شعار قسم ميدان

اصطياد الثعلب.. لهذه الأسباب قررت أميركا اغتيال الجنرال سليماني

ميدان - اغتيال سليمان
اضغط للاستماع
     

مقدمة
لم يكن اغتيال الجنرال سليماني أمرا غير مطروح على الأجندة الأميركية، بل كان على قائمة أولوياتها حيث مثل هو وأدواره المتعددة في المنطقة، خطرا استراتيجيا على مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وبعض دول دول المنطقة، فالرجل هو الذي أسس لفوضى المليشيات في كامل الإقليم، وعزز من سيطرة إيران في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، وهو الشريك الرئيسي في القضاء على تنظيم الدولة.
   
في هذا التقرير نلقي نظرة فاحصة على أدوار الرجل وتاريخ صعوده ما جعله يعد الهدف الأميركي الأهم حتى الآن منذ اغتيال بن لادن.
   
نص التقرير
 قاسم سليماني
 قاسم سليماني

الأسود لونه المعتاد لأرديته المفضلة في الجبهات المختلفة بسوريا والعراق، متسقا مع هالات سوداء واضحة تحت عينيه يزيدها بياض شعره ولحيته وضوحا، ووسط حركة "حزب الله النجباء" الميليشيا المفضلة لديه؛ حمل العناصر المسلحون جنرال الظل الإيراني قاسم سليماني، الموصوف بأنه "العنصر الأشد خطورة في الشرق الأوسط»"على أكتافهم احتفالا بسيطرتهم على بلدة الحاضر الاستراتيجية جنوب حلب نهاية عام ٢٠١٥، ضمن سلسلة المعارك المحتدمة هناك على مدى ثلاثة أعوام، والمنتهية بعد ذلك المشهد بعام واحد فقط في 2016.

باحتفاء واضح وبهتافات طائفية، صعد "الحاج" سليماني، كما يسميه مؤيدوه، على إحدى سيارات مليشيا "النجباء"، وخاطب الحاضرين قائلا لهم إن هذه المعركة هي «بداية النصر وإنقاذ الناس، ليس ناسنا فقط؛ وإنما كل السوريين»، ثم مكررا كلماته بالفارسية، في وجود عناصر الحرس الثوري الإيراني الذي يقود أهم فرقه "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات الإيرانية الخارجية منذ 15 عاما، وفي وجود مقاتلين من مليشيات إيرانية تشكلت تحت إشراف الفيلق وبتمويله وتدريبه، بجانب سواها من المليشيات الباكستانية والأفغانية والسورية والعراقية وأبرزها وأكبرها "النجباء" العراقية، المشكلة من عشرة آلاف عنصر تقريبا، قتل منهم ٥٠٠ مقاتل في الحرب السورية فقط، سعيا لـتحقيق حلم «مد الطريق من طهران لدمشق».

كانت السيطرة على بلدة الحاضر هي ذروة عملية "دبيب النمل" التي أشرف عليها الحرس الثوري الإيراني وطبقتها بالدرجة الرئيسة المليشيات الطائفية المدعومة إيرانيا، وعلى رأسها حزب الله، وبدرجة أقل الجيش النظامي السوري والمليشيات المحلية، وبغطاء جوي روسي وسوري كثيف، وانتهت بعد ذلك بعام كامل بالسيطرة على مدينة حلب وخروج الثوار منها. ولكن معركة حلب لم تكن سهلة على طهران، فقد كبدتها ٣٠٠ مقاتل وضابط تقريبا من كل القطاعات العسكرية المختلفة، النظامية وغير النظامية، ما بين (أكتوبر/تشرين الأول) عام ٢٠١٥ وحتى (يناير/كانون الأول) لعام ٢٠١٧، وعلى رأسهم نائب سليماني المباشر السابق، وصديقه وزميله في الحرب العراقية الإيرانية، الجنرال "حسين همداني"، الذي قتل بحلب قبل زيارة سليماني بشهرين.


لتعويض هذا النزيف الحاد؛ أرسلت موسكو مزيدا من طائراتها ومستشاريها، بينما دفعت طهران بالمزيد من المقاتلين من جيشها وحرسها الثوري وميلشياتها، وعلى رأسهم "النجباء" العراقية، التي أرسلت في ذروة المعركة وقبل ثلاثة أيام من انتهائها ألفي مقاتل دفعة واحدة، بحسب تصريح قائدها العسكري.

بشيء من التدقيق في السلاح الظاهر بالصورة أعلاه، وباستخدام دليل كامل نشره "مركز الاستخبارات الميدانية القومي" التابع للجيش الأميركي عام ٢٠٠٤ عقب احتلال العراق، ورفعت السرية عنه عام ٢٠١٥، لتحديد الأسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ المصنوعة في إيران؛ يُرجح تطابق بعض العلامات، مثل الأخمص (الدبشك) الأسود، وعدم وجود عدسة للتصويب، ووجود المغلاق (أجزاء الشد) وزر الأمان على يمين السلاح لا على يساره، يرجح ذلك كله أن يكون السلاح الموجود في الصورة هو الـ"KLS" الإيراني.

يترافق وجود النسخة الإيرانية للكلاشينكوف الروسي مع الوجود المهجن للحرس الثوري الإيراني عن طريق المليشيات الممولة والمدربة على يديه، وبتلقي عقيدة مباشرة من أحد أبناء الحرس الثوري البررة: سليماني، بما يرتب المشهد كاملا: سلاح إيراني خفيف موزع على مليشيا عراقية بإشراف من الحرس الثوري. إلا أن فصل المسرحية هذه المرة مختلف عن كل الفصول السابقة؛ فهذه المليشيا لا «تحرس الثورة» على الحدود، بل تصدّرها مباشرة كما ترى طهران لحلب. لقد انقلب المشهد، أو بالأحرى؛ انقلبت العقيدة الإيرانية.

180 درجة

"باتت مؤشرات تصدير الثورة الإسلامية مشهودة في كل المنطقة؛ من البحرين إلى سوريا واليمن وحتى شمال أفريقيا"

(قاسم سليماني، ١٢ فبراير/شباط لعام ٢٠١٥ في ذكرى الثورة الإيرانية)


ليست بيئة مرتفعات "باعالم" القاسية والوعرة هي وحدها المختلفة عن سهل بلدة الحاضر وصحاري البوكمال التي اعتاد سليماني الظهور بها في الحرب السورية. لقد كان سليماني كذلك مختلفا تماما عشية العام الإيراني، في (مارس/آذار) ٢٠٠٨، بعد ٢١ عاما من قتاله هناك في الحرب العراقية الإيرانية، عندما كان شابا عشرينيا يقود فيلق "٤١ ثار الله" التابع لمدينة كرمان، والتي شهد بها أصعب أيام طفولته عندما سافر إليها مع أحد أقربائه بعد أن أثقلت ضرائب الشاه عبء عائلته البسيطة من الفلاحين.

 

عناصر من حركة النجباء العراقية  في حلب (مواقع التواصل)
عناصر من حركة النجباء العراقية  في حلب (مواقع التواصل)

شهدت تلك المنطقة التي وقف بها سليماني واحدة من أشد معارك الحرب العراقية الإيرانية، قتل بها عشرات آلاف الجنود من الجانبين بلا أي تقدم يذكر لأي من الجانبين، لذا أشار سليماني إلى الوادي جنوبا متذكرا وقائلا: «هذا طريق دشت عباس، لقد كانت هذه المنطقة الفاصلة بيننا وبين العدو»، مستحضرا ذكرى الجنود الإيرانيين القتلى في تلك المعركة. ثم تحدث سليماني مع أحد من قابلوه هناك قائلا: «ميدان المعركة هو فردوس البشرية المفقود، الفردوس الذي يبلغ به الخلود والبشرية ذروتها. يتخيل الناس فردوسا من الجداول والحوريات والسهول، لكن هناك فردوسا آخر: ميدان المعركة».

بهذه الكلمات ولتلك الذكرى تحديدا، ذكرى الحرب العراقية الإيرانية؛ اختصر سليماني كثيرا من العقيدة العسكرية الإيرانية التي تشكلت ملامحها خلال الحرب العراقية الإيرانية، بحسب ما يوضح عضو فريق تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية والباحث في مؤسسة "أميركان إنتربرايز"، ماثيو مكلانيس، المختص بالسياسة الإيرانية في دراسته "المبادئ الإيرانية للحرب"، ففي عشية "الثورة الإسلامية"، ومع اندلاع حرب الثمان سنوات مع العراق، ومع أنه تم الحفاظ على إرث القوات المسلحة الإيرانية، المعروفة باسم الآرتش، من دولة الشاه ذات التدريب والتسليح والتمويل الغربي، إلا أنه تم إعادة تنظيمها لتكون مخصصة للدفاع عن الأراضي الإيرانية، كما تم عزل معظم الضباط والقادة الكبار في الجيش على يد قادة الثورة، خصوصا بعد محاولة انقلاب نوجيه عام ١٩٨٠ على يد سلاح الجو الإيراني، ليدخل في حالة كاملة من التدفق بعد اجتياح صدام عام ١٩٨٠.

على الجانب الآخر؛ كان "الحرس الثوري الإيراني" منظمة جديدة تشكلت فجأة عشية الحرب، وكانت مهمتها حماية النظام من "الثورة المضادة" لا المشاركة في حرب إقليمية مثل جيش صدام. ومع أن ضباطه كانوا يملكون الانضباط والصلابة، إلا أنهم لم يكونوا يمتلكون العقيدة والخبرة العسكرية، بل القليل من التكتيكات الهجومية والدفاعية المكتسبة بالتجربة والخطأ، ومدفوعة بالوقت نفسه بإرث أيديولوجي عال مرتبط بالتاريخ الفارسي والإسلام الشيعي، وأخذ من الأخير تحديدا مفاهيم "الفدائيين والجهاد" الإيرانية، وبموازاة وتنافس ثابت ودائم مع "الآرتش"، مما أدى لأن تكون العقيدة العسكرية الإيرانية هي عقيدة مخصصة لغرض محدد أو كما يطلق عليها "ad hoc".

عمدت طهران بعد ذلك لثلاثة أنواع من الردع، أولها حرب الوكالة أو اختصاص الحرس الثوري الرئيس، مستهدفا «تصدير الثورة ومواجهة أعداء تقليديين مثل العراق والولايات المتحدة» كما يعلن دوما وفعلا، مثلما حصل مع تدخل الحرس الثوري في الحرب الإسرائيلية اللبنانية عن طريق تشكيل ودعم حزب الله، وهو نموذج سيصبح دليل استعمال طهران الأول في تشكيل المليشيات في كل الدول الإقليمية المتاحة، معتمدة في ذلك على المجتمعات الشيعية كل في بلده، ومن ثم استخدام تلك الميليشيات لنفس أسلوب قتال الجماعات "الإسلامية المسلحة" بتعزيز من مفهومي "المجاهدين" و"الفدائيين".

undefined

أما الثاني فهو الحرب غير المتماثلة، وبها عمدت إيران لاستنزاف خصوم يفوقونها عددا وتقنية، باستخدام تقنيات حروب غير تقليدية أو نظامية، كما بدا واضحا في "حرب ناقلات النفط" التي خاضتها مع الولايات المتحدة، واستخدمت بها الزوارق السريعة والألغام وصواريخ الكروز ضد القوى البحرية الأميركية، أضخم قوة بحرية على سطح الأرض. ويأتي النوع الثالث محدود الاستخدام متمثلا في الصواريخ البالستية، لتظهر قديما ردا على برنامج صدام حسين للصواريخ العراقية بعد أن استشعرت طهران أثرها ودورها النفسي الكبير بالداخل الإيراني.

برغم التركيز الأيديولوجي الكبير ضمن العقيدة العسكرية الإيرانية، إلا أنها عقيدة يمكن وصفها بالـ"عملية"، معتمدة على الدروس التاريخية الذاتية لتجربتها أو لتجارب الدول الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة، تستخدم بها الأيديولوجيا كغطاء متوقع، وتبقى مقيدة بالتنافس العسكري بين القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، إلا أن الأهم هو أن تلك العقيدة لم تعد دفاعية فقط، بل أصبحت إيران ترى الحرب بمنظور ٣٦٠ درجة، فلكونها نظاما قام على ثورة، فهي قلقة دائما من ثورات مضادة داخلية قد يستغلها خصومها ضدها كما ترى، بما يجعلها تنتقل ضمن طيف واسع من الهجوم والدفاع، حيث يمكن أن تتحول حملة عسكرية خارجية للآرتش مباشرة لحملة داخلية، أو حيث تتطلب الحاجة لأن تتحول عملية للحرس الثوري الإيراني من الدفاع عن النظام إلى الردع إلى استعراض القوة ثم الرجوع للردع، أو محاولة فعل كل هذا معا في دائرة كبيرة، إذ يتحمل الحرس الثوري مسؤولية القتال الداخلي والخارجي معا، مثل نشر خبراء "مكافحة التمرد" كما يطلق عليهم، واستخدام الدرونز والمدفعية في سوريا، بجانب قوات الباسيج الموجودة لتأمين الإيرانيين حال الأزمات كما يراها النظام. وعلى الجانب الآخر، يتحمل الآرتش، كونه قوة ذات بنية أكثر تقليدية، مسؤولية تطبيق عقيدة "الدفاع عن الأرض واستعراض القوة"، وبين هذا وذاك تتأرجح عسكرية طهران بين عقيدتين؛ دفاعية تمتلك مقوماتها وأدواتها، وهجومية ما زالت تعمل على استكمالها.

360 درجة

نهاية عام ٢٠١٧، بعد أكثر من عامين على ظهوره في بلدة الحاضر جنوب حلب، بلباسه الأسود المعتاد، ولكن هذه المرة بغطاء رأس يقيه الرياح الجافة في بلدة البوكمال السورية الحدودية مع العراق؛ ظهر الجنرال سليماني مجددا، ولم يغير هذان العامان، بكل الخسائر الإيرانية المادية والبشرية لسليماني ورفاقه من خطابه، متحدثا بنفس النبرة الهادئة عن "النصر الإلهي"، ولكن هذه المرة بلهجة أكثر هجومية بما يتسق مع التغيرات الميدانية على الأرض، فبين الحاضر والبوكمال، تراجعت المعارضة السورية المسلحة في العديد من المناطق الاستراتيجية وعلى رأسها حلب، كما تراجع "تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" عن مساحاته الواسعة على جانبي الفرات، أمام القوات المدعومة إيرانيا على الجانب الأيمن الممتد نحو العراق والموصل، وهي منطقة طُردت منها "داعش" كذلك، أو من الجانب الأيسر على يد القوات المدعومة أميركيا.


بعد هذه الكلمة، أرسل سليماني للمرشد الأعلى للثورة الإيراني علي خامنئي رسالة هنأه وأبلغه فيها بما أسماه «نهاية داعش» في سوريا والعراق، بما يعني إتمام المهمة «الميدانية» المنوط بها وقواته من جانب خامنئي. لم يكن العام الماضي هو عام نهاية تنظيم الدولة وطردها من معاقلها المدنية الرئيسة وحسب، بل كان عام وصل به التوسع الإيراني في أربع دول؛ سوريا والعراق ولبنان واليمن، لذروته خلال خمس سنوات، وضعت فيها طهران كل ثقلها العسكري والاستخباراتي بما يمكن تسميته بـ«حرب الجميع» السورية، في مشهد جسد الانقلاب الأبرز للعقيدة العسكرية الإيرانية الدفاعية على نفسها منذ نشوب "الثورة الإسلامية".

 

أتى هذا التغير التام كتطبيق لخطة خمسية قادت الميزانيات وسياسات الدفاع والأمن الإيرانية خلال أعوام ٢٠١١-٢٠١٧، وشهدت ثلاثة توجهات أمنية كبرى: الأول هو التركيز على إعلاء سمعة إيران وقوتها ودورها الإقليمي لـ«تعزيز الأمن القومي وتطوير المصلحة الوطنية» كما أسمته، من خلال تقوية العلاقات الإقليمية وما يتاح من حلفاء دوليين، إضافة لتعزيز الدور الإيراني لـ«تحرير المنطقة من الوجود العسكري الغربي». والثاني هو «الأمن الشامل»؛ فلا تقف العقيدة العسكرية عند الإجراءات الدفاعية التقليدية مثل حماية الحدود والسيادة وحسب، بل تتوسع وتعزز التعاون بين المؤسسات الأمنية المختلفة، عاكسة قلقا مستمرا من «حرب ناعمة وسعي غربي لتقويض وإسقاط النظام» كما يُروج. أما الثالث فيركز على صنع توازن إقليمي من خلال «تطوير الصناعات الدفاعية وتعزيز الاكتفاء الذاتي»، وتوسيع الحشد الشعبي وتأمين المناطق الحدودية، لتنعكس بحرب وكالة وانتشار ميليشياتي إقليمي واسع النطاق.

undefined


انعكست هذه السياسات الهجومية في الأعوام الخمسة بشكل واضح من خلال الهجوم في كل من سوريا والعراق، وبرزت في حملة حلب، وشهدت مشاركة كل القطاعات العسكرية الإيرانية للمرة الأولى؛ من الحرس الثوري الإيراني والباسيج وحتى الآرتش، وإن كان الأخير بشكل أقل، وكبدت إيران فيها كما ذكرنا ٣٠٦ عنصرا بينهم عشرات الضباط متوسطي وعاليي المستوى، إضافة للتوسع في إنفاق عسكري ازداد من ١٠ مليار دولار عام ٢٠١١ إلى ١٦ مليار دولار نهاية عام ٢٠١٦ بحسب تقرير "المراقبة العسكرية" السنوي الصادر عن المعهد الدولي للدراسات ، مع إقرار لزيادة قادمة بالإنفاق العسكري بنسبة ٥%، وتطوير موسع لقدرات الصواريخ البالستية والبنية التحتية الإلكترونية وصناعات السلاح، والعمل على حيازة تكنولوجيا عسكرية متقدمة.

إلا أن التغيرات الأهم تضمنت إعادة تشكيل هيأة الأركان الإيرانية الأكبر منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وكان أبرز تغييراتها تعيين الجنرال الغامض محمد باقري، الأب الروحي لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني، في منصب رئيس أركان الجيش، في خطوة بدت وكأنها دفع باتجاه قوات مسلحة أكثر انضباطا، واضعا ضمن أولوياته تعزيز قدرات الباسيج وفيلق القدس، إضافة لتوسيع العمليات الاستخباراتية والقوى البحرية الإيرانية لتصل للمحيط الهندي. 

كان من التغيرات الهامة كذلك نقل النائب العام السابق لهيأة الأركان الإيرانية الجنرال "غلام علي راشد" لقاعدة "خاتم الأنبياء" المركزية التي تم إعادة بنائها وإحيائها مجددا، والتي لعبت دورا كبيرا في الحرب العراقية الإيرانية منسقة بين الحرس الثوري والآرتش، في إشارة لضخ دماء جديدة والعمل على إعادة التنسيق والترتيب الداخلي بين القوتين العسكريتين المتنافستين، سعيا لعقيدة أكثر هجومية وحدة إقليميا، ربما كانت بداية آثارها هي صواريخ بالستية قصفها الحوثيون على قصر اليمامة في الرياض، اتهمت السعودية إيران بالوقوف وراءها، ونفتها الأخيرة مرارا، وقد لا يكون آخرها حرب هجومية مباشرة مستقبلية مع أعداء تقليديين تبدلوا على مر السنين من بغداد وواشنطن للرياض وتل أبيب.

المصدر : الجزيرة