شعار قسم ميدان

دراما رمضان.. مسلسلات يمكنك متابعتها

midan - احمد بن حنبل
يعتبر صيام رمضان أحد الشعائر الاجتماعية في الإسلام، لكن على مدار السنين طور الناس عادات اجتماعية أخرى خاصة بهذا الشهر، وواحدة من أهم هذه العادات في الوطن العربي هو ربط موسم الدراما برمضان، حيث أنه وفق نمط الحياة الحديث أصبح من الصعب تجمع الأسرة بشكل ثابت ومتكرر، إلا أن شهر رمضان يجمع الأسرة على مائدة الإفطار. الأمر الذي استغله صناع الدراما ليصبح شهر رمضان هو الوقت الذي تعرض فيه أغلب الأعمال الدرامية طوال العام.

 
لكن العديد من النقاد والمتابعين يرون أن الموسم الدرامي الحالي أقل إنتاجا من سابقه، وأن كثيرا من الأعمال الدرامية لهذا العام غير مثيرة ولا تستحق المتابعة كما يرى ذلك الناقد الفني محمود مهدي1، لذلك نقدم لكم مجموعة من الترشيحات للأعمال الدرامية التي قد تلقى إعجابكم:
 

مسلسل "واحة الغروب"

 

"يمكن أن تحكم الناس بالخوف والقمع، لكن الخائفين لا يمكن أن ينتصروا في الحرب.. في ساحة الحرب يجب أن يكونوا أحراراً"

(واحة الغروب، بهاء طاهر)

 

مسلسل واحة الغروب هو أحد الأعمال الدرامية المأخوذة من عمل أدبي للروائي المصري بهاء طاهر، والتي حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية2 في العام 2008. وتعتبر رواية واحة الغروب أحد أكثر الأعمال العربية شهرة في الألفية، حيث لاقت ترحيبا نقديا وجماهيريا كبيرا، وقد صدر من الرواية ذاتها ثلاث طبعات في العام نفسه3.

 

تتخذ الرواية وقائعا حقيقية كبداية لانطلاقها، حيث تبدأ أحداثها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية الاحتلال البريطاني لمصر، حيث يتم إبعاد الضابط المصري "محمود عبد الظاهر" إلى "واحة سيوة" إثر تأثره بأفكار جمال الدين الأفغاني وأحمد عرابي، ينتقل الضابط المصري إلى هناك بصحبة زوجته الإيرلندية لتبدأ الأحداث في التشابك والتعقيد بين شخصيات شديدة في الثراء والتركيب من الناحية النفسية، وحوار بين الذات والآخر على المستويين الإنساني والحضاري. وفي ذلك يصف الفنان سيد رجب أحد أبطال العمل، "واحة الغروب" بأنها رحلة نفسية.

 

يعد النجاح الكبير الذي لاقته الرواية دافعا قويا لانتظار المسلسل. والأمر لا يتوقف على نجاح الرواية فقط، فهذه ليست رواية بهاء طاهر الأولى التي يتم تحويلها لعمل درامي، فروايته "خالتي صفية والدير" كان قد تم تحويلها لمسلسل تلفزيوني في العام 1996 للمخرج اسماعيل عبد الحافظ وقد لاقت نجاحا نقديا وجماهيريا كبيرا.
 

والأمر الذي يدعو أكثر لانتظار العمل الدرامي هو قيام الكاتبة مريم نعوم بكتابة السيناريو والحوار، وهي واحدة من أكثر المؤلفين نشاطا في الفترة الأخيرة ولاقت أغلب أعمالها في السنوات الأخيرة رواجا كبيرا مثل "ذات، سجن النساء، سقوط حر" الأمر الذي ينبئ بعمل درامي أقرب للتكامل وذلك في ظل قيام المخرجة كاملة أبو ذكري بمهام الإخراج.

 

مسلسل "لا تطفئ الشمس"

 
يعتبر مسلسل "أفراح القبة" هو أحد أكثر الأعمال الدرامية التي لاقت رواجا جماهيريا وحفاوة نقدية كبيرة في شهر رمضان الماضي وكون العمل مأخوذ عن رواية أدبية تحمل ذات الاسم للأديب العالمي نجيب محفوظ، الأمر الذي شجع العديد من الكتاب على التوجه لتلك الأعمال الأدبية فمسلسل "واحة الغروب" ليس الوحيد، فالسيناريست تامر حبيب لجأ أيضا لرواية "لا تطفئ الشمس" للأديب الكبير إحسان عبد القدوس.

 

تحد آخر يواجه صناع العمل، فالمسلسل ليس المحاولة الوحيدة لتحويل الرواية لعمل فني فقد سبق إنتاجها كفيلم سينمائي من إخراج صلاح أبو سيف في العام 1961، باشتراك مجموعة من كبار الفنانين وقتها -شكري سرحان وفاتن حمامه وأحمد رمزي- ما يمثل تحديا كبيرا لأبطال المسلسل4.

 

سبب آخر يدعو لمتابعة مسلسل "لا تطفي الشمس" وهو الثنائي الناجح كاتب السيناريو تامر حبيب والمخرج محمد شاكر خضير، فالنجاح الكبير الذي قوبل به مسلسل "غراند أوتيل" الذي عرض العام الماضي يجعل العديد من المتابعين في انتظار ذلك العمل أملا في تقديم وجبة درامية لا تقل أهمية.

 

مسلسل "الإمام أحمد بن حنبل"

 

يعتبر الإمام أحمد بن حنبل أحد الشخصيات الهامة والمثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، فبينما يعتبره البعض أحد روافد التعصب والتشدد الديني حتى أصبح لذلك الأمر صداه في الوجدان الشعبي للعامة حيث يتم تداول عبارات من نوعية "متبقاش حنبلي" دلالة على التشدد، يعتبره آخرون واحدا من أهم العلماء في التاريخ الإسلامي حيث وقف في وجه السلطة وتعرض لبطشها في محنة خلق القران لذا يؤكد صناع العمل أن واحدا من أهم أهدافهم لتقديم شخصية الإمام على الشاشة هو إزالة اللبس المحيط به، كذلك كشف زيف الادعاءات التي يربطها البعض بابن حنبل كالتشدد.

 

لذلك حرصت شركة "البراق" -وهي الجهة المنتجة للمسلسل- على تدقيق النص الدرامي قبل الشروع في تنفيذه، حيث أعيدت كتابته أربع مرات ليظهر في النهاية في الصورة اللائقة، وذلك بحسب تصريح المدير التنفيذي لشركة البراق "محمد العنزي" حيث خضع النص لمراجعة لجنةٍ شرعيةٍ وتاريخيةٍ متخصصة، لافتاً إلى أن الجانب الدرامي في المسلسل فيه عرض مشوّق للتاريخ.

 

حرصت الجهة المنتجة على أدق التفاصيل وعلى الخروج بأفضل صورة ممكنة تساعد في تحقيق الهدف، وصانعة عمل مشوق مما دفعها للتعاقد مع "مخرج معارك" إسباني كان قد شارك في فيلم "طروداة"، كما تمت الاستعانة بمدير تصوير فرنسي، وفريق تصوير بريطاني.

  

اهتمام الجهة المنتجة بأدق التفاصيل التقنية والفنية دفعتها لتأجيل عرض المسلسل من الموسم الرمضاني الماضي في اللحظات الأخيرة، وفق تصريح المدير التنفيذي لشركة البراق محمد العنزي حيث قال: إن التأجيل جاء احتراماً من تلفزيون قطر  لذوق المشاهد وللجودة المطلوبة، مضيفاً، "لا مجاملات في المستوى" وفق تصريحات لموقع الجزيرة نت. المسلسل من كتابة محمد اليساري وإخراج عبد الباري أبو الخير.

  

أعمال مرشحة لأسباب أخرى

ولمحبي متابعة النقد الفني أقام الناقد الفني محمود مهدي استفتاء للجمهور حول ثلاثة أعمال درامية سيقوم بمتابعتها في رمضان وعمل مراجعة نقدية دورية عنها للموسم الثاني من برنامجه: "رمضان وأشياء أخرى" الذي يعرض على اليوتيوب على قناة "فيلم جامد" ولاقى نجاحا كبيرا العام الماضي، وشارك في الاستفتاء أكثر من 45 ألف مشارك هذا العام ويمكنك متابعة نتائج الاستفتاء من هنا:
 

  

وفي الختام، يمكن اعتبار تلك الأعمال هي أكثر الأعمال المتوقع نجاحها على المستوى النقدي والجماهيري، والتي يوصي النُقَّاد بمتابعتها.

المصدر : الجزيرة