شعار قسم ميدان

ربع نهائي الأبطال: غوارديولا وعدوه الطبيعي.. وعقدة مدريدية لـ32عاما!

ميدان - دوري الأبطال
اللحظة الحاسمة تزداد اقتراباً، 8 فرق فقط تبقت في الأمتار الأخيرة للقب الأغلى أوروبياً، بمفاجأة واحدة هي إشبيلية على حساب مانشستر يونايتد. طُرق صعبة قطعها ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، تقابلها طرق أسهل لليفربول وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، والمحصلة 4 مواجهات خرجت عن أغلب التكهنات السائدة قبل القرعة.

نال برشلونة -ظاهرياً- قرعة سهلة في حدث غير مألوف بالآونة الأخيرة، فيما استمر حظ الميرينغي بإيقاعه في مواجهة صعبة بنفس الدور للعام الثاني على التوالي، على الجانب الآخر لم يكُن أي من سيتي أو ليفربول سعيداً في نهاية المطاف، بينما لا يوجد من هو أسعد من بايرن وجماهيره الآن..

يوفنتوس × ريال مدريد

الحدث الأكبر والمواجهة الأكثر تكراراً بمسافة شاسعة، بين حامل اللقب لآخر عامين وبطل المسابقة 12 مرة، وبين الأتعس حظاً في النهائيات على الإطلاق بلقبين من أصل 9، ذهاب الثالث من ابريل على ملعب يوفنتوس أرينا سيحمل الرقم 20 بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا..
   
10 نسخ جمعتهما وجهاً لوجه، مرتين في المجموعات عامي 2008 و2013 شهدا انتصارين ليوفي مقابل فوز للريال وتعادل واحد، مرتين في النهائي عامي 1998 و2017 والفائز معروف، بين هذا وذاك خاضا 6 أدوار إقصائية هم موضع الحديث الآن، فالواقع يقول أن ريال مدريد لم ينجح بإقصاء يوفنتوس منذ عام 1986، ولم يفعلها سوى مرتين بإضافة نسخة 1962، في المقابل أقصى يوفنتوس خصمه 4 مرات.

  
undefined

  

13 مواجهة في تلك الأدوار الإقصائية، تحمل 6 انتصارات ليوفي مقابل 6 لريال مدريد بالإضافة لتعادل وحيد، وهذا الرقم الفردي نجَم عن احتكامهما لمباراة فاصلة في نسخة 62 بعد فوز كل منهما 1-0 ذهاباً وإياباً، في زمن ما قبل نظام الأهداف خارج الأرض. في جميع الأدوار فاز ريال مدريد 9 مرات مقابل 8 وتعادلين.
  
يعيش النادي الأبيض موسماً ليس من ضمن الأفضل بالتأكيد، ولكنه في خضم ذلك نجح بإقصاء باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم والأموال بتفوق فني واضح، بينما عاش يوفنتوس لحظات صعبة أمام توتنهام هوتسبر -الذي هزم الملكي في دوري المجموعات- انتهت بتأهل صعب للغاية.. العرضيات أمام الدفاع، والعنوان عقدة عمرها 32 عاماً، مواجهة كبيرة ومرتقبة بين العريقين ومدربيهما ولكنها قد لا تسر الناظرين.

عاد يوفنتوس لتصدر مسابقته المحلية التي يحمل لقب آخر 6 نسخ منها، بفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه نابولي، بينما خسر ريال مدريد لقب الليغا الذي يحمله عملياً، إثر ابتعاده في المركز الثالث بفارق 15 نقطة عن برشلونة المتصدر، أي أن يوفي مضطر للقتال على الجبهة المحلية بعكس الميرينغي الذي لا يملك ما يقاتل لأجله.

بعد التوقف الدولي مباشرةً سيلتقي يوفنتوس بإيه سي ميلان في مواجهة صعبة ومصيرية في سباق الدوري، بينما يستمتع ريال مدريد بنزهة أمام لاس بالماس ليس من المتوقع أن يُقحم بها أغلب تشكيله الأساسي، ولكن بين الذهاب والإياب تتغير الأمور ويحصل يوفي على نزهته أمام بينيفنتو، بينما يصطدم الملكي بأتلتيكو مدريد في ديربي العاصمة. صفوف الملكي كاملة العدد حتى إشعار آخر، بينما يرسف يوفي تحت ثقل غياب مهدي بنعطية وميرالم بيانيتش للإيقاف، وخوان كوادرادو للإصابة مع احتمالية لحاق فيديريكو بيرناردسكي بالإياب على أقل تقدير.

إشبيلية × بايرن ميونيخ

قبل دور الـ16 تحدثنا عن سوء حظ بشكتاش متصدر مجموعته الذي لقى حتفه على يد القطار البافاري، لكن الآن الأمر لا يتوقف عند سوء حظ أحدهم بل حسن حظ الآخر، الذي تلقف ضيفاً غير متوقع ويُعتبر هو الأسهل بينهم جميعاً. قدَّم إشبيلية عرضاً ملحمياً أمام مانشستر يونايتد، استحق عليه الوصول إلى دور الثمانية، ولكن يبدو أن الرحلة ستنتهي هنا.

  
undefined

  

تلك المواجهة هي الأولى في التاريخ بين الفريقين، وبينما حقق بايرن ميونيخ هذا اللقب 5 مرات حتى الآن، نجد إشبيلية هنا في مشاركته السابعة بتاريخه مع البطولة، وللمرة الثانية في ربع النهائي بعد 60 عاماً بالتمام والكمال من خروجه عام 1958 على يد ريال مدريد (10-2 في مجموع المباراتين)، فيما ودعها مرة من الدور التمهيدي ومرة من دور المجموعات و3 مرات من دور الـ16.

تأهل الفريق الأندلسي كوصيف لمجموعة ليفربول قبل اجتيازه ليونايتد، بينما حل بايرن ثانياً وراء باريس سان جيرمان قبل أن يطيح بخصمه التركي بثمانية أهداف. الموقف المحلي متضارب للغاية، فالبافاري يحتل صدارة الدوري بفارق 20 نقطة كاملة أي أن الحسم صار مسألة وقت لا أكثر، وإشبيلية يحتل المركز الخامس بفارق 9 نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، ونقطة عن فياريال السادس ونقطتين عن جيرونا السابع.

يغيب عن إشبيلية نجمه الأرجنتيني إيفر بانيغا للإيقاف ذهاباً، ولا يزال موقف خيسوس نافاس غير واضح، على الجانب الآخر يعاني بايرن ميونيخ غيابات مؤكدة مثل حارسه العملاق مانويل نوير، وأخرى يكتنفها الغموض هي الجناح الهولندي آريين روبن وبديله الفرنسي كينغسلي كومان بالإضافة للاعب الوسط الإسباني تياغو ألكانتارا. بايرن يستضيف بوروسيا دورتموند قبل الذهاب ويحل ضيفاً على أوغسبورغ بين المباراتين، بينما سيضطر إشبيلية لاستقبال برشلونة في البداية قبل أن يخرج لملاقاة سيلتا فيغو في واحد من أكثر ملاعب إسبانيا إزعاجاً.

برشلونة × روما

لا شك أن العديد من مشجعي البلوغرانا حول العالم قد تنفسوا الصعداء لدى سحب ورقتهم مبكراً ثم سحب ورقة الذئاب ورائها مباشرةً، وعلى الطرف الآخر فقط نظرة فرانشيسكو توتي قد تُخبرك بكل شيء. هي مواجهة محسومة على الورق بين متصدر الليغا بفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه، وثالث الكالتشيو بفارق 18 نقطة عن المتصدر، ولكن الورق ليس كل شيء بأي حال.

  

 (رد فعل توتي عقب إعلان القرعة)  

  

ستكون تلك هي النسخة الثالثة التي تجمع بين الفريقين، والمواجهة الإقصائية الأولى حيث وقعت المباريات السابقة في نسختي 2002-2003 و2015-2016 في دور المجموعات، والكفة متساوية بفوز لكل منهما وتعادلين. ينظر روما لتلك الموقعة كفرصة لتحقيق معجزة غير متوقعة بإقصاء العملاق الكتالوني، الذي بدوره ليس في أفضل أحواله من ناحية الأداء، ولكن هذا الخريف يتصادف مع ذروة جبروت ليونيل ميسي على المستوى الفردي وهنا تكمن المشكلة.

ليس من الواضح في وضع روما الحالي أنه يملك ما يوقف به ليونيل، لا مدرب أفضل من أنتونيو كونتي – مع الاحترام لدي فرانشيسكو- ولا جودة لاعبين أفضل من تشيلسي على الصعيدين الدفاعي والهجومي، فقط إيدين دزيكو كمهاجم لمع في سماء الأبطال، وهو ما افتقر له البلوز في ظل المستويات الحالية لألفارو موراتا وأوليفييه جيرو.

يحل برشلونة ضيفاً على إشبيلية قبل الذهاب، ثم يستضيف ليغانيس بين المباراتين، على الجانب الآخر يخرج روما لملاقاة بولونيا ثم يستضيف فيورنتينا، في وقت لا يفصله به عن الخروج من مربع الكالتشيو الذهبي سوى 4 نقاط. يسترد برشلونة ظهيره الأيمن نيلسون سيميدو قبل الذهاب، وما لم يتغير شيء ما سيشارك سيرجي روبرتو على حسابه بأي حال، الأزمة الوحيدة التي يواجهها حتى الآن هي غياب سيرجيو بوسكيتس شبه المؤكد عن الذهاب مع احتمالية عودته في الإياب. على الطرف الآخر يعاني روما غياباً وحيداً هو مدافعه الهولندي ريك كارسدورب المصاب بقطع في الرباط الصليبي منذ أكتوبر الماضي.


ليفربول × مانشستر سيتي

مواجهة تحدث للمرة الأولى بين عريق توج باللقب 5 مرات، وبين مشروع حديث النشأة يبلغ هذا الدور للمرة الثانية في تاريخه ولكنه يظل المرشح الأوفر حظاً للعبور. ليفربول يعود لربع الثمانية من جديد للمرة الأولى منذ 2009 وتحديداً ملحمة الـ4-4 أمام تشيلسي (بعد فوز البلوز ذهاباً 3-1)، في الطريق لنصف النهائي الذي ودعه العام السابق (2008) على يد تشيلسي أيضاً. أما عن سيتي فهو يعود بعد عامين من تغلبه على باريس سان جيرمان (3-2 في مجموع المباراتين) في الطريق لمعادلة أكبر إنجازاته ببلوغ المربع الذهبي الذي غادر منه على يد ريال مدريد بطل تلك النسخة.

 

undefined

  

تمثل منظومة بيب غوارديولا الهجومية كابوساً لكل خصومها، فهو يحتل صدارة البريميرليغ بفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحقيه مانشستر يونايتد، قبل 8 جولات من نهاية المسابقة، ولكن في خضم كل ذلك فإننا لا نعرف سوى 3 أسماء هزمته هذا الموسم: شاختار دونيتسك في مواجهة تحصيل حاصل بختام دور المجموعات، ويغان أتلتيك في الكأس، وليفربول نفسه في البريميرليغ بلوحة مثالية في كيفية إزعاج تلك المنظومة، تلاها عرضاً دفاعياً كارثياً في الدقائق الأخيرة.

هجومياً لا يوجد ما يخشاه رجال يورغن كلوب فقد سجلوا 68 هدفاً كثاني أقوى هجوم في الدوري بعد سيتي (85)، ولكن دفاعياً لديه كل المخاوف الممكنة، فهو يحتل المركز السادس على هذا الصعيد بتلقي شباكه لـ34 هدفاً، الأمر الذي يتصدره سيتي أيضاً بـ20 هدفاً فقط. مباراة يخوضها بيب ضد عدوه الطبيعي الحقيقي "الجيغن بريسينغ"، بينما لا يسلم خصمه من شر خطه الخلفي، الكثير من الأمور قد تتوقف على هوية الظهير الأيمن الذي يأتي به الريدز لملاقاة ليروي ساني، الذي لم يتورع بدوره عن الفتك بكل ظهير قابله تقريباً..

رغم الراحة النسبية الواضحة لسيتي على الصعيد المحلي حيث لم يبقَ له ما يقاتل لأجله سوى ذات الأذنين، إلا أن الجدول يكاد يكون عديم الرحمة للطرفين.. أزرق مانشستر سيخرج لملاقاة إيفرتون قبل الذهاب بينما يحل ليفربول ضيفاً على كريستال بالاس، أما بين المواجهتين فكل منهما سيضطر لخوض ديربي مدينته، أمام مانشستر يونايتد وإيفرتون على الترتيب. على مستوى القائمة تلقى سيتي أخباراً سعيدة بعودة ظهيره بنجامين ميندي إلى التدريبات بعد إصابة بالرباط الصليبي، بينما سيسترد سيرجيو أغويرو أيضاً في توقيت مناسب قبل الموقعة، على الجانب الآخر تبقى قائمة ليفربول كاملة حتى الآن.

المصدر : الجزيرة