدوري الأبطال، ولكن ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الخامس في الريمونتادا ضد باريس سان جيرمان لم تكن صحيحة. سواريز ادعى السقوط.

– مشجع برشلونة: هل نسيت هدف راموس في نهائي دوري الأبطال العام الماضي أمام أتليتكو؟ لقد جاء من تسلل واضح. لقبكم الحادي عشر جاء بمساعدة التحكيم!

 

لقطة سواريز التي احتسبها الحكم ضربة جزاء في لقاء الريمونتادا (رويترز)
لقطة سواريز التي احتسبها الحكم ضربة جزاء في لقاء الريمونتادا (رويترز)

 

رد المشجع الكتالوني في هذا النقاش لم يلتفت للموقف الرئيسي، لكنه مارس التشتيت بإيراد حادثة مشابهة، فيها خطأ تحكيميّ أيضًا. وراوغ الإجابة على السؤال الواضح: هل تعرض سواريز لعرقلة أم لا؟ ومن ثمَّ، فهل كان صعود برشلونة شرعيًا أم لا؟ وهو ردٌ خاطئ منطقيًا؛ لأنه يتحدث عن شيء آخر!

 

الحيلة رقم 2 "جيرارد ينزلق"

استدراجك للغضب.. هذه هي الحيلة المثالية عندما يستشعر الخصم ضعفًا شديدًا في حجته. حينها سوف يحرص على إظهار استخفاف شديد بقناعة يقينية لديك دون محاولة لإثبات خطأ هذه القناعة أو تفنيدها. فقط سيقول جملة قصيرة يقينية تحمل بالتحديد عكس قناعتك، ولا بد من تبطين هذه الجملة بوقاحة غير مباشرة لكنها ظاهرة.

 

مثلاً.. أنت من مشجعي ليفربول. وكما هو شائع فإنك تتعامل مع ستيفن جيرارد بصورة أيقونية. وتعتبره أفضل لاعب وسط في جيله بإنجلترا على الأقل. إن أراد مشجع لإيفرتون، الخصم التاريخي للريدز، أن يقلل من قيمة جيرارد، وبالتالي قيمة ليفربول، فلن يسعفه المنطق أو التاريخ أو أسماء لاعبي فريقه في هذا السجال. هنا سيقول "جيرارد.. نعم! نعم! أتذكر عندما انزلق على قشرة موز أمام ديمبا با وأهدر الدوري!"

 

 لقطة انزلاق ستيفن جيرارد في لقاء الدور الثاني أمام تشيلسي 2014

 

لا يمكن أبدًا أن ترد على هذه الجملة بأي تفنيد منطقي. لأنها مغالطة من أساسها. وبدلاً من أن تثور وتفقد صوابك وتختنق بخطأ الجملة، وهذا هو ما يريده خصمك، فقط تذكر الوصايا العشر.. لا تغضب.

 

الحيلة رقم 3 (الظاهرة أوليفييه جيرو)

تعميم ما هو خاص.. وهذه الحيلة تعمد إلى التفاصيل وتختار واحدة منها، نادرة لا تتكرر كثيرًا، ثم تتعامل معها وكأنها الأساس. مثل الحوار الدائم بين مشجعي أرسنال المنقسمين حول كل شيء.

 

– مشجع 1: جيرو أحرز هدفًا أسطوريًا بطريقة العقرب في مرمى كريستال بالاس. إنه يستحق أن يكون رأس الحربة الأساسي.

– مشجع 2: لكنه يضيع عشرات الفرص أمام المرمى في كل مرة.

 

أوليفييه جيرو يحتفل بطريقة العقرب (رويترز)
أوليفييه جيرو يحتفل بطريقة العقرب (رويترز)

 

أوليفييه جيرو نفسه مارس الخطأ المنطقي الذي وقع فيه المشجع 1. فبعد أن أحرز هدفًا عاديًا في مرمى بورنموث في المباراة التالية، قرر الاحتفال بطريقة العقرب. وكأن هذه هي علامته المميزة. وكأن هذا هو الشكل المستمر لأهدافه. وكأن ما حدث ليس استثناء لا يتكرر. لا يمكن الاستدلال بتلك اللقطة على قدرات اللاعب الفرنسي كمهاجم. لماذا؟ لأن زلاتان إبراهيموفيتش هو من يفعل ذلك. وهو من يحرز الأهداف بتلك الطريقة الأقرب للتايكوندو. لأنها عنده قاعدة يمكن تعميمها بينما عند جيرو هي حدث لا يتكرر.

 

الحيلة رقم 4 "ما هو لون مانشستر؟"

ويمكننا تسميتها بتقنية "إلقاء الروائح القذرة"2. وهي طريقة المفلس الذي لا يستطيع الرد على حجة خصمه. والمثال الأكثر فجاجة ها هنا هو نقاش بين مشجع لمانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي.

 

– مشجع اليونايتد: مانشستر لونها أحمر. نحن الأقدم والأعرق. نحن أبطال الدوري 20 مرة. وأبطال التشامبيونز ليغ 3 مرات. لدينا سير أليكس فيرغسون. بينما أنتم من الأندية التي صنعتها الأموال. رايان غيغز وحده فاز ببطولات أضعاف فريقكم. هل لديكم لاعب في تاريخكم مثل رايان غيغز؟!

 

– مشجع السيتي: لكن رايان غيغز كان على علاقة جنسية بزوجة أخيه3.. لثمانية سنوات!

– مشجع اليونايتد: "صمت"..

 


رايان غيغز (يمين) وشقيقه رودي غيغز (يسار) (رويترز)
رايان غيغز (يمين) وشقيقه رودي غيغز (يسار) (رويترز)

 

الحيلة رقم 5 "ميسي صهيوني"

الاحتكام إلى قيمة مضلِّلة.. وربما تكون تلك القيمة صحيحة في ذاتها أو في سياقها. لكن المشجع الأحمق سوف يستخدمها في سياق المقارنة الرياضية عندما لا يستطيع فريقه الانتصار في معركة الملعب، فيقرر أن يجر المعركة إلى مساحة أخرى. وأشهر القيّم التي يمكن استخدامها بصورة مضلّلة هي "التاريخ". والمثال الواضح على ذلك كان منذ أيام قليلة عندما تزامنت ذكرى فوز برشلونة بالكلاسيكو بنتيجة 6-2، مع مباراة الذهاب لدوري الأبطال بين الريال وأتلتيكو. قرر هنا بعض مشجعي برشلونة، الذي انهزم بجدارة في معركة الملعب وخرج أمام يوفينتوس في 2017، أن يستدعوا من الذاكرة التاريخية تعليق يوسف سيف على تلك المباراة القديمة بصوته المميز "صارت ستة.. صارت ستة..". قرر هذا البعض استخدام هذه الحادثة التاريخية كعلامة تفوق غير موجود الآن في المرحلة الجارية من المنافسة بين طرفي الكلاسيكو.. وهذه مغالطة منطقية.

 

والقيمة المضللة الأخرى هي "المال". ويسهل استخدامها خاصة من بعض مشجعي الأندية التي تبدلت أوضاعها المادية في فترة زمنية قصيرة جدًا، مثل تشيلسي أو مانشستر سيتي. وتظهر جملة مثل: فريقي يستطيع شراء أي لاعب بأي مبلغ، إذن فريقي أفضل من فريقك! وهذه المغالطة في عالم كرة القدم هي معكوس مغالطة التاريخ.

 

احتفال ميسي بهدفه الثاني في مرمى ريال مدريد 2009 (رويترز)
احتفال ميسي بهدفه الثاني في مرمى ريال مدريد 2009 (رويترز)

 

وفي عالمنا العربي، والذي يعني الانتماء له بصورة مباشرة أن تكون معاديًا للصهيونية وداعمًا للقضية الفلسطينية، تظهر مغالطة: ميسي صهيوني، كأحد أشكال الانتصار في ثنائية ميسي رونالدو. ولو صح ادعاء أن ميسي صهيوني، فهل يمكن أن تمثل هذه القيمة السلبية دورًا في المقارنة بين لاعبيّ كرة قدم؟ "كرة قدم!"

 

الحيلة رقم 6 "أفضل لاعب في العالم"

الاختزال.. وهو يعني اختيار لقطة بعينها كدليل أول وأخير على إثبات شيء غير حقيقي. وثمّة نكتة قديمة تشرح ذلك عن طالبين غبيين، لا يفهمان مسألة التسلسل المنطقي، فذهب أحدهما إلى الأستاذ يسأله أن يشرحها. فقال الأستاذ: هل لديكم كلب؟ فأجاب الطالب: نعم، فقال الأستاذ: إذن لديكم بيت واسع يعيش فيه الكلب، ولديكم فائض في الغذاء، فقال الطالب: نعم. فأضاف الأستاذ: إذن لديكم الكثير من الولائم والضيوف ينتج عنها هذا الفائض. فوافق الطالب. فقال الأستاذ: إذن أبوك رجل كريم. وبذلك يُنتِج التسلسل المنطقي علاقة بين امتلاككم لكلب وبين كرم والدك. ذهب الطالب الغبي إلى زميله، وأخبره أنه قد فهم الأمر، وسأله: هل لديكم كلب؟، فقال زميله: لا. فرد: إذن أبوك رجل بخيل.

 

لنتخيل مثلاً أن هناك لاعبين، اللاعب "أ" واللاعب "ب". ينتميان مثلاً إلى ناديين من نفس المدينة. في قارة ما ولتكن أوروبا مثلاً. اللاعب "أ" كان سببًا رئيسيًا في وصول ناديه إلى نهائي البطولة القارية للأندية، ولكنه خسرها مثلاً لصالح فريق اللاعب "ب"، الذي لم يلعب دورًا حقيقيًا في تتويج ناديه بهذه البطولة. أما على مستوى المنتخبات، فلنفترض مثلاً أن اللاعب "أ" كان أفضل لاعب في بطولة الأمم، وأوصل منتخبه إلى المباراة النهائية مثلاً. لكن منتخب اللاعب "ب" مرة أخرى، الذي يمكن أن نتخيل أنه أصيب بعد 20 دقيقة مثلاً من بداية تلك المباراة، كان المنتخب الذي توّج بهذه البطولة. وعلى الرغم من أن اللاعب "ب" كان شبحًا غائبًا عن كل مباريات منتخبه تقريبًا، إلا أن فوزه ببطولة الأمم القارية إلى جوار البطولة القارية للأندية خلق انطباعًا لدى الناس بأنه رجل العام.

 

غريزمان بعد خسارة فرنسا نهائي يورو 2016 أمام البرتغال (رويترز)
غريزمان بعد خسارة فرنسا نهائي يورو 2016 أمام البرتغال (رويترز)

 

ما يُفترض من مشجع كرة القدم أن يدرك الصورتين في إطارٍ أكبر. المشجع المتابع لكرة القدم يعرف هذه الأمور بمنتهى الوضوح؛ يعرف أن النتيجة النهائية تستند على عشرات التفاصيل والأسباب، تتركب جميعًا وتشكل الحكم النهائي. المشجع (المنصف/غير المتحيز) يعرف من الأحق بأن يكون رجل العام. والمشجع المتحيز سوف يرى أن عدم امتلاك أبوك كلبًا يعني مباشرة أنه رجل بخيل. وأن اللاعب "ب" هو من يستحق الفوز بالكرة الذهبية 2016.

 

الحيلة رقم 7 "الشيطان يكمن في التفاصيل"

اختزال الحكم في النتيجة النهائية حماقة، لكن النتيجة النهائية لا تقف دومًا في صف المشجع الأحمق. في بعض الأحيان يراوغ فشل النتيجة النهائية باستنطاق التفاصيل بما ليس فيها من الأساس.

 

نقاش في مايو 2014:

– مشجع مدريدي: ريال مدريد فاز بكأس إسبانيا والتشامبيونزليغ. وكريستيانو أفضل من ميسي لأنه أحرز عددًا أكبر من الأهداف، 51 هدف و17 أسيست. وبرشلونة لم يفز بأي شيء!

– مشجع كتالوني: هل تعتقد حقًا أن كريستيانو لاعبٌ جيد؟! هل تسمي الوقوف داخل منطقة الجزاء في انتظار الكرة من أجل إحراز أكبر عدد ممكن من الأهداف مهارة!

 

ونحن نعرف بالطبع أنه من غير الأخلاقي أن يقف لاعب داخل منطقة الجزاء من أجل أحراز أكبر عددٍ من الأهداف. لو كان لاعبًا جيدًا فعلاً فيجب أن يقف قبل دائرة المنتصف!

 

نقاش في مايو 2016:

– مشجع كتالوني: سواريز أفضل من رونالدو هذا الموسم. فقد تخطاه في عدد الأهداف وعدد الأسيست.. 59 هدف و27 أسيست.

– مشجع مدريدي: هل رأيت ضربة الجزاء التي مررها ميسي لسواريز؟ إنهما "ميسي ونيمار" هما السبب في ذلك. ويمررا له كل الكرات من أجل تخطي رونالدو!

 

ونحن نعرف بالتأكيد أن مهمة الأجنحة هي أي شيء غير تمرير الكرة للمهاجم من أجل إحراز أكبر قدرٍ ممكن من الأهداف!

 

 

مشجعو العملاقين الإسبانين ليسوا مجموعة من الحمقى بالطبع. وربما كذلك هؤلاء المشار إليهم في هذه الحوارات الافتراضية. ربما يفكران خارج الصندوق!

 

الحيلة رقم 8 "أقوى دوري في العالم"

المقدمات الصحيحة لاستنتاج خاطئ.. وهذه الحيلة، حسب شوبنهاور، لها شروط. يجب أن يستدرجك الخصم بعرض مقدمتين صحيحتين، ويجب كذلك استجوابك للإجابة بالموافقة. ويحرص على إخفاء قصده. وفي الجملة الثالثة يأتي الاستنتاج المغلوط.

 

– مشجع 1: الدوري الإنجليزي هو الأعلى تنافسية في العالم كما تعرف.

– مشجع 2: نعم بالطبع. أقوى حتى من الإسباني.

 

– مشجع 1: بيب غوارديولا وأنطونيو كونتي وافدان جدد على هذا الدوري، وخبرتهما به قليلة.

– مشجع 2: بالتأكيد.

 

– مشجع 1: ومورينيو بخبرته الطويلة كاد أن يهبط بنفس التشكيلة التي يديرها كونتي الآن إلى التشامبيونشيب. وغوارديولا فاشل مع السيتي. إذن كونتي هو أفضل من مورينيو. بل أفضل من غوارديولا الذي يعتبره البعض رقم 1 في العالم!

 

بيب غوارديولا وأنطونيو كونتي (رويترز)
بيب غوارديولا وأنطونيو كونتي (رويترز)

 

ربما يكون كونتي أفضل مدرب في العالم أو لا يكون. وربما يكون مورينيو أو بيب. لكن الأكيد أن الاستدلال المغلوط يمكنه أن يفضل أي أحد على الآخر بهذا التتابع من المزج بين الصحيح والخاطئ من الأفكار!

 

الحيلة رقم 9 "هل خسر تشيلسي دوري الأبطال؟"

تفسير ما لا تفسير له.. يقول يورغن كلوب أن الفوز لا يسعى الناس لتفسيره، بينما يحاول الكل أن يفسروا الهزيمة. هذه الجملة، على صحتها، تطرح تساؤلاً؛ هل يمكن تفسير كل حالات الفوز أو الهزيمة بصورة منطقية؟ أم أن المباريات قد تنتهي أحيانًا بهزيمة من لا يستحق الهزيمة؟

 

في نهاية موسم 2008، في روسيا، التقى الغريمان الإنجليزيان مانشستر يونايتد وتشيلسي بنهائي دوري الأبطال. وبعد مباراة متكافئة انتهت بالتعادل في الوقت الأصلي، ذهب الفريقان إلى وقت إضافي تفوق فيه البلوز نوعًا ما. ولكن من دون إحراز هدف التقدم. وتحت أمطار العاصمة الكثيفة، ذهب الفريقان نحو ضربات الترجيح. وانزلق جون تيري، انزلق قائد البلوز وضاعت ركلة الترجيح وفاز الشياطين بذات الأذنين. هل يمكن تفسير هذه الحادثة بقواعد الكفاءة أو الأحقية، أم أن الحظ كان الفيصل؟

 

لو عدنا بالزمن إلى ستينات القرن الماضي، لوجدنا أن المباريات التي تنتهي بالتعادل في أدوار خروج المغلوب، يكون في الفيصل فيها هو لعبة "ملك، كتابة". أو بعبارة أخرى، ضربات الترجيح هي البديل لإلقاء عملة معدنية في الهواء وتحديد هوية الفائز على حسب الوجه الذي تسقط عليه.

 

انزلاق جون تيري واحتفال فان دير سار في نهائي 2008 (رويترز)
انزلاق جون تيري واحتفال فان دير سار في نهائي 2008 (رويترز)

 

المشجع الطبيعي يحتفل بفوز فريقه دون إمعان النظر في الطريقة التي أدت إلى الفوز. أما المشجع الأحمق سوف يحاول بكل الطرق أن يثبت أحقية فريقه. حتى وإن كان الحظ هو الفائز الحقيقي. وهذا هو تفسير ما لا تفسير له.

 

الحيلة الأخيرة "حوار خيالي مع مورينيو" 
جوزيه مورينيو في أحد اللقاءات الصحفية
جوزيه مورينيو في أحد اللقاءات الصحفية

– المحاور: سيد جوزيه.. سوف ألقي عليك بعض العبارات، وأنت ترد بـ "موافق أو أختلف".

– مورينيو: حسنًا.. تفضل.

 

– المحاور: لا يمكن أن تعتمد على الموهبة فقط. حتى إن كنت موهوبًا، فالحياة لن تذهب إلى أي مكان من دون العمل لن تذهب إلى أي مكان.

– مورينيو: أوافق بالطبع.

 

– المحاور: المدير الفني يشبه المرشد. يأخذ مجموعة من الناس، ويقول لهم أنه يريد صناعة النجاح بهم، وأنه سوف يرشدهم إلى الطريق.

– مورينيو: أوافق.. هذا هو ما أفعله.

 

– المحاور: عندما أذهب إلى بوابة السماء، سوف يسألني الرب: ماذا فعلت في حياتك؟ وسوف أجيب أني كنتُ أحاول الفوز بمباريات كرة القدم. سوف يسألني: هل هذا كل شي؟ في الواقع نعم.. هذه هي قصة حياتي.

– مورينيو: هذه هي قصة حياتي أنا أيضًا.

 

-المحاور: عندما يكرس أحدهم كل طاقته من أجل شغفٍ ما، فهو بالطبع سوف يجرح القريبين منه.

– مورينيو: للأسف هذا صحيح!

 

– المحاور: المعاناة متوقعة في مهنة التدريب. عندما أذهب إلى الجحيم، فسوف أجد من حولي يعانون من الألم. لكني سوف أعاني بشكل أقل. لأني تعودت على ذلك.

– مورينيو: أوافق بالطبع. هذا هو حال أي مدرب جاد مجتهد طموح.

 

– المحاور: الفوز ليس أهم الأشياء التي يجب تعليمها اللاعب الصغير. أهم شيء هو العمل من أجل تطوير لاعب مبتكر ومهاري ولديه الثقة.

– مورينيو: الجزء الثاني من الجملة صحيح تمامًا. والجزء الأول منها هو محض هراء، لأن اللاعب الذي لا ينشأ على الاستماتة من أجل الفوز، لن يذهب إلى أي مكان. وسينتهي به الأمر إلى لعب مباراة جيدة ومباريات سيئة يخسرها. والمدرب الذي قال هذه الجملة، يعرف جيدًا كيف انتهى به الحال.. 12 عام من دون الفوز بأي لقب حقيقي، بسبب هذا الهراء الذي يقوله.

 

– المحاور: من هو؟

– مورينيو: إنه أرسين فينغر.. أليس كذلك؟

 

هذه هي التقنية الكلاسيكية في النقاشات المغلوطة. حيث يذهب قطاع واسع من المشجعين إلى إهمال محتوى الكلمات، والهجوم على قائلها للتقليل من قيمة الفكرة
هذه هي التقنية الكلاسيكية في النقاشات المغلوطة. حيث يذهب قطاع واسع من المشجعين إلى إهمال محتوى الكلمات، والهجوم على قائلها للتقليل من قيمة الفكرة
 

– المحاور: هذا صحيح. ولكن السيد فينغر هو من قال كل العبارات التي أوردتها لك في هذا اللقاء!

 

الهجوم على الشخص.. هذه هي التقنية الكلاسيكية في النقاشات المغلوطة. حيث يذهب قطاع واسع من المشجعين إلى إهمال محتوى الكلمات، والهجوم على قائلها للتقليل من قيمة الفكرة التي لا تناسب قناعاتهم.

 

الآن عزيزي (القارئ/المشجع) فإنك تمتلك دليلاً للرد على مغالطات المشجع الأحمق. يمكنك أن تستخدمه في الخير، أو أن تستخدمه في الشر.. والأكيد لدينا أنكَ لستَ المشجع الأحمق.

المصدر : الجزيرة