شعار قسم ميدان

فانتازي البريميرليغ (38 والأخيرة): انقلاب هاري كين؟!

midan - هاري كين

يمكن أن نختلف حول ترتيب الدوري الإنجليزي بين أقرانه من حيث القوة والتنافسية، إلا أنه ودون أدنى شك يحتل المرتبة الأولى في قوة الشعبية والتسويق، أمر لا تنفصل عنه لعبة "فانتازي" التي لم تعد مجرد لعبة، بل جزء لا يتجزأ من متعة البريميرليغ. يقدم لكم "ميدان" تقريراً لكل جولة من اللعبة التي عبثت بأهواء المشجعين.

 

انتهت الجولة المزدوجة الأخيرة (37) والتي على الأرجح قد حسمت مصير أغلب الدوريات التنافسية بين اللاعبين وبعضهم البعض، بين من أنصفته رهاناته الأخيرة، ومن خذلته خذلاناً مبيناً. مثلاً خرج مانشستر يونايتد بشباك نظيفة واحدة ولم يسجل أي هدف أمام برايتون ووست هام! غضب بيير ايميريك أوباميانغ وانطلق محققاً 23 نقطة، وغدر بنا بيب غوارديولا كثيراً في مداورته.

 

خسر برايتون أمام مانشستر سيتي ولكنه هزم يونايتد! فجر هادرسفيلد المفاجأة وضمن بقاءه في البريميرليغ بالتعادل مع مانشستر سيتي سلباً ومع تشيلسي بهدف لمثله. تأكد هبوط ستوك سيتي ووست بروميتش رغم سلسلة النتائج الرائعة للأخير، فيما قفز ساوثامبتون خطوة هامة بالفوز على سوانزي سيتي في صراع مباشر على بطاقة الحياة الأخيرة. أيضاً حصد مانشستر يونايتد نقطة وحيدة من مباراتين ولكنها كانت كافية لحسم المركز الثاني.

 

في هذه الجولة الأخيرة لا ضرر من مواصلة الاعتماد على من باتت مباراتهم تحصيل حاصل، ولكننا سنركز بالمقام الأول على مَن لا يزال يملك شيئاً يقاتل لأجله..

   

 (فريق أحلام الجولة 37)

   

البطاقة الأخيرة..

واحدة من أسوأ عادات ليفربول حقاً في تلك الأعوام الأخيرة، تبرز حين يتفنن في إضاعة ما يملك في الأمتار الأخيرة: بريميرليغ 2014، كأس الرابطة والدوري الأوروبي 2016.. الآن بتعادل سلبي مفاجئ مع ستوك سيتي ثم خسارة أمام الخصم المباشر تشيلسي، منح الريدز قبلة الحياة للصراع على بطاقة دوري الأبطال الأخيرة.

 

الوضع على سهولته يبدو مخيفاً حقاً، فبعد تعادل تشيلسي (70 نقطة) مع هادرسفيلد، يكفي ليفربول (72 نقطة) مجرد تعادل مع برايتون لضمان التأهل، نظراً لكون فارق الأهداف في صالحه، ولكن هل تسير أمور كتيبة يورغن كلوب بتلك البساطة حقاً؟ أن يصلوا إلى نهائي دوري الأبطال، وأن يُلحقوا بمانشستر سيتي 3 هزائم من أصل 6 مباريات خسرها بطل البريميرليغ في جميع المسابقات، ثم يخسرون أمام فرق على شاكلة برايتون، هذا بالضبط هو روتين الفريق!

 

على الجانب الآخر ليس منافسهم أقل تخبطاً منهم إطلاقاً، فالبلوز كان بمقدورهم التساوي معهم في النقاط حال الفوز على هادرسفيلد، النتيجة التي كانت لتضع ليفربول أمام خيار وحيد إجباري هو الفوز في المباراة الأخيرة، ولكن هذا لم يحدث. يقول المنطق أن تشيلسي سيهزم نيوكاسل وأن ليفربول سيفوز على برايتون ليبقى الوضع على ما هو عليه، ولكن منذ متى كان المنطق طرفاً في تلك المعادلة؟!

 

الواقع يُخبرنا أن تشيلسي فاز بأربع مباريات من آخر خمس وتعادل في الأخيرة، بينما لم يحقق ليفربول سوى فوزاً وحيداً في آخر 5 لقاءات. من ناحية البلوز ترشيح الخيارات الهجومية ليس سهلاً، فآخر هدفين سجلهما الفريق أتيا بتوقيع أوليفييه جيرو (£8.3) وماركوس ألونسو (£7.1)، وهو بالمناسبة كان الهدف السابع لكل منهما هذا الموسم. أيضاً يمكن تعليق الآمال على ظهور البلجيكي إيدين هازارد في اللحظات الأخيرة (£10.5)، لإنقاذ موسم سجل فيه 12 هدفاً وصنع 6.

   undefined

  

على الجانب المقابل وإن كان يجدر به الخوف من الإصابات، إلا أنه من المتوقع أن يُلقي يورغن كلوب بتشكيله الذي سيواجه به ريال مدريد في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وعليه فإن أندرو روبرتسون (£5.0) وأليكساندر أرنولد (£4.4) قد يكونا خيارين جيدين في الدفاع كون برايتون لا يملك سبباً قوياً للقتال، إلى جانب تفوق فيرجيل فان دايك (£5.7) في الرأسيات. ومن الأمام لدينا واحد من أفضل رجال هذا الموسم هو روبرتو فيرمينو (£9.4) صاحب 15 هدفاً و8 تمريرات حاسمة، ليبقى لدينا النجم المصري محمد صلاح، والذي هو بالضرورة طرفاً رئيسياً في صراع لا يقل ضراوة.

 

من أجل الحذاء..

إثر عمليات البيع الأخيرة انخفضت قيمة صلاح إلى (£10.4) لمن يرغب بإعادة الشراء، خاصةً وأن تركيز ليفربول الواضح عليه في عملية التسجيل جعل الخصوم يبادرون بالإغلاق عليه، فأرقام مثل 31 هدفاً و11 تمريرة حاسمة هي بالضبط ما يجب عليك مراقبتها. هنا يجدر بالسنغالي ساديو ماني توفير الحل البديل، ولكن صراعنا هنا هو من يُطارد صلاح على لقب هداف البريميرليغ، والذي بات بدوره أقرب من ذي قبل.

 

نعم هو الإنجليزي هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبر، أغلى اللاعبين الذي استمر ارتفاع سعره إلى (£13.1)، يقف على مسافة 3 أهداف بـ28 هدفاً محتسبين حتى الآن (ستجدهم 27 على موقع اللعبة لأن الهدف الشهير المُحتسب في الاستئناف لا يؤثر على حسابات الفانتازي التي نادراً ما تتغير بعد إعلانها). يمتلك صلاح أسبقية لعب الدقائق الأقل بـ2822 دقيقة مقابل 2984 دقيقة خاضها هداف ديوك لندن.

 

تلك المعطيات تعني أن كين بحاجة لتسجيل 4 أهداف على أمل ألا يسجل صلاح، أو بكلمات أخرى هو بحاجة لتسجيل 4 أهداف أكثر مما سيسجله صلاح، ما يعني أن الأمر معلَّق على أقدام المصري قبل أي شيء آخر، فلو سجل هدفين مثلاً لن يكون سهلاً أن نشاهد كين يسجل 6 أهداف في مباراة واحدة، ولكن أن يسجل كين سوبر هاتريك في شباك ليستر سيتي، فإن مثل تلك الأمور واردة الحدوث، صحيح أنها لا تحدث بسهولة، ولكنها تحدث.

   undefined

  

هي بالمناسبة آخر مباراة لتوتنهام هذا الموسم بعد إقصائه من نصف نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي، واهتمامه الوحيد بشأنها كفريق هو ضمان المركز الثالث وتفادي خوض الملحق المؤهل لدوري الأبطال، حيث يملك 74 نقطة بفارق نقطتين عن ليفربول الرابع، وبينما يقف فارق الأهداف في مصلحة الأخير، يبقى السبرز بحاجة للفوز لضمان المركز دون النظر لنتيجة المنافس. تتعدد الخيارات الجيدة مثل بن ديفيز (£5.8) أو يان فيرتونخين (£6.1) -وبالمناسبة هو واحد من فريق أحلام الجولة الماضية بـ15 نقطة- وبالطبع الثلاثي كريستيان إريكسن (£9.7) وديلي ألي (£9.0) وهيونغ مين سون (£8.3) الذي صنع هدف كين الأخير.

 

نهاية الصراعات

ليس المقصود هنا هو صراع الهبوط، فما تبقى هو تحديد الاسم الأخير -رسمياً- بين سوانزي سيتي الثامن عشر (33 نقطة) وساوثامبتون السابع عشر (36 نقطة)، وهو أمر كما قال عنه مدرب سوانزي وكما يقول العقل "بحاجة لمعجزة"(1)، حيث أن الأمر لا يكفيه مجرد خسارة السوتون وفوز البجع، بل تحقيق تلك النتائج بما يكفل تعويض الفارق البالغ 9 أهداف!

 

المشكلة أن ساوثامبتون سجل 10 أهداف أكثر من سوانزي أي أن التسجيل في صالحه، ما يجعل الأخير مضطراً لصناعة فارق 10 أهداف، كأن يخسر ساوثامبتون من مانشستر سيتي بفارق 5 أهداف، ثم يفوز سوانزي سيتي على ستوك سيتي بنفس الفارق. هو أمر يبدو مستحيل من الناحية العملية، ولكنه يظل وارداً بنسبة ضئيلة للغاية، ستوك سيتي لا يملك سبباً لخوض المباراة سوى محاولة ترك بصمة جيدة قبل الرحيل، ومانشستر سيتي سيحاول ألا ينهي موسمه الرائع بخسارة.

 

من ساوثامبتون نرشح لكم المهاجم تشارلي أوستن (£5.8) ولاعب الوسط دوسان تاديتش (£6.2)، إذ لا يبدو مدافعيه خياراً جيداً في مواجهة أصحاب الهجوم الأقوى في تاريخ البريميرليغ بـ105 أهداف حتى الآن. أما من سوانزي فلا يبرز سوى جوردان أيو (£5.4) الوحيد الذي اجتاز حاجز الـ100 نقطة في هذا الفريق.

 

الصراع الأخير لا يعني سوى بعض الأموال الزائدة لتحقيق مركز أفضل، حيث يتركز بين العاشر والخامس عشر، أربعة فرق يتقاسمون الرصيد ذاته بـ41 نقطة هم نيوكاسل يونايتد وكريستال بالاس وبورنموث وواتفورد، يليهم برايتون بـ40 نقطة ثم وست هام يونايتد بـ39 نقطة.

    

(زاها يمكنه أن يكون اللاعب الأكثر تأثيراً)

    

ترشيحات كشاف اللعبة (2)

حراسة المرمى: سيرجيو روميرو (مانشستر يونايتد – £4.7)

خط الدفاع: باتريك فان أنهولت (كريستال بالاس – £5.2) / فيرجيل فان دايك (ليفربول – £5.7) / كيفن لونغ (بيرنلي – £4.1) / آرون كريسويل (وست هام يونايتد – £4.9)

خط الوسط: محمد صلاح (ليفربول – £10.4) / ماركو أرنوتوفيتش (وست هام يونايتد – £7.1) / ويلفريد زاها (كريستال بالاس – £7.0) / رحيم سترلينغ (مانشستر سيتي – £9.1)

خط الهجوم: هاري كين (توتنهام هوتسبر – £13.1) / بيير ايميريك أوباميانغ (آرسنال – £10.7)

 

تحذير: ديفيد دي خيا لن يلعب مباراة مانشستر يونايتد الأخيرة ضد واتفورد بقرار من جوزيه مورينيو مدرب الفريق لإراحته، الأرجنتيني سيرجيو روميرو (£4.7) هو من سيشارك.

 

لا نصائح معينة بخصوص الرقاقات، إذ لا يفترض بقاء أي منهم في يدك حتى الآن، ولكن إن كان لديك أي شيء فسارع باستخدامه. في النهاية وللمرة الأخيرة هذا الموسم نُذكِّر بأنها لعبة توقعات، وأن الاقتراب من دائرة المنطق لن يعني أبداً النجاح بنسبة 100%، فكل شيء يظل معلق بين يدي القدر.