كيف تخفف من قلق سيل الأخبار؟

تصميم يجسد اقلقل الذي يشعر به الناس من تلقي سيل الأخبار المتسارع في هذا العصر

نشرت نيويورك تايمز مقالا يوضح عددا من الإستراتيجيات لتخفيف القلق الناتج عن كثرة الأخبار وسرعة ورودها، ونقلت عن خبراء نفسيين قولهم إن مستويات القلق زادت لدى الأميركيين عقب الانتخابات الرئاسية الماضية مقارنة بما قبلها.

ونسبت كاتبة المقال ليسلي ألدرمان إلى خبراء نفسيين قولهم إن كثيرا من مرضاهم زادت معاناتهم الآن أكثر مما كانت بعد نتائج الانتخابات، وإنهم يجدون صعوبة في تحديد الوجهة التي تسير نحوها البلاد، وكثير منهم لا يستطيعون التخلي عن متابعة الأخبار.

وقالت الطبيبة النفسية بمدينة نيويورك سو إلياس إن أعداد الناس الذين يطلبون المساعدة النفسية ازدادت كثيرا، "هناك إحساس مستمر بالقلق وسط مرضاي لم أشاهده من قبل".

الميول الحزبية
وأظهرت استطلاعات للرأي أن أعراض القلق تتباين وفقا للميول الحزبية، إذ قال 26% ممن يؤيدون الحزب الجمهوري إن المناخ السياسي هو مصدر قلقهم، في حين قال 72% ممن يؤيدون الحزب الديمقراطي ذلك.

ومن نتائج ذلك الاستطلاع الذي نفذته مؤسسة هاريس لقياس الرأي العام بعنوان "الضغط النفسي في أميركا: التكيف مع التغيّرات" على 3500 أميركي، أن 86% من الأميركيين يفتحون بريدهم الإلكتروني والرسائل النصية على هواتفهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار، وأنه كلما كثر عدد الرجوع لهذه الوسائط ازداد حجم القلق.

وقال الطبيب النفسي بمستشفى مايو كلينيك إن معظم مرضاه يشعرون بالخوف من حرب قادمة وبعضهم يتخيل أن الخبر المقبل سيحذرهم من صواريخ تعبر الأجواء، مضيفا أن جميع مرضاه تقريبا مصابون بالأرق.

نصائح
وأشار التقرير إلى أن النصائح التي يسديها الأطباء والخبراء للمرضى تشمل إغلاق تنبيهات الأخبار على هواتفهم والاستماع للأخبار مرة واحدة في اليوم، أما إذا كنت ممن ترفع وسائل التواصل الاجتماعي ضغط الدم عندهم، فينصحك الأطباء بخفض عدد الاطلاع عليها إلى أقصى حد ممكن.

ومن بين النصائح خلق علاقات مع المخالفين لك سياسيا والتحاور معهم ليس بهدف اقناعهم، بل لزيادة رغبتك في المزيد من الاطلاع. وقال المحاضر في علم النفس بجامعة نيفادا ستيفن هيز إن التعاطف مع وجهات النظر المختلفة يمكن أن يساعد في تخفيف القلق، لأن ذلك يجعلك تشعر بأن لديك كثيرا مما هو مشترك مع آخرين.

كذلك التطوع لمساعدة الآخرين عبر منظمات أو غيرها كثيرا ما يجلب الشعور بالصحة العقلية "لأنه يمنح الشعور بالهدف ويحافظ على العلاقات الاجتماعية".

وأشار المقال إلى أهمية تحديد أكثر القضايا التي تشغل ذهنك، ثم الارتباط بمنظمات ذات علاقة بهذه القضايا لتحصل على معرفة جيدة بها وللمشاركة في درء خطرها إن كانت تمثل تهديدا مثل الحروب أو تغير في المناخ.

كما أشار إلى أن مجرد العمل عن قصد على أن تكون مهذبا مع الآخرين وعطوفا بهم يساعد في مواجهة الكثير من مشاعر العجز والسلبية التي تعج بها البيئة.

المصدر : نيويورك تايمز