شعار قسم ميدان

مكامن القوة والضعف في مجموعة البرازيل بالمونديال

midan - Brazil
عندما أُعلنت قرعة كأس العالم 2014، وقعت البرازيل على أرضها في مجموعة تضم أسماء كبيرة في تاريخ المونديال؛ المكسيك والكاميرون وكرواتيا. واختلف الحال على النقيض مع البرازيل في 2018.. منتخب البرازيل عضو المربع الذهبي في 4 مناسبات بكؤوس العالم الستة الأخيرة، وطرف النهائي 3 مرات، وبطلها مرتين. مما يجعل التساؤل عن صاحب المركز الثاني في المجموعة الخامسة؟ وهي تضم مع البرازيل كلاً من صربيا، وكوستاريكا، ومنتخب سويسرا..

     

البرازيل

لا يمكن أن نبدأ الحديث عن البرازيل دون الإشارة إلى الكارثة الوطنية بالهزيمة 7-1 أمام ألمانيا في كأس العالم الماضية. لذلك لم يكن هناك سعة لاحتمال خسائر أخرى قادمة. ولم يصبر أحد على دونغا بعد الخروج من دور المجموعات بالكوبا سينتيناريو ثم الضعف في النتائج[1] بعد مرور 6 جولات من تصفيات أمريكا الجنوبية، خسر فيهم مباراة وتعادل في 3.

         

تعاقد الاتحاد البرازيلي سريعًا مع تيتي، المدرب الفائز بكأس العالم للأندية مع فريق كورينثيانز البرازيلي. وبشكل درامي تغير الحال وفازت البرازيل بـ 9 مباريات متتالية وأصبحت أول الواصلين لروسيا 2018. تمتلك تشكيلة[2] تيتي كلاً من أليسون وإيدرسون في حراسة المرمى، وهما من الأهم في أوروبا حاليًا، وهذه الوفرة والتميز في الحراسة قليلاً ما توافرت للبرازيل في تاريخها. ولكن في المقابل يمتلك السليساو مشكلة حقيقية في خط الدفاع، بدأت بإصابة داني ألفيش، ثم غياب ديفيد لويس عن التشكيلة الأساسية لتشيلسي والتي أدت لغيابه عن المنتخب. وعوّضهما على الترتيب كلاً من فاجنر وبيدرو جيرومل. ورغم تألق اللاعبين في الدوري البرازيلي إلا أن تجربة كأس العالم سوف تكون المقياس الحقيقي لقدرتيهما. وأضف إلى ذلك كبر سن جواو ميراندا وتياغو سيلفا التي يمكن أن تصيب الدفاع بالبطء. وأضف كذلك الاندفاع الهجومي غير المحسوب أحيانًا لأظهرة الطرف، وخاصة مارسيللو.

        

المدرب الفائز بكأس العالم للأندية، تيتي (رويترز)
المدرب الفائز بكأس العالم للأندية، تيتي (رويترز)

     

في منتصف الميدان يمتلك تيتي اسمين يمكنهما منح الدفاع الكثير من الحماية والتي ربما تقلل من بطء القلب أو اندفاع الأطراف، وهما فرناندينيو وكازيميرو. وربما تكون هذه الوفرة هي ما جعلت تفضيل باولينيو على فابينيو منطقيًا. إذ أن لاعب البرسا يمتلك القدرة على اللعب السريع المباشر للأمام، واستغلال المساحات التي يستطيع ثلاثي الهجوم فتحها.

      

في الهجوم يمتلك السليساو تنوعًا مذهلاً؛ نيمار وكوتينيو وفيرمينو وويليان ورأس الحربة غابرييل جيسوس. والتنوع هنا ليس في الأسماء فقط، ولكنه كذلك في طبيعة الأدوار التي يستطيع كل واحد منهم لعبها. فنيمار يستطيع الحركة في العمق مفرغًا مساحات في الجانب الأيسر للأظهرة القادمة، أو اللجوء إلى الطرف مفرغًا المساحات في العمق. وهذا بالطبع إلى جانب قدرة نجم PSG على الحسم بنفسه دائمًا. وهناك كوتينيو الذي يمكنه أن يشغل الجانب الأيمن أو أن يكون لاعب وسط أسفل ثلاثي الهجوم، وهو الدور الذي لعبه في ليفربول أول الموسم الماضي. وفيرمينو فهو الرجل الذي يفعل كل شيء بين هجوم الريدز ووسطه. ويمكنه تكرار ذلك مع السليساو. أما الشاب جيسوس، فهو يذكرنا برؤوس الحربة البرازيليين الحقيقيين. ويختلف عن أسماء من عينية فريد مثلاً في مونديال 2014. والذي كان غريبًا على المركز الذي شغله اسم كرونالدو على سبيل المثال.

    

البرازيل تشبه الأسد الجريح الذي يريد استعادة كرامته المونديالية. وهذا هو ما جعل واحدًا من كل 4 مشجعين يتوقع تتويج البرازيل باللقب حسب صحيفة التليغراف[3]. تاليا سنستعرض الفرق التي ستواجهها البرازيل في دوري المجموعات.

      

undefined

   

كوستاريكا

 السؤال في حالة كوستاريكا هو؛ هل يستطيع منتخب هذا البلد الصغير، الذي لا يتجاوز تعداد سكانه 5 مليون نسمة، أن يحقق إنجاز كأس العالم 2014 والذي بلغ فيه دور الثمانية؟ الوضع الحالي لا يبشر، فقد خسرت كوستاريكا ودايتها أمام إنجلترا وتونس، وخسرت كذلك العديد من النقاط في التصفيات أمام ترينداد وتوباجو والولايات المتحدة وهندوراس وبنما.

  

اختلف الحال الآن كثيرًا عن 2014. فقد خسرت كوستاريكا قوة وحدًا من العناصر الهامة، وهو بريان رويز والذي كان واحدًا من نجوم سبورتنج لشبونة في يوم من الأيام، أصبح الآن بلا نادٍ بعد نهاية عقده معهم وبعد بلوغه الثانية والثلاثين. العنصر الوحيد الباقي هو الحارس كيلور نافاس، والمتوج بدوري الأبطال مع الريال. ويخبرنا موقع الفيفا عن إحصائيات المباراة الأخيرة للمنتخب الكوستاريكي أمام هولندا بكأس العالم الماضية. وكيف أنه رغم الصمود إلا أن أداءه الدفاعي بـ 5-4- 1 -خطة مدربهم أوسكار راميريز- ربما لا ينجح كثيرًا في مساعدته هذه المرة. خاصة وأن تاريخ تأهلهم للمونديال ضعيف.

    

إحصائيات مباراة دور الثمانية بمونديال  (موقع الفيفا)
إحصائيات مباراة دور الثمانية بمونديال  (موقع الفيفا)

          

سويسرا

 في كأس العالم الماضية، استطاعت[4] سويسرا بلوغ دور الـ 16 وخرجت بصعوبة أمام الأرجنتين. وفي يورو 2016 كررت ذات النتيجة. وفي كأس عالم 2006 تجاوزت المجموعات أيضًا وبلغت الـ 16. وفي التصفيات المؤهلة لروسيا 2018، بدأت سويسرا رحلتها بتجاوز البرتغال بنتيجة 2-0. ثم فازت بكل مباريات التصفيات عدا المباراة الأخيرة. وتأهلت إلى الملحق والذي تجاوزت فيه أيرلندا الشمالية ووصلت المونديال.

      

الحقيقة أن سويسرا أصبحت الآن مطالبة بما هو أبعد من دور الـ 16. وأصبحت كذلك المرشحة الأهم لتجاوز المجموعات كمركز ثانٍ بعد البرازيل. فهي تمتلك العديد من الأسماء التي يمكنها أن تقدم منتخبًا الكل فيه أكبر من مجموع أجزائه. في الدفاع هناك يوهان ديورو وفابيان شار، وعلى الأطراف هناك ليشتستاينر جهة اليمين ورودريجيز في اليسار. وكذلك ثلاثي الوسط تشاكا وبيهرامي ودزيماييلي. وفي الهجوم سيفيروفيتش وستيفن زوبير وشاكيري. معطم هذه التشكيلة كانت في الفريق الأساسي الذي فاز مع سويسرا بكأس العالم تحت 17 سنة عام 2009. وهو ما يمنحهم خبرة بالمنافسات الدولية. ويزيد من توقع تقدمهم في المونديال.

  

صربيا

منذ تفكك الاتحاد اليوغوسلافي، تأهلت صربيا للمونديال 3 مرات. الأولى في 2006 كـ صيربيا ومونتتنيغرو، و2010 كبلد مستقل، وكذلك في 2018. في طريق التصفات أزاحت صربيا منتخبات مثل أيرلندا والنمسا، وتألق تاديتش أمام ومنتخب ويلز، ونجاحه في تسجيل هدفي التعادل بمبارتي الذهاب والعودة، كان له دور كبير في التأهل.

            

undefined

    

وفي طريق التصفيات أيضًا تغير المدرب موسلين، وذهبت قيادة الفريق للمساعد ملادين كريستاييتش. والذي يفضل اللعب 4-3-3، بشكل يعتمد على نجم اليونايتد ماتيتش كمحور للملعب. يمتلك الفريق ستويكوفيتش في حراسة المرمى، والذي تألق في مشوار التصفيات. وفي قلب الدفاع يوجد إيفانوفيتش نجم تشلسي السابق وإلى جواره ناستازيتش مدافع شالكه الحالي. أما الأظهرة؛ فجهة اليمين روكافينا لاعب فياريال، وفي اليسار كولاروف والذي صنع 12 هدفًا مع روما هذا الموسم.

    

في الوسط إلى جوار ماتيتش يلعب لوكا ميلي الذي سجّل 10 أهداف في البريميرليج هذا الموسم مع كريستال بالاس. وهناك كذلك ميتروفيتش لاعب نيوكاسل والذي سجل معهم 6 مرات في التصفيات. وهناك الشاب زيفكوفيتش صاحب الـ 21 عامًا والذي يمكن أن يكون واحدًا من نجوم المونديال الصاعدة. وهذا التنوع في الخيارات هو ما يزيد من فرص صيربيا. ويزيد من شراسة المنافسة في اللحاق بالمركز الثاني خلف البرازيل.