شعار قسم ميدان

أبرزها "أندرويد غو".. تطبيقات جديدة ستغير سوق الهواتف الذكية

midan - tec
كان السعر المُرتفع للهواتف الذكية وقت صدورها سلاحا ذا حدّين، إذ توقّع البعض فشلها بسبب غلائها، والبعض الآخر استغلّ هذا العامل لاستنساخها بمواصفات تقنية أقل لجعلها مُلائمة من حيث السعر لشريحة أكبر على مستوى العالم.

     

تلك العقلية أدّت إلى تقسيم سوق الهواتف الذكية إلى ثلاث فئات؛ هواتف ذات مواصفات رائدة، وذات مواصفات متوسّطة، وأخيرا هواتف بمواصفات متواضعة، الأمر الذي خلق فجوة من ناحية الأداء تسعى كُبرى الشركات التقنية الآن لسدّها في أسرع ما يمكن.

        

"أندرويد غو"
يلوم البعض الانتشار الكبير لنظام أندرويد الذي أتاح لمجموعة كبيرة من الشركات تطوير هواتفها الخاصّة حتى ولو لم يكن اختصاصها بالأساس، وتلك شركات غالبا ما تعتمد على عامل السعر لبيع أجهزتها التي تُقدّم تجربة استخدام سيئة جدا تجعل تقييم النظام سلبيا في أعين البعض.

        

من خلال الاعتماد على هذا النموذج (أندرويد غو)، انتقلت غوغل من عدم التدخّل بمواصفات الهواتف الذكية إلى التدخّل الكامل
من خلال الاعتماد على هذا النموذج (أندرويد غو)، انتقلت غوغل من عدم التدخّل بمواصفات الهواتف الذكية إلى التدخّل الكامل
  

لم تُغفل شركة غوغل ذلك الأمر. لكنها في المُقابل لم تُغيّر من آلية الحصول عليه من قبل الشركات، بل قرّرت أن تُعالج الخلل بنفسها من خلال إنشاء مُبادرة "أندرويد ون" (Android One) التي تتعاون فيها مع بعض الشركات لتطوير هاتف ذكي بمواصفات عتادية متواضعة بعض الشيء، إلا أنها تضمن تقديم أفضل أداء مُمكن لنظام أندرويد بسبب التعاون المُباشر مع المُهندسين، مع توفير جميع تطبيقاتها بما في ذلك "دو" (Duo) لمكالمات الفيديو، أو مساعدها الرقمي "غوغل أسيستنت" (Google Assistant)، وهذا على سبيل المثال لا الحصر(1).

      

تلك المُبادرة نتجت عنها مجموعة من الأجهزة منها "مي إيه 1″ (Mi A1) من شركة شاومي الصينية، و"يو 11 لايف" (U11 Life) من "إتش تي سي" (HTC)، و"أندرويد ون موتو إكس" (Android One Moto X)، وأخيرا "جي إم 6″ (GM6)، و"جي إم 5" في تركيا(2)، والقائمة تتوسّع باستمرار.

      

     

من خلال الاعتماد على هذا النموذج، انتقلت غوغل من عدم التدخّل بمواصفات الهواتف الذكية إلى التدخّل الكامل، فهي -على سبيل المثال- لا تتحكّم بأجهزة شركات مثل سامسونغ أو "ون بلس"، وتترك لهما حريّة اختيار العتاد والتصميم وما إلى ذلك، طالما أنها تقدّمت للحصول على موافقة لاستخدام أندرويد. لكنها، وتحت مبادرة "أندرويد ون"، تقوم الشركة بالتحكّم بكل شيء لضمان أفضل أداء، تماما مثل آبل التي تتحكّم بتطوير النظام وتطوير العتاد دون تدخّل أي جهة خارجية في هذا الأمر. إلا أن هذا النموذج مُتعب ويُعتبر تغييرا جذريا، ومن أجل ذلك عثرت غوغل أخيرا على الحل الوسط.

    

كشفت غوغل عن نسخة خفيفة من أندرويد تُعرف بـ "أندرويد غو" (Android Go)(3)، وهي نسخة موجّهة للأجهزة ذات المواصفات المتوسطة والمنخفضة، تلك التي تحمل ذواكر وصول عشوائي لا تزيد عن 1 غيغابايت. وقامت الشركة بإعادة كتابة بعض المكوّنات الداخلية لنظام أندرويد لتُلائم الفكر الجديد، كما قامت ببرمجة بعض التطبيقات الافتراضية لتقديم أفضل تجربة استخدام مُمكنة لمُستخدمي "أندرويد غو".

    

ويُمكن في النظام الجديد العثور على "جي ميل غو" (Gmail Go) للبريد، وعلى "أسيستنت غو" (Assistant Go) للمساعدة الرقمية، وعلى "غوغل غو" (Google Go) للبحث، إضافة إلى "فايلز غو" (Files Go) لتنظيم الملفّات، وعلى "مابس غو" (Maps Go) للخرائط. كما يحتوي أيضا على متجر "غوغل بلاي" (Google Play) مع أدوات للحماية من التطبيقات الخبيثة. أما مُتصفّح "غوغل كروم"، فهو يعمل بوضع توفير الاستهلاك بشكل افتراضي، ليضمن المُستخدم حصوله على أسرع أداء، وعلى أقل استهلاك لحزمة البيانات والإنترنت أيضا.

      

    

نسخة "لايت"

لم تكن غوغل الشركة الوحيدة التي رصدت فجوة الأداء وتجربة الاستخدام، فبعيدا عن نظام التشغيل، كان لا بُد من إيجاد حلول على مستوى التطبيقات التي لا ترحم هي الأُخرى لا المعالج ولا حتى ذواكر الوصول العشوائي وحزمة البيانات، ومن أجل ذلك خرج مفهوم "لايت" (Lite)، أو النسخ الخفيفة.

     

وباعتبار شبكة فيسبوك وتطبيقاتها على الهواتف الذكية من بين التطبيقات الأكثر استخداما يوميا، قدّمت الشبكة الاجتماعية ما يُعرف بـ "فيسبوك لايت" (Facebook Lite)، وهو عبارة نسخة خفيفة بحجم لا يتجاوز 2 ميغابايت، في وقت يصل فيه حجم النسخة الكاملة لأكثر من 70 ميغابايت. ومن ناحية الوظائف، يُمكن للمستخدم الاطّلاع على آخر المُشاركات وعلى التنبيهات الواردة، تماما مثل التطبيق العادي. وسيضمن في الوقت نفسه استهلاكا أقل للمساحة ولحزمة الإنترنت، فاستهلاك "فيسبوك لايت" الوسطي لمساحة التخرين يبلغ 7 ميغابايت، بينما يبلغ أكثر من 350 ميغابايت في النسخة الكاملة. أما استهلاك باقة الإنترنت فيبلغ وسطيا 1 ميغابايت وأقل في النسخة الخفيفة، وأكثر من 50 ميغابايت في النسخة الكاملة(4).

       

    

الكلام السابق ينطبق أيضا على تطبيق "مسنجر لايت" (Messenger Lite) الذي يأتي بحجم يساوي 20٪ فقط من حجم تطبيق "مسنجر" الأصلي، ويضمن أيضا استهلاك أقل لحزمة البيانات وللبطارية على حد سواء. وهذا بدوره يمنح مُستخدمي أندرويد تجربة استخدام أفضل.

      

بدورها، حرصت شبكة تويتر على اللحاق بركب فيسبوك لتكشف عن "تويتر لايت" (Twitter Lite) بحجم لا يتجاوز 3 ميغابايت، واستهلاك قليل ومُعتدل لحزمة البيانات. وبالعودة إلى مُبادرة "غو" من غوغل، حرصت الشركة على توفير "يوتيوب غو" (Youtube Go)، وهو عبارة عن نسخة خفيفة تسمح مشاهدة مقاطع الفيديو، وتحميلها، إضافة إلى إمكانية تبادلها مع الأصدقاء باستخدام تقنية بلوتوث، على سبيل المثال لا الحصر.

    

مايكروسوفت قدّمت أيضا تطبيق "سكايب لايت" (Skype Lite) لإجراء مكالمات الفيديو على الإنترنت على جميع أجهزة أندرويد أيا كانت قوّة العتاد المزوّدة به. كما حرصت غوغل مرّة أُخرى على توفير جميع تطبيقات "أندرويد غو" داخل المتجر، بحيث يُمكن الحصول على "أسيستنت غو" وعلى "غوغل غو" وعلى "فايلز غو" أيضا.

      

undefined

 

مُتصفّحات مثل "أوبيرا ميني" (Opera Mini) و"يو سي براوزر ميني" (UC Browser Mini) قد تأتي كحلول مُناسبة جدا لأصحاب الهواتف ذات الأداء المُنخفض والمتوسّط، وهذا للحصول على أفضل تجربة استخدام من جهة، ولضمان تصفّح أسرع للإنترنت خصوصا في الدول التي لا يتوفّر فيها اتصال سريع للإنترنت من جهة أُخرى.

    

ولا تنتهي رحلة التطبيقات الخفيفة مع التطبيقات السابقة، فوجود "غو"، أو "لايت"، أو "ميني"، إلى جانب اسم أي تطبيق يعني أنه يأتي لتقديم أداء أفضل بالتركيز على الوظائف الأساسية فقط ونبذ أي شيء آخر يستهلك من قدرات الجهاز، وبهذا الشكل يُمكن لأصحاب الهواتف الذكية العثور على حل مؤقّت دون الحاجة لشراء هاتف ذكي جديد بسعر مُرتفع.

     

عندما يكون السعر هو عامل اختيار الهاتف الذكي، يُنصح بمُراجعة موقع "أندريد ون" أولا لمعرفة الهواتف التي قامت غوغل بتطويرها لطرحها بأسعار تبدأ من 50 دولارا أمريكيا فقط. كما يُنصح بالبحث عن الهواتف العاملة بنظام "أندرويد غو" الذي يضمن توفير مساحة تُساوي ضعف المساحة التي توفّرها نسخة أندرويد الكاملة. إضافة إلى تطبيقات أصغر بنسبة 50٪ من ناحية المساحة ومن ناحية استهلاك البطارية والبيانات.

       

        

أخيرًا، لن تتنازل الشركة التقنية عن السير في هذا الطريق، أي توفير نسخ خفيفة من تطبيقاتها لأن التوجّه الآن نحو الأسواق النامية، كالهند على سبيل المثال، فالشركات تحرص الآن على توفير خدمة الاتصال بالإنترنت قبل توفير هواتف ذكية بأسعار تُلائم الجميع، وهذا سبب كاف بالنسبة لشركات مثل غوغل وفيسبوك التي تبحث عن إضافة مليار مُستخدم جديد لقاعدة مُستخدميها. وهذا الكلام ينطبق أيضا على آبل التي بدأت بإنتاج "آيفون إس إي" (iPhone SE) في الهند، على أن تتبعه بـ (آيفون 6 إس)(iPhone 6S) أيضا، وهذا لتوفير هواتفها بأسعار مُلائمة قدر الإمكان(5).