بعد ضربة أصفهان.. خبير عسكري: ما نشهده غيمة حرب "لا أحد يريدها"

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، إن الولايات المتحدة أرادت إخراجا دبلوماسيا لمرحلة عسكرية خطرة بتسريبها أن إسرائيل تقف وراء الضربة داخل الأراضي الإيرانية، واصفا المشهد الحالي بـ"غيمة حرب لا أحد يريدها".

وأوضح حنا في حديثه للجزيرة، أن واشنطن وطهران لا تريدان الحرب، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن الضربة داخل إيران لا تتناسب مع هجوم طهران بالمسيرات والصواريخ الباليستية والمجنحة، ذاكرا أن هناك عدم توازن في الرد.

ولفت إلى أنه بهكذا ظرف إقليمي متوتر يعتبر الرد الإسرائيلي داخل إيران كأنه رد، ويعد مقبولا ومضبوطا للذهاب إلى حالة مختلفة وتخفيف التوتر من خلال إستراتيجية "التصعيد لخفض التصعيد".

وبين أن إسرائيل أرادت إيصال رسالتين إحداهما للداخل وأخرى تبين قدرتها على ضرب الداخل الإيراني، وهو ما فعلته طهران قبل أسبوع، فيما بدا بأنه "ردع متبادل وديناميكي يتبدل كل يوم".

وأكد أن المعضلة أن هذا الرد المتبادل "لا يمكن تكراره كل يوم، إذ لا يمكن تكرار هجوم إيران بالمسيرات والصواريخ، ولا يمكن أيضا لإسرائيل أن تسقط معظمها، لذلك تدخلت الولايات المتحدة بصفتها الرادع الأكبر في المنطقة"، متوقعا العودة إلى نقطة جديدة بقواعد جديدة عنوانها القتال بالوكالة.

وحول الخطاب الإيراني في التعامل مع الرد الإسرائيلي -بحسب واشنطن-، يقول حنا، إن طهران  تتعامل معه على مستوى أمني تخريبي إرهابي من قبل جواسيس، كما صنفت المسيرات بأنها "كواد كابتر" وهي طائرات تحمل مئات الغرامات من المتفجرات وليست قادرة على إحداث ضرر.

وأضاف أن المشهد الحالي يمكن وصفه بـ"غيمة الحرب" التي تغطي كل شيء لكن الفرقاء يريدون الخروج من هذا المأزق، دون إغفال مغادرة إيران من مرحلة "الصبر الإستراتيجي" عندما أدركت ضعفا أميركيا وضعف نتنياهو.

وكان التلفزيون الإيراني، قد أعلن في الساعات الأولى من صباح الجمعة، أن منظومات الدفاع الجوي تصدت لمُسيّرات انتحارية صغيرة في أجواء محافظة أصفهان الواقعة في قلب إيران ومدينة تبريز شمال غربي البلاد.

المصدر : الجزيرة