إسرائيل تشارك بصياغة مستقبل سوريا عبر روسيا

Russian President Vladimir Putin (R) meets with Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu in Moscow, Russia, March 9, 2017. REUTERS/Pavel Golovkin/Pool
نتنياهو (يسار) التقى بوتين بموسكو أربع مرات منذ 2015 (رويترز-أرشيف)
كشفت دراسة بحثية إسرائيلية عن وجود تأثير واضح لـ إسرائيل على الترتيبات الحاصلة حول مستقبل سوريا رغم عدم تورطها المباشر في الصراع بهذا البلد، وذلك من خلال المفاوضات التي تشهدها روسيا وإيران وتركيا وباقي العواصم.
 
وذكرت الدراسة -التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن التدخل الإسرائيلي في صياغة مستقبل سوريا كان حاضرا في لقاءات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زياراته الأربع إلى موسكو منذ 2015.

وأوضحت أن التدخل الإسرائيلي مستقبلا في سوريا سيكون أكثر فعالية وأقل سرية، مشيرة لإعلان إسرائيل غير المسبوق مؤخرا عن مسؤوليتها عن قصف قافلة للأسلحة في سوريا. وهو الإعلان الذي يشير بصورة واضحة لتوجه علني لتل أبيب لرفع مستوى تدخلها في سوريا بمبرر منع تثبيت النفوذ الإيراني ورفع جاهزيتها لاستخدام قوتها العسكرية.

معركة سياسية
وقال الجنرال الإسرائيلي المشارك بإعداد الدراسة أودي ديكل، وهو الرئيس السابق لإدارة المفاوضات مع الفلسطينيين، إنه في ظل وجود قناعات إسرائيلية متزايدة بأن جوهر الحرب الدائرة في سوريا على وشك النهاية، لاسيما العمليات القتالية الواسعة التي شهدتها السنوات الست الماضية، فإن هناك معركة سياسية تتعلق بتحديد معالم الصورة الجديدة للدولة السورية.

الجيش الاسرائيلي أجرى أكثر من مرة مناورات عسكرية بمرتفعات الجولان السوري المحتل
الجيش الاسرائيلي أجرى أكثر من مرة مناورات عسكرية بمرتفعات الجولان السوري المحتل

وأشار الجنرال إلى أن إسرائيل استبقت أي كتابة للأحرف الأولى لمستقبل سوريا بإعلان خطوطها الحمراء أمام المجتمع الدولي خاصة روسيا الحليفة الأولى للأسد، وتتمثل هذه الخطوط بمنع نشر قوات تابعة لإيران وأتباعها جنوب سوريا خاصة قرب الحدود الإسرائيلية.

وأوضح ديكل -الذي شغل وظائف عديدة في الجيش والاستخبارات والتعاون العسكري الدولي والتخطيط الإستراتيجي- أن روسيا تنظر لإسرائيل على أنها قوة إقليمية كفيلة بالتأثير على كامل التطورات المستقبلية في الساحة السورية، ولذلك فهي مضطرة لإجراء التنسيق والتعاون مع تل أبيب لدى قيامها بالكثير من خطواتها وسياساتها.

تحدي إيران وحزب الله
الدبلوماسي الإسرائيلي تسفي ماغين قال إنه بسبب الخشية من حصول احتكاك عسكري بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، فقد أقاما جهاز تنسيق أمني بينهما للعمل داخل الأجواء السورية، وهذا الجهاز أثبت جدواه في الكثير من الأحيان.

وأضاف المشارك الثاني في إعداد الدراسة المذكورة والضابط السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أن روسيا تبدي تفهما واضحا للمصلحة الإسرائيلية بمنع وجود قوات عسكرية تابعة لإيران على مقربة من حدودها، ولذلك فإن موسكو لا تبدي معارضة لقيام تنسيق إستراتيجي عالي المستوى مع إسرائيل بشأن تحديد مستقبل سوريا.

وأوضح ماغين أن الدور الذي تسعى إليه إسرائيل في مستقبل سوريا يتزامن مع الدور الثانوي الذي تقوم به الولايات المتحدة، ورغبتها في عدم تصدر المشهد السوري.

وتساءل عن مدى قدرة تل أبيب على الحفاظ على عدة مسارات أساسية في الوقت ذاته، بين عدم تجاوز خطوطها الحمراء التي وضعتها في سوريا ومنع تعاظم حزب الله من جهة، وعدم زعزعة علاقاتها مع موسكو، ومن جهة ثالثة الحرص على عدم حدوث تصعيد عسكري بالجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان وسوريا.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية