شعار قسم ميدان

"قصب السبق".. لماذا تشكل هضبة الجولان أهمية لإسرائيل وإيران؟

midan - رئيسية جولان
متى فرضت إسرائيل سيطرتها الكاملة على مرتفعات الجولان؟ ولماذا؟

تقع مرتفعات الجولان على مساحة قدرها 1800 كم مربع على الحدود الفاصلة بين إسرائيل وسوريا. وبالرغم من الاحتلال الإسرائيلي الحالي شبه الكامل لها، فقد كانت تحت السيادة السورية حتى يونيو/حزيران 1967، إلى أن بسطت إسرائيل سيطرتها على معظم المنطقة خلال حرب الأيام الستة مع مصر وسوريا والأردن. وبالرغم من سيطرة إسرائيل على ثلثي مساحة مرتفعات الجولان فحسب، فإنها تسيطر على معظم المواقع الإستراتيجية في تلك المنطقة.

 

استولت إسرائيل على مرتفعات الجولان لأسباب عدة، إلا أن أهم هذه الأسباب هو مد رقعة أراضيها، وخلق منطقة عازلة تفصل بينها وبين الأراضي السورية. ما زال هناك الكثير من الجدال والخلاف حول ما أشعل حرب الأيام الستة. فبالرغم من الهجوم المفاجئ الذي شنّته إسرائيل أولا آنذاك، فقد دافعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن نفسها منذ ذلك الحين بقولها إن تلك الحرب لم تكن عملا من أعمال العدوان، بل حملة عسكرية وقائية استهدفت حماية الدولة الوليدة آنذاك.

  

تواجد جنود إسرائيليون في منطقة الجولان (رويترز)
تواجد جنود إسرائيليون في منطقة الجولان (رويترز)

   

ما النزاعات التي دارت حول مرتفعات الجولان؟

لم تشهد المناطق الحدودية سوى بعض المناوشات المتفرقة وتبادل إطلاق النار منذ استيلاء إسرائيل على الجولان في 1967. الصراع الرئيسي الوحيد الذي اشتعل بين دول المنطقة منذ احتلال الجولان هو حرب 1973 بين الجانبين العربي والإسرائيلي، وهي الحرب التي يعرفها العرب بحرب رمضان، ويعرفها الإسرائيليون بحرب يوم كيبور.

 

خلال هذه الحرب، وجدت إسرائيل نفسها في مواجهة جبهتين عربيتين مسلحتين بأحدث الأسلحة القادمة من الاتحاد السوفيتي: جبهة مصرية في شبه جزيرة سيناء، وأخرى سورية في مرتفعات الجولان. ونشبت معركة شعواء بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان.

 

لو لم تتلقَ إسرائيل آنذاك الدعم العسكري الأميركي على الفور لخسرت الحملة العسكرية بأكملها، وليس الجولان فحسب. لكن عوضا عن ذلك، ما زالت الجولان تحت سيطرة إسرائيل، التي ضمتها إليها رسميا في 1981، وما زالت المناطق الحدودية تشهد مناوشات متفرقة حتى يومنا هذا.

 

هل احتلال إسرائيل للجولان قانوني؟

بموجب القانون الدولي، فإن احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان غير قانوني. ولفهم ذلك، فمن الضروري الرجوع إلى ثلاثة من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: قرار مجلس الأمن 242 (1967)، وقرار مجلس الأمن رقم 338 (1973)، وقرار مجلس الأمن 497 (1981).

    

     

تدعو الفقرة الأولى من قرار مجلس الأمن رقم 242 بوضوح إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية" من المناطق المحتلة خلال حرب الأيام الستة، وهي شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان. كما يدعو قرار مجلس الأمن رقم 338، الذي مُرر خلال حرب رمضان/ يوم كيبور، الأطراف المتنازعة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 "بجميع أجزائه".

أما قرار مجلس الأمن رقم 497 فيذهب إلى أبعد من ذلك ويسلط الضوء بوضوح على عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للجولان قائلا: "يعتبر قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة مُلغًى وباطلا ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي".

 

عزز قرارا مجلس الأمن 242 و338 خصيصا مبادرات السلام منذ تمريرهما، إذ استُخدم كلاهما لإضفاء الشرعية على مطالب العرب في خطط السلام مثل مشروع فاس 1982 ومبادرة السلام العربية 2002، ورفضت إسرائيل كلا المشروعين.

 

لماذا تُعدّ هذه المنطقة بالغة الأهمية بالنسبة لإسرائيل؟

يوفر ارتفاع هضبة الجولان نقاط مراقبة في عمق سوريا، التي لم توقّع إسرائيل معها أي اتفاق رسمي للسلام. لطالما أرادت إسرائيل الوصول إلى تسويات سياسية ثنائية مع بعض جيرانها العرب، وإحدى إستراتيجياتها لذلك هي احتلال الأراضي ثم إعادتها عن طريق المفاوضات. تُعرف هذه الطريقة في المعجم المتداول للعلاقات العربية الإسرائيلية بـ "الأرض مقابل السلام".

تأمل إسرائيل في استخدام مناطق مثل مرتفعات الجولان لبدء عملية التفاوض التي تضفي عليها ضمنيا قدرا من الشرعية كدولة. ولطالما ناضل القادة العرب للتعامل مع هذه الأمر؛ فأي تنازل محتمل لزعم إسرائيل بأحقيتها في إقامة دولة من شأنه أن يقوّض شرعيتهم وشعبيتهم بين شعوبهم. تجدر الإشارة إلى أن نهج الرئيس المصري أنور السادات والعاهل الأردني الملك عبدالله في التعامل مع إسرائيل أسفر عن اغتيالهما.

 

ماذا وراء اهتمام إيران بالمنطقة؟

إن اهتمام إيران واستثمارها في مرتفعات الجولان هو فعل رمزي أكثر منه مادي، إذ يغذي الاحتلال الإسرائيلي للجولان خطاب الحكومة الإيرانية الغاضب والمناهض لإسرائيل والذي يهدف إلى كسبها الدعم في منطقة الشرق الأوسط، لكن التفاخر بمقاتلة إسرائيل أهم بكثير من محاربة إسرائيل.

   

      

على أرض الواقع، تريد إيران تجنب أي مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل حول مرتفعات هضبة الجولان، لأنها تعرف تفوق إسرائيل عليها من حيث القوة العسكرية. ولهذا السبب تُفضّل إيران أن تستغل قواتها كحزب الله في جنوب لبنان وقوات بشار الأسد العسكرية في سوريا كوكلاء بينها وبين إسرائيل. يُمكِّن هذا إيران من القول بأنها تواجه إسرائيل دون المخاطرة بمواجهة إسرائيل فعليا.

—————————————————-

ترجمة (فريق الترجمة)

هذا التقرير مترجم عن: The Conversation ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان