شعار قسم ميدان

توقعات "ميدان" لترشيحات جوائز الأوسكار 2018

ميدان اوسكار

موسم الجوائز لهذا العام يقترب من نهايته، لكن يتبقى الحدث الاهم أو على الأقل الأكثر شهرة: الأوسكار. بعد عدة مواسم من اكتساح فيلم بعينه لمعظم الجوائز الهامة، يبدو أن الثيمة هذا العام هي أنه ليست هناك ثيمة. فلا يوجد في السباق "لالالاند" أو "المليونير المتشرد" (Slumdog Millioner). وبعد أن تعرضت الأكاديمية لهجوم متكرر بعد سنوات وسنوات من ترشيحات "بيضاء" وصل لذروته بمقاطعة حفل جوائز الأكاديمية الـ88 عام 2016، جاء قرارها التاريخي بتوجيه الدعوة للمزيد من السيدات والأقليات للإنضمام إلى لجنة التصويت أملا في مضاعفة نسبة تمثيلهم داخل الأكاديمية بحلول [1]2020، مما يجعل من الصعب توقع كيف سيؤثر صوتهم في النتيجة النهائية.

تعلن الترشيحات الرسمية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، ويمكنك متابعة بث مباشر لها على موقع الأكاديمية الرسمي. عادة ما يُقام حفل توزيع الجوائز في الأحد الأخير من شهر (فبراير/شباط) ولكن لتزامنه هذا العام من دورة الأولمبياد الشتوية، تم تأجيل الحفل أسبوعا وسيقام في الرابع من (مارس/آذار).

 
 نستعرض في ميدان بهذا التقرير توقعات لترشيحات جوائز الأوسكار 2018 من خلال الحديث عن أبرز الأفلام التي تم عرضها لعام 2017.

دونكيرك (Dunkirk)

undefined

 
الترشيحات المتوقعة:
أفضل فيلم، أفضل مخرج "كريستوفر نولان"، أفضل ممثل مساعد "مارك ريلانس"، أفضل نص أصلي وأفضل موسيقى تصويرية.

 

 بعد حصار حوالي نصف مليون جندي من قوات الحلفاء، على شواطيء وميناء دونكيرك شمالي فرنسا، تم تجميع أسطول بحري على عجل معظمه من قوارب الصيد والسفن التجارية لإخلاء حوالي 338 ألف جندي.

حول نولان "فيلم حرب" إلى ملحمة درامية، بصرية وسمعية. يُعد الفيلم من أنجح أفلام العام جماهيريا ونقديا. فقد ضمه عدد من النقاد إلى قوائم أفضل أفلام الحرب على الإطلاق[2][3]، بينما وصفه تود مكارثي من هوليوود ريبوتر بـ"تحفة انطباعية" بدون "سينتمالية مصطنعة أو بطولات مزيفة"، مثنيا بشكل خاص على الموسيقي التصورية التي "أمدت الفيلم بقوة مذهلة" و"تدمج كلا من الصوت والموسيقى لخلق تأثير استثنائي"[4].

 

على أقل تقدير، من المتوقع أن يعطي الفيلم نولان الإيماءة التي ينتظرها من الأكاديمية وشرف ترشحه، للمرة الأولى، عن فئة أفضل مخرج.

 

شكل الماء (The Shape of Water)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل مخرج (جييرمو ديل تورو)، أفضل ممثلة (سالي هاوكينز)، أفضل ممثل مساعد (مايكل شانون، ريتشارد جينكينز) وأفضل نص سينمائي أصلي.

 

عن قصة حب بين عاملة بكماء في أحد معامل الأبحاث السرية ومخلوق برمائي أثناء الحرب الباردة، يعده العديد من النقاد كأفضل أفلام ديل تورو منذ "متاهة بان" (Pan’s Labyrinth). كتبت هايلي بينيت "هناك غضارة غير معتادة بـ"شكل الماء"  في أفلام ديل تورو… رغم أن الفيلم ليس رائدا إلا أنه أنيق وساحر."[5] بينما كتب بيتر ترافيس لرولينج ستونز مثنيا على أداء سالي هاوكينز، والتصوير السينمائي وإخراج ديل تورو[6].

فاز الفيلم بجائزة الأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا، وجائزة أفضل مخرج وأفضل موسيقى تصويرية بحفل جوائز الجولدن جلوبز الـ75، كما ترشح لجوائز: أفضل فيلم دراما، أفضل ممثلة دراما "هاوكينز"، أفضل ممثلة مساعدة "سبينسر"، أفضل ممثل مساعد "جينكينز" وأفضل سناريو. وبحصوله على 12 ترشيحا لجوائز أكاديمية الفيلم البريطانية "البافتا" الـ71، منها أفضل فيلم، يصبح صاحب شرف أكبر عدد ترشيحات لدورة هذا العام.

 

أحلك ساعة (Darkest Hour)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل ممثل (جاري أولدمان)، أفضل مخرج (جو رايت)، أفضل ممثلة مساعدة "كريستن سكوت توماس".

 

بينما كانت أحداث فيلم دونكيرك تدور في شمال فرنسا، على الناحية الأخرى من بحر المانش كانت تدور أحداث فيلم أحلك ساعة. متمحورة حول الأيام الأولى من تولي وينستون تشيرشل رئاسة الحكومة البريطانية بينما مخالب هتلر تُطبق على عنق أوروبا. بطولة جاري أولدمان كوينستون تشيرشل في ما يعده الكثير من النقاد أفضل أدوراه على الإطلاق وتذكرته الذهبية لأوسكار أفضل ممثل، بعد أن فاز عنه بالفعل بجائزة جولدن جلوبز أفضل ممثل فيلم دراما لهذا العام. كتب دايفيد سيمز للأتلانتيك "حتى إذا ما كان أحلك ساعة مجرد سمفونية حنين أخرى للحرب العالمية الثانية، كان سيمثل مشاهدة ممتعة. لكن لأن الفيلم بذل جهدا واضحا لينقب أعمق، أصبح شيئا أكثر خلودا."[7]

 

ديترويت (Detroit)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل مخرج "كاثرين بيجيلو"، أفضل ممثل مساعد "جون بويغا، ويل بولتير".

 

مستوحى من حادثة موتيل الجزائر، أثناء أحداث شغب ديترويت العرقية عام 1967، التي انتهت بمقتل ثلاثة مراهقين سود وضرب وترهيب سبعة أخرين على أيدي أعضاء قوات مكافحة الشغب مكونة من دائرة شرطة ديترويت، شرطة ولاية ميشيغان والحرس الوطنى لولاية ميشيغان. عرض الفيلم تزامنا مع الذكرى الخمسين للأحداث وسط مشهد سياسي واجتماعي عرقي مشحون، خاصة في ظل رئاسة دونالد ترمب، يجعله خيارا سياسيا موفقا لجائزة أفضل فيلم. حتى الآن، كاثرين بيغلو هي المرأة الوحيدة التي فازت بجائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم في تاريخ الأكاديمية عن فيلم "خزانة الألم" (The Hurt Locker 2009).

 

أم (Mother)!

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل مخرج "دارين أرنوفسكي"، أفضل ممثلة "جنيفير لورنس".

 

ربما من أكثر أفلام هذا العام استقطابا لآراء كل من الجماهير والنقاد. حيث كتب بيتر ترافيس لرولينج ستونز، مانحا الفيلم 3.5 من 4 نجوم، واصفا الفيلم وإخراج أرنوفسكي كـ"صرخة من قلب فنان فاسد" و"عمل ملهم"، مثنيا بشكل خاص على أداء لورنس وميشيل بفايفر[8]، أعطى ريكس ريد الفيلم صفرا، كاتبا: "ليس هناك شيئا واحدا منطقيا بأم! فرؤية أرنوفسكي المبتذلة للجنون خرجت مضحكة أكثر منها مخيفة. ما يجعلني أتردد في وصفه بـ"أسوأ أفلام العام" لأن لقب "أسوأ أفلام القرن" يلائمه أكثر."[9]

 

لعبة مولي (Molly’s Game)

undefined

  

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل ممثلة "جيسيكا تشيستاين"، أفضل ممثل مساعد "إدريس ألبا"، أفضل كتابة "سيناريو مقتبس" "آرون سوركين".

 

العمل الإخراجي الأول لآرون سوركين، الرجل وراء سيناريوهات "القليل من الرجال الفاضلين" (A Few Good Men)، "الجناح الغربي" (West Wing)، "حرب تشارلي ويلسون" (Charlie Wilson’s War)، "الشبكة الاجتماعية" (The Social Network) الذي فاز عنه بجائزة الأوسكار لأفضل كتابة (سناريو مقتبس) 2010، أيضا مقتبس من مذكرات مولي بلوم المنشورة تحت الاسم نفسه. في الأغلب لن ينال "سوركين" شرف الترشح لجائزة أوسكار أفضل مخرج عن عمله الأول، لكنه قد يكون منح "جيسيكا تشيستاين" أول أوسكار لها، بعد أن رُشحت مرتين، فأداؤها كـ"مولي بلوم" يُعد الأقوى في مسيرتها حتى الآن -حسب عدد من النقاد-. كتب بيتر ديبرج لـ"فاريتي" (Varity): "لعبة مولي هو فيلم تشيستاين، فهي تبرهن مرة أخرى ما رأيناه في كل أدوارها حتى الآن: فمهما كانت قوة الرجال المحيطين بها، تشيستاين قادرة تماما على البقاء مسيطرة" [10].

  

ثلاث لافتات خارج إيبينغ، ميزوري (Three Billboards Outside Ebbing, Missouri)

undefined

 

الفئات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل مخرج "مارتن ماكدونا"، أفضل ممثلة "فرانسيس ماكدورمنت"، أفضل ممثل مساعد "سام روكويل"، "وودي هارليسون"، أفضل كتابة سيناريو أصلي "مارتن ماكدونا".

 

بعد مرور سبعة أشهر على حادثة اغتصاب وقتل ابنتها ذات السبعة عشر عاما بدون القبض على الفاعل، تقرر والدتها "فرانسيس ماكدورمنت" وضع ثلاث لافتات كبيرة لجذب انتباه الرأي العام. فاز الفيلم بأكبر جوائز مهرجان تورنتو السنمائي الدولي، جائزة اختيار الجمهور، من الجدير بالذكر أن 8 من 10 أفلام أخرى فازت بهذه الجائزة ، رُشحت لجائزة أوسكار أفضل فيلم، كما فاز بجائزة "الجولدن جلوبز" أفضل فيلم دراما، وأفضل ممثلة فيلم دراما لماكدرمونت، وأفضل ممثل مساعد "سام روكويل" وأفضل سيناريو. الفيلم مُرَشح لتسع من جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام منها: أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثلة لماكدورمنت، أفضل ممثل مساعد لكل من "هارليسون" و"روكويل".

 

أنا، تونيا (I, Tonya)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل ممثلة "مارجوت روبي"، أفضل ممثلة مساعدة "أليسون جاني"، أفضل نص سينمائي أصلي.

 

يتابع الفيلم السيرة الذاتية للاعبة التزلج على الجليد "تونيا هاردينج" "مارجوت روبي" خاصة علاقتها المضطربة مع أمها "أليسون جاني" وتورطها في تدبير حادث اعتداء فاشل على منافستها "نانسي كريغان" التي جُردت على إثره من لقب بطولة 1994 ومُنعت من المشاركة في أي بطولات أخرى، كمتنافسة أو مدربة، مدى الحياة. يستخدم الفيلم أسلوب الوثائقي الكاذب مع إجراء مقابلات مع الشخصيات في الزمن الحالي. المعادل النسائي لفيلم "الأصدقاء الطيبون" (GoodFellas)، فكما يقول أوين جليبرمان: "حان الوقت لنحصل على شخصية نسائية وضيعة خارجة عن القانون لنشجعها، وهذا أخيرا، هو الفيلم لذلك." [11] أثنى النقاد بشكل خاص على أداء أليسون جاني[12]، ورغم حدة المنافسة المتوقعة هذا العام في فئة أفضل ممثلة مساعدة إلا أنها رهان الكثيرين.

 

نادني باسمك (Call Me By Your Name)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل مخرج "لوكا غواداغنينو"، أفضل ممثل "تيموثي تشالاميت"، أفضل ممثل مساعد "أرمي هامر"، "مايكل ستولبارغ"، أفضل نص سينمائي مقتبس "جايمس آيفوري".

 

واحد من أكثر أفلام هذا العام استحسانا من قبل النقاد، من المتوقع أن يجد "نادني باسمك" مكانا بارزا في موسم الجوائز. فقد اختاره كل من المجلس الوطني للمراجعة ومعهد الفيلم الأميركي كواحد من أفضل 10 أفلام لعام 2017. يقول أولي ريتشاردز: " نادني باسمك خفيف، مبهج ومُدمر عاطفيا في الوقت نفسه، مع آداء رئيسية عميقة التأثير. إنه تحفة رومانسية عالية الحرفية."[13] إذا ما استطاع "تشالاميت" أن يجد لنفسه مكانا في السباق بأوسكار أفضل ممثل سيكون أصغر متنافس على الجائزة منذ "جيسي إيزينبيرغ" عن "الشبكة الاجتماعية" (The Social Network).

  

غت آوت (Get Out)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل مخرج "جوردان بيل"، أفضل ممثل "دانيال كالويا"، أفضل ممثلة مساعدة "أليسون ويليامز"، أفضل نص سينمائي أصلي "جوردان بيل".

 

يزور المصور "كريس كالويا"، الأميركي ذو الأصول الأفريقية، منزل عائلة صديقته البيضاء "روز ويليامز" على مضض، حيث يكون الرجل الأسود الوحيد، إذا لم تعد الخدم طبعا. استقبل النقاد والجمهور الفيلم بحفاوة حقيقة، فقد حصد 254.6 مليون دولار عالميا مقابل ميزانية 4.5 مليون دولار. كتب "ريتشارد روبر": "النجم الحقيقي هنا هو الكاتب/ المخرج جوردان بيل، الذي خلق عملا يناقش المستويات المتنوعة للعنصرية، يحفر لنفسه أسلوبا بصريا مميزا، بينما يتمكن بشكل ما أن يظل مضحكا فعلا."[14] استطاع "بيل" في عمله الإخراجي الأول أن يجد صوتا فريدا لنفسه، لم يغب ذلك عن أعضاء الأكاديمية خاصة الجدد منهم. عندما سُئل عن أي من الأعمال ممكن أن تنال صوته، اختار كولمان دولينجو فيلم "غت أوت" قائلا: " بالتأكيد، إن "غت آوت" رائد على كل من مستوى رسالته وحرفيته الفنية. أعتقد أن جوردان بيل اخترع نوعا جديدا من الأفلام".

  

ليدي بيرد (Lady Bird)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل مخرج "جريتا جيروج"، أفضل ممثلة "سيرشا رونان"، أفضل ممثلة مساعدة "لوريتا ميتكاف"، أفضل نص سينمائي أصلي "جريتا جيروج".

 

فيلم "جريتا جيروج" الأول؛ دافئ، حميم، وقد ترك وراءه أثرا من تراب النجوم على روح كل من شاهده. كتب "جو مورجينستيرن" عن "لايدي بيرد": "بعدما تشاهده، تشعر بالحاجة إلى تقديم امتنانك لكم هو رائع، حكيم، مضحك وطلي."[15] بينما أثنى ريتشارد روبر على أداء ميتكاف بشكل خاص معلقا "ليس هناك مستوى أعلى من التمثيل من ذلك الذي تنجزه في هذا الفيلم. هذا ما تبدو عليه العظمة."[16] فاز الفيلم بجائزة الجولدن جلوبز لأفضل فيلم موسيقى أو كوميدي وفازت رونان عنه بجائزة الجولدن جلوبز لأفضل ممثلة فيلم موسيقى أو كوميدي. اختار كل من المجلس الوطني للمراجعة، معهد الفيلم الأميركي ومجلة تايم "لايدي بيرد" كواحد من أهم 10 أفلام لهذا العام. إذا ما فازت جريتا بترشيح لأوسكار الإخراج ستكون أول امرأة تنال ذلك الشرف منذ "كاثرين بيجلو" في حفل 2010.

   

مشروع فلوريدا (The Florida Project)

undefined

 

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل ممثل مساعد "ويليام دافو"، أفصل نص سينمائي أصلي.

 

تعيش "موني" ذات الست سنوات خلال الصيف مع والدتها العزباء في فندق بجانب مملكة ديزني السحرية، وهي التي استوحى الفيلم اسمه منها. يتصدر الفيلم حاليا جوائز النقاد لأفضل فيلم بأربع جوائز من أصل 11[17]. لكن الرهان الأكبر هو فوز "ويليام دافو" بأوسكار أفضل ممثل مساعد، بعدما اعتبره العديد من النقاد أدى أفضل أدواره على الإطلاق.[18]

  

وندرومن (Wonder Woman)

undefined

  

الترشيحات المتوقعة: أفضل فيلم، أفضل مخرج "باتي جينكينز"

 

أهم أحداث العام السينمائية، فليس فقط لأنه فيلم جينكينز وانتظار "وندرومن" الذي دام 76 عاما للحصول على فيلمها الخاص، إلا أنه أيضا صاحب أعلى إيرادات فيلم من إخراج امرأة وسادس أنجح فيلم على الإطلاق. بشكل ما ألهمت "جينكينز" برؤيتها الفريدة لـ"وندرومن" آلاف السيدات في هوليوود الدفاع عن أنفسهن أخيرا، مما يجعلها خيارا مثاليا للترشح لأوسكار أفضل مخرج، خاصة بعد التجاهل المجحف من جوائز الجولدن جلوبز، حيث لم ترشح امرأة واحدة لجائزة أفضل مخرج.