شعار قسم ميدان

سيارات غوغل ذاتية القيادة تتوجه للأسواق عبر شركة "وايمو"

moidan - google car
في نهاية عام 2016، وبعد ثمانٍ سنوات من التجارب والاختبارات، والسير لأكثر من مليوني ميل. خرجتسيارتا شركة «وايمو-Waymo» من تحت إمارة شركة «إكس»، وأخَذت مشروع غوغل لصناعة السيارات ذاتية القيادة بالكامل، لتُصبح شركة مستقلة بذاتها ضمن مجموعة الشركات التابعة للمؤسسة الأم «ألفابت»، ولتقوم بتصنيع سياراتها ذاتية القيادة من أجل توجيهيها للمستخدمين في الأسواق فيما بعد. [1]

حيث بدأت «وايمو» كمشروع غوغل للسيارات ذاتية القيادة في عام 2009، بهدف تطوير تقنية ستقوم بتغيير مفهوم التنقل والقيادة بالنسبة للملايين من البشر، سواء إن كان ذلك بالحد من وفيات حوادث الطرق الناجمة عن الأخطاء البشرية المتعددة، أو باستعادة مليارات الساعات التي تهدر في حركة المرور وتمكين الأشخاص من استغلالها، أو حتى إقلال أولئك الذين لا يستطيعون القيادة من وإلى وجهاتهم اليومية بأمانٍ وسهولةٍ فائقة. [2]

ما هي شركة «إكس»؟
undefined

شركة «إكس» هي إحدى الشركات التابعة للمؤسسة الأم «ألفابت»، وتُعتبر مصنع لإطلاق التكنولوجيات الرائدة التي قد يتعلق معظمها بالقيادة الذاتية أو بالفضاء مثل؛ البالونات التي تقوم ببث الإنترنت من الفضاء، أو طائرات تسليم البضائع بدون طيار. فمهمتها هي الابتكار وإطلاق تكنولوجيات رائدة من أجل جعل العَالم مكانًا أفضل.
 
 

حيث تسير «إكس» على مخطط واضح يبدأ بالتطرق إلى مشكلة كبيرة ذات تأثير سلبي علي حياة البشر، ثم البحث عن حلًا جذريًا يستطيع تحسين حياة البشر الذين يعانون من هذه المشكلة، وفى الغالب قد يبدو هذا الحل مستحيلًا، لكن في النهاية تتَطلع الشركة إلى إطلاق تكنولوجيا رائدة لمواجهة المشكلة الأساسية. [3]

شركة «إكس» تُطبق منهجها على أزمة حوادث الطرق
مخطط شركة إكس لأزمة حوادث الطرق (مواقع التواصل )
مخطط شركة إكس لأزمة حوادث الطرق (مواقع التواصل )

اتبعت الشركة المخطط نفسه والذي نتج عنه في نهاية المطاف السيارات ذاتية القيادة، فكانت المشكلة الضخمة الأساسية التي رأتها الشركة هي معدل الوفيات المرتفع الناجم عن حوادث الطرق، فعلي مستوي العالم، هناك ما يقرب من 1.25 مليون شخص يتوفى على الطريق سنويًا، 94% من حوادث الطرق هذه ناجمة عن الخطأ البشري أثناء القيادة. [4]

ففي عام 2014 كان عدد الوفيات الناتج عن حوادث التصادم على الطرق في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما يزيد عن 32 ألف مَتوفي، وفى عام 2015 ازدادت عدد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث بنسبة 7.2% بزيادة لم تحدث منذ 50 عامًا مضي. فكانت الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في الولايات المتحدة عام 2014 ناتجة عن الخطأ البشري؛ منها ما يزيد عن 9 ألاف حالة بسبب السرعة الزائدة، وما يقرب من 10 ألاف حالة وفاة بسبب تعاطي الكحول، وما يزيد عن 3 ألاف حالة  بسبب الانشغال والإلهاء عن الطريق، بالإضافة إلى ما يقرب من الألف حالة وفاة بسبب النعاس أثناء القيادة. [5]

شركة «إكس» تبحث عن الحل الجذري في تكنولوجيا رائدة
بعد إدراك المشكلة الكبرى، كان يَكمن الحل الجذري لهذه المشكلة في إمكانية السيارات على إقلال الناس من أمكانهم إلى وجهتم التي يريدونها دون تدخلهم في عملية القيادة. ومن هنا كان الطريق في التوصل إلى تكنولوجيا رائدة من أجهزة الاستشعار التي يُمكنها تحديد المشاة، وراكبي الدراجات، وكذلك الكشف عن المركبات المتواجدة على الطريق من كافة الاتجاهات من مسافة بعيدة جدًا وبدقة فائقة. بالإضافة إلى البرمجيات الذكية التي يمكنها التنبؤ بسلوك مستخدمي الطرق لمساعدة السيارة على التنقل بأمان خلال حركة المرور اليومية. 2

محاولات «إكس» في إثبات كفاءة تكنولوجيا القيادة الذاتية
undefined

كان التحدي الأول أمام الشركة هو إثبات أن هذه التكنولوجيا من الممكن أن تعمل، وتحقيق القدرة على القيادة الذاتية لأكثر من 100 ألف ميل على الطرق العامة، وطرق الشوارع والمدن الأكثر تعقيدًا وازدحامًا. لذلك قامت الشركة بتطوير برمجيات مخصصة، وإجراء التعديلات لاختبار تلك التكنولوجيا مع سيارات «تويوتا» على الطرق السريعة. ومع المزيد من الاختبارات وبعد ثلاثة أعوام، وفي عام 2012 كانت السيارات قد اكملت أكثر من 300 ألف ميل من اختبارات القيادة الذاتية على الطرق السريعة دون أي حوادث.
2

فبالرغم من الفوضى والعشوائية التي تظهر للعين البشرية في شوارع المدينة، إلا أنه وبحلول عام 2014، وبعد تسجيل ما يزيد عن 700 ألف ميل من القيادة الذاتية، ومواجهة الألاف من المواقف والحالات المختلفة على الطرق، استطاعت الشركة بناء نماذج للبرمجيات التي لديها القدرة على توقع ردود الفعل، وما قد يحدث على الطريق. 2

ففي عام 2015 قام «ستيف ماهان» الرئيس التنفيذي السابق لمركز وادي المكفوفين «سانتا كلارا»، بالرغم من أنه كفيف، بإتمام أول رحلة ذاتية القيادة في العالم على الطرق العامة في مدينة «أوستن» دون أي تدخل. وبالتالي أصبح بالإمكان تقديم تكنولوجيا رائدة للقيادة الذاتية بالكامل، تستطيع أن تنقل الألاف من البشر بين شوارع المدينة، وإقلالهم إلى وجهتهم المحددة دون أي تدخل بشري. 2

«وايمو» تستقل بذاتها تحت مظلة «ألفابت»
منذ أن بدأ المشروع في غوغل عام 2009، استطاعت السيارات قطع ما يزيد عن مليوني ميل من القيادة الذاتية على الطرق المختلفة
منذ أن بدأ المشروع في غوغل عام 2009، استطاعت السيارات قطع ما يزيد عن مليوني ميل من القيادة الذاتية على الطرق المختلفة


منذ أن بدأ المشروع في غوغل عام 2009، استطاعت السيارات قطع ما يزيد عن مليوني ميل من القيادة الذاتية على الطرق المختلفة، وهو ما يُعادل 300 عام من الخبرة البشرية في قيادة السيارات.  لذلك بنهاية 2016، وبعد تحقيق تكنولوجيا القيادة الذاتية الكفاءة المطلوبة، سيستقل المشروع بذاته متمثلًا في شركة «وايمو» التابعة للشركة الأم «ألفابت». حتى يستطيع المشروع إضافة التأثير الإيجابي المنشود على حياة البشر في كافة أنحاء العالم، وذلك بتحقيق الهدف الأكبر ألا وهو الحد من العدد المهول للوفيات الناتجة عن حوادث الطرق بسبب الخطأ البشري.
5

فتمتلك سيارات «وايمو» البرمجيات المُصَممة للكشف عن المُشاة، وراكبي الدراجات، والسيارات، بالإضافة إلى باقي الأشياء المتواجدة على جانبي الطريق، من كافة الجهات ومن نطاق واسع وبدقة عالية. بالإضافة إلى أجهزة الاستشعار التي تستطيع ملاحظة حركة يد سائق الدراجة، أو الإشارة التي قام بها، ومن ثم توقع تحركاته القادمة. [6]

فتستطيع برمجيات وأجهزة الاستشعار كشف وتوقع سلوك جميع مستخدمي الطريق من حولنا، وذلك بعد تجربة هذه البرمجيات لأكثر من مليوني ميل من التنقل اليومي الأمن والمريح على الطرق المزدحمة. حيث تستطيع سيارات «وايمو» من التنقل الذاتي بأمان خلال مختلف السيناريوهات المعقدة في شوارع المدن. فتستطيع السيارات التكيف مع التغيرات غير المتوقعة كالممرات المغلقة أو الحالات الطارئة. 6 كما يمكن التعرف على المزيد عن إمكانية توقع السلوك وردود الأفعال للسيارات ذاتية القيادة من خلال الفيديو التالي؛

فيقول «جون كرافسيك» المدير التنفيذي لمشروع السيارات ذاتية القيادة بشركة غوغل أن "القدرة على إكمال رحلة ذاتية القيادة-بالكامل-يوميًا على الطرق العامة، مع عدم وجود سائق للتجربة، كان معلمًا كبيرًا لفريقنا ولتاريخ تكنولوجيا  القيادة الذاتية"، ثم أضاف " هذه القدرة كانت إشارة لنا بأننا نستطيع البدء في تحويل تركيزنا من العمل التأسيسي للتقنية، إلى التركيز على إطلاق شركة خاصة بنا حتى نستطيع تقديم التكنولوجيا إلى المزيد من البشر في الأماكن المختلفة" [7]

المصدر : الجزيرة