شعار قسم ميدان

بفيلم الديزل.. هل يصبح رمضان "نمبر وان" شباك التذاكر؟

ميدان - فيلم الديزل

جدل واسع، أثاره الممثل المصري محمد رمضان على منصات التواصل الاجتماعي بعد إصداره لأغنيتي "نمبر وان" و"الملك"، تخطت الأولى حاجز أربعين مليون مشاهدة على يوتيوب، بينما حققت الأخيرة نصف هذا العدد تقريبا، لقي رمضان هجوما واسعا بعد إصدار الأولى، لكنّ هذا لم يثنه عن دفعه بالأغنية الثانية، في تحدٍّ لكل منتقديه. (1)(2)

 

توقع الكثيرون أن ينعكس ذلك الجدل على شباك التذاكر، حيث شارك رمضان في سباق العيد بفيلمه "الديزل" بعد أيام من الهجوم الضاري عليه، لكن الأمر كان بمنزلة دعاية جديدة لرمضان الذي دائما ما يُصر على كونه رقم واحد في مصر من حيث الإيرادات.

 

لكن زعم رمضان لا تؤكده لغة الأرقام، فالعام الماضي أثبت أن رمضان هو الفنان الأكثر وجودا، حيث شارك في ثلاثة أفلام هي "آخر ديك في مصر" و"جواب اعتقال" و"الكنز: الحقيقة والخيال"، إلا أن أيا منها لم يحقّق المراتب الثلاثة الأولى من حيث الإيرادات وقت عرضه.(3)

 

بعد فشل العام الماضي، يخوض رمضان هذا العام منافسة شرسة مع فيلم "البدلة" لتامر حسني، لكن فيلم "الديزل" جاء بالتأكيد نتيجة إدراك رمضان لتأخره في شباك التذاكر، وهي محاولة جادة للعودة للصدارة مرة أخرى، مع نجم لا يقبل إلا أن يكون "نمبر وان".
   

الخلطة السحرية لعودة النمبر وان

     

يمكن بسهولة ملاحظة أن أكثر الأفلام التي لاقت رواجا في السينما المصرية في المواسم الأخيرة هي الأفلام التي تنتمي إلى نوعية الأكشن والإثارة، مثل "هروب اضطراري" و"الخلية" و"حرب كرموز". بينما الكوميديا هي النوعية المفضلة طوال العام، وهي أكثر الأفلام المصرية انتشارا، بل وأكثر الأنواع السينمائية صمودا منذ بداية السينما في مصر، قدم رمضان العام الماضي النوعين، لكن في أفلام منفصلة، فانتمى "آخر ديك في مصر" إلى الكوميدي، و"جواب اعتقال" إلى الأكشن، لذا كان الحل بالنسبة لرمضان هذا العام أن يجمع بين التصنيفين في فيلم واحد.

 

نحن لا نتحدث عن نوعية "الأكشن كوميدي" فهي من حيث الجوهر مختلفة، حيث يخرج الضحك فيها من خلال المشاهد القتالية التي صُمّمت بطريقة مضحكة، والتي تعتبر أفلام جاكي شان الأشهر في تلك النوعية، لكنّ فيلم "الديزل" يقدم النوعين كلٌّ على حدة، مواقف تولد الكوميديا بالإضافة إلى "ألشات" رمضان بالطبع، ومواقف أخرى جادة تنتمي إلى حبكة الفيلم الرئيسية تسمح لرمضان بتأدية مشاهد الأكشن. (4)

  

هذا الخلط يُعدّ مخاطرة نوعا ما، لأن الخطين يجب أن يكونا مرسومين بشكل جيد، بحيث لا يُفقد أحد النوعين الآخر قيمته، وحتى لا يتحول إلى فيلم هزلي، وهذا ما يحدث تماما في الفيلم، وهو الأمر الذي يستحق عليه كُتّاب العمل الثلاثي أمين جمال ومحمود حمدان ومحمد محرز الثناء عليه.

 

تدور قصة الفيلم حول بدر الديزل "محمد رمضان" الذي يعمل كدوبلير في الأفلام السينمائية، يقتضي عمله القيام بالمهام الخطرة بدلا عن النجوم أنفسهم، لذا يجب على الديزل أن يتقن الحركات القتالية، الفيلم يستعرض في نصفه الأول جزءا من كواليس صناعة السينما لكن بشكل عابر، حيث نتعرف على عمل الدوبلير، تظهر كذلك مهنة الريجسير في إحدى المرات النادرة أمام الكاميرا لا خلفها.

 

يبدأ الفيلم بحادثة وفاة ممثلة مبتدئة، وهو حدث يتكرر مع أخريات، الأمر الذي يتورط فيه الديزل بشكل ما، ويحاول كشف الجناة، وتحقيق العدالة، لكنه يصطدم بشبكة إجرامية يديرها مجموعة من رجال الأعمال النافذين في مصر.

  

في وداع الأسطورة

undefined

 

اختلف فيلم "الديزل" كثيرا عمّا هو معتاد من أفلام محمد رمضان في الفترة الأخيرة، فهو يصر على إقحام الكثير من اللزمات والكلام المقفى والذي عادة لا يخرج من الشخصية التي يلعبها رمضان بقدر ما تخرج من رمضان نفسه، كما يصر على القواعد الأساسية لشخصيته والتي أرساها من خلال مسلسل الأسطورة.

 

تشمل القواعد أن تكون شخصيته صاعدة من الأسفل بغرض الانتقام عادة، صعود ينجح بالضرورة في تحقيقه، كما تشمل تلك القواعد وقوع الكثير من النساء في حبه بالطبع، يرى الناقد الفني أندرو محسن أن تخلي رمضان عن قواعده هذه المرة هو أحد أسباب اختلاف وربما تميز الفيلم. (5)

 

اختلاف وصل إلى الحد الذي يسخر فيه رمضان من نفسه داخل أحداث الفيلم، وهو الأمر الذي يتناقض تماما مع اعتداده الشديد بذاته، ومع ما يعتبره مشوار النجاح الذي لا يمس، نراه في أغنية "نمبر وان" مثلا يعرض عددا ممن هاجموه طوال مسيرته ليسخر منهم جميعا.

 

التزام رمضان بما تطلبه الشخصية ساعده في تقديم أداء مقنع، لا سيما مع التحول الذي يحدث في النصف الثاني من الفيلم، وحتى مشاهد الأكشن رغم المبالغة فيها في بعض الأحيان، فإنها قُدّمت بشكل جيد؛ وتم تقديم مبررات درامية تسمح للشخصية التي يلعبها رمضان "بدر الديزل" بإتقان الفنون القتالية، فهو يعمل كدوبلير للمشاهد الخطرة في الأفلام.

  

أن يكون المخرج ابن المنتج: "بفلوسي"

undefined

 

قدم رمضان أداء جيدا وأفضل من المعتاد، ربما لأن الفيلم هو تحديه الأهم في الفترة الحالية، بينما ظهر أغلب الممثلين بأداء باهت، انفعالات ياسمين صبري لا تتناسب مع طبيعة المشاهد، فتحي عبد الوهاب أقل ممّا اعتدناه خصوصا وأنه واحد من أكثر الممثلين الذين نالوا إشادات واسعة بعد الموسم الرمضاني، لكنّ إدارة الممثل هي مهمة المخرج في المقام الأول.

  

إدارة الممثل لم تكن المشكلة الوحيدة التي وقع فيها المخرج كريم السبكي نجل منتج الفيلم أحمد السبكي، لكنّ الفيلم كان مليئا بالمشاكل الأخرى؛ على سبيل المثال استخدم تقنية "الكلوز اب" بشكل مفرط وبلا أي داعٍ، لكن تبقى المشكلة الأهم التي وقع فيها كريم السبكي هي استخدام الألوان، فهو يستخدم اللون الأحمر داخل المستشفى والمنزل بلا أي مبرر، اللون لم يصاحب مثلا ظهور شخصية معينة، ولا الوجود في مكان يتطلب ذلك.

  

الإخراج في هذا الفيلم هو أحد أضعف عناصره بشكل واضح يصعب على أي مشاهد ألا يلاحظه، خصوصا مع تميز الكثير من العناصر الأخرى، كالمونتاج الذي جاء سلسا ومناسبا تماما لطبيعة الفيلم، محافظا على الإيقاع المتدفق للأحداث، ومثل التصوير الذي أتى أيضا في مستوى عالٍ، فعلى الرغم من وجود مشاهد أكشن صعبة في الفيلم، فإن مدير التصوير تيمور تيمور نجح في مهمته بشكل جيد.

المصدر : الجزيرة