5 عوامل وراء انخفاض أسعار الهواتف الصينية.. تعرف عليها
لكن ما يعطي الأفضلية للشركات الصينية مثل هواوي (Huawei) وشاومي (Xiaomi) حين التصنيع المحلي يتمثل في خفض تكاليف النقل والشحن، على عكس سامسونغ وآبل وسوني الذين يقومون بإنفاق المزيد من التكاليف على النقل والتوزيع والشحن، وهو ما يدفع تكاليفه المستهلك في نهاية المطاف.
حيث توجد في آبل إدارة متخصصة تتولى شؤون متاجر البيع، مما يؤدي بالتأكيد لارتفاع سعر الهاتف الذي تنتجه الشركة، وقد قامت آبل في عام ٢٠١٤ بتعيين المديرة التنفيذية السابقة لشركة "بربري" (Burberry) الشهيرة في مجال الأزياء أنجيلا أهريندتس (Angela Ahrendts) كنائب الرئيس لمتاجر التجزئة(1)، وذلك للتركيز أكثر على تجميل صورة متاجرها ورفع مستوى الترف فيها مثل "بربري" (Burberry)، وذلك ضمن السياسة التي تتبعها آبل المتمثلة في تحويل آبل من مجرد شركة تقنيّة إلى علامة تجارية راقية (Luxury lifestyle brand).
كما أن شركة مثل شاومي التي تحتل المراكز الأولى في حصة الهواتف الذكية في الصين، تعتمد على أساليب أخرى منخفضة التكلفة لتسويق منتجاتها، كالاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي، وإطلاق المنتج بكميات محدودة في وقت معين، مما يدفع الكثير من المستخدمين للتسابق من أجل شراء هذه المنتجات، بما يعزز من أسهم شهرة المنتج وانتشاره دون الحاجة لإنفاق مبالغ كبيرة.
وتكشف تقارير مركز البحوث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية عن أن سامسونغ كانت الشركة التقنية الأكثر إنفاقا على الأبحاث والتطوير، والثانية عالميا في جميع المجالات، حيث إنها خصصت مبلغا ماليا ضخما يقدر بـ ١٣ مليار دولار أميركي في عام ٢٠١٦ لتطوير أجهزتها، بينما أنفقت آبل في العام نفسه ٧.٤١ مليار دولار في المجال نفسه.(3)
وتذكر أبحاث(5) أن تكلفة قطع هاتف غالكسي إس ٨ تبلغ ٣٠١.٦ دولار أميركي، ومع أن هذا الرقم أعلى بـ ٤٣.٣٤ دولارا من سابقه غالاكسي إس ٧ إيدج، لكن الهاتف يباع في الأسواق بسعر يقارب ٧٢٠ دولارا أميركيا.
بل وصل الأمر إلى ما هو أبعد، حيث إن هيوغو بارا نائب الرئيس العالمي لشركة شاومي ونائب الرئيس السابق لقسم أندرويد في غوغل ذكر في حوار(6) مع وكالة الأنباء رويترز أن شاومي لا تربح سنتا واحدا من هواتفها الذكية، حتى لو باعت الشركة ١٠ مليارات هاتف فلن يؤثر ذلك على أرباح الشركة، لكن الشركة تركز على الأرباح بعيدة المدى من مصادر أخرى، وتعتمد بشكل أساسي على الأجهزة المنزلية مثل أجهزة تنقية الماء والهواء وأجهزة طبخ الأرز.
بهذه العوامل تقف الشركات التقنية الصينية متحررة من أعباء الشركات الكبرى، لتطرح منتجا يضاهي بجودته أفضل المنتوجات التقنية وبأسعار منخفضة، إلا أن السؤال في عصر الاستهلاك يظل قائما حول نجاح هذه المنتجات في اكتساح سوق الهواتف الذكية في ظل أن ثقافة المستهلك تدخل في صلب محددات اتخاذها للقرار شراء قيمة العلامة التجارية قبل شراء ميزات الهاتف.