شعار قسم ميدان

جواهر المونديال.. فخر ألمانيا القادم وديمبيليه الجديد

ألمانيا - ميدان
أيام معدودة تفصلنا عن الحدث الأهم في عالم كرة القدم، أربعة أعوام تمر ولا تزال الجماهير على ذكريات النسخة -بل النسخ- الماضية، أحداث مثل متعة وضع ألمانيا لأيديها على اللقب، وحسرة شعب الأرجنتين على ضياعه في الوقت الإضافي، وفخر ذهاب كوستاريكا إلى ما هو أبعد كثيرا من المتوقع، كل تلك الأمور لا يمكن أن تنطفئ بمرور الأعوام. كما تبقى بعض الأحداث في الذاكرة لسنوات عقب وقوعها، تنطلق من البطولة ذاتها مسيرة العديد من اللاعبين، فيظل كأس العالم نقطة تحول مفصلية في حجم تلك الأسماء.

   

عام واحد على تألق الفرنسي فرانك ريبيري مع منتخب بلاده في كأس العالم 2006 كان كفيلا بتحوله من نجم مارسيليا إلى أسطورة في بايرن ميونيخ، 7 مباريات ألمانية عام 2010 كانت إشارة التعريف بأسماء مثل توماس مولر ومسعود أوزيل، 6 أهداف حولَّت خاميس رودريغيز من نجم موناكو إلى هداف المونديال وواحد من أغلى صفقات ريال مدريد عبر التاريخ، من قبلهم الكثير، ومن بعدهم لن تتوقف تلك السلسلة، من هنا نستعرض عددا من المواهب الشابة المرتقبة في مونديال روسيا 2018، لنرى أين سينتهي الأمر بهم لاحقا.

 undefined

   

فيديريكو فالفيردي – أوروغواي

لاعب الوسط البالغ من العمر 19 عاما، اقتنصه ريال مدريد لفريقه الثاني "كاستيا" بـ5 ملايين يورو في 2016 قادما من بينيارول الأوروغوياني. قيمته السوقية في الوقت الحالي هي 3 ملايين فقط، ولكن كل المؤشرات تؤكد أن عين الميرينغي لم تخطئ في اقتناص تلك الجوهرة. بعد عام في الكاستيا خرج فالفيردي إلى ديبورتيفو لاكورونيا على سبيل الإعارة لموسم واحد، ليخوض 25 مباراة بمجموع 1316 دقيقة(1)، صحيح أنه لم يسجل ولم يصنع، ولكن بصرف النظر عن أنها ليست وظائفه الأساسية، فتلك الفرص لا تتاح كثيرا في أحد الفرق الهابطة إلى الدرجة الثانية وخامس أضعف هجوم في الليغا بـ37 هدفا.(2)

   

تعرض فالفيردي لإصابة في الركبة أبعدته عن الملاعب لـ48 يوما بين فبراير/شباط وأبريل/نيسان(3)، الأمر الذي قلَّص حصيلته من المشاركة مع ديبورتيفو، كما حرمته من الوجود مع منتخب بلاده خلال التوقف الدولي الأخير في مارس/آذار. المنتخب الذي عرف بدايته معه في سبتمبر/أيلول الماضي، حين وُجِد على دكة البدلاء لأول مرة أمام الأرجنتين في تصفيات كأس العالم، قبل أن ينطلق في مشاركته الأولى أمام باراغواي ليسجل هدفه الدولي الأول والوحيد حتى الآن.

    

استمر الإعجاب من جانب مدربه أوسكار تاباريز، ليستمر استدعاؤه ومشاركته الأساسية في أكتوبر/تشرين الأول بآخر جولتين في التصفيات ضد فينزويلا وبوليفيا (تعادل وفوز)، ثم في توقف نوفمبر/تشرين الثاني الذي شهد لقاءين وديين، الأول أمام بولندا وبقي خلاله على مقاعد الاحتياط، والثاني أمام النمسا والذي شارك خلاله لـ79 دقيقة. الحصيلة هي 4 مشاركات دولية في 6 مباريات تم اختياره في قائمتها، من أصل 8 مباريات خاضها المنتخب في تلك الفترة.(4)

  

سيخوض فالفيردي مع السيليستي غمار منافسات المجموعة الأولى، والتي تضم البلد المضيف روسيا والمنتخبين العربيين مصر والسعودية، ما يجعلهم -على الورق- المرشح الأول للتأهل إلى الدور التالي، ومن المنتظر أن يكون للاعب الوسط الشاب دور كبير في البطولة. المُعضلة هنا أن الفريق الثاني لريال مدريد بات أكبر من إمكانياته، وفي الوقت ذاته لن يسهل على لاعب مراهق أن يجد لنفسه موقعا وسط أسماء الخط ذاته في الفريق الأول.

       

   

إسماعيلا سار – السنغال

بينما تتجه الأنظار كلها ناحية ساديو ماني، يمتلك منتخب السنغال سلاحا خطرا جديدا يسير على خطاه، هو إسماعيلا سار نجم ملعب رينيه الفرنسي البالغ من العمر 20 عاما. قيمته السوقية في الوقت الحالي تقدر بـ14 مليون يورو، وقد اشتراه ناديه الحالي من ميتز الفرنسي أيضا مقابل 17 مليونا الصيف الماضي. قدم سار هذا الموسم 5 أهداف و5 تمريرات حاسمة في 24 مباراة بالدوري الفرنسي(5)، وهي بالمناسبة حصيلة الموسم الماضي نفسها ولكن في عدد مباريات أقل، حيث خاض 31 مباراة مع ميتز.(6)

   

تحدث البعض عن عثمان ديمبيليه جديد يولد في فرنسا، فبعد انطلاق الأخير من "الليغ 1" إلى بوروسيا دورتموند ثم برشلونة، تحمَّست الجماهير لمشاهدة ولادة موهبة جديدة أفريقية الأصل، ولكنه غاب هذا الموسم لفترة بلغت 100 يوم بين سبتمبر/أيلول ويناير/كانون الثاني إثر قطع في الوتر(7). يتميز هذا الفتى السنغالي بالمزايا السمراء الخالصة، السرعة الفائقة والمهارة اللافتة في المراوغة، فيما تنقصه جودة العرضيات والمردود الدفاعي وفقا لـ"ScoutNation".

   

أول ظهور دولي للنجم الناشئ أتى في يناير/كانون الثاني الماضي وتحديدا أمام المنتخب التونسي في مستهل دور المجموعات بكأس أمم أفريقيا كبديل، قبل أن يخوض لقاء الجزائر كأساسي في ختام الدور ذاته. لاحقا نال سار فرصة المشاركة بصفة أساسية أمام بوركينا فاسو مرتين في الجولتين الثالثة والرابعة لمجموعات تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، حيث سجل هدفه الدولي في المباراة الأخيرة، ثم تعرض للإصابة التي أبعدته عن آخر جولتين.(8)

   

يوفر سار تنوعا مميزا في الخط الأمامي، حيث يمكنه اللعب في مراكزه الثلاثة كجناح أيسر (مركزه الأساسي) وجناح أيمن ومهاجم، ولا شك بأن مشاركة إيجابية له في المونديال ستجعله محط أنظار المزيد من الأندية المهتمة بالفعل، ومن يعلم؟ قد نراه يبدأ من أحد أندية الوسط في إنجلترا تماما كما بدأ انفجار ساديو ماني مع ساوثامبتون. مجموعة السنغال هي الثامنة والتي تضم بولندا وكولومبيا واليابان، قد يكون الفريق الأفريقي محظوظا بتفاديه لعمالقة أوروبا وأميركا اللاتينية، لكن سر صعوبة تلك المجموعة يكمن في تقارب مستويات المنتخبات الأربعة نسبيا وبالتالي صعوبة الفصل بينهم.

     

      

تيمو فيرنر – ألمانيا

لم يعد هذا الاسم خفيا كما كان في السابق، فمهاجم لايبزيغ البالغ من العمر 22 عاما هو رابع وسادس هدافي البوندسليغا في الموسمين الماضيين على الترتيب. اشتراه النادي الذي ولد كبيرا بـ10 ملايين يورو من شتوتغارت في صيف 2016 وكانت قيمته السوقية وفقا لموقع "ترانسفير ماركت" مجرد 8 ملايين، الآن صارت 60 مليونا(9)، وصارت التقارير تربطه بأسماء من نوعية ريال مدريد وليفربول طرفي نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي(10)، ربح البيع من كافة الجوانب.

   

سجل فيرنر 21 هدفا وصنع 10 في 45 مباراة بجميع المسابقات مع ناديه، خلفا لـ21 هدفا و7 تمريرات حاسمة بـ31 مباراة في البوندسليغا بالموسم السابق(11)، بينما بدأ مسيرته الدولية في مارس/آذار 2017 بمباراة ودية أمام إنجلترا، لينطلق ويتألق في كأس القارات مسجلا 3 أهداف وصانعا 2، في أربع مباريات تتضمن نصف النهائي والنهائي بصفة أساسية. إجمالا خاض فيرنر 12 مباراة دولية وسجل 7 أهداف، وفي آخر 11 مباراة على جدول المنتخب الألماني، شارك المهاجم الواعد في 8 بصفة أساسية، بينما غاب عن اثنتين بداعي الإصابة وحل في الثالثة على مقاعد البدلاء(12).

    

الحديث هنا عن هداف فائق السرعة، قاتل في المرتدات، مميزات شاملة في المرشح الأول للمركز الأساسي بتشكيل المانشافت المدافع عن لقبه العالمي في روسيا، بعد الإعلان عن القائمة المبدئية التي ضمت ماريو غوميز (شتوتغارت) ونيلز بيترسن (فرايبورغ) إلى جانبه في الهجوم(13). ألمانيا في المجموعة السادسة مع المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية، مجموعة من المتوقع أن تكتسحها بينما يتقاتل بقية أطرافها على بطاقة التأهل الثانية، ومن المنتظر لهم ولفيرنر بطبيعة الحال مسيرة أطول في البطولة، فإما أن يتحمل الفتى الواعد تلك المسؤولية الكبيرة، وإما أن يسقط في الطريق.

   

أبواب وخزائن كبار أندية القارة العجوز مفتوحة لصفقة خيالية بعد كأس العالم بطبيعة الحال، فنحن هنا لا نتحدث عن مجرد لاعب شاب، بل مهاجم بطل العالم الأساسي وأحد أبرز المرشحين لجائزة هداف المونديال على خطى ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر.

      

     

هيرفينغ لوزانو – المكسيك

جناح أيندهوفن بطل الدوري الهولندي، هدافه وسادس هدافي البطولة بـ17 هدفا، بالإضافة إلى 8 تمريرات حاسمة في 29 مباراة(14). موسم ناجح للغاية مع الفريق الذي حسم اللقب قبل نهايته بـ3 أسابيع، بانتصاره الثلاثي على أياكس أمستردام زعيم تلك البلاد(15). انتقل لوزانو في صيف 2017 قادما من باتشوكا المكسيكي مقابل 8 ملايين يورو، حين كانت قيمته السوقية لا تزيد عن 10 ملايين قبل أن تقفز إلى 22 مليونا.(16)   

   

انطلقت مسيرته الدولية في فبراير/شباط 2016 بمباراة ودية أمام السنغال قدم خلالها تمريرته الحاسمة الأولى، ثم حصل على فرصته الرسمية أمام كندا في تصفيات أميركا الشمالية لكأس العالم وسجل هدفا، تباينت الأمور حين صار جزءا من الفريق الذي خاض كوبا أميركا 2016، والتي انتهت بفضيحة الخسارة الشهيرة أمام تشيلي 7-0. كأي لاعب شاب استمر في رداء البديل بين عدم المشاركة، والمشاركة من مقاعد الاحتياط، مع القليل من المباريات الأساسية، ثم بدأت وتيرة الاعتماد عليه تزداد في كأس القارات التي احتل المنتخب المكسيكي مركزها الرابع، في 3 مشاركات سجل بها هدفا رائعا في شباك روسيا.

    

خرج لوزانو من قائمة الفريق التي خسرت الكأس الذهبية (البطولة القارية لأميركا الشمالية)، قبل أن يعود في تصفيات كأس العالم ليهز شباك بنما وترينداد، ثم سجل هدفيه الوديين في شباك بلجيكا. يمكن القول إن موسمه القوي مع أيندهوفن هو من فرضه على قائمة المنتخب من جديد، لتصل الحصيلة إلى 7 أهداف وتمريرتين حاسمتين في 26 مباراة دولية(17). نحن هنا أمام جناح عكسي مزعج للغاية، يفضل الاختراق والتسديد الذي يجيده بكلتا القدمين، مراوغ يملك الجرأة والقدرة على إزعاج المدافعين، ولا عجب أن تربطه تقارير الانتقالات الآن بأسماء مثل تشيلسي(18) ويوفنتوس وفالنسيا(19) وإيفرتون(20).

    

كما ذكرنا سلفا، يقع المنتخب المكسيكي في المجموعة السادسة رفقة ألمانيا بطل العالم والسويد وكوريا الجنوبية، وسيتحتم عليه خوض قتال عنيف مع السويد على وجه التحديد لحسم هوية المتأهل. لن يكون العبور من هذا الدور سهلا، ولن يكون الطريق بعده مفروشا بالورود في معركة الإقصاء. هي واحدة من تلك الفرص التي تصنع النجوم كعادة الحدث العالمي الأكبر في عالم الكرة.