شعار قسم ميدان

مسلسلات شيقة تدور أحداثها بأروقة المستشفيات وغرف الطوارئ

midan - grey's anatomy

منذ أكثر من 6 عقود، وبالتحديد في عام 1951، بدأت الدراما الطبية في الظهور وترسيخ وجودها كنوع مميز من أنواع الدراما التلفزيونية بعرض أول مسلسل تلفزيوني تحت هذا التصنيف باسم "مستشفى المدينة" (City Hospital)، ومنذ ذلك الوقت توالت المسلسلات الطبية ونالت شهرة كبيرة حتى وقتنا الحالي.

 

تُعد الدراما الطبية من أكثر أنواع الدراما غنًى بالقصص المعقدة التي تربط بين الجريمة والمغامرات والأسرار ونسبة ضخمة من المعلومات الطبية الصحيحة، قد يكون هذا الثراء الذي يتمتع به هذا النوع من الدراما هو السبب الرئيس في شهرتها وزيادة شبكة جمهورها حول العالم إلى هذا الحد.

 

يقول الدكتور جورج إيكوس، رئيس قسم الطب النفسي في الجمعية الملكية للطب: إن سبب شهرة الدراما الطبية هو رغبتنا في التعلم عن أنفسنا من خلال أشخاص آخرين، فنحب أن نراقب ونقرأ عن الأشخاص الذين يتعاملون مع الألم وعدم الراحة، ويواجهون مشكلات نخشى مواجهتها في مرحلة ما من حياتنا.([1])

 

بالطبع لا يمكن جمع المسلسلات الطبية كافة في تقرير واحد، لكن خلال هذا التقرير سوف نستعرض بعض أهم المسلسلات الطبية التي تدور أحداثها داخل أروقة وجدران المستشفيات وغرف العمليات والطوارئ لكن تتشابك فيها الحياة الشخصية مع الحياة العملية والظروف الشاقة التي يتعرض لها الأطباء، إضافة إلى الكثير من المشاعر المتناقضة بين الأطباء بعضهم البعض وبين الأطباء والمرضى وذويهم.

 

مسلسل هاوس (2004-2012)
  
"هاوس" (House) مسلسل درامي طبي أميركي تم بثه عبر شبكة "فوكس" التلفزيونية لمدة 8 مواسم متواصلة من نهاية عام 2004 حتى منتصف عام 2012. يُعد مسلسل "هاوس" واحدا من أفضل المسلسلات الطبية على الإطلاق، وواحدا من ضمن قائمة أفضل المسلسلات التلفزيونية على مر التاريخ وأكثرها تقييما. تدور أجواء المسلسل داخل أروقة أحد مستشفيات نيوجيرسي، وتتمحور الأحداث حول طبيب ذي شخصية معقدة يُدعى غريغوري هاوس يترأس قسم الطب التشخيصي بتلك المستشفى.

 

الدكتور هاوس وفريقه لا يعملون إلا على حالات المرضى المعقدة التي لم يستطع أي طبيب آخر حلها. شخصية الدكتور هاوس فريدة ذات طباع حادة، ورغم كونه طبيبا عبقريا متمكنا من عمله بصورة فائقة فإنه ذو شخصية غريبة الأطوار غير اجتماعية ووقحة في الكثير من الأحيان. ورغم ذكائه الفائق وشخصيته القيادية وشهرته الواسعة كأفضل طبيب تشخيصي في الولاية بأكملها فإنه مدمن على أحد الأدوية المخدرة التي لا يستطيع التخلص من إدمانه عليها.

 

تتابع أحداث المسلسل بين حالات المرضى الذين يلجؤون إلى الدكتور هاوس لتشخيص حالاتهم ومعالجتهم لكنه لا يثق في أقوال المرضى أبدا، وذلك لأن لديه اعتقادا راسخا بأن كل شخص يكذب، لذا يجعل فريقه يقوم بفحص منازل المرضى للكشف عن الأسرار التي يخفونها والتي قد تكون سببا فى إنقاذ حياتهم. تتركز أحداث المسلسل على التفاعلات الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المرضى وذويهم وبين الأطباء وبعضهم البعض، مع التعمق في حياة الدكتور هاوس الشخصية والإنسانية.

          

ترشّح المسلسل لنحو 169 جائزة وفاز بنحو 56 واحدة منها خلال سنوات عرضه. حاز المسلسل على آراء نقدية إيجابية مع تقييم جماهيري مرتفع، إذ حصل على تقييم 8.8 على "قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت" (IMDb)، وتقييم 9.2 على موقع "تي في دوت كوم".([2]) ([3])

 

مسلسل الطبيب الجيد (2017: الآن)

         

بدأ عرض الموسم الأول من مسلسل "الطبيب الجيد" (The Good Doctor) في 25 (سبتمبر/أيلول) الماضي. منذ عرض الحلقة الاولى سبّب المسلسل ضجة كبرى وأصبح واحدا من المسلسلات الطبية المميزة، إذ حققت الحلقة الأولى وحدها أكثر من 18 مليون مشاهدة أثناء عرضها في الولايات المتحدة الأميركية فقط.

   

"الطبيب الجيد" مسلسل أميركي من نوعية الدراما الطبية مقتبس عن مسلسل كوري يحمل نفس الاسم تم عرضه عام 2013. طُوّرت النسخة الأميركية من مسلسل "الطبيب الجيد" بواسطة الكاتب والمنتج الكندي ديفيد شور -كاتب مسلسل "هاوس"- لصالح شبكة "أي بي سي" (ABC) التلفزيونية.([4])

 

تدور أحداث مسلسل "الطبيب الجيد" حول الجراح الشاب شون ميرفي المصاب باضطراب التوحد ومتلازمة الموهبة الذي يقرر الانتقال من حياة البلدة الهادئة لبدء مسيرته المهنية كطبيب جراح في أحد المستشفيات المرموقة. يستعرض المسلسل عدم قدرة ميرفي على التواصل الإنساني والاجتماعي مع من حوله مع التركيز على عبقريته وذكائه الفذ في إنقاذ الأرواح وتحدي شكوك زملائه.

    

      

متلازمة الموهبة أو العبقري (Savant syndrome) عبارة عن حالة نادرة تصيب الأشخاص الذين يعانون من خلل في النمو العصبي مثل مرضى اضطرابات طيف التوحد، الأشخاص المصابون بمتلازمة العبقري تكون لديهم القدرة على العمل وإظهار ذكائهم في المجال الذي يعملون به مهما كانت مدى صعوبته.

     

مسلسل "الطبيب الجيد" من بطولة نخبة من النجوم مثل: فريدي هايمور بدور الدكتور شون مورفي، ونيكولاس غونزاليس، وأنتونيا توماس، إضافة إلى مجموعة أخرى من النجوم.([5]) استُقبل المسلسل استقبالا نقديا جيدا مع الكثير من التوقعات الجيدة خلال المواسم القادمة، ورغم عدم انتهاء الموسم الأول من المسلسل فإنه حاز على تقدير جماهيري متميز، إذ حصل على تقييم 8.5 على "قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت" (IMDb)، وتقييم 55% على موقع "الطماطم الفاسدة" ( Rotten Tomatoes).

 

مسلسل غرايز أناتومي (2005: الآن)

    

مسلسل "غرايز أناتومي" (Grey’s Anatomy) أحد أهم مسلسلات الدراما الطبية الأميركية التي ما زال يتم عرضها حتى الآن. يتكون المسلسل من 14 موسما، تم بث الموسم الأول منهم في 27 (مارس/آذار) عام 2005 عبر شبكة "أي بي سي" (ABC)، وحاليا يتم عرض الجزء الـ 14 عبر الشبكة ذاتها. مسلسل "غرايز أناتومي" من تأليف شوندا ريميز، وإخراج روب كورن إضافة إلى عدد كبير من المخرجين، وبطولة طاقم كبير من النجوم تجاوز 100 ممثل وممثلة.

   

تدور قصة المسلسل حول الحياة الشخصية والمهنية لخمسة متدربين جراحين ومشرفيهم في مستشفى سياتل غريس، مع التركيز على المتدربة ميريديث جراي التي تقوم بدورها الممثلة إلين بومبيو، الجراحة الطموحة التي تمر بالكثير من التحديات المهنية والشخصية على حد سواء. يحتوي المسلسل على جميع العناصر اللازمة لنجاح أي عمل درامي، بداية من السيناريو المميز ذي الحبكة المحكمة والأفكار المتجددة والإثارة والتشويق غير المبتذلين وصولا إلى التجديد وتتطور الأحداث على المستوى المهني والشخصي لشخصيات المسلسل.([6])

   

    

تقول مؤلفة المسلسل شوندا ريميز عن ملابسات كتابة سيناريو المسلسل ورغبتها في تطوير نوعية الدراما الطبية: لقد كنت مهووسة بقنوات الجراحة، أنا وأخواتي كنّا ندعو بعضنا البعض لنتحدث عن العمليات التي رأيناها على قناة ديسكفري. هناك شيء رائع في العالم الطبي، إذ ترى الأشياء التي لم تكن تتخيل أن تراها أبدا، مثل حقيقة أن الأطباء يتحدثون عن أصدقائهم أو يومهم أثناء إجراء عملية جراحية ما. تضيف ريميز قائلة: أردت أن أصنع عالما تشعر فيه كأنك تشاهد نساء يتمتعن بشخصيات حقيقية، قد تكون سيئة أو تنافسية أو غاضبة لا تشبه معظم النساء أصحاب الشخصيات النموذجية اللواتي نشاهدها على التلفاز.([7])

 

من الجدير بالذكر أن المسلسل رُشّح لأكثر من مئتي جائزة وفاز بأكثر من 60 جائزة أخرى من بينها جائزتي غولدن غلوب. حاز المسلسل على تقدير جماهيري ممتاز، إذ حصل على تقييم 7.7 على "قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت" (IMDb)، وتقييم 72% على موقع "الطماطم الفاسدة" (Rotten Tomatoes)، وتقييم 8.8 على موقع "تي في دوت كوم".([8])

      

مسلسل الممرضة جاكي (2009-2015)

   

"الممرضة جاكي" (Nurse Jackie) مسلسل أميركي من نوعية الدراما الطبية والكوميديا، تم بثه للمرة الأولى في 8 (يونيو/حزيران) عام 2009 على شبكة "شوتايم" (Showtime) التلفزيونية، واستمر عرضه نحو 7 مواسم متتالية انتهت في 28 (يونيو/حزيران) عام 2015. تدور أحداث المسلسل حول الممرضة جاكي بيوتن التي تعاني من حياة مليئة بالتعقيدات والصعوبات بسبب إدمانها للمخدرات، تركّز الأحداث على نضال جاكي من أجل إيجاد سبيل التوازن بين متطلبات وظيفتها المرهقة بمستشفى مدينة نيويورك وحياتها الشخصية المليئة بالصراعات.([9])

    

يقول ليز بريكسيوس أحد صُنّاع المسلسل الثلاثة عن سبب صُنع المسلسل: إن قصص الرجال تميل إلى أن تكون حول الانتصارات مثل الحصول على وظيفة أو الفوز بالألعاب الأولمبية وما إلى ذلك، أما القصص النسائية فليست على هذا النحو المباشر، كما أن معظم المسلسلات الطبية كانت تدور حول الأطباء في حين أن الأطباء غير قادرين على القيام بوظائفهم دون الممرضات، لذا نحن نريد أن نحكي تلك القصص.([10])

 

حاز المسلسل على استقبال نقدي إيجابي منذ العرض الأول، إذ رُشّح بعد ذلك لأكثر من 85 جائزة وفاز بنحو 15 جائزة أخرى من بينها 5 جوائز غولدن غلوب. نال المسلسل إقبالا جماهيريا متميزا، إذ حصل على تقييم 7.7 على "قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت" (IMDb)، وتقييم 84% على موقع "الطماطم الفاسدة" (Rotten Tomatoes)، وتقييم 7.5 على موقع "تي في دوت كوم".

 

مسلسل رمز أسود (2015-2017)

      

"رمز أسود" (Code Black) مسلسل أميركي من نوعية الدراما الطبية يتكون من موسمين فقط، تم بث المسلسل للمرة الأولى في 30 (سبتمبر/أيلول) عام 2015 على شبكة "سي بي إس (CBS) في حين عرضت الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني في 8 (فبراير/شباط) الماضي. المسلسل من إنشاء مايكل سيتزمان استنادا إلى فيلم وثائقي يحمل نفس الاسم من إنتاج وإخراج ريان ماكغري.

   

تدور أحداث المسلسل حول الدكتورة لين روريش، مديرة طب الطوارئ بمستشفى أنجلز التذكاري الخيالي الذي يقع في مقاطعة لوس أنجلوس، يستعرض المسلسل الحالة السيئة للمستشفى لما يعانيه من نقص حاد في المعدات الطبية فضلا عن النقص الحاد -أيضا- في موظفي غرفة الطوارئ رغم ازدحام المستشفى الدائم بالمرضى. يركّز المسلسل على إدارة الدكتورة روريش لمجموعة من الأطباء المقيمين ومحاولاتها المستميتة لمعالجة المرضى بنجاح في ظل الظروف الشاقة ونقص الموارد عبر اضطرار الأطباء المقيمين وزملائهم إلى خدمة المرضى في غرفة الطوارئ.([11])

 

رُشّح المسلسل لـ 6 جوائز وفاز بـ 3 جوائز أخرى من بينها جائزة مهرجان مونتي كارلو التلفزيوني لأفضل ممثلة، وفازت بها الممثلة مارسيا غاي هاردن. حاز المسلسل على تقدير جماهيري جيد، إذ حصل على تقييم 7.9 على "قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت" (IMDb)، وتقييم 51% على موقع "الطماطم الفاسدة" (Rotten Tomatoes)، وتقييم 6.2 على موقع "تي في دوت كوم".

المصدر : الجزيرة