شعار قسم ميدان

بخطوات بسيطة.. تخلص من الإعلانات وتتبع نشاطك على شبكة الإنترنت

maidan - main imagee

شربت فيسبوك من كأس التسريبات التي أذاقت منها مُعظم مُستخدميها خلال الأعوام الأخيرة، فبعدما قامت عن عمد بتسريب بياناتهم الشخصية وبيعها لشركات خارجية، وصلت -بفعل فاعل- مُستندات خاصّة بالشبكة الاجتماعية تؤكّد تورّطها عمدا بتلك المُمارسات(1). فيسبوك لن تتغيّر، ولا حتى غوغل أو أمازون، لأن تلك الشركات تعتمد بشكل كبير على عمليات البحث والبيانات الخاصّة بالمُستخدم، لذا فإن أفضل ما يُمكن أن يقوم به المستخدم هو الاعتماد على بعض الحلول للحد قدر الإمكان من انتهاك الخصوصيّة.

وداعا غوغل
 وصلت مُحرّكات بحث على غرار "إنفو سيك" (infoseek)، وياهو، و"ويب كرولر" (WebCrawler)، إضافة إلى"لايكوس" (Lycos)، و"إكسايت" (Excite) و"آلتا فيزتا" (AltaVista)، قبل غوغل بسنوات، إلا أن الأخير نجح في الصمود والمُنافسة بضراوة لأنه عرف أفضل وسيلة للاستفادة من البيانات التي يقوم المُستخدمون بتقديمها، والتي مهّدت بدورها الطريق أمام إطلاق شبكة إعلانية خاصّة بغوغل تدر في الوقت الراهن مليارات الدولارات كل عام(2).

 

قوّة غوغل أزاحت بالفعل ثُلة كبيرة من الأسماء السابقة، واللاحقة كذلك، إلا أن مُحرّك "داك داك غو" (DuckDuckGo) جاء ليبقى على ما يبدو، فقد صمد حتى الآن لقُرابة عقد من الزمن مع نسبة نمو في الاستخدام خلال 2017 تجاوزت حاجز الـ 55٪، الأمر الذي يُمكن ربطه بزيادة الوعي حول ضرورة استخدام مُحرّكات بحث بديلة(3)(4).

 

يعمل "داك داك غو" من مُنطلق واحد لا يتغيّر قائم على عدم جمع بيانات المُستخدمين وعلى عدم تخزين عمليات البحث التي يقومون بها، وبالتالي لا يمتلك أية بيانات لبيعها للشركات الخارجية، ومن هنا يُمكن ضمان الحفاظ على الخصوصية(5). في الوضع الطبيعي، مُعظم المُحرّكات قادرة على ربط عمليات البحث التي يقوم بها المُستخدم اعتمادا على نوع المُتصفّح وعلى العنوان الإلكتروني (IP). وفي حالة تسجيل الدخول في غوغل مثلا، يتم ربطها أيضا ببياناته الشخصية كرقم الهاتف والبريد الإلكتروني، العمر والدولة، إضافة إلى الجنس وبعض البيانات الخاصّة الأُخرى.

 

بعد جمع تلك البيانات تقوم غوغل، ومثلها فيسبوك، بتوفيرها للمُعلنين الراغبين باستهداف شريحة دون الأُخرى عبر لوحة تحكّم تُتيح استهداف الشريحة دون معرفة الأشخاص بشكل مُحدّد. إلا أن فيسبوك مثلا تقوم في بعض الأحيان بتقديمها كبيانات خام، وكأنها قائمة تحتوي على أسماء المُستخدمين وبالإمكان اختيار أحدهم ومعرفة بقيّة التفاصيل.

 

بناء على ما سبق، فإن "داك داك غو" يحمي على الأقل عمليات البحث التي يقوم المُستخدم بها، وهو مُحرّك يُمكن زيارته والبدء باستخدامه فورا. كما يُمكن تثبيت إضافاته المتوفّرة للمُتصفّحات لمزيد من الخصوصية. ولتجنّب استخدام غوغل، يُمكن ضبط مُحرّك البحث الافتراضي في جميع الأجهزة لاستخدام "داك داك غو" الذي لا يقل جودة من ناحية البحث عن جودة غوغل(6).

 

تصفّح آمن
 توفّر مُعظم المُتصفّحات وضعيّة التصفّح الآمن (Private Browsing) أو (Incognito Mode)، إلا أن المواقع قادرة على تتبّع المُستخدم حتى عند تفعيلها عبر أساليب مُختلفة. وللقضاء على تلك الظواهر، خرجت آبل بأداة جديدة داخل مُتصفّح سفاري تمنع تعقُب نشاط المُستخدم، أو تُحاول الحد منه، حتى في وضع التصفّح العادي.

 

ويُمكن تشبيه أدوات التعقّب وكأنها برامج صغيرة تعمل عند زيارة صفحة ما. وهذا يعني بطئ طفيف في تحميل الصفحات من جهة، واستهلاك أكبر لباقة الإنترنت من جهة أُخرى، وهذا دون علم المُستخدم. وعلى غرار آبل وسفاري، قرّرت شركة "موزيلا" (Mozilla) المُطوّرة لمُتصفّح "فايرفوكس" إطلاق تحديث جديد يحتوي على أداة تقوم بمنع تعقّب نشاط المُستخدم (Enhanced Tracking Protection) لحماية خصوصيّته قدر الإمكان وإبعاد تلك البرمجيات الصغيرة عن تعقّب نشاطه(7).

 

blockquote class="twitter-tweet" data-lang="en">

After 1 day of using the new @brave. Take that ads! pic.twitter.com/FcjCTH9EY8

— Chris Sevilleja (@chrisoncode) November 30, 2018

 

كل ما يحتاجه المُستخدم هو تثبيت التحديثات الدورية أول بأول للحصول على الأداة الجديدة التي تعمل بشكل افتراضي، والتي يُمكن ضبطها أيضا لإيقافها في مواقع مُحدّدة وتشغيلها في البقيّة، وهذا فقط عبر زيارة الموقع ومن ثم الضغط على آيقونة المعلومات (i) الموجودة في شريط العنوان. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأداة متوفّرة داخل المُتصفّح على الحواسب وعلى الأجهزة الذكية أيضا.

 

ولا يُعتبر "فايرفوكس" الخيار الوحيد، فمُتصفّح "بريف" (Brave) يتوفّر كخيار آخر للراغبين بتغيير تجربة الاستخدام بشكل كامل، فهو مُتصفّح متوفّر للحواسب وللأجهزة الذكية يُركّز بشكل أساسي على إيقاف أية برمجيات مسؤولة عن تعقّب نشاط المُستخدم على شبكة الإنترنت، مع حظر الإعلانات التي تظهر أثناء تصفّح فيسبوك، أو مقاطع الفيديو الدعائية في يوتيوب على سبيل المثال لا الحصر(8).

 

"بريف" على الهواتف الذكية يضمن تصفّح أسرع من مرّتين إلى ثمان مرّات عند زيارة مواقع غنيّة بالصور والروابط، مثل المواقع الأخبارية مثلا. بينما يضمن تصفّح أسرع مرّتين على الأقل في الحواسب. وبحسب الإحصائيات أيضا، فإن متوسّط عدد أدوات التتبّع في الموقع الواحد يصل إلى 70 تقريبا، وهذا يعني استهلاك 20 دولار أمريكي من باقة الإنترنت الخاصّة بالمُستخدم شهريا، أي أن المُستخدم يحصل على سرعة في تصفّح المواقع من جهة، ويوفّر من استهلاك الباقّة الخاصّة به من جهة أُخرى عند استخدام "بريف".

   

إضافات

 ولا يحتاج المُستخدم إلى تغيير المُتصفّح بشكل كامل للاستفادة من أدوات حظر الإعلانات وتعقّب النشاط على الشبكة، فمجموعة من الإضافات تتوفّر لهذا الغرض ويُمكن عبر تثبيتها فقط إضافة طبقة حماية جديدة تُخفّف على الأقل من نسبة البيانات التي تقوم المواقع بجمعها عن المُستخدم.

  

   

إضافة "يو بلوك" (uBlock) تُعتبر من أشهر الإضافات الموجّهة لهذا الغرض، فهي تقوم بشكل افتراضي بعد تثبيتها بحظر الإعلانات وأدوات التعقّب من جهة، وحظر أي رابط إعلاني قد يضغط المُستخدم عليه عن طريق الخطأ من جهة أُخرى، وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بالبرمجيات الخبيثة التي عادة ما تنشط في مثل تلك المواقع. الإضافة متوفّرة على "غوغل كروم" و"فايرفوكس" و"سفاري". كما يُمكن لمُستخدمي نظام "ماك أو إس" (macOS) تثبيتها كتطبيق يعمل على مستوى نظام التشغيل، وبالتالي الحماية أيا كان المُتصفّح المُستخدم.
 

إضافات أُخرى مثل "آد بلوك" (AdBlock) أو "آد بلوك بلس" (AdBlock Plus) يُمكن الاستعانة بها، وهنا يُترك الحُكم للمُستخدم ولتجربة استخدامه، فالبعض اشتكى من بطئ في التصفّح عند استخدامها، في وقت كانت "يو بلوك" الأفضل، إلا أن هذا الكلام يختلف من جهاز للآخر.

 

ولمُستخدمي مُتصفّحات أُخرى مثل"إيدج" (Edge) على ويندوز 10، يُمكن تجربة إضافة "آد غارد" (AdGuard) المتوفّرة لمُعظم المُتصفّحات المشهورة على غرار سفاري و"أوبيرا" (Opera)، كما تتوفّر كذلك كتطبيق للأجهزة الذكية العاملة بنظامي أندرويد و"آي أو إس" (iOS). لكن الاختلاف الوحيد يكمن في كونها مدفوعة، ويحتاج المُستخدم لدفع اشتراكات شهرية لضمان الحصول على مستوى خصوصيّة أعلى، إلا أن هذا قد يعني ضمان لاستمراريتها، وعدم التواطئ مع أي جهة أُخرى.

  

خطوات حظر الإعلانات والحد من تتبّع نشاط المُستخدم بسيطة، تبدأ من تغيير مُحرّك البحث، تفعيل أدوات إيقاف التتبّع في المُتصفّحات، أو تثبيت بعض الإضافات الخاصّة. وبهذا الشكل، يُمكن إضافة طبقة لحماية الخصوصية على شبكة الإنترنت، صحيح أنها لا تكفي، لكن وجودها أفضل من عدمه.

المصدر : الجزيرة