شعار قسم ميدان

”BBK“.. ثالث أكبر مُصنّع للهواتف الذكية على مستوى العالم

midan - 68-1-main

تُظهر الإحصائيات أن شركة ”هواوي“ الصينية، وعلى مدار الأعوام الثلاثة المُنقضية، أحكمت سيطرتها على المركز الثالث في قائمة أكثر الشركات بيعًا للهواتف الذكية عالميًا. لكن في 2017، وعلى الرغم من وجود إحصائيات رسمية تؤكّد استمرار ”هواوي“ في تلك المرتبة، إلا أن شركة ”بي بي كيه إليكترونيكس“ (BBK Electronics) -الصينية أيضًا- هي من قفزت للمركز الثالث بعد سامسونغ ثم آبل(1)، فما هي أبرز أجهزة تلك الشركة المنتشرة حول العالم؟

      

إمبراطورية صينية

وثّقت المقالات والتقارير أن أحد مؤسّسي شركة ”ون بلس“ (OnePlus) كان يعمل سابقًا في شركة ”أوبو“ (Oppo) الصينية، وعادت تلك التقارير فيما بعد لتكشف أن ”ون بلس“ هي بالأساس شركة فرعية من ”أوبو“، وهذا يُفسّر تشابه أجهزة الشركتين من ناحية التصاميم، فالأولى -أوبو- قادرة على دفع الملايين شهريًا في مجال الأبحاث والتطوير، لتحصل ”ون بلس“ على آخر الابتكارات على طبق من ذهب، وهو ما يسمح لها ببيع أجهزتها بأسعار أقل مع هامش ربح مقبول يُساعدها على النمو والاستمرار.

   

undefined

   

وفي وقت لا تظهر فيه ”ون بلس“ ضمن قائمة الخمسة الأوائل على مستوى العالم، تحتل ”أوبو“ المركز الرابع خلف ”هواوي“، ففي 2017، باعت ”أوبو“ 111 مليون هاتف تقريبًا، أما ”هواوي“، فهي باعت ما يزيد عن 153 مليون هاتف ذكي على مستوى العالم، تقريبًا نصف ما باعته سامسونغ خلال نفس العام، إلا أن هذا الأمر يكشف قوّة الشركة الصينية -”هواوي“- التي وجدت نفسها في مواجهة وحش بثلاثة رؤوس يُدعى ”بي بي كيه إليكترونيكس“، الشركة التي لا تمتلك أي هاتف ذكي تحت تلك العلامة التجارية، لكنها باعت 200 مليون هاتف تقريبًا، أقل بـ 15 مليون هاتف فقط مما باعته آبل.

 

تعمل تحت مظّلة ”بي بي كيه إليكترونيكس“ كل من ”أوبو“ و“ون بلس“ على حد سواء. ليس هذا فحسب، بل شركة ”فيفو“ (Vivo) أيضًا، وتلك شركات آخذة بالنمو والتوسّع على مستوى العالم، ولعل حصاد عام 2017 كان كفيلًا بإظهار جدّية الشركات الثلاث، مدعومين بشركتهم الأم، للسيطرة على العالم والاقتراب من آبل لإزاحتها عن المركز الثاني(2).

  

”أوبو“

كان آخر ما قدّمته ”أوبو“ على مستوى الهواتف الذكية الرائدة هو ”فايند إكس“ (Find X)، الهاتف الذي يحمل صفيحة مُنزلقة تختبئ فيها الكاميراتين الأمامية والخلفية، وهذا من أجل تقديم هاتف بشاشة تمتد على كامل الوجه الأمامي بعيدًا عن النتوءات التي تنتشر هنا وهناك. أما المواصفات، فالهاتف يعمل بمعالج ”سناب دراغون 845“ مع ذواكر وصول عشوائي 8 غيغابايت ومساحة تخزين 256 غيغابايت.

   

     

وما هي سوى أسابيع قليلة منذ الكشف عن الهاتف السابق حتى بدأت الشركة بالترويج لهاتفها القادم، ”إف 9“ (F9)، وهو جهاز سيحمل أيضًا شاشة تمتد على كامل الوجه الأمامي مع نتوء دائري بسيط جدًا، مُشابه لذلك الموجود في هاتف شركة ”إيسنتشال“ (Essential)، دون وجود الكثير من التفاصيل حول مواصفاته. لكن ولأن فئة ”إف“ موجّهة للصور الشخصية ”سيلفي“، قد يحمل الجهاز كاميرا أمامية دقّتها لا تقل عن 25 ميغابكسل.

 

من الناحية المالية، فإن أداء ”أوبو“ في تصاعد مُستمر، فخلال 2017 باعت الشركة 111 مليون هاتف، بحصّة سوقية 7.6٪ ونسبة نمو 12٪ مُقارنة بالعام الذي سبقه، أكثر من ”هواوي“ وسامسونغ، وخلف ”شاومي“ التي حقّقت نسبة نمو خيالية تجاوزت 74٪. أما النصف الأول من 2018، فشهد تراجع طفيف للشركة التي باعت 53.5 مليون هاتف، بعدما باعت 53.8 مليون هاتف خلال نفس الفترة في 2017، بانتظار الربع الأخير من العام الميلادي الذي يُصادف موسم الأعياد في مجموعة كبيرة من المناطق الجغرافية حول العالم(3)(4).

 

”ون بلس“

لا يُمكن لشركة ”بي بي كيه إليكترونيكس“ الاعتماد على ”ون بلس“ كسلاح فعّال في المُنافسة، إلا أن نمو ”ون بلس“ وتقديمها لأجهزة بأداء عالي وبأسعار مُنافسة يجعلها اسم تسويقي قوي، خصوصًا بعد عملها كشركة ناشئة عبر استخدام مفاهيم تسويقية مُبتكرة واضعة نفسها تحت الأضواء، رفقة شركتها الأم ”أوبو“ أيضًا.

  

في 2018، اكتفت الشركة بتقديم هاتف ”ون بلس 6“ (OnePlus 6)، الهاتف الذي يحمل شاشة 6.2 بوصة مع معالج ”سناب دراغون 845“ وذواكر مساحتها 8 غيغابايت، وهذا بسعر 529 دولار أميركي فقط، واضعة نفسها بذلك ضمن فئة الهواتف متوسّطة ورائدة المواصفات. وبحسب بعض التسريبات، تدرس الشركة إمكانية إطلاق ”ون بلس 6 تي“ مع شاشة تمتد على كامل الوجه الأمامي، إلا أن وصوله للأسواق مرهون بوجود تقنيات ثورية أُخرى تُساعد على تقديم مُنتج يرغب الجميع في الحصول عليه(5).

  

في 2017، نجحت الشركة في تحقيق نسبة نمو وصلت إلى 55٪، وهذا بحسب أرقام الشركة الرسمية التي أكّدت أن مجموع العائدات وصل إلى 1.4 مليار دولار أميركي، وهو رقم كبير جدًا بالنظر لحداثة عهد الشركة التي بدأت نشاطها التجاري في 2013(6).

     

     

”فيفو“

تُعتبر ”فيفو“ الأقل شهرة عند مُقارنتها بالأسماء السابقة. لكنها في 2018 تفوّقت على الجميع بعدما قدمت أول هاتفي ذكي يحمل مُستشعرًا للبصمة تحت الشاشة، متبوعًا بأول هاتف ذكي يحمل كاميرا أمامية مخفية داخل الجهاز تخرج فقط عند تشغيل تطبيق الكاميرا، لتتخلّص بذلك من مُشكلة النتوء من جهة، وموضوع القلق على الخصوصية من جهة أُخرى. وتجدر الإشارة إلى أن هاتف ”فيفو نيكس“ (Vivo Nex) جاء قبل هاتف ”أوبو“، فهي الشركة التي قرّرت في 2018 العودة إلى الماضي وتوفير صفيحة قابلة للانزلاق داخل الجهاز.

 

أبرز هواتف الشركة هو ”في 7+“ (+V7) الذي يحمل مجموعة من الميّزات الرائدة على غرار معالج ثماني الأنوية من كوالكوم مع ذواكر بمساحة 4 غيغابايت ومساحة تخزين تبدأ من 64 غيغابايت. أما الشاشة، فهي 6 بوصة تقريبًا أعلاها كاميرا بدقّة 24 ميغابكسل، مع وجود أُخرى خلفية بدقّة 16 ميغابكسل. وجاء هاتف ”في 9“ (V9) لمُحاكاة تصميم ”آيفون إكس“ بشكل كامل، ليكون نسخته الصينية العاملة بنظام أندرويد، فالجهاز يحمل على الوجه الخلفي كاميرا مزدوجة، مع نتوء أعلى الشاشة مُشابه لذلك الذي قدّمته آبل(7).

 

أما على الصعيد الاقتصادي، فالشركة ومع بداية العام الجاري تراجعت حصّتها في السوق الصينية من 17٪ إلى 15.5٪ في ظل تقدّم شركات أُخرى مثل ”هواوي“ و“أوبو“، وذلك بالمقارنة مع أرقام تلك الشركات خلال نفس الفترة من 2017، العام الذي حصلت فيه ”فيفو“ على المركز الثالث في السوق الصينية(8).

  

بشكل إجمالي، لا تزيد حصّة كل شركة من شركات ”بي بي كيه إليكترونيكس“ عن 20٪، إلا أن قوّتها تظهر بعد جمع تلك الحصص لتتحوّل لقوّة واحدة قادمة من بعيد لإزاحة آبل عن المركز الثاني على مستوى العالم. أما عن سبب نجاح تلك الشركات على الرغم من تقليدها للهواتف العالمية تارةً، وتقديم بعض الأجهزة الغريبة تارةً أُخرى، فالإجابة وبكل بساطة هي عملها كوحدات مُنفصلة تمامًا عن الشركة الأم، وعن بعضها البعض، فلكل شركة رئيسها التنفيذي ومسؤوليها لاتخاذ القرار النهائي، فالهدف على ما يبدو هو الاستيلاء على حصّص مُتفرّقة من السوق عوضًا عن منحها لشركات أُخرى، وهي سياسة نجحت في 2017، بانتظار ما ستُسفر عنه خلال 2018، العام الذي ستأتي فيه آبل بثلاثة هواتف، والذي تُراهن فيه سامسونغ على أجهزة ”نوت9“ بعد تواضع مبيعات ”غالاكسي إس 9“(9).

    

undefined