شعار قسم ميدان

عاجل: عاد الميلان!

ميدان - ميلان
قبل أيام قليلة، وصل لاعب وسط باير ليفركوزن هاكان تشالهان أوغلو ميلانو لوضع اللمسات الأخيرة على انتقاله للروزونيري بعد أن فضّل الأخير على فريقي لندن أرسنال وتوتنهام. الصور المنشورة على شبكة الإنترنت لا تقول إن أيا من ماركو فاسوني المدير التنفيذي الجديد لنادي ميلان أو مونتيلا المدرب الحالي للأحمر والأسود كانا في استقبال اللاعب الشاب بالمطار، ليس لأن الثنائي لا يكن للتركي الوافد الاحترام اللازم، ولكن ربما لأن حسم صفقة الرائع الآخر ظهير أتالانتا أندريا كونتي احتاجت منهما مزيدا من الجهد الذي لن يقل عن ذلك المبذول لإقناع دوناروما بالتجديد لمدة خمس سنوات إذا صح الخبر الذي انفردت به "سكاي سبورت"!

  

مر وقت طويل على آخر مرة يذكر فيها مشجعو العملاق الإيطالي هذا القدر من النشاط والفاعلية بسوق الانتقالات كما التعاقد مع لاعبين بتلك الجودة، إذ عاش ميلان خلال السنوات القليلة الماضية فترة من التخبط لا تمتاز بشيء بقدر العشوائية والجمود الإداري المصاحب للتراجع الفني.

 
لكن معطيات ميلان اليوم تختلف عن تلك بالأمس، ولأن المعطيات تختلف فإن مشجعي الميلان باتوا ينتظرون مستقبلا يزيل طبقات التراب عن تاريخ ناديهم، فهل تتحوّل تلك المعطيات لنواة ما أسمته الصحافة: "انتفاضة إحياء ميلان"؟

 

على خلفية الانهيار

بدأ موسم 2013/2014 بتراجع ملحوظ لكتيبة مدرب الروزونيري حينها ماكس أليغري ليجد مشجعو ميلان فريقهم يقبع خلف المراكز العشرة، أحد هؤلاء استشاط غضبا ذات يوم فأقدم على عرض مدرب فريقه للبيع على شبكة "إي باي" (eBay)، كتب حينها التالي "للبيع: ماكس أليغري، مدرب بلا أفكار أو شخصية، مقابل يورو واحد فقط"!

 

أليغري أثناء فترته بميلان (رويترز)
أليغري أثناء فترته بميلان (رويترز)

 

لكن أزمة ميلان كانت أكبر وأعمق من شخص المدرب، بل على الأرجح فإن أليغري تجاوز كثيرا من آثار تلك الأزمة إلى أن وصلت للحد الذي دفعه شخصيا لفقدان هدوئه ذات مرة أمام الصحافة وهو يقول "لا تحتاج أن تكون عالما لتفهم أن الميلان لديه مشكلات كبرى". فبعد أن حقق "ماكس" باستحقاق سكوديتو 2010/2011 وجد فريقه يتجرد بشكل تدريجي من ترسانة لاعبيه وسط تراجع إداري عن توفير بديل قوي، فبرحيل كل من زلاتان إبراهيموفيتش، تياغو سيلفا، باتو، روبينيو، كما اعتزال أساطير الفريق دفعة واحدة كـسيدورف، إنزاغي، غاتوزو، نيستا، لم يبق لـماكس سوى محاربة طواحين الهواء أمام توحش البيانكونيري وتألق نابولي مستعينا بتشكيل بات يضم أسماء كـبونيرا، زاباتا، مونتاري، قصة درامية حزينة لم يكن مالك يوفنتوس أندريا أنيللي مهتما بأي جانب منها سوى ذلك الذي يخص نكتة "إي باي"!

 

أقال بيرلسكوني مدربه ليطلق لخياله العنان بدون ترتيب محكم بإسناد إدارة الفريق الأول لـسيدورف ثم إنزاغي على الترتيب، ثم الإسراع بإقالتهما بعد أن حقق فيليبو نسبة فوز لا تتجاوز 35%، لكن سيلفيو ذهب لأبعد من ذلك عندما أنهى تعاقده مع مدرب واعد آخر هو ميهايلوفيتش قبل أن يستكمل موسمه الأول، فقط ليكتشف جمهور ميلان أن الإدارة لا تمتلك خطة عمل واضحة، ولا تتمكن من اجتذاب أسماء لاعبين قادرة على صناعة الفارق، والأكثر من ذلك أن النادي لا يمتلك ملعبا خاصا به، ولا أكاديمية شباب يمكنها دعم الفريق بمواهب حقيقية بدلا من لاعبين متوسطي المستوى، وأن المشكلة بالتأكيد ليست في يورو واحد تكفي لرحيل ماكس حتى تُحل أزمة النادي.

 

قد لا يتسع المجال لحصر أخطاء إدارة ميلان في السنوات الأخيرة، والتي ساهمت بشكل مباشر في خفض قيمته التسويقية ليباع لمستثمري الصين بما يقارب 630 مليون باوند، لكن تعيين مونتيلا مدربا قبل الموسم المنقضي لم يكن أبدا واحدا من تلك القرارات السيئة، والسبب الوجيه لذلك أنه أفضل من يناسب حالة الروزونيري حاليا.

 

مونتيلا -الذي أثبت جدارته الفنية مع فيورنتينا- يمتلك القدرة على استيعاب الأفكار التكتيكية المختلفة، وأظهرت الأيام قدرته على التطور، لكن الأهم فيما يخص ظروف ميلان هو أنه يجيد العمل تحت ضغط بإمكانيات ليست في أفضل حالتها، فكان له أن يعيد الفريق لمنصات التتويج بعد 4 أعوام كاملة ببطولة السوبر!

 

عهد العرّاب الجديد
مونتيلا (يمين)  ماركو فاسوني (يسار) (رويترز)
مونتيلا (يمين)  ماركو فاسوني (يسار) (رويترز)

 

هناك سؤال يتسم بقدر من الوجاهة يقول: لماذا لم تطح المجموعة الصينية بـمونتيلا؟ هذا السؤال ينبع من الصورة الذهنية عن المستثمر الذي يشتري ناديا ثم يُقدم على الإطاحة بحرسه القديم دون تدقيق، لينفق بعد ذلك مزيدا من الأموال لشراء من هم أكثر كفاءة وفاعلية وتاريخ مشرف.
لكن يبدو أن الصينيين أكثر حكمة، فبعد أن نجحوا في شراء العملاق الأوروبي بأقل كثيرا من قيمته الحقيقية مستغلين الظرف التاريخي والغضب الجماهيري المستشري، أدركوا سريعا أن أولوية اللحظة في إيجاد حلقة الوصل بين أهدافهم الاستثمارية وعراقة ناد بحجم ميلان والاحتياجات الفنية الجديدة، ووجدوا كل ذلك بعرّاب ميلان الجديد ماركو فاسوني الذي جدد بدوره الثقة في مونتيلا، ليس لأنه يستحق الفرصة فقط، ولكن لأنه أفضل المتاحين.

 

"نحن ميلان! لا يمكن أن نجلس بالخلف وننتظر ماذا يكون"

(ماركو فاسوني)

 

سبق للمدير التنفيذي الجديد لميلان ماركو فاسوني العمل بالمجال الإداري بالكالشيو لأكثر من 14 عاما، شغل خلالها أدوارا في اليوفنتوس، إنتر، نابولي، لذلك فإن الرجل يعرف جيدا دهاليز الكرة الإيطالية، طبيعة اللاعبين المطلوبين لإحداث تغيير، والأهم أنه شهد تجارب إحياء وإخفاق كافية ليكون عرّاب مشروع ميلان الجديد، لذلك كان قرار تعيينه من المالك الجديد لي يونغهونغ أكثر من موفق.

 

التصريح السابق ذِكره لـماركو يعكس ملامح المهمة التي حددها لنفسه، وهي استعادة هيبة الفريق محليا وأوروبيا عن طريق مشروع وخطة عمل دخلت حيز التنفيذ فعليا خلال نهايات الموسم الماضي، فبعد تأكُّد انعدام فرص ميلان في الحصول على مقعد بالتشامبيونزليغ للعام القادم كان رهان تجديد الثقة لـمونتيلا قائما على مقعد التأهل لليوربا ليغ. الحضور الأوروبي كان الورقة الأهم لـفاسوني آنذاك، إذ يعطيه قوة مضافة على طاولة المفاوضات مع اللاعبين المستهدفين، كذلك يمنح مونتيلا فرصة المنافسة على بطولة لا يصعب عليه إحراز تقدم فيها، وأخيرا يضع الفريق كله بتجربة واختبار أمام المالك الجديد خلال الموسم القادم.

 

لقد بدأ فعلا عهد العرّاب الجديد فاسوني في (إبريل/نيسان) الماضي عندما وعد جمهور الروزونيري بالعودة مجددا لمنصات التشامبيونزليغ، كان لأسابيع بسيطة أن تمر بعد ذلك الوعد ليتأكد الجمهور الميلاني أن الرجل جاد في وعوده!

 

الشعب يريد

قد يختلف البعض على الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تراجع ميلان، لكن أبدا لن يختلف جمهور الروزونيري أن الجودة المنخفضة للاعبين الذين ارتدوا قميص فريقهم كانت أحد تلك الأسباب، لقد عاش ميلان فترات غير قليلة يلعب -بالكاد- بـ 11 لاعبا وبعض البدلاء دون تناسق فني بالتشكيل، كان ذلك أهم ما شغل فاسوني بإستراتيجية عمله بالصيف.

 

 جماهير الميلان (رويترز)
 جماهير الميلان (رويترز)

 

فاسوني لا يريد فقط سد الثغرات، ولكن البناء للمستقبل والاعتماد على المواهب الشابة القادرة على دفع الفريق لسنوات، لم يلجأ الإيطالي للحلول السهلة كشراء الأسماء الجاهزة بأرقام مالية خرافية، ولكنه أراد هؤلاء الراغبين بتمثيل ميلان ومؤمنين بمشروع مونتيلا.

 

يمكنك بوضوح ملاحظة تركيز ميلان بالميركاتو الحالي على عاملي الحيوية والطموح في تدعيم كل خطوطه إلى جانب المستوى الفني الجيد بالطبع، يؤكد لك ذلك صغر سن اللاعبين الوافدين الذي يتراوح بين 21 و26 عاما، إلى جانب حقيقة أنهم دعائم أساسية مع فرقهم وظهورهم غير مرة على الصعيد الدولي، أما العامل الآخر وهو الطموح، فقد فضّل المنتقلون اللعب للنادي الذي سيضمن لهم مشاركات بدلا من الجلوس على دكّة أندية أخرى بوضعية أفضل من ميلان، وهو مؤشر على سعيهم ليكونوا جزءا من مشروع تتشكل أول ملامحه بالمنافسة الأوروبية!

 

لكن خطوة أخرى كانت تملأ رأس مونتيلا، وهي التخلص من كل هؤلاء اللاعبين قليلي أو عديمي الجدوى، لم يكن الوقت ليكون أنسب للإقدام على تلك الخطوة، فقد فتحت الإدارة خلال الأسابيع الماضية خطوط اتصال مع أندية بدوريات مختلفة لعرضهم للبيع، فرحل رسميا دييغو لوبيز، هوندا، هاشم مستور وآخرون سيلحقون بهم.

 

كان الخميس السادس من (يوليو/تموز) هو أول أيام تدريبات الاستعداد للموسم الجديد، زحفت جماهير غفيرة للروزونيري حيث ملعب التدريبات لتؤكد على دعمها لقرارات فاسوني وتمنح الثقة للاعبي مونتيلا، وتعلن إيمانها بما يمكن أن يُحقق بالعهد الجديد.

 

قوة "اليقين"

كلمة "Certezze" تعني بالعربية: اليقين، استخدمها فاسوني خلال تصريحه الذي نشره موقع "pianetamilan.it" بتاريخ 26 (يونيو/حزيران) الماضي عند سؤاله عن مصير دوناروما! في الوقت الذي تزاحمت الأخبار عن تمرد جيجي وانتقاله الوشيك للميرنغي أو لليونايتد بوصاية من وكيله مينو رايولا كانت تلك كلمات فاسوني "لا يوجد أخبار بشأن دوناروما، لكني على يقين أن الأمور ستحسم حول 3 (يوليو/تموز)"، وكأن الإيطالي يقرأ الطالع، فرغم كل ما كُتِب ونُشِر فقد بات تجديد الحارس لمدة 5 أعوام قريب جدا، لتُحل الأزمة وتحديدا في التاريخ الذي حدده فاسوني نفسه!

 

الحارس الشاب دوناروما (رويترز)
الحارس الشاب دوناروما (رويترز)

 

لكن اليقين الذي تحدث عنه ظهر مبكرا قبل أن تطفو أزمة دوناروما على السطح، لقد نجح بالفعل في حسم صفقاته الجديدة بثقة دون التلويح بأرقام مالية خرافية، فوفقا لموقع "transfermarkt.co.uk" فإن الميلان أتم تعاقده مع 7 لاعبين بأقل من 110 مليون يورو، والمفاجأة السارة هي مدى ملاءمة اللاعبين الجدد لأسلوب لعب مونتيلا، فقد جاءت الاختيارات موفقة للغاية.

 

بدأت بـماثيو موساكيو قلب الدفاع الأرجنتيني الذي فشل برشلونة بضمه سابقا، وهو على درجة كبيرة من الوعي التكتيكي في التمركز والتوقع والتعامل مع المساحات الناتجة عن تقدم الأظهرة وبالتالي مواجهة المرتدات الخاطفة، جيد بالمواجهات المباشرة والرقابة، يمتلك خبرة لا بأس بها أهلته لقيادة دفاع فياريال سنوات. لكن أكثر ما لفت انتباه مونتيلا بالأرجنتيني ربما يكون بناء الهجمة من الخلف وكشف الملعب الجيد إلى جانب دقة التمرير.

 

على يسار موساكيو الموسم القادم سيتواجد ريكاردو رودريغز ظهير فولفسبرغ السابق الذي كان إحدى دعائم الفريق الألماني الأساسية، ويتميز السويسري بإتقان التمرير والكرات العرضية، جيد دفاعيا بالمواجهات المباشرة والتغطية العكسية والكرات الهوائية. ريكاردو هو أحد الأظهرة التي تمنح المدربين حلولا جديدة، ذلك لأنه يجيد التوغل لعمق الملعب بجانب اللعب على الخط. يعيب رودريغز البطء وانخفاض اللياقة البدنية، لكنها عوامل يمكن لـمونتيلا معالجتها.

 

 الجانب الأيمن لم يكن أقل حظا، فلقد نال موهبة إيطاليا المتألقة لاعب أتالانتا أندريا كونتي، الظهير الصغير أحد أكثر لاعبي إيطاليا موهبة وشمولية. أندريا رائع جدا هجوميا، فهو أفضل من ينفذ الضغط العالي، ويتميز بالقدرة الفائقة على الاختراق بفضل سرعته ومراوغاته الذكية، صنع العديد من الفرص بفضل عرضياته المباغتة، الأكثر من ذلك هو أن كونتي يعد حلا هجوميا بمفرده بفضل تسديداته القوية وزيادته كثيرا لعمق منطقة الجزاء أثناء العرضيات العكسية، يكفي أن تعلم أنه سجل 8 أهداف بالموسم. الإيطالي يجيد الارتداد الدفاعي السريع، لكن يعيبه تهوره الهجومي الذي يخلف المساحات خلفه، لكن مع مدرب مثل مونتيلا تمكن من تحسين منظومة ميلان الدفاعية فلن يبدو الأمر خطيرا.

  

 

كونتي لن يشعر بالغربة، فقد سبقه زميله العاجي فرانك كيسي دينامو ميلان المنتظر، العاجي سيكون إحدى أهم أوراق مونتيلا في وسط ملعب السان سيرو، يتميز بقدرات بدنية رائعة ستمكنه من تحرير زملائه ودفع فريقه للأمام بجانب الوقوف كحائط صد أمام تقدم الخصوم، فرانك لا يستثنى من كل الصفقات الوافدة، يمتلك مهارة الاستلام والتسليم وصناعة الفرص الجماعية، العاجي أيضا من نوعية اللاعبين القابلين للتطور مع المباريات، سيكون لاعبا كبيرا إذا اعتنى به مدربه بميلان وبمنتخب بلاده.

 

بينما كان التركي أوغلو يتوجه لتوقيع العقد، انفرد "ميلان تي في" بنشر تصريح له قال فيه "رونالدينهو قدوتي، أشعر بالفخر لكوني بميلان". صانع الألعاب جاء للميلان ليخطو بمسيرته للأمام، ما ينقصه فعلا هو خوض تجارب المنافسة الحقيقية والفوز بالألقاب واكتشاف لأي مدى يمكن أن تصل موهبته. سيبحث صاحب الـ 23 عاما عن شخصية البطل خلال الموسم عندما سيدفع به مونتيلا بعمق الملعب الذي يلمع التركي باللعب فيه، كما يتميز بالاحتفاظ بالكرة تحت الضغط والتمرير الطولي الخطير، الأمر الآخر المهم أيضا هي تسديداته الصاروخية سواء من وضع الثبات أو الحركة. يعيبه المبالغة بالاحتفاظ بالكرة أحيانا بجانب البطء في التحضير والتراجع الفني في الأوقات الصعبة كما ظهر بشكل باهت خلال يورو 2016، لكنه يستحق الفرصة ويلائم ميلان اليوم.

 

أما هجوميا فماذا يريد مشجعو ميلان أفضل ممن يصفه كرستيانو رونالدو بخليفته؟ بالتأكيد المقصود هو أندريا سيلفا هداف بورتو الذي سجل 28 هدفا في 52 مباراة، أظهر خلالهم فاعليته الهجومية أمام المرمى وتحكمه بالكرة وشخصيته القوية بالمراوغات، الأمر الآخر هو تنوّعه في التسجيل من تسديدات أو عرضيات وحتى متابعات. سيلفا اختصارا هو المهاجم العصري القادر على التهديف وصناعة الفرص وخلق المساحة واللعب بأكثر من مركز، سيزاحم مهاجمي الكالشيو قريبا فقط إذا استطاع مونتيلا توجيهه بشكل سليم.

 

 

فاسوني خاض كل تلك المفاوضات من موقف قوة وليس ضعف، والدليل على ذلك أنه رفض استغلال الأندية لميلان بسبب المالك الجديد، ما يحدث حاليا بمفاوضاته مع فيورنتينا خير مثال، فمع احتياج الروزونيري لمهاجم هداف طُرح اسم لاعب الفيولا كيلانيتش ليفاجأ بأن ناديه قد طلب بداية 30 مليون يورو قبل أن يرد فاسوني سريعا بالرفض ملوحا برغبة اللاعب التي تحولت لورقة ضغط حتى طلبت الفيولا 25 مليونا ليرفض ميلان مجددا ويعلن أنه لن يدفع أكثر من 20 مليونا، حاليا تجري أخبار عن إمكانية الوصول لاتفاق بمبلغ يفوق 20 مليونا بقليل!

 

في الميدان

"لقد كان موسما إيجابيا، تطور أثناءه لاعبونا، عدنا للمنافسات الأوروبية، فزنا ببطولة" 

(مونتيلا، عقب نهاية الموسم)

 

الكرة الآن في ملعب مونتيلا، فهو أمام تحد كبير خلال الموسم سيتحدد على أساسه جدارته باستكمال قيادة انتفاضة الروزونيري أو تسليم الراية لآخر، لذلك لا بد أنه قام بتحديد أهدافه التي لن تخرج عن الحصول على مقعد بالتشامبيونزليغ والمنافسة الشرسة على بطولة الدوري الأوروبي، وقبل كل ذلك الوصول لأفضل تشكيل يمكنه التقدم بالكالتشيو.

 

بخصوص النقطة الأخيرة، سيلجأ مونتيلا للمزج بين الأسماء القديمة الجيدة مثل لوكاتيلي، بونافينتورا، سوسو، رومانيولي وبين الصفقات الجديدة، وسيحافظ بالتأكيد على أسلوب لعبه القائم على الجماعية والبناء من الخلف والصعود السليم بالكرة، كما ستظهر لمساته الفنية على الفريق ومدى قدرته على تعديل أخطاء الموسم الماضي بخسارة نقاط أمام فرق متوسطة وأسفل الدوري.

 

لا توجد أي إشارة أن موسم انتقالات ميلان قد انتهى، لكن بين يديه ما يكفيه لتنفيذ ما يريد على الملعب، وبالتالي لا يمكن تقديم قراءة نهائية عن الرسم التكتيكي الذي سيخوض به غمار الموسم، أهم ما يميز ميلان الحالي عن الأوقات السابقة المرونة التكتيكية المتاحة للمدرب، فيمكنه اللعب بـ (4/3/3)، (4/2/3/1)، أو (3/4/3)، وربما تكون تلك الأخيرة الأنسب لميلان!

 

ميدان - مونتيلا بالتدريبات (الأوروبية)
ميدان – مونتيلا بالتدريبات (الأوروبية)

 

ما يعيق انتفاضة الروزونيري حاليا هي وجود دكّة بدلاء قوية، فمع تراكم مباريات الموسم التي ستزيد بسبب البطولة الأوروبية وكذلك المباريات الدولية يُتوقع حدوث إصابات وهبوط بالمستوى، فيجب على مونتيلا من الآن الاستعداد لذلك الأمر.

 

قد يلجأ ميلان للتعاقد مع مهاجم صاحب اسم يريد خوض تجربة جديدة وتوجد عنده دوافع شخصية للتألق، قادر على الحسم ويمكن لزملائه الاعتماد عليه، الأسماء المتداولة الآن هي: موراتا، بيلوتي. لو قرر النادي ضم أي من الاسمين ستضاف لتشكيلته قوة ضاربة تمكن مونتيلا من إزعاج متصدري الكالتشيو العام القادم.

 

أخيرا، مشروع ميلان يخطو بخطوات ثابتة على الطريق الصحيح، بل ربما تكون تجربة إحياء تقدم نموذجا تتعلم منه أندية أخرى لو استطاع الروزونيري العودة للأدوار الإقصائية بالتشامبيونزليغ خلال عامين!

المصدر : الجزيرة