شعار قسم ميدان

كتب مترجمة للعربية من صناع السينما

سينما 120
هناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن السينما وفن صناعة الأفلام، لكن أفضل هذه الكتب هي التي كتبها مخرجون لهم تجارب ثرية وفريدة، مخرجون صنعوا لغة السينما (الأفلام) منذ ظهورها، وبالرغم من قلة الأعمال السينمائية المهمة التي تُرجمت إلى العربية؛ إلا أن هذا لم يمنع من ترجمة بعض الأعمال التي تتحدث عن السينما، وهذه بعضها:

هيتشكوك-تروفو
ربما يعتبر ألفريد هيتشكوك واحدا من أولئك المخرجين الذين وضعوا أساسات اللغة السينمائية وفن صناعة الأفلام، ينصح الكثير من النقاد كل الذين يودون تعلم الاخراج بمشاهدة أفلام هيتشكوك وقراءة كتاب "هيتشكوك- تروفو" الذي يعتبر وثيقة مقدسة لها أهمية خاصة في أدبيات السينما، فهو أحد أهم المراجع للمهتمين بهذا الفن، الكتاب عبارة عن حوار طويل جدا مكون من خمسمئة سؤال وجواب بين ألفريد هيتشكوك وفرانسوا تروفو.

قضى تروفو جلسات مُطولة مع هيتشكوك وأعد مادة الكتاب التي تتناول تجربة الأخير من جميع جوانبها خلال أربع سنوات، ومؤخرا أنجز فيلما وثائقيا عن هذا الكتاب يتحدث فيه أكبر المخرجين العالميين عن تأثير هذا الكتاب فيهم. 

 
الدراما هي الحياة بعد إزالة الأحداث المملة. *ألفريد هيتشكوك  (مواقع التواصل) 
الدراما هي الحياة بعد إزالة الأحداث المملة. *ألفريد هيتشكوك  (مواقع التواصل) 

يقول فرانسوا تروفو: "مات الرجل، ولكن السينمائي لم يمت، لأن أفلامه المُنَفذَة بعناية فائقة، وبشغف بالغ وبتأثر ليس له حد، كانت خاضعة لسيطرة تقنية نادرة ولم تعدم الوسيلة لكي تنتشر، مُخترقة حدود العالم بأسره، منافسة الإنتاجات الجديدة ومتحدية عوامل الزمن، محققة صورة جان كوكتو حينما تحدث عن بروست: لقد مات، لكن أعماله بقيت حية على غرار الساعات في معاصم الجنود الميتين".

ترجم هذا الكتاب إلى العربية عبدالله عويشق وحسن عودة، يمكنكم متابعة صفحة الكتاب على موقع جودريدز1. 



المصباح السحري

كم مرة وأنت تشاهد فيلمًا تساءلت كيف وردت هذه الصورة على ذهن المخرج، ومن أي موقف استقى المؤلف هذا الحوار، ما هي مجموعة المواقف والظروف التي صنعت هذا المبدع هنا يأتى دور انغمار برغمان هذا الواعظ الذي ضل طريقة واختار السينما ليضع حياته بين يديك بهذا الكتاب بما فيها من أحلام وأسرار ونجاحات وحماقات بعشوائية منظمة يحكي لك عن نفسه دون الحاجة للتبرير أو حتى الدفاع عن نفسه من الاتهامات العديدة التي وجهت إليه ( نازي، مدمن جنس، متهرب من الضرائب.. إلى آخره). 


"الفيلم كالحلم، الفيلم كالموسيقى.. لا يوجد أي نوع من الفنون له قدرة الفيلم على النفاذ إلى ما وراء الإدراك العادي وملامسة العواطف في أعماق الروح. ارتعاش في عصب العين، أثر الصدمة: أربعة وعشرون لقطة مضاءة في الثانية يفصل بين كل واحدة منها خط أسود لا تستطيع العين التقاطه." برغمان  (مواقع التواصل)


ما يريد إنغمار تقديمه في هذا الكتاب هو المادة الخام لإبداعه وكيف ساهمت تلك المواقف الشخصية في صناعة بعض أهم أفلام القرن العشرين. ترى شجاعة برغمان في إظهاره لمساوئه قد تكرهه أثناء حديثه عن طفولته المشردة أو عن خياناته أو كرهه لوالده ولكنك تشعر بالنقيض تمامًا حينما يحكي لك عن فنه فتسأل أنه كيف لهذا الوغد أن يصبح بهذا الجمال والإبداع الآن.
 

الحكاية عند بيرغمان لها رؤيتان دائمًا، لها رؤية خارجية كما هو الحال عند كل المخرجين ورؤية أخرى داخلية والتي تكون صاحبة الدور الأهم عنده. وترى كيف يسرد جنبًا إلى جنب ظاهر ما يحدث وباطنه. يقول مثلا: "الصبر والمرح، الضحك عوضًا عن الشجار، هكذا تمضي الأمور على نحو أسرع لكنها تبقى مؤلمة.

تتجلى شخصية برغمان في حبه للحياة وكرهه للموت بل وخوفه الشديد منه، يعتقد أن الموت "رعب لا مفر منه، ليس لأنه يؤلم، بل لأنه مليء بأحلام موحشة لا يستطيع أحد أن يستيقظ منها". يعاني برغمان كثيرًا من نقص الإيمان ونكرانه للنعمة الإلهية، وفي هذا السياق يقول: "كانت صلواتي تفوح بروائح الألم والتضرع والثقة والكراهية واليأس. لقد تحدث الله.. لم يتحدث الله.. لا تشح بوجهك عنّي.!"

ترجم هذا الكتاب إلى العربية باسل الخطيب، يمكنكم متابعة صفحة الكتاب على موقع جودريدز2.
 

أنا فيلليني
يأسرني أولئك الذين يحبون بلا خوف من العواقب، وينفعلون بلا حيطة، ويكرهون ويحبون بلا تعقل، وأنظر بإعجاب إلى المشاعر البسيطة وإلى السلوك الذي لا يأبه بالمضاعفات. *فيلليني  (مواقع التواصل)
يأسرني أولئك الذين يحبون بلا خوف من العواقب، وينفعلون بلا حيطة، ويكرهون ويحبون بلا تعقل، وأنظر بإعجاب إلى المشاعر البسيطة وإلى السلوك الذي لا يأبه بالمضاعفات. *فيلليني  (مواقع التواصل)

تقوم شارلوت شاندلر في هذا الكتاب بكتابة السيرة الذاتية لفيلليني من خلال تلك التدوينات التي طلب هو منها أن تدونها على لسانه حتى يمكنه أن يسألها بعد ذلك عن ما مضى من مشاعره إن نسيها، فيلليني هو واحد من أهم مخرجي السينما الإيطالية والعالمية وهو واحد من أولئك الأشخاص الذين يُجسدون الإنسانية الجميلة بعفويتها وإخفاقها وروعتها.

يتحدث فيلليني لشاندلر عن حبه الأول وعن حياته العائلية المضطربة، يحكي عن هشاشة الحياة والشوارع والأصدقاء. تظل شاندلر تستمع له وتدون خلال أكثر من 14 عامًا ثم يقول فيلليني لشاندل"لدي حياة واحدة، ولقد رويتها لكِ، ها هي ذي شهادتي الأخيرة، وليس عندي ما أقول بعدها" لتكتب شارلوت شاندلر بعدها هذا الكتاب الذي لم يقرأه فيلليني نفسه.

درس فيلليني في مدرسة كاثوليكية لينتقد المدارس الكاثوليكية بعد ذلك عبر أفلامه، جن صغيرًا بالسيرك والمسرحيات الهزلية. بدأ عمله في وظائف مختلفة كصحفي ورسام كاريكاتير إلى أن عمل كاتبًا وبعدها تعرّف على الممثلة جوليتا ماسينا حيث ظهرت بعد ذلك في عدد من أفلامه، والتي وصفها بأنها المرأة الأكثر إلهامًا لأعماله.

ترجم الكتاب للعربية عارف حديفة، ويمكنكم متابعة صفحة الكتاب وتعليقات القراء المثيرة حوله على موقع جودريدز3.
 

سينما مطرزة بالبراءة

undefined

 
"ما هي السينما ؟: هي الصورة التي لا تكون محصورة ضمن حدود ما تراه، هي هذا الوسط الذي من خلاله نطرح دومًا وإلى الأبد تلك الأسئلة الكبيرة: من نحن؟ ما الذي نفعله؟ ما هو الواقع".

يحاول أمين صالح بشغفه الفريد بالسينما في هذا الكتاب تقديم  المخرج الإيراني عباس كيارستمي من خلال ما قاله هو عن نفسه فيقوم بترجمة وجمع الحوارات التي أجريت مع كياستمي من مختلف الوسائط، حيث تصبح سطور الكتاب بقلم أمين صالح على لسان عباس كيارستمي الذي بدوره يضع للسينما مفهومًا آخر ومعنى جديد.

كيارستمي لا يريد للسينما أن تخدعك ولا يحب كيارستمي للسينما أن تشبه الحقيقة إذ أنها ليست بالحقيقة وإنما هي صورة وإنطباع عن الحقيقة، هو فقط يريد أن يرسم لك الصورة وأن يطلعك على الخيال دون الإفراط فيه ودون أن تقع فريسة تصديق هذا الخيال أو التوحد معه، حتى أنه أحيانا يُقحم المخرج والمصورين والفنيين وكأنه يرسل رسالة بذلك إلى المشاهد مفادها أنك ما تزال تشاهد فيلما سينمائيًا مصنوعًا حتى لا تندمج معه وتعجز عن التحليق فوقه وتحليله.

يريد للسينما أن تدهشك لكن ببساطتها وعمقها ورقتها حيث لا يمكن التنبؤ بقصته لأنها على نسق الأشياء الطبيعية لا تأتي متوقعة، لا يقع عباس في فخ الإكليشيه إذ لا يصنع مجدًا مبالغًا فيه ولا رومانسية من كوكب آخر، إنه يقدم الحب كما هو بلا شاعرية مفرطة وبلا مسيقى في الخلفية وبلا محاولة للتأثير على المشاهد واستدراجه.
 

السينما هي تلك الصورة التي لا تكون محصورة ضمن حدود ما نراه، هي ذلك الوسط الذي من خلاله نطرح دومًا وإلى الأبد تلك الأسئلة الكبيرة: من نحن؟ وما الذي نفعله؟

لا يريد عباس لفيلمه أن يأسرك من الوهلة الأولى، بل يريد له أن يمر خفيفًا على حواسك ولكنه ما يلبث أن يعلق في الذهن بحيث يجبرك على التفكير فيه وتحليله بعد مشاهدته واستكمال هذه الصورة الخيالية بنفسك فهو يريد منك مشاركته صناعة فيلمه من خلال رؤيتك أنت وتحليلك له، حيث تصبح لأفلامه عددًا من النسخ والتحليلات المتوقفة على عقل المشاهد وفهمه لها.

يقول بريشت: "البساطة من أصعب الأشياء التي يمكن تحقيقها"، عباس يصنع المألوف الحقيقي في السينما عن طريق ابتعاده عن المألوف، إدراك البساطة هي من أصعب الأشياء التي يمكن للإنسان أن يفعلها حيث إن السعي لإدراك البساطة هو في حد ذاته نوع من التكلف. لكن عباس يفعل ذلك ويترك لسينماه بصمة خاصة لا يستطيع من يشاهدها أن ينساها أبدًا.

يستعين بأشياء واضحة في هذا، لا يتعامل مع الممثلين المحترفين فهؤلاء في رأيه قد أفسدتهم السينما، هو يريد الهواة ويبحث عنهم بل ويتعلم منهم يقول: "أستمتع أكثر في العمل مع الهواة، وأتعلم منهم الكثير. بما أنهم لم يألفوا العمل السينمائي بعد، فإنهم باستمرار يصححون لي الأفكار التي تكوّنت لدي سلفاً. حالما يعجزون عن إلقاء جملة من الحوار، والتي ربما تكون مكتوبة بشكل سيء، أو لا يتمكنون من تأدية مشهد ما، فإنهم بطريقة أو بأخرى ينقلون إليّ هذه الرسالة التي تقول بأن ثمة خللاً في عملي. بالتالي فإنهم، دون أن يعلموا ذلك، يصححون نصي وحواري".

ترجم الكتاب للعربية أمين صالح، يمكنكم متابعة صفحة الكتاب على موقع جودريدز4.
 

النحت في الزمن
"السبب الوحيد للتوقيت الخاص بأي فيلم صنعته؛ هو أنني أردت صناعته في ذلك الوقت فحسب. ولم يجبرني شيء على ذلك، أنا أصوّر متى أرغب بذلك" أندريه تاركوفسكي (مواقع التواصل)

 
يعتبر أندريه تاركوفسكي أشهر مخرج روسي إذ تتميز أعماله بالشاعرية والسريالية، يقول ياسين النصير: "قارىء هذا الكتاب يجد أن ميدان المخرج السينمائي أندريه تاركوفسكي، هو الحياة، والشعر والموسيقى، وملاحظاته عن أفلام الآخرين تصب في هذه الثلاثية. ففن السينما عنده خبرة وبحث، ومن يراجع المفردات التي يتعامل بها، يجدها مشاريع فلسفية كبرى، قبل أن تكون أفكاراً لفنان يعالج على ضوئها مسيرته. فهو يولي أهمية قصوى لخبرة الإرادة في الإنسان".

"النحت في الزمن" يبدو وكأنه عنوان لقصيدة أو ديوان شعر، لكنه في الحقيقة عنوان لكتاب يتحدث عن السينما، بداية الكتاب حسب تاركوفسكي كانت مجموعة من الملاحظات حول انطباعاته وتجاربه اليومية التي كان يدونها، وهي الملاحظات التي رؤيته الخاصة لفن صناعة الأفلام.

يقول أمين صالح: "المؤلف لا يريد من وراء ذلك تعليم الآخرين أو فرض وجهة نظره عليهم، بل غايته الرئيسية أن يجد طريقه عبر متاهة من الإمكانيات والاحتمالات المتضمنة في هذا الشكل الفني"

ترجم هذا الكتاب للعربية أمين صالح، يمكنكم زيارة صفجة الكتاب على موقع جودريدز5.