شعار قسم ميدان

قنوات بيوتيوب تقدم كل ما تحتاجه عن الأجهزة التقنية

midan - يوتيوب

على عكس الشائع، فإن المُراجعات والآراء السلبية التي تحصل عليها بعض الأجهزة التقنية من الأمور التي لا تُهملها الشركات التقنية الكُبرى، فمع كل مُراجعة، تتفاعل الشركة وتحاول تبرير النقاط التي يراها المُستخدم سلبية، وتشيد في الوقت نفسه بالمُراجعات الإيجابية، وهنا الحديث عن التقييمات أو المُراجعات التي تقوم بها بعض القنوات التي أضحت مرجعا أساسيا للجميع حول العالم.

   

       

"MKBHD"

نجح "ماركيز براونلي" (Marques Brownlee)، أو (MKBHD) كما يُعرف، في الحصول على أكثر من 6.5 مليون مُشترك في قناته على يوتيوب التي تُركّز بشكل أساسي على أحدث التقنيات من هواتف وحواسب لوحية، بالإضافة إلى السيّارات ذاتية القيادة وآخر ما توصّلت إليه شركات تطوير الكاميرات حول العالم. ما يُميّز قناة "براونلي" عن غيرها من القنوات هو الاهتمام بالإخراج والألوان في كل مقطع فيديو، فالمُراجعة بالنسبة لـ "براونلي" هي عبارة عن قصّة يجب الاهتمام بجميع تفاصيلها.

     

     

بفضل تلك الرؤية، نجحت القناة في الحصول على بعض اللقاءات الحصرية مع بعض مسؤولي شركة آبل على سبيل المثال لا الحصر، مع دعوات لتغطية الأحداث التي تقوم بها الشركات للكشف عن الأجهزة، دون نسيان الحصول على الأجهزة قبل الجميع لتجربتها وتحضير المُراجعة لنشرها بالتزامن مع الكشف عن الجهاز الجديد مُباشرة، لتكون مرجعا للراغبين بالتعرّف على الجهاز قبل شرائه.

   

وتجدر الإشارة هنا إلى أن "براونلي" لا يُحابي شركة على حساب الأُخرى، فهو يتحدّث عن المزايا في كل نظام أو جهاز يقوم بتجربته، ويذكر العيوب كما هي دون تجميل، الأمر الذي ساعده على كسب ود شريحة لا بأس بها من المُهتمّين في الأمور التقنية على مستوى العالم. وإضافة إلى ما سبق، تُجبر قوانين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، مثل يوتيوب أو إنستغرام، جميع أصحاب القنوات بالتصريح عن مقاطع الفيديو التي لها رُعاة، لكن هذا لا يعني أن "براونلي" يتساهل مع الشركات، فتغطياته التي تشمل الهواتف الذكية، أنظمة التشغيل، الكاميرات، أفضل العروض على الإنترنت، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة مثل التعرّف على الوجه أو الوجوه التعبيرية التفاعلية، تتحدّث عن كافّة الأوجه في أي مُنتج.

      

"آب تو ديت" وأندرويد باشا

تأتي قناتا "آب تو ديت" (UpToDate) وأندرويد باشا على رأس قائمة القنوات الناطقة باللغة العربية التي تسعى لتقديم مُراجعات لأجهزة تقنية مُختلفة، صحيح أن الثانية قد تبدو مُنحازة لنظام غوغل، لكنّ القائمين عليها يسعون باستمرار للحديث عن التقنيات المُختلفة الموجودة حول العالم.

   

ومثلما هو الحال في قناة "براونلي"، فإن "آب تو ديت" لا تعتمد على المقاطع الجامدة التي يظهر فيها مُقدّم الفيديو للحديث فقط، بل يتم استعراض الجهاز من جميع الزوايا بالإضافة إلى استعراض النظام عند الحديث عن الهواتف الذكية أو الحواسب بأنواعها المُختلفة. القائمون على القناة ذهبوا إلى ما هو أبعد من الحديث عن التقنيات الجديدة فقط، فأسفل بعض المقاطع يظهر شخص يقوم بترجمة المقطع باستخدام لغة الإشارة، وهذا شيء نادرا ما يُشاهد في القنوات العربية بشكل خاص والعالمية بشكل عام، يُتوّج الجهود المبذولة في إخراج أي مقطع.

      

   

قناة أندرويد باشا في المُقابل لا تقل أهمّية عن القناة السابقة، لكن المقاطع فيها تميل إلى الطول عند استعراض بعض التقنيات، الأمر الذي يراه البعض ميزة بفضل التفصيل الكامل. لكن هذا لا يعني أن الإخراج مُهمل، فالجودة عالية والجهود التي توضع في كل مقطع واضحة للغاية.

   

القناة بشكل عام لا تتحدّث فقط عن الأجهزة العاملة بنظام أندرويد فقط، بل تتناول الحواسب وتجميعها إضافة إلى التطبيقات والهواتف الذكية بشكل عام. كما يُخصّص القائمون على القناة حلقات للإجابة عن أسئلة المُتابعين، وأُخرى لتغطية بعض المؤتمرات والمعارض التقنية التي تجري على مدار العام.

   

"آنبوكس ثيرابي"

عند النظر إلى قائمة أكثر القنوات التقنية على يوتيوب من ناحية المُتابعين فإن قناة "آنبوكس ثيرابي" (Unbox Therapy) تأتي في المُقدّمة دون مُنازع بأكثر من 12 مليون مُشترك، القناة التي تُغطّي أيضا جميع التقنيات بما في ذلك الحواسب، والهواتف، وبعض الأجهزة الغريبة التي يتم الحديث عنها على الإنترنت، كالمشاريع الناشئة على سبيل المثال لا الحصر.

 

بشكل عام، فإن صاحب القناة يعتمد على المقاطع الجامدة إلى حد ما للحديث عن المُنتجات واستعراضها، عكس "براونلي" على سبيل المثال الذي يُحاول إخراج كل مقطع بحلّة جديدة كُليًّا لا تُشبه الثانية، مع الاهتمام بالألوان والإضاءة أيضا.

 

ولا يختلف محتوى القناة من ناحية طريقة الإخراج فقط، بل من ناحية التغطية والأسلوب أيضا، فالقائمون على القناة لا يسعون لتغطية الأحداث والمعارض بالتوجّه إليها. ولا يقومون أيضا بإنتاج مقاطع تعتمد دائما على المُنتج الحقيقي، ففي بعض الأوقات يكون المقطع مُجرّد تجميع للمراجعات الموجودة في بعض المواقع العالمية.

   

    

الرصانة التقنية

في وقت تظهر فيه قناة "آنبوكس ثيرابي" بشكل عشوائي وبأسلوب يميل إلى العفوية، تأتي قناتا "جوناثون موريسون" (Jonathan Morrison) و"ديف لي" (Dave Lee) على العكس تماما، فالأسلوب المُتّبع في التقديم رصين جدا وهادئ، يُركّز على المُنتج وعلى إظهاره بأفضل طريقة مُمكنة.

 

يتفوّق "موريسون" على "لي" من ناحية عدد المُتابعين بعد الوصول إلى أكثر من 2.4 مليون مُتابع وهذا بفضل تغطياته المتنوّعة التي تُشابه إلى حد كبير ما يقوم به "براونلي"، فـ "موريسون" يعتمد على فريق عمل كامل لتصوير المُنتجات واختبارها في ظروف مُختلفة وخصوصا الكاميرات في الهواتف الذكية. كما يميل "موريسون" إلى اختبار الأجهزة الجديدة وتحديدا الحواسب للوقوف على قوّتها وسرعتها ومستوى صدق الشركات عند الكشف عنها وعن أرقامها.

   

     

"لي" أيضا في قارب "براونلي" و"موريسون" نفسه، فالألوان جزء مهم في أي مقطع، لكنه يسعى في الوقت نفسه للاستفاضة عند الحديث عن الحواسب، فهو يقوم بتجربة الحواسب المحمولة والمكتبية على اختلاف أنواعها، مع استعراض أفضل المُلحقات لمُحبّي الألعاب أو لمُستخدمي الحواسب لإخراج الصور ومقاطع الفيديو على سبيل المثال لا الحصر، إلا أن هذا لا يعني إهماله لأحدث إصدارات أنظمة التشغيل وآخر الهواتف الذكية. في المُقابل، يتشابه "لي" مع "آنبوكس ثيرابي" فهو لا يقوم بتغطية مُعظم الأحداث مثل البقيّة، بل يُركّز على الاستعراض الكامل في الأستوديو الخاص به فقط.

   

بفضل القنوات السابقة، وغيرها من آلاف القنوات، أضحى يوتيوب مرجعا كاملا لجميع المُستخدمين الراغبين بشراء جهاز تقني جديد، حتى إن شركة "ون بلس" قامت بالدفع لقاء ظهور مُراجعة "براونلي" لأجهزة "ون بلس 6" على الرغم من تطرّقه لبعض الجوانب السلبية فيها. ومن هنا، وإلى جانب المُشاركة في المعارض، والمواقع الشخصية والنشرات البريدية، تحتاج الشركات، وخصوصا الناشئة، إلى التركيز على استعراض مُنتجاتها على يوتيوب والتعاون مع صُنّاع المحتوى من هذا النوع لضمان الوصول إلى شريحة أكبر طوال الوقت.