شعار قسم ميدان

أفلام ومحاضرات يجب أن يشاهدها أصحاب العمل الحر

midan - Mr. Robot
بلا جدال، من أكثر التغيرات التي أحدثتها ثورة الإنترنت خلال السنوات العشرين الماضية، التي شهدت توسعاً هائلاً في الشبكة وتطبيقاتها وسهولة تداول المعلومات عليها، ما يُطلق عليه اسم (العمـل المستقل) أو الـ Freelancing، والمقصود بالعمل المستقل هنا هو كل عمـل يجني صاحبه أجراً دون الحاجة إلى الذهاب لمقـر عمل. فقط المستهدف هو تسليم الأعمال لجهـة أو عميل أو منظـومة يتعاون معها عن بعد، أياً كان مكانه الجغرافي، دون الْتزامات بالتواجد في مقر العمل في إطار نظام الحضور والانصراف، حيـاة المستقلين لا يمكن وصفها بكلمة أقل من "فريدة". في الوقت الذي يحسدهم بعضها أن لديهم القدرة على العمـل بشكل حر، وبطريقة حرة، وبأدوات حرة، وبمواقيت مرنة. قد يرى بعضهم الآخر أن نمط حياتهم يضم مشكلات وصعوبات ربما تتجاوز الوظيفة النظامية.

 

السبب في هذا التناقض أن المستقل يواجه نوعين من التحدّيات:

الأول: أنه يواجـه معضلة الفصل بين التزاماته المهنية والشخصية في المكان نفسه. هو يقوم بالعمـل والربح في المكان نفسه الذي يحيا فيه حياته الشخصية والاجتماعية من دون انعزال كامل، كما تفرض الوظيفة النظامية.

 

التحدي الثاني أن جزءاً من طبيعة عمل المستقل هو التغيير والتطوير المستمر لمهاراته المهنيّة لكي يستطيع مواكبـة التغيرات الهائلة التي تحدث في هذا المجال، بشكل يتجاوز كثيراً متطلبات الوظيفة النظامية التي عادة ما تكون أكثر استقراراً وهدوءاً، لذلك، ربما من أهم الأمور التي تناقش هذه التحديات في حياة المستقل -الفريدة من نوعها مقارنة بنظام عمل الآخرين-، ما يتم إنتاجه في العالم من أفلام ترفيهية ومحاضرات تحفيزية تكون عادة موجّهـة للجميع، ولكنها تمسّ حياة المستقل أكثر من غيره.

 

هنا نجمع لكم مجموعة من الأفلام والمحاضرات التي ينبغي على المستقلّين -بمختلف تخصصاتهم- أن يتابعوها. لا تركّـز هذه الترشيحات فقط على الجوانب المهنية في حياة المستقل، إنما تسلط الضوء على طبيعة الحياة الاجتماعية والإنسانية أيضاً..

 

عن حيـاة التدوين
 

فيلم Julia and Julie من إنتاج العام 2009، بطولة ميريل ستيريب وإيمي آدمز.

الواقع أن هذا الفيلم من أكثر الأفلام التي تقترب جداً من حياة المستقل عموماً، والمستقل الذي يعمل في مجال التدوين الرقمي خصوصاً الذي يركز عمله على وضع تحديثات مستمّـرة لمدوّنته الناشئة التي تنمو بمرور الوقت وتجلب له الأرباح المتوقعة.

 

الفيلم يناقش تفاصيل كثيرة من حياة المدوّن، وطبيعة التحديات التي تواجهه، ويركز بشكل خاص على الحياة الاجتماعية للمدوّنين في سياق درامي شيّق. بمعنى آخر، هذا الفيلم ينبغي أن تكون مشاهدته من أولويات المدوّنين المستقلين لأنه يناقش طريقة حياتهم في جوانب كثيرة.

 

لماذا نفشـل في الحصول على مسيرة عمل عظيمة؟
 

على الرغم من أن محاضرة Ted تتحدث بشكل عام عن (الوظيفة) بشقيها النظامية والمستقلة، إلا أنها تعتبر من أهم المحاضرات في Ted التي ينبغي للمستقـل -خصوصاً في بداية المشوار- أن يفهم ما تحمله من معاني.

 

هذه المحاضرة تضع يدك على العديد من الأمور التي ينبغي أن تتجنبها في بناء مسيرة عمل عظيمة، وتخبرك بالأخطاء القاتلة التي ربما تقوم بها طوال رحلة عملك كمستقل دون وعي حقيقي.. لطالما كانت المحاضرات التي تركّز على (الأخطاء) هي المحاضرات الأكثر إفادة وأهمية، لأنها تعطيك الخلاصة.

 

السيد روبوت
 

واحد من أكثر المسلسلات الأميركية شهـرة مؤخراً، بطولة الممثل الأميركي من أصل مصري (رامي مالك)، وإخراج الممثل المصري الأميركي (سام إسماعيل).

 

المسلسل يعتبر من أهم خيارات المشاهدة للمستقلين في مجال البرمجة وأمن المعلومات تحديداً، ويحمل في أحداثه العديد من التفاصيل الفنّية الدقيقة التي تعتبر مفيدة للمستقلين في هذا المجال. فضلاً أنه يحتوي على تفاصيل وأحداث لها شق درامي وإثارة نفسية عالية جداً، مما يجعله أكثر درامية وتشويقاً للمتابعين المتخصصين في مجال (إليوت ألدرسون) بطل المسلسل فيه.

 

البسـاطة.. تبيــع
 


ربما من أهم محاضرات Ted على الإطلاق التي من الضروري أن يتابعها كل مستقل؛ لأنها قد تكون هي السبب الأساسي لعروض التوظيف أو الخدمات التي ستنهال عليك إذا استطعت أن تطبّق ما جاء فيها.

 

البساطة تبيع.. كيف تستخدم التبسيط الشديد في جذب العميـل أو صاحب المشروع الذي يستعين بك مباشرة لإنجاز العمـل بأقل مجهود، وكيف تستمـر في تنفيذ المشروعات المستقلة بشكل دوري.

 

هذه المحاضرة تحديداً ستكون مفيدة جداً للمستقلين الذين يعملون في مشاريع متقطّعــة عبر منصّـات العمل الحـر العربية أو العالمية، التي تتطلب أن يقوم المستقل بتعريف نفسه لأصحاب المشروعات بأفضل شكل ممكن ليقع اختيارهم عليه.

 

أن تعمل كمستقل.. وتعيش الواقع أيضاً
 

فيلم دان في الحياة الحقيقية Dan In Real Life.. إنتاج عام 2007، بطولة ستيف كارل وجولييت بينوش.

 

الفيلم يناقش أهم فكـرة مركزية بالنسبة للمستقلين، وهي تلك المنطقة الرمادية الفاصلة بين الحياة المهنية والشخصية للمستقل، دان محرر مستقل، تتعثر حياته طوال الوقت بسبب أحداث الحياة اليومية، والمشاكل الأسريّة المعتادة التي يقع فيها، على الرغم من أنه يعمـل أصلاً في كتابة موضوعات تحفيزية.

 

الفيلم يحمل مغزى رائع من المهم أن يدركه كل مستقل يعمل في مجال التدوين، وهو أن إلقاء النصائح طوال الوقت على غيرك يعد أمراً سهلاً، يمكن للجميع أن يفعله بسهولة، حتى يأتي عليك الوقت الذي تكتشف أنك يجب أن تطبّق هذه النصائح على حياتك أنت بشكل عملي.

 

الحياة رقميـة.. مثل الوشم الدائم!
 

محاضرة TED ممتازة من تيد يلقيها الكاتب وريادي الأعمال خوان إنريكوس، متحدثاً عن تأثير وجودك الافتراضي على الإنترنت بمختلف الأشكال، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعية.

 

يشرح خوان في هذه المحاضرة جانباً شديد الأهمية لدور الإنترنت في بناء سمعة واضحة للموظف المستقل، وقدرته على فتح جسور التواصل مع المستقلين الآخرين وأصحاب المشاريع، وما يعني ذلك من ضرورة ضبط المستقل لشخصيته بذكـاء أثناء وجوده في الحيز الافتراضي، لأنه بالأساس سيجلب له كثيرا من الفرص لاحقاً.

 

طموحـات المستقلين بلا حدود
 

فيلم Limitless، إنتاج العام 2011، بطولة برادلي كوبر وروبرت دي نيرو.

هذا الفيلم من الأفلام الرائعة التي تصلح لأن تكون تقاطعاً بين منطقة ريادة الأعمال من ناحية والعمل الحر من ناحية أخرى، والتحفيز من ناحية ثالثة.

 

شاب فاشل عاطل ضائع يتحوّل فجأة بفضـل كبسولة صغيرة إلى شعلة نشاط تجعله يتميّز في عمله المستقل ككـاتب، ثم تدفعه هذه الكبسولة إلى عمــل مستقل آخر أكثر ربحاً، ثم تدفعه العمل الريادي وتأسيس الشركات.. ولا تجعله يتوقف حتى يترشح في الانتخابات أيضاً!

 

صحيح أنه يعاني من بعض المشكلات بسبب هذه الكبسولة السحرية، إلا أنه ينجح في النهاية رغم كل شيء! من أفضل أفلام التحفيز للمستقلين وروّاد الأعمال على السواء، وتضم مشاهداً ومعاني من الضروري للغاية أن يشاهدها الجميع..

 

عالم التصميم.. وما وراء التصميم
 

وثائقي Design and thinking تم إنتاجه في عام 2012، ويعتبر من أهم الوثائقيات التي يجب أن يشاهدها المستقلّون العاملون في مجال التصميم والدعاية والإعلان والتسويق عموماً.

 

الفيلم يركز بشكل أساسي على المدخلات والمخرجات الأساسية لعالم التصميم في القرن الحادي والعشرين، وتطبيق هذه المفاهيم على كافة نماذج الأعمال، واستخدامها في الحملات التسويقية وتأسيس الشركات والتوجـهات المستمرة لعالم التصميم بمختلف مجالاته.

 

هذا الوثائقي يعتبر من أقوى الوثائقيات المرشّحة للمصممين تحديداً لفهم العالم الذي يعيشون فيه بشكل أوسع وأشمل.

 

احتضن النجاح الوشيك
 

على الرغم أن هذه المحاضرة تتحدث بشكل أساسي عن الفشل، وأنها محاضرة تحفيز مميزة تشرح لك أن الفشل أول خطوة للنجاح، إلا أنني أرى أن هذه المحاضرة تحديداً يجب أن يشاهدها اي شخص يشعر بالقلق بالتحول من الوظيفة النظامية إلى الوظيفة الحــرة..

 

الهاجس الأول الذي يطارد الأشخاص الذين يقفون عند مفترق الطرق، ما بين العمل في وظيفة نظامية أو الانتقال للعمـل المستقل، هو الشعور الدائم بالقلق من الفشل في عالم الـ Freelancing، وعدم الثقة أن بإمكـانهم الصمود. هذه المحاضرة موجّهـة تحديداً لهؤلاء.

 

عن سرقة مجهود الآخرين
 

الفيلم يناقش عزوف الشاب عن الوظيفة النظامية وإصـراره أن يكون كاتباً على الرغم أن الموهبة تنقصــه، ويتم رفضه من أكثر من دور نشر، حتى يقـع في يده – بالصدفة – رواية كتبها شخص مجهول فيقــرر أن ينسبها لنفسه..

 

على الرغم من أن الإطـار العام للفيلم أدبي للغاية، إلا أن مزاج الفيلم كله يمكن وصفه بأنه مزاج مستقل. كما أن مشكلة السرقة تحديداً التي تنتشر بشدة في عالم الـ Freelancing سواءً بخصوص المحتوى أو حتى البرامج والمواقع، تجعل هذا الفيلم من الضروري مشاهدته..

 

كيف تحقق التوازن في حياتك الوظيفية – الإنسانية
 

تعتبر من أهم المحاضرات على Ted بالنسبة للجميع، العاملين بوظائف نظامية، والعاملين بوظائف مستقلة. وإن كانت – في رأيي – أكثر أهمية بكثير بالنسبة إلى المستقلين تحديداً..

المستقل لديه أزمة حقيقية في الفصل بين حياته الوظيفية وحيـاته الإنسـانية؛ لأنه لا يوجد عازل أصلاً.. المستقل يعمل في المنزل من غرفة نومه، وربما يعمـل في صالون المنزل الذي ينتشر فيه الأبناء أو الأسرة التي تنتظـر استقبال الضيوف بعد قليل!

 

في هذه المحاضرة، شرح سريع ومركّـز عن كيفية التنسيق بين عملك من ناحية ومتطلباتك الاجتماعية والأسرية من ناحية أخرى، بشكل يضيف كثيراً من الإيجابيـات لشقّي الحياة.. بدلاً من أن تؤثر كلّ منهما بالسلب على الأخرى.

 

ما وراء كواليس غوغل
 

فيلم The Internship من إنتاج 2013، بطولة فينس فون وأوين ويلسون.

قصة الفيلم لائقة تماماً مع الحالة العامة للمستقلين، شابان يتم فصلهما من العمل، فيبحثـان عن عمـل مستقل عن بعد، حتى ينتهي بهما المطاف في العمـلاق غوغل.

 

الفيلم مميز ومثير وأحداثه تجمع بين المرح والتشويق والدراما والإثارة، نال تقييماً جيداً من المشاهدين، وأعتقد أنه ملائم للغاية لنفسيـة المستقلين من كافة المجالات، وإن كان المجال التقني في المقدمة طبعاً..

 

ببساطة: كيف تجد العمل الذي تحبــه؟
 


قد يكون عنوان المحاضرة تقليدياً قليلاً، ولكن محتواها مطابق تماماً لما نريد أن نصل إليه في هذا التقرير. سكوت دينسمور المحاضر، يجيب على هذا السؤال بأنه يرشدك ببساطة إلى العمـل المستقل.

 

سكوت قام بترك وظيفته النظامية، وتوجّه إلى العمـل الحر، ووجد أنه بعد 5 سنوات من العمــل كـ Freelancer، أصبحت حياته أكثر جدية ومتعة وإنجازاً.

 

عن جحيم المكاتب
 

فيلم The Office Space إنتاج عام 1999، ويعتبر حلقة اتصال ما بين الأفلام المرشّحة لروّاد الأعمال، وأيضاً الأفلام الخاصة بالتوظيف المستقل.

السبب أنه يستعرض جحيم الوظيفة النظامية بالنسبة للمبرمجين تحديداً.. من الضروري أن تشاهده من وقت لآخر مهما كانت مسيرتك في العمـل المستقل متعثّرة، لأنه سوف يذكـرك بما هو أتعس: الوظيفة النظامية، الدوام الذي يجب أن تستيقظ من أجله الساعة السابعة صباحاً، والمدير الذي لا يفعل شيئاً سوى مضايقتك.

 

فيلم Office Space من أشهر وأفضل الأفلام التي يجب أن تشاهدها إذا كنت تبغض الوظيفة النظامية، وتنتمي لعالم الوظائف الحرة. أو تنتمي إلى عالم إطلاق المشروعات الريادية، وهجـر الالتزام الوظيفي كله بشقّيه، نظامية وحرّة!

 

مُديرون لُطفــاء
undefined


إنتاج عام 2011، واحد من أشهـر الأفلام الكوميدية التي تم إصدارها في السنوات الأخيرة، 
هذا الفيلم رغم أنه لا يناقش بشكل أساسي مفهوم العمـل المستقل، إلا أنه يسلط الضوء طوال الوقت على فكـرة المضايقات التي يشهدها الموظف النظامي في المؤسسات، بغض النظر عن نوعها ومجالها. أن تكون على اتصال مستمر مع مدير يحيل حياتك إلى جحيم.

الفيلم يعتبر من أكثر الأفلام التي تعطيـك رسالة خفية غير مباشرة: انطلق إلى العمــل الحر في أقرب فرصة! العمل الحر يتنامى سنوياً بشكل كبير حول العالم وهذا شيء طبيعي للغاية مع تمدد ثورة الإنترنت والتصميم والمحتوى والبرمجة – المجالات الأساسية للعمل الحر حالياً -، مما يشير إلى أن المستقبل القريب سيشهد أيضاً تغيرات أكبر لمصلحة الوظيفة الحرة أمام الوظيفة النظامية.

 

صحيح أن العـالم حتى الآن لم ينتج أفلاماً ووثائقيات ومحاضرات بشكل يتماشى مع كثافة وانتشار مفهوم العمل الحر، إلا أن السنوات المقبلة بالتأكيد سوف يتم تسليط الضوء بشكل أكبر على هذا النوع من الوظائف الذي يعتبـر – بكافة المقاييس – حلاً جوهرياً لمشكلات كل من المؤسسات والأفراد.

 

إذا كنت ترى أن هنـاك أفلاماً أخرى من الضروري أن تنضم إلى هذه اللائحة، لا تتردد في وضعها في التعليقات.

المصدر : الجزيرة