شعار قسم ميدان

"ما وراء المنطق".. لماذا يعد باولينيو الخيار الأمثل لبرشلونة؟

ميدان - باولينيو برشلونة
كم هي عظيمةٌ تلك اللعبة، تلك الكرةٌ المِعطاءةٌ التي لا تُغلق بابها في وجه أحد أبدا، هي من انتشلت طفل روزاريو المريض بنقص هرمون النمو لتحوله إلى معجزة عالمية، وهي أيضا من انتشلت طفل ساو باولو الذي فشِل في توتنهام وانتقل منه إلى الصين لتهديه المستديرة لمستها الساحرة وتجعله زميلا لهذه المعجزة في برشلونة.

 

ليس عيبا أن تتدرج في عدد من الأندية المجهولة قبل كورينثيانز، ليس عيبا أن تفشل في إنجلترا ولا أن تتجه لكبش الأموال من الخزانة الآسيوية حديثة العهد، ليس عيبًا أن تصل إلى التاسعة والعشرين من عمرك دون إنجاز حقيقي، فالعيب لن يكون سوى على مَن يُنفق 40 مليون يورو لأجلك بعد كل ذلك.

 

هل تبدو الصورة بتلك السوداوية التي اقترحها صامويل مارسدين عبر "إي إس بي إن" (ESPN) في عنوانه المتسائِل حول خُطة برشلونة لإدارة سوق الانتقالات، مُنتهيا باستنتاجِ أنّه لا توجد خُطة على الإطلاق؟(1) لنرى..

 

خلال تقديم باولينيو لاعب برشلونة الجديد للصحافة في 17 (أغسطس/آب) (الأوروبية)
خلال تقديم باولينيو لاعب برشلونة الجديد للصحافة في 17 (أغسطس/آب) (الأوروبية)

 

نصف الكوب المملوء

لا يمكن أن تَمُر صفقة كتلك دون طرح مثل تلك الأسئلة: لماذا باولينيو على وجه التحديد؟ لماذا تَتَكبد مثل ذلك المبلغ لضم مثل هذا اللاعب بشرطه الجزائي رغما عن ناديه؟ ما الذي سيعود عليكَ حقا منه؟ هل كان هو الخيار الوحيد المطروح؟ أم أنه يملك ما لا يملِكه سواه؟

 

مع الفارق في نوعية اللاعبين بالطبع، ألم يكن هذا المبلغ هو نفسه الكافي لكسر تعاقد جان ميشيل سيري، لاعب وسط نيس المطروح بقوة مؤخراً؟ ولكننا سنسلم بأن برشلونة يمتلك عددا لا بأس به من صناع اللعب المتأخرين على رأسهم أندريس إنييستا ثم إيفان راكيتيتش بالإضافة لرافينيا وأندريه غوميز -عديم القيمة والفاعلية حتى الآن، لكنه يظل موجودا- ناهيك عن أردا توران الذي جاء "ولا نعلم لماذا" ولكنه أتى.

 

يمكن القول إن برشلونة بحاجة للاعب وسط بمواصفات دفاعية، على فرض أن خافيير ماسكيرانو يُعتبر قلب دفاع في الوقت الحالي، خاصةً وأن هذا المركز يَفتقر للعمق الكافي بوجود بيكيه وأومتيتي ومارلون فقط. يُصنف باولينيو كلاعب "بوكس تو بوكس" مميز في الانطلاقات الهجومية إلى جانب قدراته الدفاعية، كل تلك الأمور ظهرتْ عليه في كأس العالم للأندية 2012 الذي فاز به مع كورينثيانز على حساب تشلسي، إنجازه الوحيد على الساحة العالمية.

 

ربما يفتقد وسط برشلونة هذا النوع من اللاعبين حقا، فاللاعب الدفاعي الوحيد الموجود "سيرجيو بوسكيتس" يمتلك الرؤية وجودة التمرير كمميزات إضافية بينما يعيبه البطء وقلة الفائدة حال وجوده بالصندوق -رغم أن هذا الأمر الأخير لم يكن أبداً من أدواره- لذلك لمَ لا؟ من الممكن أن يتحول برشلونة إلى (4-2-3-1) بوجود ميسي صراحة في العمق كصانع ألعاب، على أن يتقاسم باولينيو وبوسكيتس مركزي الدائرة.

 

 

لعل هذا القالب سكون قابلا للاكتمال بشكل مثالي إن نجح برشلونة في إتمام التعاقد مع الثنائي المُستهدف عثمان ديمبلي وفيليبي كوتينيو لشغل الجناحين الأيمن والأيسر على الترتيب، جناح قادر على فتح الملعب من جهة اليمين إلى جانب قدرته على استخدام قدميه بنفس الكفاءة للمراوغة، وصانع ألعاب آخر في صورة جناح عكسي يملك جودة التسديد كخيار إضافي، وقادر على الوجود داخل الصندوق لكسر عُزلة لويس سواريز المُتراجِع بقوة.

 

لماذا يُطرح هذا التصور؟ يجيبنا روهيث ناير في تحليله لسر فشل باولينيو مع توتنهام عبر (Sportskeeda) رغم تسجيله لثمانية أهداف في موسمه الأول، هو أنه بحاجة لخطة تسمح باستغلال مميزاته كاملة، حيث تكفل له لاعبا مجاورا قويا على الصعيد الدفاعي؛ ليمنحه الحرية الكافية للانطلاق من وراء الخط الأمامي ومباغتة الخصم المنشغل بالتضييق على الأسماء السالف ذكرها، وهو ما لم يجده لدى ماوريسيو بوكيتينو الذي لا يعترف بتلك الطريقة(2).

 

ليس ذلك فقط هو الممكن، بل قد تُتاح فرصة مدِّ حياة إنييستا داخل (4-3-3) لموسم آخر بوجود البرازيلي المتألق في تلك الطريقة مع منتخب بلاده، وفي حالة فشل صفقة كوتينيو سيكون الأمر أكثر سهولة، فبوجود باولينيو على يمين الدائرة ووراءه سيميدو، يمكن تدعيم وإغلاق الجبهة اليمنى دفاعا وهجوما بشكل يوفر لميسي الحرية الأكبر داخل العمق. وفي الوقت ذاته، لا يظهر برشلونة وكأنه محروم من طرفه الأيمن كاملا؛ نظرا لتحميل سيرجي روبرتو وإيفان راكيتيتش ما لا طاقة لهما به، بينما يَشغل ديمبلي الرواق الآخر برفقة الرسام ومن ورائهما ألبا.

 

ربما تبدو الصورة مشرقة لوهلة، حتى ولو رفض ليفربول عرضين للتخلي عن نجمه البرازيلي وأصدر بيانا يعزز هذا الرفض(3)، وحتى لو اختفى ديمبلي في ظل تمسك ناديه بمبلغ خرافي للاستغناء عن خدماته(4).

 

هل يوجد كوب من الأساس؟
إن اعتبرنا إنييستا بديلاً لميسي في صناعة اللعب، ودينيس سواريز بديلاً للأجنحة، وبإخراج الثنائي بوسكيتس وباولينيو من المعادلة، يحصل برشلونة على 6 لاعبين في الوسط دون وظيفة (الأوروبية)
إن اعتبرنا إنييستا بديلاً لميسي في صناعة اللعب، ودينيس سواريز بديلاً للأجنحة، وبإخراج الثنائي بوسكيتس وباولينيو من المعادلة، يحصل برشلونة على 6 لاعبين في الوسط دون وظيفة (الأوروبية)

 

ربما هناك بعض الحق فيما سبق، ولكن كم من باطل يُراد به الحق، فاحتمالية مزاحمة كوتينيو لميسي بداخل العمق ومن ثَمَّ إعادة إنتاج مشاكل نيمار التكتيكية والوجودية تبقى قائمة ولو في علم الغيب، وفي ضوء حل الـ(4-2-3-1) أو حتى ما يليه علينا أن نسأل: هل بوسكيتس هو هذا اللاعب المذكور أعلاه من الأساس؟ هل يمثل تلك النوعية مِن قاطعي الكرات؟ إن كانت تلك هي نقطة تفوقه فلماذا ضحى غوارديولا بلاعب مثل يايا توريه في أوج عطائه لأجله؟ من يؤدي هذا الدور وراء باولينيو في البرازيل؟ كاسيميرو.. بالضبط.

 

أيضا إن اعتبرنا إنييستا بديلاً لميسي في صناعة اللعب، ودينيس سواريز بديلاً للأجنحة، وبإخراج الثنائي بوسكيتس وباولينيو من المعادلة، يحصل برشلونة على 6 لاعبين في الوسط دون وظيفة –رافينيا، أردا توران، سيرجي روبرتو، أندريه غوميز، سيرجي سامبر، كارلس ألينا-، وليس بينهم مَن يمكنه الانخراط بمثل هذه الطريقة دون أن تضع يدك على قلبك سوى سامبر وبالكاد روبرتو، ربما غوميز أيضا إن اكتشف فالفيردي ما عجز إنريكي عن إيجاده بالموسم الماضي، وبأي حال لا يمكنك أن تستبقي منهم سوى اثنين أو ثلاثة على أقصى تقدير.

 

بالانتقال إلى نموذج استمرار (4-3-3)، وجب إعادة التأكيد على الاختلاف النوعي بين بوسكيتس وكاسيميرو، بينما يمكن التغاضي عن مقارنة إنييستا وريناتو أوغوستو، خاصةً وأن الأخير مُراوغ وممرر جيد، يبلغ من العمر 29 عاما، ويلعب أيضا في الصين، أي بالمعطيات الحالية لا تندهش إن كان هو بديل الرسام المستقبلي.

 

باستثناء ذلك الأمر العابر، لا توجد سوى مشكلة بسيطة للغاية يخبرنا عنها السيد ناير مرة أخرى: لمسته الأولى ثقيلة. بتعبير آخر، برشلونة أنفق 40 مليون يورو لضم لاعب وسط لا يجيد التمرير من لمسة واحدة، الأطرف أنه فقد الاستحواذ -في الدوري الصيني- أكثر من أي لاعب في خط وسط برشلونة الحالي(2). باختصار قام النادي الكتالوني لتوه بشراء النقيض الكامل لفلسفته، اللعنة على السرطان، هل كان عليه أن يهزمك قبل أن نسمع قولك في ذلك يا يوهان؟!

 

لأن الأرض أوسع مما تحت قدميك

undefined

 

دعك تماما من التفاصيل التكتيكية المزعجة، ولنكرر السؤال بصيغة أوضح وأكثر مباشرةً: إذا كان كل ما ترغب به هو لاعب وسط يجمع بين المميزات الدفاعية الهجومية ولا يمثل لك العمر مشكلةً حقيقيةً، هل كان باولينيو هو خيارك الوحيد؟ لمَ لَم تفكر في بليز ماتويدي(5) الذي حصل عليه يوفنتوس بنصف ثمن باولينيو 20 مليون يورو؟ ربما يبلغ من العمر 30 عاماً ولكن بالمقاييس الحالية للسوق سعر كهذا يُعتبر سرقة علنية نتجت عن اضطرار باريس سان جيرمان للبيع بعد إنفاقه لكمٍّ مهول من الأموال يقبع الآن في خزانتك أنتَ تحديدا.

 

لمَ لا؟ يمكن الافتراض بأن باريس لن يبيع لبرشلونة في ظل العلاقة المتوترة مؤخرا بين الطرفين، حسنا ماذا عن سامي خضيرة لاعب يوفنتوس نفسه؟ ربما لن يفرط فيه البيانكونيري، ربما هو كثير الإصابات فلا داعٍ، ربما هو لاعب سابق لريال مدريد رغم أنه لم يتركه وهو على وفاق تام معه ولكن هذا الأمر قد يقف حائلا.

 

ماذا عن فيكتور وانياما؟ لا، بوكيتينو قد يترك لك هاري كين قبل أن يتركه، والتفاوض مع دانييل ليفي بمثابة صداع لا قِبَل لتلك الإدارة الكتالونية به، فلا يوجد من يمكنه القول إنه أخضع فلورنتينو بيريز في الميركاتو سوى مالك توتنهام، 100 مليون = 100 مليون لا ينقصون فِلسا حتى لو تطلّب الأمر الصيف بأكمله.

 

إذًا، ما رأيك بأرتورو فيدال؟ كاسحة تشيلية لا يُشق لها غُبار، ولكنه سيكون خيارا مكلفا للغاية، ناهيك عن صعوبة تخيُّل بايرن ميونيخ بالحماقة الكافية للتخلي عنه. راديا ناينغولان؟ لا، لا تحاول، لقد نفذ مخزون الحجج! روما ليس مغريا بالبقاء أمامك، وليس من الأندية المرهقة في عملية البيع، بربِّك لقد باع هدافه بـ42 مليون يورو(6)، إلا إن كان هناك من يجرؤ على القول في كامل وعيه إن باولينيو أفضل من البلجيكي.

 

بين الحُلم والخرافة
كبير هو المبلغ على لاعب بديل، ولكن بالنظر لدفع مبلغ مماثل من أجل أندريه غوميز الصيف الماضي قد يمر الأمر بسهولة، ويمكن لأجله التغاضي عن حقيقة أن راتب باولينيو سيكون مُكلفا (الأوروبية)
كبير هو المبلغ على لاعب بديل، ولكن بالنظر لدفع مبلغ مماثل من أجل أندريه غوميز الصيف الماضي قد يمر الأمر بسهولة، ويمكن لأجله التغاضي عن حقيقة أن راتب باولينيو سيكون مُكلفا (الأوروبية)

 

حديث تكرر في السابق عن "الخطة البديلة" لطريقة برشلونة متمثلةً في مهاجم صندوق متميز في الكُرات الهوائية، يَصلح لفك المباريات المغلقة حال عجز الطرق المعتادة عن تحقيق الهدف، فهل من الممكن أن يكون البارسا قد قرر اللجوء لهذا المفهوم بشكل مغاير عبر لاعب الوسط البرازيلي المُختلف، وأنه سيمثل حل الانطلاق من الخلف والتسجيل كخطة بديلة؟ ربما يكون الأمر كذلك، فهو في النهاية أقلُ التبريرات قُبحا.

 

كبير هو المبلغ على لاعب بديل، ولكن بالنظر لدفع مبلغ مماثل من أجل أندريه غوميز الصيف الماضي قد يمر الأمر بسهولة، ويمكن لأجله التغاضي عن حقيقة أن راتب باولينيو سيكون مُكلفا، وأنه بنهاية عقده في سن الثالثة والثلاثين أو قبل ذلك، ستكون احتمالات ظهور العنقاء أكثر ارتفاعا من احتمالية إيجاد الزبون المثالي لتعويض تلك الخسائر.

 

وكأن الأمر بحاجة لما يزيده سوءًا -لا.. ليس ذاك العرض المزري الذي شاهدتموه خلال تقديمه- ظهرت تغريدة منسوبة له في السادس والعشرين من (أكتوبر/تشرين الأول) عام 2013، أي يوم الكلاسيكو الأول لموسم تاتا مارتينو (2-1 لبرشلونة) وهو يصف النادي والإقليم كاملا بـ"العاهرات".

 

ميدان - التغريدة المنسوبة لباولينيو (مواقع التواصل)
ميدان – التغريدة المنسوبة لباولينيو (مواقع التواصل)

 

بالطبع لا وجود لتلك التغريدة على حسابه في الوقت الحالي، قد لا تعدو محض افتراء، وإن صحَّت فلا يوجد ما يمكن لومه عليه، لا بد وأن باولينيو يفكر مثل غالبية البشر، خاصةً وأنه أكثرنا علما بإمكانياته وبالتالي أنَّى له أن يتوقع ذلك؟

 

بالانتقال إلى حساب تويتر الخاص به فهو لم ينشر شيئا منذ الحادي عشر من (أغسطس/آب)، ولم يُحدِّث بياناته بصفته الجديدة كلاعب في صفوف برشلونة، هل كان منشغلا لتلك الدرجة، أم لم يستوعب الأمر بعد؟ ربما هي إستراتيجية لتفادي سباب المغردين وتركه يتركَّز على الإدارة عبر حساب النادي الرسمي "بأي حال لا يبدو أنها قد نجحت". للأمانة باولينيو ليس مغردا نشطا، فحصيلته هي 633 تغريدة في قرابة 5 سنوات(7).

 

الجانب الآخر من الجانب الآخر للجانب الآخر سيكون الجانب الآخر(8)

قد تفشل محاولات إضفاء جانب من الإثارة على القصة الآتية لأنها سرت كالنار في الهشيم عبر الأيام الماضية، ولكن لا مفر من إعادة روايتها، فهي الأكثر قابلية للتصديق والأعمق صلة بالمنطق. يبدأ الأمر من شركة "أديلتي" (ADELTE) العالمية لخدمات الموانئ والمطارات والنقل البري والتي تطمح لتثبيت أقدامها بآسيا، خاصةً الصين، كأكبر الأسواق العالمية، وبالفعل تمتلك استثمارات في تايبي (تايوان) وهونغ كونغ وكيلونغ، وكلها أراضٍ خاضعة للحكم الصيني.

 

تسعى تلك المجموعة الاقتصادية الطموحة لاختراق عمق البلاد، وها قد أتت الفرصة عبر مشروع "جزيرة زهرة المحيط" وهو أرخبيل جزر صناعية تحت الإنشاء في جنوب الصين تتولاه مجموعة إيفرغراند وتهدف لإنهائه بحلول عام 2020. أحد أكبر المنافسين لـ"أديلتي" (ADELTE) على تلك الصفقة هي مجموعة "أي سي إس" (ACS) المملوكة لعملاق الإنشاءات الإسباني ورئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز.

 

بارتوميو رئيس نادي برشلونة مع الوافد الجديد باولينيو (الأوروبية)
بارتوميو رئيس نادي برشلونة مع الوافد الجديد باولينيو (الأوروبية)

 

يتضح في نهاية هذا الفيلم الهابط أن الشريك الأبرز بمجموعة (ADELTE) ومديرها التنفيذي هو لا أحد سوى جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس برشلونة، وأن مجموعة إيفرغراند هي مالكة النادي الصيني المُسمَّى "غوانغزو إيفرغراند". يا للمفاجأة، إنه النادي نفسه الذي اشترى منه البارسا باولينيو بقيمة كسر التعاقد(9).

 

بالطبع، تظل كل تلك القصة مجرد ادعاءات، ربما يؤكدها المستقبل أو ينفيها، ولكن بوضعها جنبا إلى جنب مع تصريح المدرب إرنستو فالفيردي قبل ذهاب السوبر الإسباني عن "عدم معرفته بشأن اللاعبين المرتبطين بالانتقال لبرشلونة إعلاميا"، وهم تحديدا الثلاثي باولينيو وكوتينيو وديمبلي(10)، مع تزيين الكعكة بحقيقة أن تلك الصفقة هي الأولى من نوعها التي يحقق خلالها أحد الأندية الصينية رِبحًا منذ بداية ثورتهم المالية الأخيرة)11)، "غوانغزو اشترى اللاعب بـ14 مليون يورو ليبيعه بـ40 مليون أي استرد ما دفعه وفوقه حوالي 185% كأرباح"، بترابط كل الخيوط معا لن تستطيع منع أنفك من اشتمام تلك الرائحة مهما حاولت.

 

قبل أن يتدخل المستقبل، كان هناك من سارع بالنفي، إدارة برشلونة نفسها في بيان رسمي(12) هددت خلاله باتخاذ الإجراءات القانونية ضد مصدر القصة وعلى رأسها المطالبة بالتعويض عن الأضرار، مؤكدةً أنها لن تتسامح أبدا مع نشر معلومات كاذبة حول النادي أو مسؤوليه، ولكن في ضوء ما حدث بصفقة ضم نيمار مقابل 40 مليون يورو، اتضح لاحقا أنهم 90، والتي أجبرت الرئيس السابق ساندرو روسيل -الذي كان بارتوميو نائبا له- على الاستقالة(13)، إن كان هناك مكان لا ترغبون بالوجود فيه حقا، فهو المحكمة!

المصدر : الجزيرة