شعار قسم ميدان

أبرزهم رانييري وهودسون.. تعرّف على أكثر المدربين الذين تعرّضوا للإقالة

ميدان - كلاوديو رانييري

في كرة القدم تتعدد أسماء بعض المدربين، مشاهير بلا ألقاب كبيرة، لكنهم هناك دائما في الساحة، وترتبط أسماؤهم بالإقالات المتكررة أكثر من ارتباطها بالصعود إلى منصات التتويج. يعرض هذا التقرير أربعة من هذه الأسماء.

روي هدسون

استمرت مسيرة اللاعب الإنجليزي روي هدسون أحد عشر عاما، كان لاعبا متواضعا في أندية متواضعة معظمعها إنجليزية، لكن مسيرته التدريبية استمرت لأكثر من أربعين عاما، رغم فشله في تحقيق أي لقب في بلده الأم. بدأ الإنجليزي صاحب الثمانية والعشرين عاما آنذاك مسيرته التدريبية عام 1976 بقيادة فريق هالمستاد السويدي، فالفريق الذي كان يصارع من أجل البقاء في الدوري حصد اللقب بعد عام واحد من تولي هدسون قيادته، ثم حصد لقبا آخر عام 1979، كل ذلك كان مُبشرا بميلاد مدرب كبير.

ثم تولى قيادة فريق بريستول سيتي عام 1982، لتستمر قيادته أربعة أشهر فقط قبل الإقالة لسوء النتائج ولمشاكل مادية بالفريق.

undefined

فعاد مرة أخرى للسويد مدربا لفِرَق متواضعة، ثم عام 1984 قاد فريق مالمو فحقق الكثير من الانتصارات المحلية، لينتقل بعدها إلى فريق نوشاتل السويسري، الذي قاده لتدريب منتخب سويسرا حتى عام 1995. وخلال تلك الفترة استطاع المنتخب السويسري التأهل لكأس عالم 1994 ويورو 1996 لينتقل بعدها إلى إيطاليا ليدرب إنتر ميلان محققا معهم نتائج متواضعة لم تؤهل الفريق لحصد أي لقب حتى عام 1997. مما دفع الإنجليزي إلى العودة لإنجلترا، حيث الإقالة الثانية من فريق بلاكبيرن الذي لم يكمل معه سوى موسم واحد فقط. وعلى الرغم أنه أثناء تدريبه للفريق الإنجليزي أعرب كل من اتحادي كرة القدة الألماني والإنجليزي عن رغبتهم في خدمات هدسون، فإن الأخير رفض إنهاء عقده مع بلاكبيرن الذي أقاله بعدها لسوء النتائج[1].

ثم عاد إلى أوروبا مرة أخرى إلى أن استقر في عام 2001 لمدة ستة أشهر فقط في فريق أودينيزي الذي أقال هدسون للمرة الثالثة في مسيرته لسوء النتائج أيضا، فعلّقت الصحف بأن هدسون صرّح بأنه نادم على اختياره لأودينيزي ذلك الفريق الغريب، مما نفاه هدسون بعد ذلك.

تولى هدسون في أبريل/نيسان عام 2002 قيادة المنتخب الإماراتي الذي فشل معه هدسون في إعداد الفريق لأي بطولة حسب تصريح يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم[2]، فنال هدسون إقالته الرابعة في يناير/كانون الثاني عام 2004. لينتقل بعدها لتدريب نادي فاكينج النرويجري ثم منتخب فنلندا في ديسمبر/كانون الأول عام 2007. وعاد هدسون مرة أخرى للدوري الإنجليزي لقيادة فريق فولهام الذي استطاع هدسون تأمين بقائه بالدوري الإنجليزي، مما حفظ ماء وجهه في إنجلترا، ثم تقديمه موسما جيدا آخر معهم 2008/2009 كان سببا في حصوله على لقب مدرب العام مما جعله خيارا جيدا لتولي قيادة المنتخب الإنجليزي، إلا أن هدسون فضّل تقديم خدماته لنادي ليفربول الذي قدّم له عقدا لمدة ثلاث سنوات بداية من يوليو/تموز عام 2010، ومرة أخرى سوء النتائج مع الريدز آلت إلى إقالته في نهاية العام نفسه وللمرة الخامسة في تاريخه[3]، ثم انتقل إلى نادي ويست بروم لمدة موسم واحد قبل انتقاله لتولي قيادة المنتخب الإنجليزي منذ عام 2012 حتى عام 2016.

ونجح هدسون في التأهل لبطولتي يورو 2012 ثم 2016، لكنه غادر سريعا في الدور ربع النهائي في الأولى على يد المنتخب الإيطالي والثانية على يد المنتخب الآيسلندي في مفاجأة مدوية، وقطعا لن يذكر أحد أداء المنتخب الإنجليزي في مونديال 2014، إذ كان حاضرا غائبا فشل حتى في الصعود من دور المجموعات، فتلقى هدسون إقالته السادسة[4] في تاريخه عام 2016.

قال هدسون[5] في تصريح قديم نوعا: "إن الناس تتغافل عن النظر إلى تاريخه خارج إنجلترا، فتاريخه يضعه في الخانة نفسها مع السير أليكس فيرغسون".

ستيف ماكلارن
undefined

بدأ ماكلارن مسيرته التدريبية مساعدا لكل من دينيس سميث وفيرغسون ثم يوران إريكسون، ثم تولى مهام تدريب ميدلسبره في عام 2001 حتى عام 2004 محققا معهم نتائج مرضية جعلته يوصف بأنه المدرب الأنجح في تاريخ النادي، واستطاع أن يحصد معهم لقب كأس الرابطة، إلا أن ماكلارن كان يحلم بتدريب المنتخب الإنجليزي الأول، فوافق على أن يكون مساعدا لإريكسون مرة أخرى بنهاية عام 2004، وبعد أن قرر أريكسون الرحيل عن المنتخب كان ماكلارن هو المرشح الأبرز لتولي قيادة الأسود الثلاثة، فتولى قيادته[6] في أغسطس/آب 2006 معلنا أنها ستكون حقبة مختلفة تماما وسيقوم بكثير من التغييرات، فأقصى كلًّا من بيكهام[7] وكامبل وديفيد سميث، فعلى الرغم من كونه جيلا ذهبيا للمنتخب الإنجليزي آنذاك، إذ تلمع أسماء مثل جيرارد ولمبارد وروني وأوين ونيفيل وكاريغير وغيرهم، فإن هذا المنتخب تحت قيادته فشل في التأهل ليورو 2008، فكانت إقالته الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 كواحد من أقصر فترات التدريب في تاريخ المنتخب[8].

لينتقل بعدها لنادي تيفينتي الذي استطاع مع حصد لقب الدوري الهولندي لموسم 2009 – 2010، وانتقل بعدها ماكلارن للدوري الألماني لقيادة نادي فولفسبورغ في مايو/أيار 2010، إلا أن نتائجه المتواضعة مع الفريق أفضت إلى تلقيه إقالته الثانية[9] في تاريخه في فبراير/شباط 2011، فعاد إلى إنجلترا مرة أخرى مدربا لنادي ديربي كاونتي وفشل أيضا في الصعود بالفريق من بطولة التشامبيونشيب إلى الدوري الممتاز فكانت إقالته الثالثة[10] في مايو/أيار 2015، لينتقل بعدها إلى نادي نيوكاسل في عقد كان من المفترض أن يمتد لثلاث سنوات إلا أن خساراته المتتالية حالت دون ذلك، فتلقى إقالته[11] الرابعة والثالثة على التوالي في مارس/آذار 2016، فعاد إلى ديربي كاونتي الذي أقاله مرة أخرى بعد أقل من ستة أشهر فقط[12] في مارس/آذار 2017 في واحدة من أشهر سلاسل الإقالات المتتالية في تاريخ الدوري الإنجليزي، بعد أن كان من المنتظر أن يوضع اسم ستيف ماكلارن مع كبار مدربي اللعبة في إنجلترا.

سام ألارديس
تردد اسم المدرب الإنجليزي سام ألارديس كثيرا في نهايات عام 2016 كواحد من مرشحي تدريب المنتخب الإنجليزي، ووقع عليه الاختيار، إلا أن اسمه تردد مرة أخرى إثر إقالته من تدريب المنتخب بسبب فضيحة كروية. لكن تلك الإقالة لم تكن الأولى في تاريخ المدرب الإنجليزي صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الإنجليزية، إذ بدأ ألارديس مهامه التدريبة عام 1989، وكان ضمن الجهاز الفني لفريق ويست بروميتش تحت قيادة بريان تالبوت، وعقب خروج الفريق من كأس الاتحاد تمت إقالة الجهاز الفني.

وفي عام 1994 انتقل ألارديس مدربا لفريق بلاك بول الإنجليزي بدوري الدرجة الثالثة، وبعد تحضيرات ألارديس الكثيرة التي كلّفت النادي، فشل في الصعود بهم لمدة موسمين متتاليين، مما دفع مالك النادي أوين أويستون الذي كان يقضي عقوبة بالسجن إلى إقالة ألارديس من داخل زنزانته. وبعد نجاحه في الصعود بنادي نوتس كاونتي إلى دوري الدرجة الثالثة، وفي عام 1999 عاد ألارديس إلى نادي بولتون وتلك كانت فترة ألارديس الأكثر نجاحا، فصعد بالفريق إلى بطولة الدوري الممتاز في موسم 1999 – 2000، ونجح في إبقاء الفريق طوال فترة توليه مهام تدريب الفريق حتى عام 2007، ثم انتقل إلى فريق نيوكاسل لموسم واحد منفقا ما يقارب 16 مليون جنيه إسترليني[13] في سوق الانتقالات دون تحقيق النتائج المرجوة فتلقى إقالته الثالثة[14] في مطلع عام 2008. وفي نهاية العام نفسه انتقل إلى نادي بلاكبيرن منفقا أموالا طائلة على صفقات دون تحقيق نتائج مرضية لإدارة النادي أو الجماهير مما أدى إلى إقالته[15] في نهاية عام 2010، وكالعادة كان إنجازه الوحيد أن الفريق لم يهبط إلى بطولة التشامبيونشيب.

undefined

واستمر ألارديس عدة مواسم مع كل من ناديي ويستهام يونايتد وساندرلاند ولم يهبط أي منهما تحت قيادة ألارديس، ثم في عام 2016 تولى قيادة المنتخب الإنجليزي لمدة 67 يوما فقط لعب خلالهم مباراة واحدة فقط حقق الفوز فيها، إلا أن صحيفة التليغراف قد نشرت لقطات مصورة لسام ألارديس يشرح فيها لأحدهم كيفية الالتفاف على قواعد الاتحاد الإنجليزي والفيفا وسوق الانتقالات في الكرة الإنجليزية، وواصفا المدرب الأسبق روي هدسون ومساعده غاري نيفيل بألفاظ نابية، فاتفق الاتحاد الإنجليزي مع ألادريس على ترك مهام التدريب عقب تلك الفضيحة[16].

 

كلاوديو رانييري

استمرت مسيرة رانييري التدريبة لأكثر من ثلاثين عاما، وبدأ مسيرته الحقيقية مع فريق كالياري[17] بعد أن نجح مع الفريق منذ توليه قيادته عام 1988 في الصعود به من السيريا سي إلى الدوري الإيطالي الأول/سيريا آ. بعدها انتقل رانييري إلى نادي نابولي في عام 1991 واستمر معهم لمدة موسمين، وعلى الرغم من تحقيقه نتائج مرضية نوعا؛ إذ حصد الفريق المركز الرابع وصعد إلى بطولة الدوري الأوروبي، فإنه بسبب مشاكل مادية بالفريق أعلنت إدراة النادي تخليها عن خدمات رانييري، فكانت إقالته الأولى، لينتقل بعدها إلى نادي فيوريتينا عام 1993 محققا معهم الصعود إلى السيريا آ ثم لقبي الكأس والسوبر إلى عام 1997.

undefined

بعدها قرر الإيطالي الانتقال إلى الليغا الإسبانية، فتولى تدريب فريق فالنسيا لمدة موسمين أشاد الجميع بأدائه مع الخفافيش، لينتقل بعدها إلى أتليتكو مدريد الذي قدم أداء متواضعا فاستقال في سبتمبر/أيلول عام 2000، لتكون وجهته التالية هي الدوري الإنجليزي. فتمكّن من قيادة نادي تشيلسي منذ عام 2000 حتى عام 2004، وبرغم أن رانييري لم يحرز أي لقب مع البلوز، فإن في عهده انتقل إلى تشيلسي لاعبون مثل لامبارد وغالاس وفيرون وكريسبو وماكليلي وروبن ودروغبا وغيرهم، لكن قدوم مورينيو كان سببا في رحيل رانييري عن تشيلسي، فعاد مرة أخرى إلى فالنسيا في يونيو/حزيران 2004 بعقد كان من المفترض أن يمتد إلى ثلاث سنوات. أداؤه المخيب للآمال مع الفريق أدى إلى الإقالة للمرة الثانية[18] في تاريخ المدرب الإيطالي في يونيو/حزيران 2005، عاد بعدها رانييري إلى بارما في فبراير/شباط 2007 منقذا الفريق من الهبوط.

تكاثرت الأقاويل عن عودته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى، لكنه في مايو/أيار 2007 رحل عن بارما بإرادته منتقلا إلى فريق يوفينتوس، فكانت بدايته قوية نوعا مع الفريق، إلا أنه طوال موسمين لم يتمكّن الإيطالي من إحراز أي لقب مع البيانكونيري، مما دفع الإدارة للتخلي عن خدمات رانييري، لتكون هذه هي إقالته الثالثة[19].

تولى رانييري قيادة نادي روما في سبتمبر/أيلول 2009، ورغم مقاتلة رانييري للحصول على اللقب موسم 2009 – 2010، فإن البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب الإنتر ميلان آنذاك حال دون ذلك حاصدا اللقب بفارق نقطتين عن روما، ورحل رانييري عن الفريق في فبراير/شباط 2011، وفي نهاية العام نفسه تولى الإيطالي تدريب الإنتر، إلا أن سوء نتائجه مع الفريق دفعت به إلى الإقالة الرابعة[20] في تاريخه.

كانت وجهة رانييري الجديدة هي الكرة الفرنسية، فانتقل إلى موناكو في مايو/أيار 2012، ورغم صعوده بالفريق إلى الدوري الأول ونتائجه الجيدة مع الفريق لمدة موسمين فإن عقده لم يُجدّد، وبنهاية عقده مع موناكو في مايو/أيار 2014 تولى الإيطالي مهام تدريب المنتخب اليوناني في يوليو/تموز من العام نفسه، إلا أن سوء إدارته للمنتخب وعدم إقامته في اليونان أصلا صعّب عليه المهمة، فكانت نتائجه مع المنتخب اليوناني مخيبة للآمال، فتلقى إقالته الخامسة[21] في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، مصرحا[22] أنه نادم على تولي تدريب المنتخب اليوناني.

عاد رانييري مرة أخرى للدوري الإنجليزي الممتاز عام 2015، وكان موسم 2015 – 2016 موسما مفاجئا للجميع، إذ تمكن نادي ليستر سيتي تحت قيادته من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه حتى أُطلق عليه "الملك كلاوديو"، وعلى الرغم من أنه لا أحد كان ينتظر الكثير من ليستر سيتي كأن يُقدِّم موسما مشابها لذلك الموسم، فإن موسم 2016 – 2017 كان كارثيا لحامل اللقب، فقد كانت نتائج الفريق متواضعة للغاية ببطولة الدوري الممتاز، فبعد خمس وعشرين مباراة أصبح الفريق على بُعد نقطة واحدة من الفِرَق المهددة بالهبوط، فتلقى رانييري إقالته السادسة[23].