شعار قسم ميدان

آيفون "إكس".. هل تخلَّت آبل عن إرث ستيف جوبز؟

midan - apple

أحيت شركة آبل ذكرى "ستيف جوبز"، مؤسّسها ورئيسها التنفيذي الراحل، في ثلاثة مشاهد مُختلفة خلال مؤتمرها الذي جرى مؤخرًا للكشف عن هواتفها الجديدة.

 

البداية كانت في القاعة التي حملت اسم "جوبز" في مقرّها الجديد "آبل بارك" (Apple Park) الذي وضع تصوّره الأوّلي بذاته. أما المشهد الثاني فكان في افتتاحية مؤثّرة استرجعت آبل فيها مقولات "جوبز" وسط دموع وحزن "تيم كوك"، الرئيس التنفيذي الحالي للشركة. أما المشهد الأخير، مشهد "شيء آخر" (One More Thing)، فكان أفضل ختام لمؤتمرها السنوي الذي شهد الكشف عن مجموعة مُختلفة من المُنتجات.

 

آيفون بالثلاث
استمرارًا مع عادتها السنوية في إطلاق جيل جديد من هواتف "آيفون"، قدّمت آبل هذا العام "آيفون 8″ و"آيفون 8 بلس" (iPhone 8 Plus)(1)، وهي هواتف جديد تحمل شاشات بحجم 4.7 بوصة و5.5 بوصة على الترتيب. داخليًا، تحمل الأجهزة الجديدة معالج "إيه 11 بايونيك" (A11 Bionic) من تصميم آبل، وهو معالج سداسي الأنوية، اثنتان للمهام الثقيلة، وأربعة للمهام العادية، مع وحدة تحكّم جديدة لاختيار الأنوية المناسبة لتنفيذ المهمّة التي يُرسلها نظام التشغيل بكفاءة عالية.

  

الأجهزة الجديدة مصنوعة من الزجاج على الوجهين الأمامي والخلفي، مع شريط جانبي من الألمنيوم، لتوفير خاصيّة الشحن اللاسلكي للمرّة الأولى في هواتفها (آبل)
الأجهزة الجديدة مصنوعة من الزجاج على الوجهين الأمامي والخلفي، مع شريط جانبي من الألمنيوم، لتوفير خاصيّة الشحن اللاسلكي للمرّة الأولى في هواتفها (آبل)

  

من ناحية الأداء، يضمن المعالج الجديد أداء أفضل بنسبة 70٪ تقريبًا مُقارنة بمعالج "إيه 10" المُستخدم في "آيفون 7". أما الرسوميات فهي أفضل أيضًا في "آيفون 8" وأخيه الأكبر بنسبة 30٪ بفضل معالج الرسوميات الجديد الذي تُطوّره آبل للمرّة الأولى، مع دعم الواقع المُعزّز والألعاب ثلاثية الأبعاد.

 

وخصّصت الشركة كاميرا خلفية بدقّة 12 ميغابكسل في "آيفون 8″، وأُخرى مزدوجة بنفس الدقّة كذلك في "آيفون 8 بلس"، وهي كاميرا قادرة على تسجيل الفيديو بدقّة "4 كيه" (4K) بسرعة 60 إطار في الثانية، قوّتها بالتصوير البطيء بسرعة 240 إطار بدقّة 1080 بكسل، وهذا في كلا الهاتفين مع وجود شريحة مُخصّصة لترميز الفيديو وضغطه دون التأثير على الجودة أبدًا وفق معايير جديدة قامت آبل بتطويرها وإطلاقها في وقت سابق من عام 2017.

 

ولم تذكر الشركة -بشكل رسمي- مساحة ذواكر الوصول العشوائي، إلا أنها بنسبة كبيرة بمساحة 2 غيغابايت في الهاتف الصغير، و3 غيغابايت في الكبير.

 

وبالخروج من الداخل، فإن الأجهزة الجديدة مصنوعة من الزجاج على الوجهين الأمامي والخلفي، مع شريط جانبي من الألمنيوم، وهذا لتوفير خاصيّة الشحن اللاسلكي للمرّة الأولى في هواتفها وفق معيار "تشي" (Qi). أما الألوان فهي الرمادي أو الأسود أو الذهبي الجديد، وهي ألوان عولجت في سبع طبقات حسبما ذكرت الشركة خلال المؤتمر.

  

    

مقاومة الماء حاضرة أيضًا في الجيل الجديد رفقة نظام صوتي مزدوج على الوجهين العلوي والسفلي، وهذا لتوفير جودة صوت أفضل بنسبة 25٪ من الجيل الحالي، "آيفون 7″ و"7 بلس". وستبدأ الطلبات المُسبقة على الهاتفين الجديدين يوم 15 (سبتمبر/أيلول) على أن يصلا يوم 22 (سبتمبر/أيلول) للأسواق، وهذا لقاء 699 دولار أميركي بمساحة 64 غيغابايت، أو 849 دولار بمساحة 256 غيغابايت. أما الهاتف الكبير فهو بسعر 799 دولار و949 دولار بنفس مساحات النسخة الأصغر.

 

الإمارات العربية المُتحدة ستكون أول دول الوطن العربي التي ستحصل على الأجهزة الجديدة في نفس موعد وصولها يوم 22 (سبتمبر/أيلول). لكن وابتداءً من 29 (سبتمبر/أيلول)، يُمكن للمستخدمين في قطر والبحرين وفلسطين المُحتلة والكويت والسعودية الحصول على الأجهزة الجديد أيضًا، أي بعد وصوله الرسمي بأسبوع واحد تقريبًا.

 

شيء آخر
ولم يكن عنصر المفاجأة حاضرًا أبدًا بعد الإعلان عن الهاتفين السابقين، فجميع التسريبات أكّدت وجود هاتف ثالث بمواصفات غير مسبوقة بالنسبة لآبل، وبالفعل أعلن "كوك" عن الجيل الجديد من آيفون، "آيفون العاشر" أو "آيفون إكس" (iPhone X) كما يُكتب(2)الجيل العاشر يحمل شاشة "أوليد" (OLED) للمرّة الأولى في تاريخ آبل تمتد على كامل الوجه الأمامي بمساحة 5.8 بوصة تحمل اسم "سوبر ريتينا" (Super Retina)، ليكون الهاتف الأكبر كذلك في تاريخ الشركة. وهو جهاز مصنوع من الزجاج كذلك مع إطار جانبي من الستانلس ستيل.

  undefined

  

داخليًا، لا يختلف كثيرًا عن "آيفون 8″، فهو بمعالج "إيه 11 بايونيك" أيضًا لكنه زوّد بمُحرّك عصبوني للذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة استخدام غير مسبوقة على أكثر من صعيد. البداية يجب أن تكون مع الكاميرا الأمامية، وهي بدقّة 7 ميغابكسل ذات مُستشعرات ثلاثية الأبعاد قادرة أولًا على التقاط صور بخاصيّة "بوكيه" (Bokeh) للتركيز على عنصر ما دون غيره، وهي ميّزة كانت محصورة بالكاميرا الخلفية لأجهزة "آيفون 7 بلس"، لكنها شقّت طريقها بنجاح للجيل الجديد، "آيفون إكس".

 

للحكاية تتمّة، فالكاميرا مُزوّدة بمستشعرات حملت اسم "ترو ديبث" (TrueDepth)، العمق الحقيقي بعد الترجمة، وهي مُستشعرات قادرة على التعرّف على الوجه وتحليله مع كافّة تفاصيله لأكثر من غاية تبدأ في تأمين الجهاز دون وجود إمكانية لخداعها بصورة أو مُجسّم، أو دون أن تتأثر حتى لو وضع المستخدم نظّارة أو قام بتغيير تسريحة الشعر، وهذا حسبما ذكرت الشركة خلال المؤتمر. وبالحديث عن تأمين الجهاز، أكّدت آبل أن نسبة فشل خاصيّة التعرّف على الوجه بلغت 1 بالمليون فقط، في وقت تبلغ فيه نسبة فشل خاصيّة التعرّف على البصمة "توتش آي دي" (Touch ID) ما يصل لـ 1 بالـ 50 ألف، وهذا يعني أن التعرّف على الوجه أكثر أمنًا من جهة، وأسرع من جهة أُخرى.

 

الكاميرا الأمامية، والمُستشعرات، قادرين على استشعار نظر المستخدم إلى الشاشة لفك قفل الجهاز. لكن وعند إغلاق الأعين والنظر إلى الشاشة لن يتم فك قفله حسب التجربة التي قام بها مسؤولون من آبل خلال المؤتمر. أما الميّزة الأخيرة للكاميرا والمُستشعرات فتكمن في الوجوه التعبيرية المُتحرّكة "آنيموجي" (Animoji)، التي تقوم بمحاكاة حركة وتعابير وجه المُستخدم وتحويلها لوجه تعبيري، وهذا داخل تطبيق الرسائل.

  

   

الكاميرا الخلفية مزدوجة أيضًا، وبدقّة 12 ميغابكسل في كل عدسة وهي أفضل من الجيل الحالي، "آيفون 7 بلس" والقادم" آيفون 8 بلس"، وذلك بفضل مُرشّحات جديدة للألوان، ومعالج الصورة الجديد من آبل المُستخدم في جميع الهواتف الجديدة. أما من ناحية جودة الفيديو، فأجهزة "آيفون إكس" مُساوية تمامًا لبقية الهواتف التي كشفت الشركة عنها.

 

الشحن اللاسلكي أيضًا موجود، والبطارية تدوم حتى ساعتين أكثر من "آيفون 7" دون تحديد سعتها أو الفترة الحقيقية، إلا أن استخدام شاشات "أوليد" من شأنه بالفعل زيادة عمر البطارية نوعًا ما. وبالحديث عن الشحن اللاسلكي، قدّمت آبل صفيحة "إير باور" (AirPower)، وهي صفيحة للشحن اللاسلكي قادرة على شحن الهواتف الجديدة رفقة سمّاعات "إير بودز" (AirPods)، والجيل الجديد من ساعة آبل الذكية.

 

أخيرًا، سيتوفّر "آيفون العاشر" ابتداءً من 3 (نوفمبر/تشرين الثاني) في مجموعة كبيرة من الدول من بينها قطر والبحرين وفلسطين المُحتلة والسعودية والإمارات، وبسعر يبدأ من 999 دولار بمساحة 64 غيغابايت و1149 دولار بمساحة 256 غيغابايت. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا الجهاز تحديدًا سيتوفّر باللونين الرمادي أو الأسود.

  

"آبل تي في"
لم تُخيّب آبل التوقعات، ولا التسريبات، خلال المؤتمر وقامت بالكشف عن الجيل الخامس من أجهزة "آبل تي في" (Apple TV)، الجيل الذي حمل اسم "آبل تي في 4 كيه" (Apple TV 4K) مع دعم لتقنية "إتش دي آر" (HDR) أيضًا(3).

  

البث المُباشر وصل لأجهزة
البث المُباشر وصل لأجهزة "آبل تي في 4 كيه"، ويُمكن الآن متابعة المُباريات بشكل حيّ ومُباشر من داخل الجهاز والتطبيقات التي تدعم هذا الأمر (آبل)

  

وركّزت الشركة خلال المؤتمر على تعاونها وجهودها الحثيثة لتوفير محتوى بجودة "4 كيه" لمستخدمي هذ الجيل، فمتاجر "آي تونز" (iTunes) توفّر هذا النوع من الأفلام بنفس سعر الأفلام بدقّة "إتش دي" (HD). كما سيحصل كل من قام بشراء فلم "إتش دي" على تلك الأفلام بدقّة "4 كيه" مجانًا دون مشاكل. وتعاونت آبل كذلك مع شبكات بث المحتوى لضمان توفير الكثير من الخيارات للاستمتاع بالجيل الجديد.

 

البث المُباشر وصل لأجهزة "آبل تي في 4 كيه"، ويُمكن الآن متابعة المُباريات بشكل حيّ ومُباشر من داخل الجهاز والتطبيقات التي تدعم هذا الأمر، مع وجود بث مُباشر أيضًا للنتائج داخل التطبيقات. والحال نفسه كذلك بالنسبة للأخبار بعد دعم القنوات وتطبيقاتها لهذا الأمر، فآبل توفّر المكتبة البرمجية للراغبين باستخدامها.

 

تلك القدرات الجديدة يُديرها مُعالج "أيه 10 إكس" (A10X) المُستخدم في حواسب "آيباد برو" اللوحية، وهو معالج سداسي الأنوية كذلك ثلاثة منها للأداء العالي، وثلاثة للأداء العادي. وهذا من شأنه أيضًا رفع أداء الأجهزة عند الحديث مع "سيري" وعند تشغيل الألعاب بعد تحميلها من المتجر.

 

الجيل الجديد سيبدأ بالوصول أيضًا يوم 22 (سبتمبر/أيلول) بسعر 179 دولار أميركي بمساحة 32 غيغابايت، و199 دولار بمساحة 64 غيغابايت. وذكرت الشركة أن الجيل الرابع ما زال متوفرًا لقاء 149 دولار بمساحة 32 غيغابايت.

 

ساعة آبل

  

بعد اللحظات العاطفية نوعًا ما مع بداية المؤتمر، انتقلت آبل فورًا للحديث عن ساعة آبل وعن أهمّيتها بالنسبة للمُستخدمين مُستعرضة نسبة رضا وصلت إلى 97٪ تقريبًا، مع نمو نسبة المبيعات بنحو 50٪ مُقارنة بالعام الماضي. كما أزاحت ساعة آبل، ساعات شركة "روليكس" (Rolex)، لتُصبح الأكثر مبيعًا على مستوى العالم.

 

الشركة عملت على تطوير تطبيقات لتحليل نبضات القلب الواردة من المُستشعرات الموجودة داخل الساعة، وبالتالي يُمكن للمستخدم أولًا الحصول على تقرير شامل يرصد نبضات قلبه قبل مُمارسة الرياضة، وخلالها، وبعد الانتهاء أيضًا. أما بخصوص التحليل، فإن برنامج "آبل هارت ستَدي" (Apple Heart Study) بالتعاون مع مُختبرات من جامعة "ستانفورد" ستسمح برصد مُعدّل نبضات القلب لرصد نموذج غير صحّي وإخطار المُستخدم بضرورة التوجّه للطبيب درءًا للمخاطر والحالات الطارئة التي لا يشعر المستخدم بها كالجلطات.

 

أما الجيل الجديد فهو الجيل الثالث (Series 3)(4)، وهو يدعم الاتصال بشبكات البيانات من خلال وجود شريحة إلكترونية "إي سيم" (eSim)، كما استخدمت آبل الشاشة لتكون مُستقبِل الإشارة دون الحاجة لزيادة حجم الساعة، فهي مساوية تمامًا لحجم الجيل الثاني. المُعالج "إس 3" (S3) ثُنائي النواة ويضمن أداء أعلى حتى 70٪ تقريبًا عند المُقارنة بالجيل الثاني أيضًا، مع استخدام شريحة "دبليو 2" (W2) لتحسين الاتصال بشبكات الإنترنت اللاسلكية وبالأجهزة عبر تقنية "بلوتوث" بنسبة 50٪.

  

يُمكن ترك الهاتف في المنزل لممارسة النشاط الرياضي أو السباحة واستلام كل شيء عن طريق ساعة آبل دون أن تتأثّر قابلية الاستخدام أبدًا
يُمكن ترك الهاتف في المنزل لممارسة النشاط الرياضي أو السباحة واستلام كل شيء عن طريق ساعة آبل دون أن تتأثّر قابلية الاستخدام أبدًا
  

دعم شريحة إلكترونية يعني إمكانية استخدام الساعة والاتصال بالإنترنت، واستقبال المُكالمات حتى عند عدم وجود الهاتف، وبالتالي يُمكن ترك الهاتف في المنزل لممارسة النشاط الرياضي أو السباحة واستلام كل شيء دون أن تتأثّر قابلية الاستخدام أبدًا. وبالمناسبة، يدعم الجيل الجديد السباحة على عمق 50 متر تقريبًا.

 

وقرّرت آبل إضافة نسخة خاصّة بالسيراميك الأسود بعد نجاح السيراميك الأبيض في الجيل الثاني، مع تقديم لون جديد آخر هو الألمنيوم المُذّهب، دون نسيان اللونين الأساسيين الرمادي والأسود أيضًا. أما الأسعار فهي تبدأ من 399 دولار أميركي للنسخة التي تدعم شريحة الاتصال، و329 دولار للنسخة التي لا تدعم الشريحة، وهنا الحديث عن الجيل الثالث فقط. وستستمر آبل في بيع الجيل الأول لقاء 249 دولار أميركي على أن تتوفّر يوم 22 (سبتمبر/أيلول) في عشر دول ولا واحدة عربية منها. لكن وابتداءً من 5 (أكتوبر/تشرين الأول) ستبدأ بالوصول لقطر والكويت وتركيا والسعودية والإمارات أيضًا.

  

    

بهذا المؤتمر الذي شهد إطلاق ثلاثة هواتف للمرّة الأولى في تاريخ آبل، والذي شهد كذلك أول حدث يجري في قاعة "ستيف جوبز" في المقرّ الجديد، أسدلت آبل الستار -تقريبًا- على منتجاتها التقنية في 2017، إلا لو كانت هناك مفاجآت أُخرى، وهو أمر مُستبعد.

 

"تيم كوك" ذكر في نهاية المؤتمر أن "جوبز" لو كان حاضرًا لكان فخورًا جدًا بالمنتجات التي قدّمتها الشركة. لكن هل بالفعل سيرضى الرئيس التنفيذي الراحل بالتجزئة الكبيرة الحاصلة في مُنتجات آبل والخيارات الكثيرة المتوفرة حاليًا؟ أو بالميّزات الناقصة مثل الشحن اللاسلكي التي تأخّرت أملًا في توفيرها على مسافات طويلة دون أن تنجح الشركة بهذا الأمر؟

المصدر : الجزيرة