شعار قسم ميدان

الأوسكار.. كيف بدأت القصة

الأوسكار.. كيف بدأت القصة ١١

 

نوبل، كأس العالم، الميوزك أوورد، الأوسكار.. يحلم كل إنسان بأن يصل للقمة، ليس ذلك فحسب، بل إنه يود لو يكون التتويج في حفلات مهيبة على مرأى ومسمع من الجميع، لا يهم إن كان عالماً في الفيزياء أو موسيقيا عبقرياً، المهم أن يحصل في الأخير على صك الإجادة فيما يفعله، ولا يوجد شيء أفضل من الذهب في لحظات التتويج. أمرٌ لا يتوقف على المبدعين فحسب بل يصل حتى للجمهور نفسه.
 

لا شيء يشفع لك إن لم تحُز الأوسكار، سيظل بريقك خافتاً حتى لو كنت مميزا فيما تفعله بشكل صارخ. ليوناردو دي كابرو -أحد أبرز المواهب التي أنجبتها هوليود- انتظر 18 عاما حتى يحصل على الأوسكار أخيرا. وطوال الـ 18 عاما الماضية من عمر حفل الأوسكار كان التساؤل الأبرز كل عام: هل يفعلها دي كابرو؟
 

 الأمر بالنسبة لهؤلاء المبدعين يستحق العناء، فلا توجد لحظة تضاهي ترديد اسم أحدهم بوضوح بعد الجملة الأكثر أهمية في هوليود: "…And The Oscar Goes To". لذلك ستبقى هي اللحظة الأهم في مسيرة دي كابرو، وإن كثيراً من نجوم السينما ومبدعيها على استعداد لمقايضة أي شيء مقابل أن يتردد اسمهم بعد العبارة تلك الشهيرة.

 

كيف بدأت القصة؟
قررت اللجنة ابتكار جائزة سنوية ومنحها لأفضل فيلم وممثل وإخراج؛ كنوع من الاستحقاق والتقدير
قررت اللجنة ابتكار جائزة سنوية ومنحها لأفضل فيلم وممثل وإخراج؛ كنوع من الاستحقاق والتقدير

في عام 1927 اكتمل سحر السينما بظهور الأفلام الناطقة للمرة الأولى، وفي الوقت ذاته، وبعد فترة وجيزة من تشكيل "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة"؛ عقدت المنظمة الوليدة مأدبة عشاء في قاعة كريستال بفندق ميلينيوم وسط مدينة لوس أنجلوس، ومن بين المواضيع التي نوقشت في تلك الليلة كان أفضل طريقة لتكريم الإنجازات المتميزة في صناعة السينما، وبالتالي تشجيع التميز في جميع جوانب إنتاج الفيلم السينمائي.
 

قررت اللجنة ابتكار جائزة سنوية ومنحها لأفضل فيلم وممثل وإخراج؛ كنوع من الاستحقاق والتقدير. قرر لويس بي ماير -رئيس مؤسسة "أم جي أم" للإنتاج السينمائي، والمشرف على اللجنة المختصة بالجائزة- أن تكون الجائزة مهيبة حتى تلفت الأنظار أكثر للفن الوليد، وتساعد على تشجيع العاملين في المجال السينمائي على بذل جهد أكبر، وتجويد ما يقومون به من أعمال.
 

 "لقد وجدتُ أنّ أفضل طريقةٍ لمعاملة صنّاع الأفلام هي بتعليق ميداليّاتٍ عليهم جميعًا، إذا أعطيتُهم كؤوسًا وجوائز فإنهم سيقتلون أنفسهم لأجل إنتاج ما أُريد، لهذا السبب أُنشئت جائزة الأكاديمية". هذا ما قاله لويس بي ماير عن الجائزة، وقد اتسعت لجنة الجائزة فيما بعد ليصل عددها إلى 6000 عضو مختص في الفنون السينمائية، من بينهم لجنة تصويت كبيرة مكونة من 5816 عضوا، يشكل الممثلون والممثلات فيها حوالي 1311 عضوا.
 

طُلب من سيدريك غيبون تصميم الجائزة على شكل تمثال فارس يحمل سيفا، وقاعدته شريط العرض السينمائي تحتوي على خمسة دوائر تمثل كل منها إشارة لأحد الأقسام الرئيسية في فن صناعة السينما، وهي التمثيل والإخراج والإنتاج والكتابة والفنيون.
 

قام النحات جورج ستانلي بتنفيذ التصميم بأبعاده الثلاثية، وكان التمثال الأشهر من البرونز المطلي بالذهب الخالص، ثم قام على تصنيعه شركة "سي دبليو شموي أند سنز" في بتافيا بولاية إيلينوي. وبحلول منتصف الثلاثينات، استبدل البرونز بمعدن البريتانيوم (خليط القصدير والنحاس) إضافة إلى طلاء من الذهب الخالص، وهذا الأمر لم يتوقف إلا إبان الحرب العالمية الثانية لندرة الذهب، فتم استبداله بتماثيل من الجص الملون (تمكن الحائزون عليها من استبدالها والحصول على تماثيل أخرى من الذهب بعد انتهاء الحرب). ومنذ 1982 تقوم شركة "آر. أس. أوينز" في مقرها بولاية شيكاغو الأمريكية بتصنيع التمثال الذي لا يزال وفيا لتصميمه الأصلي حتى الآن، على عكس اسم الجائزة التي عُرفت باسم جائزة الاستحقاق أو جائزة الأكاديمية في بداية ظهورها.

 

تسمية مجهولة النسب!
يبقى الاسم الذي عرفت به الجائزة في البداية هو
يبقى الاسم الذي عرفت به الجائزة في البداية هو "جائزة الاستحقاق"، ومع الوقت أصبح "الأوسكار"
 

ظلت الجائزة محتفظة باسمها الرسمي "جائزة الاستحقاق" حتى 1939، حين أطلق على التمثال اسم "الأوسكار" بشكل رسمي، وهو الاسم الذي نُسجت حوله العديد من القصص التي لا تخلو من طرافة.
 

تعود أشهر تلك قصص تسمية الجائزة إلى مرغريت هيريـك "مدير مكتبة الأكاديمية" عندما رأت التمثال لأول مرة، وقالت بأنه يشبه عمها "أوسكار"، الأمر الذي بات يتردد كثيرا في أروقة الأكاديمية حتى أصبح اسما رسميا للجائزة.
 

قصة أخرى تقول إن الممثلة الراحلة بيت ديفيس عندما رأت الجائزة أطلقت عليه اسم زوجها الراحل هارمون أوسكار نلسون تخليدا لذكراه.
 

كذلك فإن الكاتب الصحفي سيدنى سكوليكسى يدّعي أن سبب شهرة الاسم وذيوعه هو كثرة استخدامه في مقالاته، خاصة ما كتبه بعد أن فازت كاثرين هيبورن كأول ممثلة تحوز الذهب. والحديث عما كتبه سكوليكسي آنذاك متداول على نطاق واسع في هوليود.
 

فى النهاية يبقى الاسم الذي عرفت به الجائزة في البداية هو "جائزة الاستحقاق"، ومع الوقت أصبح "الأوسكار" هو الاسم الرسمي للجائزة الأكثر أهمية في تاريخ هوليود.

المصدر : الجزيرة